مَنْ يُعطّل التنمية في البلدان العربية؟
مَنْ يُعطّل التنمية في البلدان العربية؟
نما ينمو يعني تطور عن المرحلة السابقة... فالبذرة تنمو وتخرج بادرة وتتكون وريقاتها ويستطيل ساقها، حتى تعطي سنابل ومحصول...
تشوه في النمو: يعني أن تنمو اليد اليمنى كل يوم 2سم مثلاً حتى تصبح عدة أمتار، إنه تشوه. أو تنمو جمجمة الرأس كل يوم 2سم، فيصبح الجسم لا يتحمل الرأس، فيترنح ويسقط!
الهاجس الأمني هو من يتحكم برؤية الحكام العرب، هذا لا يعني أنهم لا يرغبون بالتنمية، إنما يُقدمون عليها الأوضاع الأمنية (طبعا أمن النظام، وإن كانوا يمنون على الشعب أنهم يجلبون له الأمن)...
والأوضاع الأمنية تتمثل بعدة اعتبارات: رضا الدوائر الخارجة عن الوطن (هذا بغياب رضا الشعب عن النظام)، وتوزيع امتيازات على قوى محلية تدعم قوة النظام (قيادات جيش وشرطة) قيادات اقتصادية تستفيد من نظام الحكم، قيادات عشائرية تستفيد من إعفاءات وتعيينات في دوائر الدولة نفسها، واجهات دينية تسبّح بحمد الحاكم وتبرر حماقاته...
التنمية الصحيحة تدرس موجودات الدولة من مواد خام، وشعب فيه من الكفاءات ما يستطيع اللحاق بالأمم الراقية. فقط ما يحتاجه هو وضع دراسات متخصصة يتم الاستفادة من تجارب الشعوب وتحويل تلك الدراسات لإجراءات عملية يتم التشريع لها من مجالس برلمانية قادرة...
فلو نظرنا في معظم البلدان العربية، لرأينا مفاصل تلك العملية التنموية قد عطلت أو تم ترتيبها بشكل لا يعمل، كأن تضع رأس الحصان مكان الذيل ...
المعرفة العلمية موجودة والأشخاص موجودون والكفاءات موجودة، فقط تحتاج المسألة هو تنحي الهاجس الأمني والتخوف من الشعب. فلماذا ينتفض شعبٌ على حكومته إذا كانت كرامته محفوظة ولقمة عيشه متوفرة ويسكن بسهولة وعمله متوفر وعلاجه وتعليمه متوفران؟؟؟
