المهند
05-09-2005, 04:13 AM
الأحزاب العميلة ومأزقها الحرج في العراق
أ- أحزاب كتلة القائمة 169 :
فشلت هذه الأحزاب في أن تؤدي دورها الذي كانت قد قطعت العهد عليه للأمريكيين قبل الاحتلال لعدة أسباب أهمها أنها مقطوعة الجذور عن الشعب العراقي وأنها لا تمتلك أي رصيد شعبي وأنها لم تخفي عمالتها للمحتلين وأن قياداتها من أصحاب السوابق (الجرائم) والسمعة السيئة ومن اللصوص ومطلوبين للعدالة وأثبتوا بممارساتهم خلال الفترة الماضية أنهم أكثر إيذاءاً للعراقيين من المحتلين أنفسهم أما الأمريكيين فإنهم ينظرون إليهم نظرة شك وريبة وأنهم عديمي الإخلاص والوفاء وأنهم عملاء مزدوجين يخدمون إيران أكثر من خدمتهم للأمريكيين ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية جعلت من هؤلاء وقود لحرق المراحل في العراق وهي التي وفرت لهم الظروف لاستلام الحكومة (القائمة 169) لإنهائهم بالكامل إضافة إلى أنها وورطتهم بالقيام بأعمال إرهابية ضد الشعب العراقي وبالقتل والاعتقالات ودفعتهم لأن يتوجهوا نحو ما أسموه معالجة الملف الأمني وتركوا البدع والأكاذيب التي مرروها على من غرر بهم من الذين شاركوا في مهزلة الانتخابات ووعدوا الناس بتنفيذها إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً فيها (وهذا ما سبق أن توقعناه في مقالنا قبل أكثر من ستة أشهر).
لقد فشلت حكومة الأشيقر وفشلت معها الجمعية اللاوطنية ونسفت معها كل محاولات مد الجسور التي عملت عليها مكونات القائمة 169 سيئة الصيت لإيجاد مساحة لها بين أوساط الشعب العراقي كما أن هذه القائمة وما قامت به من جرائم وأعمال خسيسة قد أعطبت أهم سلاح كانت تستخدمه وهو المرجعية الدينية الطائفية.... ففي حين كان الناس البسطاء من أبناء شعبنا يجلوّن ويحترمون كل المرجعيات الدينية قبل الاحتلال فإن أغلب هؤلاء العراقيين الشرفاء قد أصبح لهم موقف آخر من تلك المرجعيات لاسيما التي أصبحت أداة بيد الاحتلال وعملائه ولذلك فإن محاولة الأحزاب العميلة (قائمة 169) أن يركبوا نفس الموجة الطائفية ويستخدموا نفس الأدوات التي استخدموها لتمرير مؤامرة الانتخابات على فئة من أبناء شعبنا البسطاء ستكون محاولة فاشلة وميتة في مؤامرة الدستور فالعراقيين اليوم أصبحوا على بينة وقناعة تامة بأنهم كانوا ضحية لأكاذيب العملاء وأن المرجعية الدينية الحقيقية هي التي تقف إلى جانب الشعب العراقي ضد أعدائه وليس العكس ولذلك فإن رهان العملاء على دستورهم من ا لآن رهان فاشل وخير لهم أن يجمعوا أشلائهم ويلتحقوا بعوائلهم اللواتي لا تزال تعيش في البلدان التي تجنسوا بها و إلا فإن مصير كل العملاء سيكون مرهون بنوع العقاب الذي سينفذه العراقيين بهم وليتذكروا ماذا فعل شعبنا بكل من....؟ .....؟
وأولئك لم يرتكبوا من الجرائم بحق بلدنا مثل فعل هؤلاء العملاء أما موضوع الفدرالية في الجنوب الذي تدعمه إيران فإنه سيقبر مثلما سيتم إفشال تؤامها في شمال العراق ومن يراهن على هذه المؤامرات إنما يحكم على نفسه أياً كان بالإعدام رغم إحساسه (المؤقت) أنه يمتلك القدرة واللحظة المناسبة للقيام بهذه الجريمة ولا أريد أن أقول في بدعة الفدرالية (في الشمال والجنوب) أكثر من أنها نبتة غير صالحة للزراعة لا مكاناً ولا زماناً فالعراق لا يسبح في الفضاء لوحده والعراقيين الشرفاء لن يسمحوا بأن تأكل لحوم أكتافهم ويبقوا صاغرين.
كما أن كل تجارب الفدراليات في العالم توحد الشعوب التي انقسمت على نفسها بالحروب وهذه أول مرة في التاريخ البشري يريد فيها هؤلاء العملاء إقامة فدراليات تمزق شعب وأرض موحدين طيلة تاريخهم الطويل.
ب- كتلة إياد علاوي:
كان علاوي ولا يزال يمثل وجه آخر للخيانة ويلتقي مع الآخرين الذين وفدوا إلى العراق بعد الاحتلال ونصبوا على رقاب شعبه إلا أنه يختلف معهم بدرجة ولائه لأمريكا أولاً وبريطانيا وإسرائيل بشكل أكبر من غزله مع إيران ورغم أن علاوي فشل في مهمته رئيساً للحكومة العميلة السابقة إلا أنه وبالتوافق مع إدارة الاحتلال في العراق ودعم ومساعدة أطراف وشخصيات طرحت نفسها على مسرح الأحداث في العراق يعملون على جني ثمار خيبة وفشل حكومة القائمة 169 ولذلك فإن ظاهر ما يمكن تلمسه في تداعيات المشهد السياسي في العراق المحتل تدلل على أن المستفيد (أو هكذا يتم تصويره) هو خط إياد علاوي الذي يرى فيه بعض العراقيين (الذين نكبوا بسبب تأييدهم للقائمة 169) أنه أفضل السيئين ولذلك فإن علاوي وتحالفاته (الشعلان) يحاولون أن يستثمروا كل تناقضات الكتل والأحزاب العميلة وانعكاسات الشارع العراقي الذي ضاق ذرعاً بالعملاء الآخرين لكي يؤسسوا لأنفسهم دوراً مفصلياً خلال المرحلة القادمة لاسيما إذا ما وصلت عملية سن الدستور إلى نهايات مأساوية وفشلت أمريكا أن تمارس ضغوطها لفرض حلول وسط يقبلها جميع العملاء وتؤجل الأمور الأخرى إلى مراحل قادمة وهذا هو المتوقع بالنسبة لمؤامرة الدستور.
جـ - الكتل والأحزاب التي شكلها المحتلين (أمريكا، إيران، إسرائيل)
عملت إدارة الاحتلال ومنذ اللحظات الأولى لتدنيسهم أرض العراق الطاهرة على تشتيت مكونات المجتمع وتمزيق أوصاله عبر تشكيل كيانات هزيلة وصلت بأسمائها مئات الأسماء إلا أن هذه الأحزاب لم تتجاوز أكثر من كونها لافتة ومقر وأفراد لا يتجاوزون أصابع اليد وصحيفة وربما بعضها ذهب إلى تأسيس إذاعة وتلفزيون وكان شعار الغالبية المطلقة من هذه المكونات الهجينة تجسيد لمنهج الاحتلال في بث سموم الفرقة العنصرية والطائفية والعشائرية والمناطقية وغيرها من التي توفر المناخ المناسب لتمرير المشروع الأمريكي الصهيوني الإيراني في العراق والمنطقة.... وخطورة مثل هذه الكيانات لا تظهر واضحة في هذا الظرف إلا أنها ستشكل معوقاً كبيراً لمرحلة ما بعد التحرير لاحتمال أن يكون لها دور قادم هدفه فرض أوضاع كالتي يعيشها لبنان الذي تتنازعه الصراعات والخلافات فلبنان بعدد نفوسه القليل ومساحته الضئيلة ودرجة ثقافة أبنائه التي يجب أن تكون سداً منيعاً ضد تمزيق أوصاله وتشتيت جهود أفراده لم يجنبه كل ذلك من وجود جزر صغيرة وكيانات سياسية متنافرة في إراداتها وتوجهاتها إلى الحد الذي يصعب فيه إيجاد لغة سياسية مشتركة بينها لاسيما في تجاوز الإشكاليات التي ترتبت على هذا البلد بفعل عوامل أُسس لها لتكون سبباً أساسياً لتعويق انطلاق وحدة وطنية لبنانية ونعتقد أن هناك مخطط لتكرار مثل هذه الحالة في العراق وقواعد اللعبة تكاد تكون واضحة ولا نريد هنا أن نؤشر بالأسماء لكي لا نعطي الأطراف مبرراً معلناً لمواقف يتعاطون معها الآن بالتخطيط والعمل السري ووفق ما كلفوا به؟!
د- الواجهات الأخرى:
لقد وّلد الاحتلال وافرازاته كثير من الأوضاع السلبية والانعكاسات لاسيما فرض المحاصصة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي ومن هنا جاءت محاولات بعض الأطراف كرد فعل على الوضع الذي فرضه الاحتلال وبالذات إبراز القوى الفعلية التي لبست رداء الطائفية البغيضة والتي أخذت تزايد بالأرقام والإحصائيات وتزور بالحقائق عن أغلبية هذه الفئة على فئات أخرى أو مظلومية هذه وظلم تلك..... الخ من هذه الأكاذيب والافتراءات التي وظفها الاحتلال لتمرير سياساته العقيمة وفرض إرادته على الشعب العراقي.
لقد تأسست عدد من الواجهات التي عول عليها أن تعيد شيء من التوازن الذي فقد في حركة أداء الشعب العراقي بكل مكوناته إلا أن هذه الواجهات انساقت في كثير من الأحباب وراء ردود الأفعال على ممارسات مقصودة للأحزاب الطائفية العميلة وكان الأجدر بهذه القوى أن تضع برنامجاً وطنياً لرأب الصدأ وتجميع الإمكانيات لمواجهة الاحتلال أكثر من الانغماس بسياسات وممارسات تم استغلالها من قبل المعسكر الثاني لاسيما وأن هذه الواجهات لم تفرق بين الاحتلال وعملائه وبين الإساءة للنظام العراقي الوطني قبل الاحتلال وهذا هو أجسم الأخطاء التي انساقت ورائها وعليها الآن أن تعيد تقويمها للأوضاع وتسارع تصحيح ممارساتها ومواقفها مع الأطراف التي تشكل العمود الفقري والرأس المدبر لتحرير العراق واستعادة عافيته والرسالة هذه أبلغ من أن تحتاج إلى تفسير أو توضيح!!
هـ- الأحزاب الكردية العميلة:
لن نقف كثيراُ عند حزبي البارازاني والطالباني لأنهما لم يبقيا شيئاُ يمكن أن يخفياه عن عرق عمالتهم وخيانتهم ورهانهم على ظرف العراق الصعب وغير الطبيعي ولن نقول لهؤلاء أكثر من أنهم يركضون وراء سحابة صيف لن تعصمهم من حرارة انتقام الشعب العراقي بعربه وأكراده و تركمانه وكل أقلياته الوطنية وليطلبوا ما يشاؤون وليكتب لهم زملاؤهم في الخيانة والعمالة كل ما يتمنوه من نصوص الدستور ونؤكد أن كل من راهنوا على الاحتلال كوسيلة للحصول على مستحقات عمالتهم وخيانتهم للعراق إنما يراهنوا على حصان بلا أرجل ولينظروا هؤلاء الأغبياء حولهم وهم يتحدثون عن جزء صغير من الشعب العراقي ((يشكل أكراد العراق أقل 20% من الشعب العراقي ونحن نعتز بهم كثيراً)) في حين يوجد في إيران وتركيا ودول أخرى أرقام كبيرة (في إيران أكثر من 15 مليون كردي وفي تركيا أكثر من عشرين مليون كردي) وفيها أنظمة تنظر إليها الإدارة الأمريكية نظرة احترام وتقدير واهتمام مئات الأضعاف مما يمكن أن يحظى به الطارزاني والطالباني عدا أن ما يحاول أن يؤسس عليه هذان الغبيان من وضع في العراق اليوم فهو وضع زائل وعليهم أن يحضروا أنفسهم للمفاجئة عندما ينقلب عليهم سيدهم الأمريكي بعدما ينفرض على هذا السيد وضع جديد من قبل المقاومة العراقية الوطنية هذا عدا مسألة مهمة جداً ستطفو على السطح في وقت ليس ببعيد وهو التناحر بين البرزاني والطالباني ولا يغر بعضنا مشاهد من المسرحية الحالية فالطالباني الذي صدق نفسه أنه رئيس العراق سيصحو في أية لحظة ليجد نفسه في القمامة وقد فقد الرئاستين في بغداد والسليمانية والبارزاني الذي يتسابق مع الدقائق لتثبيت وضع آخر لن يسر الطالباني وهذا هو جزء من شكل المشهد القادم للاحتراب المسلح بين هذين العميلين الغبيين!! هذا عدا أكبر المفاجئات تلك التي ستزلزل الأرض تحت أقدام (يهود الكرد) البارزاني والطالباني تلك التي ستأتيهم من أبناء شعبنا في محافظات أربيل والسليمانية الذين يتحرقون شوقاً للحظة التي سيعاقبون فيها هؤلاء الخونة اليهود المارقين وإن غداً لناظره قريب!!
د. فيصل الفهد
كاتب ومفكر عراقي
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2005/09/23.jpg
أ- أحزاب كتلة القائمة 169 :
فشلت هذه الأحزاب في أن تؤدي دورها الذي كانت قد قطعت العهد عليه للأمريكيين قبل الاحتلال لعدة أسباب أهمها أنها مقطوعة الجذور عن الشعب العراقي وأنها لا تمتلك أي رصيد شعبي وأنها لم تخفي عمالتها للمحتلين وأن قياداتها من أصحاب السوابق (الجرائم) والسمعة السيئة ومن اللصوص ومطلوبين للعدالة وأثبتوا بممارساتهم خلال الفترة الماضية أنهم أكثر إيذاءاً للعراقيين من المحتلين أنفسهم أما الأمريكيين فإنهم ينظرون إليهم نظرة شك وريبة وأنهم عديمي الإخلاص والوفاء وأنهم عملاء مزدوجين يخدمون إيران أكثر من خدمتهم للأمريكيين ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية جعلت من هؤلاء وقود لحرق المراحل في العراق وهي التي وفرت لهم الظروف لاستلام الحكومة (القائمة 169) لإنهائهم بالكامل إضافة إلى أنها وورطتهم بالقيام بأعمال إرهابية ضد الشعب العراقي وبالقتل والاعتقالات ودفعتهم لأن يتوجهوا نحو ما أسموه معالجة الملف الأمني وتركوا البدع والأكاذيب التي مرروها على من غرر بهم من الذين شاركوا في مهزلة الانتخابات ووعدوا الناس بتنفيذها إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً فيها (وهذا ما سبق أن توقعناه في مقالنا قبل أكثر من ستة أشهر).
لقد فشلت حكومة الأشيقر وفشلت معها الجمعية اللاوطنية ونسفت معها كل محاولات مد الجسور التي عملت عليها مكونات القائمة 169 سيئة الصيت لإيجاد مساحة لها بين أوساط الشعب العراقي كما أن هذه القائمة وما قامت به من جرائم وأعمال خسيسة قد أعطبت أهم سلاح كانت تستخدمه وهو المرجعية الدينية الطائفية.... ففي حين كان الناس البسطاء من أبناء شعبنا يجلوّن ويحترمون كل المرجعيات الدينية قبل الاحتلال فإن أغلب هؤلاء العراقيين الشرفاء قد أصبح لهم موقف آخر من تلك المرجعيات لاسيما التي أصبحت أداة بيد الاحتلال وعملائه ولذلك فإن محاولة الأحزاب العميلة (قائمة 169) أن يركبوا نفس الموجة الطائفية ويستخدموا نفس الأدوات التي استخدموها لتمرير مؤامرة الانتخابات على فئة من أبناء شعبنا البسطاء ستكون محاولة فاشلة وميتة في مؤامرة الدستور فالعراقيين اليوم أصبحوا على بينة وقناعة تامة بأنهم كانوا ضحية لأكاذيب العملاء وأن المرجعية الدينية الحقيقية هي التي تقف إلى جانب الشعب العراقي ضد أعدائه وليس العكس ولذلك فإن رهان العملاء على دستورهم من ا لآن رهان فاشل وخير لهم أن يجمعوا أشلائهم ويلتحقوا بعوائلهم اللواتي لا تزال تعيش في البلدان التي تجنسوا بها و إلا فإن مصير كل العملاء سيكون مرهون بنوع العقاب الذي سينفذه العراقيين بهم وليتذكروا ماذا فعل شعبنا بكل من....؟ .....؟
وأولئك لم يرتكبوا من الجرائم بحق بلدنا مثل فعل هؤلاء العملاء أما موضوع الفدرالية في الجنوب الذي تدعمه إيران فإنه سيقبر مثلما سيتم إفشال تؤامها في شمال العراق ومن يراهن على هذه المؤامرات إنما يحكم على نفسه أياً كان بالإعدام رغم إحساسه (المؤقت) أنه يمتلك القدرة واللحظة المناسبة للقيام بهذه الجريمة ولا أريد أن أقول في بدعة الفدرالية (في الشمال والجنوب) أكثر من أنها نبتة غير صالحة للزراعة لا مكاناً ولا زماناً فالعراق لا يسبح في الفضاء لوحده والعراقيين الشرفاء لن يسمحوا بأن تأكل لحوم أكتافهم ويبقوا صاغرين.
كما أن كل تجارب الفدراليات في العالم توحد الشعوب التي انقسمت على نفسها بالحروب وهذه أول مرة في التاريخ البشري يريد فيها هؤلاء العملاء إقامة فدراليات تمزق شعب وأرض موحدين طيلة تاريخهم الطويل.
ب- كتلة إياد علاوي:
كان علاوي ولا يزال يمثل وجه آخر للخيانة ويلتقي مع الآخرين الذين وفدوا إلى العراق بعد الاحتلال ونصبوا على رقاب شعبه إلا أنه يختلف معهم بدرجة ولائه لأمريكا أولاً وبريطانيا وإسرائيل بشكل أكبر من غزله مع إيران ورغم أن علاوي فشل في مهمته رئيساً للحكومة العميلة السابقة إلا أنه وبالتوافق مع إدارة الاحتلال في العراق ودعم ومساعدة أطراف وشخصيات طرحت نفسها على مسرح الأحداث في العراق يعملون على جني ثمار خيبة وفشل حكومة القائمة 169 ولذلك فإن ظاهر ما يمكن تلمسه في تداعيات المشهد السياسي في العراق المحتل تدلل على أن المستفيد (أو هكذا يتم تصويره) هو خط إياد علاوي الذي يرى فيه بعض العراقيين (الذين نكبوا بسبب تأييدهم للقائمة 169) أنه أفضل السيئين ولذلك فإن علاوي وتحالفاته (الشعلان) يحاولون أن يستثمروا كل تناقضات الكتل والأحزاب العميلة وانعكاسات الشارع العراقي الذي ضاق ذرعاً بالعملاء الآخرين لكي يؤسسوا لأنفسهم دوراً مفصلياً خلال المرحلة القادمة لاسيما إذا ما وصلت عملية سن الدستور إلى نهايات مأساوية وفشلت أمريكا أن تمارس ضغوطها لفرض حلول وسط يقبلها جميع العملاء وتؤجل الأمور الأخرى إلى مراحل قادمة وهذا هو المتوقع بالنسبة لمؤامرة الدستور.
جـ - الكتل والأحزاب التي شكلها المحتلين (أمريكا، إيران، إسرائيل)
عملت إدارة الاحتلال ومنذ اللحظات الأولى لتدنيسهم أرض العراق الطاهرة على تشتيت مكونات المجتمع وتمزيق أوصاله عبر تشكيل كيانات هزيلة وصلت بأسمائها مئات الأسماء إلا أن هذه الأحزاب لم تتجاوز أكثر من كونها لافتة ومقر وأفراد لا يتجاوزون أصابع اليد وصحيفة وربما بعضها ذهب إلى تأسيس إذاعة وتلفزيون وكان شعار الغالبية المطلقة من هذه المكونات الهجينة تجسيد لمنهج الاحتلال في بث سموم الفرقة العنصرية والطائفية والعشائرية والمناطقية وغيرها من التي توفر المناخ المناسب لتمرير المشروع الأمريكي الصهيوني الإيراني في العراق والمنطقة.... وخطورة مثل هذه الكيانات لا تظهر واضحة في هذا الظرف إلا أنها ستشكل معوقاً كبيراً لمرحلة ما بعد التحرير لاحتمال أن يكون لها دور قادم هدفه فرض أوضاع كالتي يعيشها لبنان الذي تتنازعه الصراعات والخلافات فلبنان بعدد نفوسه القليل ومساحته الضئيلة ودرجة ثقافة أبنائه التي يجب أن تكون سداً منيعاً ضد تمزيق أوصاله وتشتيت جهود أفراده لم يجنبه كل ذلك من وجود جزر صغيرة وكيانات سياسية متنافرة في إراداتها وتوجهاتها إلى الحد الذي يصعب فيه إيجاد لغة سياسية مشتركة بينها لاسيما في تجاوز الإشكاليات التي ترتبت على هذا البلد بفعل عوامل أُسس لها لتكون سبباً أساسياً لتعويق انطلاق وحدة وطنية لبنانية ونعتقد أن هناك مخطط لتكرار مثل هذه الحالة في العراق وقواعد اللعبة تكاد تكون واضحة ولا نريد هنا أن نؤشر بالأسماء لكي لا نعطي الأطراف مبرراً معلناً لمواقف يتعاطون معها الآن بالتخطيط والعمل السري ووفق ما كلفوا به؟!
د- الواجهات الأخرى:
لقد وّلد الاحتلال وافرازاته كثير من الأوضاع السلبية والانعكاسات لاسيما فرض المحاصصة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي ومن هنا جاءت محاولات بعض الأطراف كرد فعل على الوضع الذي فرضه الاحتلال وبالذات إبراز القوى الفعلية التي لبست رداء الطائفية البغيضة والتي أخذت تزايد بالأرقام والإحصائيات وتزور بالحقائق عن أغلبية هذه الفئة على فئات أخرى أو مظلومية هذه وظلم تلك..... الخ من هذه الأكاذيب والافتراءات التي وظفها الاحتلال لتمرير سياساته العقيمة وفرض إرادته على الشعب العراقي.
لقد تأسست عدد من الواجهات التي عول عليها أن تعيد شيء من التوازن الذي فقد في حركة أداء الشعب العراقي بكل مكوناته إلا أن هذه الواجهات انساقت في كثير من الأحباب وراء ردود الأفعال على ممارسات مقصودة للأحزاب الطائفية العميلة وكان الأجدر بهذه القوى أن تضع برنامجاً وطنياً لرأب الصدأ وتجميع الإمكانيات لمواجهة الاحتلال أكثر من الانغماس بسياسات وممارسات تم استغلالها من قبل المعسكر الثاني لاسيما وأن هذه الواجهات لم تفرق بين الاحتلال وعملائه وبين الإساءة للنظام العراقي الوطني قبل الاحتلال وهذا هو أجسم الأخطاء التي انساقت ورائها وعليها الآن أن تعيد تقويمها للأوضاع وتسارع تصحيح ممارساتها ومواقفها مع الأطراف التي تشكل العمود الفقري والرأس المدبر لتحرير العراق واستعادة عافيته والرسالة هذه أبلغ من أن تحتاج إلى تفسير أو توضيح!!
هـ- الأحزاب الكردية العميلة:
لن نقف كثيراُ عند حزبي البارازاني والطالباني لأنهما لم يبقيا شيئاُ يمكن أن يخفياه عن عرق عمالتهم وخيانتهم ورهانهم على ظرف العراق الصعب وغير الطبيعي ولن نقول لهؤلاء أكثر من أنهم يركضون وراء سحابة صيف لن تعصمهم من حرارة انتقام الشعب العراقي بعربه وأكراده و تركمانه وكل أقلياته الوطنية وليطلبوا ما يشاؤون وليكتب لهم زملاؤهم في الخيانة والعمالة كل ما يتمنوه من نصوص الدستور ونؤكد أن كل من راهنوا على الاحتلال كوسيلة للحصول على مستحقات عمالتهم وخيانتهم للعراق إنما يراهنوا على حصان بلا أرجل ولينظروا هؤلاء الأغبياء حولهم وهم يتحدثون عن جزء صغير من الشعب العراقي ((يشكل أكراد العراق أقل 20% من الشعب العراقي ونحن نعتز بهم كثيراً)) في حين يوجد في إيران وتركيا ودول أخرى أرقام كبيرة (في إيران أكثر من 15 مليون كردي وفي تركيا أكثر من عشرين مليون كردي) وفيها أنظمة تنظر إليها الإدارة الأمريكية نظرة احترام وتقدير واهتمام مئات الأضعاف مما يمكن أن يحظى به الطارزاني والطالباني عدا أن ما يحاول أن يؤسس عليه هذان الغبيان من وضع في العراق اليوم فهو وضع زائل وعليهم أن يحضروا أنفسهم للمفاجئة عندما ينقلب عليهم سيدهم الأمريكي بعدما ينفرض على هذا السيد وضع جديد من قبل المقاومة العراقية الوطنية هذا عدا مسألة مهمة جداً ستطفو على السطح في وقت ليس ببعيد وهو التناحر بين البرزاني والطالباني ولا يغر بعضنا مشاهد من المسرحية الحالية فالطالباني الذي صدق نفسه أنه رئيس العراق سيصحو في أية لحظة ليجد نفسه في القمامة وقد فقد الرئاستين في بغداد والسليمانية والبارزاني الذي يتسابق مع الدقائق لتثبيت وضع آخر لن يسر الطالباني وهذا هو جزء من شكل المشهد القادم للاحتراب المسلح بين هذين العميلين الغبيين!! هذا عدا أكبر المفاجئات تلك التي ستزلزل الأرض تحت أقدام (يهود الكرد) البارزاني والطالباني تلك التي ستأتيهم من أبناء شعبنا في محافظات أربيل والسليمانية الذين يتحرقون شوقاً للحظة التي سيعاقبون فيها هؤلاء الخونة اليهود المارقين وإن غداً لناظره قريب!!
د. فيصل الفهد
كاتب ومفكر عراقي
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2005/09/23.jpg