kimo17
04-09-2005, 09:02 AM
www.alkader.net
www.albasrah.net
www.aliraqnews.com
د نوري المرادي
لا تذبح الشاة، لتجتنب الترحم على احتضارها!
لون الضوء من لون مصدره، ومعنى التصريح من مكنون قائله!
إن إطلاق ألسن الجهلة، حين الأزمات، مصيبة والإنقياد لأهواء العامّة كارثة!
قد جرت منذ أيام فاجعة على جسر الأئمة ومضت إلى رحمة ربها ألف نفس ويزيد، وجرح أكثر من ثلاثمئة، فنسأله للجرحى الشفاء وللقتلى الرضا وللأهلين الصبر والسلوان. وللإمامين الخالصي ومقتدى ولبقية الأمة نقدم العزاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا هو وإنا له، وإنا إليه راجعون.
قد بدأت صباح أمس 050831 مواكب الزوار من جميع العراق تتوافد على المرقد الكاظمي، حتى ناهز عدد الحشور المليونين. وبعد كل المفارز الأمريكية، كانت هناك مفارز مشتركة لجيش المهدي وأنصار المدرسة الخالصية، يفتشون الزوار قبل السماح لهم بمواصلة السير نحو الصحن. وقد كانت سرادق على الطرق توزع الأكل على الناس وترحب بهم. وفي باكورة الزيارة، إنطلقت عدة قذائف هاون نحو الصحن سقط منها على الزوار بعض وآخر على نافورة، فقتل سبعة وجرح أكثر من خمسين. ومصدر القذائف حسب جميع الشهود هو معسكر سابق للمخابرات العراقية يحتله الآن الجيش الأمريكي. لكن الزوار واصلوا مسيرتهم نحو الصحن، حيث لا مجال أصلا لهم بالتراجع، نتيجة ضغط المتدفقين الوافدين من كل الشوارع والجهات خلفهم. وبحسب الشهود ظهرت حالات إنفجار أوردة في الآذان والحناجر عند بعض الزوار وأغمي عليهم. وجسر الإئمة الرابط بين الأعظمية والكاظيمة ومنذ شهور كان مغلقا من قبل قوات الإحتلال، وهو أيضا غير صالح للسير وبأعداد هائلة نتيجة للشدوخ والإهتزازات التي سببها القصف الأمريكي خلال الغزو قربه. ويتوسط هذا الجسر على طوله حاجز كونكريتي بعلو 70سم مكلل بالأسلاك الشائكة. وكل الشوارع والطرق إلى الصحن الكاظمي معرقلة بالمفارز والحواجز الأمريكية والحكومية. لذا وحين علم الناس بأمر فتح هذا الجسر، وحيث هو أقصر الطرق إلى الصحن من ضفة الأعظمية، توافدوا إليه أكثر من غيره ليعبروه، حتى حين بلغ الزحام أشده، صاح أحدهم، أن: (( إنتبهوا! فهناك إرهابي بحزام ناسف بينكم)). فتدافع الناس، ولكن وحيث هم مروا بالتفتيش الدقيق من جيش المهدي، لم يأخذ أكثرهم بالدعاية، لذا لم يكن التدافع بالشكل الذي يحدث هرجا خارج السيطرة. وربما عدد الذين خُطط(!) لهم أن يتدافعوا كان اقل من أن يحدث هرجا، لذا، أطلقت مجموعة من شرطة صولاغ النار في الهواء من فوق الجسر قرب ضفة الأعظمية المزروعة حاليا بحشور الأمريكان والشرطة. وعندها حدث الهرج والتدافع. وحيث هنّ أقل حركة من الرجال، فقد صارت النساء ومعهن الأطفال عواثر للبقية فتساقط الناس، ولازال الرصاص مستمرا وتعالى التهويل بوجود الإرهابيين المفخخين. لذا زاد التزاحم عند الحواجز الكونكريتية والتي لا يسمح علوها والأسلاك الشائكة عليها بتجاوزها قفزا، ولم يعد من نتيجة غير الكارثة. وقفز بعضهم إلى الماء أو رمي ليغرق، وبعضهم إلى الضفة الصخرية فمات، وبعضهم إختنق تحت الأرجل، وبعضهم بفعل الإنفجار الدموي بطلبة الإذن والحنجرة.
هذا ما جرى، ومعظمه شاهدناه حيا عبر فضائية "الشرقية" وغيرها، وهذا أيضا ما سمعناه من تصاريح المسؤولين أو قرأناه على الإنترنيت. لكني شخصيا لم أشاهد حالة تسمم واحدة إنما تحدث عنها المواطنون لفضائية الشرقية.
وحقيقة، لا حدث في هذا العالم مفصول زمنيا عما حوله وما قبله وبعده. ما بالك في بلد محتل كالعراق يرى محتلوه وغلمانهم المطرقة تهوى على رؤوسهم، فيحاولون درءها بالمستحيل.
ومنذ فاجعة الصحن الحيدري وما بعدها صارت كل محاولات المحتلين وأعوانهم لبعث حرب طائفية إلى الفشل. وتواتر الفشلات بمؤامرة ما يحتم الكف عنها أو الإلتجاء لأساليب غيرها خدمة لهدفه. لكن هذا عند العقلاء، وليس عند من يرى نهايته كابوسا على رأسه. والحيوان المفترس لا يكف عن الصيد نتيجة فشلات متتالية له على قطيع. واللص لا يكف عن السرقة لو فشل مرات. ومصاص الدماء لا يصبح نباتيا إن فشل مرة وعشرة.
وسابقا كنا بالإفتراض والتحليل نرى بأن آل الحكيم عملاء أصحاب مشروع طائفي يطبقونه على أرض العراق. لكن الآن اتضحت الأمور ولمس العالمين مشروعهم الطائفي، ولم يعد للتخمين من مجال، ومعه لم يعد من شك بأن في هذا المشروع حياة آل الحكيم أو موتهم.
وآل الحكيم أيضا، وقد إنكشف حجم الكره والعداء من الشعب العراقي لهم ولمشروعهم، وحيث ثبت لهم بالملموس أن شيعة العراق أسمى من أن يمثلهم خونة متصهينين مثلهم، وحيث أن في المشروع الطائفي حياتهم وفي عدمه موتهم، وحيث إنهم أصلا تركبوا على هذا المشروع وصنعوا منه وله. من هنا، لم يعد للفشلات المتتالية لبعث حرب طائفية في العراق تعني لهم شيئا. المهم عندهم هو الإيغال في المشروع الطائفي حتى ولو عبر الإيغال في دم المسلمين. هم مجرد مبرمجون على المشروع الطائفي ولا يثنيهم عنه سوى تقطيع رؤوسهم.
وبالمناسبة، فقبل شهر فقط أغتيل إبن شقيقتي. وكالعادة السارية بين مقلدي آل الحكيم، كعائلة شقيقتي، إدعت العائلة: (( أن قاتل إبنها من الوهابيين الإرهابيين جماعة الزرقاوي التي تريد إبادة الشيعة)). وقرأت الفاتحة في حسينية المنطقة على روحه، ولهج القارئ باللعنة على قاتليه، ونحى أن يفضحهم الله على الملأ.
فإستجاب الله سبحانه للدعاء، فجعل واحد من القتلة يكشف الأمر. وتبين أن القاتل من فيلق بدر وقد قتل خلال خمسة أشهر فقط 27 شخصا من منطقة إسكان غربي بغداد كلهم شيعة، وأغلبهم قتله أمام حسينية الإسكان، ومع كل قتل يلعن القاتلين الذين هم من ،،،، .
نعم!
فوظيفة فيلق بدر الأولى هي إفتعال الحرب الطائفية مهما كلف الأمر. لكن الشعب العراقي كان يصمد ضد المحاولات، الواحدة تلو الأخرى. وليس هذا فحسب، بل صار فيلق بدر يخسر الأرض تباعا. فسابقا كان يعيث فسادا حتى في تلعفر وزاخو، وخسرها، ثم خسر شمال بغداد ثم أحياء بغداد، ثم النجف وكربلاء والعمارة والحلة والبصرة. ومع كل خسارة ينخفض سقف مطالب الحكيم بالجزء الذي يريده ملكا من العراق له، حتى أعلن أخيرا أنه بنية فدرلة أربع محافظات في الجنوب فقط.
وفوق كل هذا، فما هيأته المحافل الماسونية والصهيونية من هالة قداسية لعائلة الحكيم فوقتهم بها سابقا الذبح على يد العامة، هذه الهالة ولت، أو بدأت تأفل حين رأى الناس ما فعله آل الحكيم بالأسرى سابقا وبالمواطنين حاليا، فصار الناس يسألون الله أن إذا كان لابد من السجن أو الموت فليس على يد فيالق آل الحكيم. وأخبار الجثث المرمية بالشوارع بعد ساعات من إعتقال فيلق بدر أو شرطة صولاغ لها. وأخبار تجارة الرقيق والمخدرات، وأخبار سرقة المخطوطات من الصحن العلوي، صارت حديثا الناس العلني.
المهم أن الهالة القداسية التي كانت واقيا لآل الحكيم ومبعثا لتبجيلهم من العامة راحت.
ومن جانب آخر/ فباقر صولاغ (بيان جبر سابقا) هو قائد جيوش آل الحكيم ومساعدهم وسمسارهم، والأهم هو قواد نساءهم اللآئي بحضوتهن فقط غلب منافسه في المجلس الأعلى نائب الحكيم سابقا طاهر أصفهاني (حامد بياتي). هذا الباقر صولاغ صار يعيش الآن لحظات نهايته ويرى موته يقترب منه ويعلم أن لا شفيع لرأسه وثرواته، غير الحرب الطائفية، عسى ولعله عبرها ينجو.
وحقد صولاغ على الطوائف العراقية، يدل عليه تصريحه يوم كان وزير الإسكان في حكومة عليوي، حيث قال بالحرف: (( يكفي أن نهد أهل الثورة على الأعظمية لتسحقها )).
وصولاغ بالمناسبة ظهر مرة على فضائية الجزيرة وقال أن صدام يخاف الخروج إلى الناس، لأنه دكتاتور وكل دكتاتور جبان. وأسأل صولاغ الآن إن كان شجاعا بما فيه الكفاية ليقف أمام الكامرات ولو لحظة في المنطقة الخضراء ولكن خارج الطابق الأسفل من السرداب الذي يعيش فيه منذ شهرين!
والحرب الطائفية مطلوبة أمريكيا وإسرائيليا. ولا مبرر لإيراد الثبوتات. اللهم سوى إثبات قبل فاجعة الجسر بليلتين فقط قاله خبير في مؤسسة "مارنيغي أنداومنت فور إنترناشيونال بيس" وهو السيد ناتان براون بأن ((الحرب الأهلية بدأت في العراق، موضحا أن الأمر بات يتعلق بمعرفة من سيشارك فيها وإلى أي حد.)) (1). فأردف عليه السناتور بادن عضو لجنة العلاقات الخارجية في امريكا، بأن: ((إذا ما عارض السنة الدستور، لأن الجو سيكون مهيئا لإندلاع الحرب الأهلية )) ( 2). ولا مراء أن هذا السناتور لا يتحدث عن خشية إنما عن أمنية مدبرة مسبقا تنفيذها.
ومن جهة ثالثة فالمتولي أمر الصحن الكاظمي الآن هو جيش المهدي. وقد إستولى عليه من فيلق بدر وحراسات باقر صولاغ الذي له بيت هناك أيضا. فإن هرب جلاوزة صولاغ من وجه جيش المهدي، فلابد على الأقل من الثأر ولو بإظهار أن جيش المهدي عاجز عن حماية العتبات كما كان يفعل فيلق بدر سابقا. أي لابد من مشكلة ما تظهر عجز جيش المهدي عن الحماية.
وأزمة ما مطلوبة أيضا للتغطية على المهزلة التي لحقت بمسرحية الدستور. والواقف بوجه هذه المسرحية هم جيش المهدي والوطنيين العراقيين ممن يسميهم الطرف المعادي بالعرب السنة. فكل ما رتب لهذه المسرحية فشل وكشف معه عجز هذه الحكومة التي تعتمد أكثرية رتبت لها بإنتخابات عُمل المستحيل لتنجح.
ومن هنا فأزمة ما مطلوبة أمريكا وصولاغيا وسستانيا وفيلق بدريا.
هذا وقد قال قائل بأن تفجر الدم من الحناجر والآذان كان بسبب تسمم.
وهو قول أما من جاهل أعمى البصر والبصيرة، أو من حوزة سستاني التابع الإرادة لآل الحكيم.
فلا تسمم يمزق الشرايين في الرئة ليدفع الدم إلى الحنجرة، ولا تسمم يفجر طبلة الإذن من الداخل ليخرج الدم بهكذا عجالة، وبلونه الطبيعي. والسموم المخصصة لتمزيق الأنسجة سواءً أنسجة الشرايين أو العضلات، يقوم فعلها على تحلل المادة الرابطة للأنسجة، أو ترسيب هيموغلوبينها لتضعف الأنسجة فتتمزق. ومن هنا لا يظهر تأثيرها إلا بعد أيام. والدم النازف يكون على شكل قيء مصفر مخلوط بالقيح.
ومن سابع المستحيلات أن تفعل السموم المخصصة لإتلاف الأنسجة فعلها خلال ثوان من تناولها ويخرج الدم قانيا. ومن سابع المستحيلات أن تكون هكذا سموم بمتناول باعة متجولين أو بمتناول مجموعة مسلحة أيا كانت. لأنها سموم باهضة الثمن جدا أولا، وتتواجد بكميات نادرة، وهي أصلا ذات تركيبة بيولوجية غاية التعقيد في ظروف حفظها. ولو كانت لدى بن لادن أو الزرقاوي لإستعملها سابقا، ولو كانت بمتناول الرئيس صدام لإستخدمها. والسموم التي تستعمل على النطاق الموسع هي السيانيد أو الثاليوم أو أكاسيد الزئبق أو بكتيريا ومستخلصات العفن، وجميعها تنتج بنطاق واسع ورخيصة. وجميع هذه السموم لها أعراض غير التي تحدث عنها المواطنون أعلاه. والحل الوحيد لظهور التسمم بأعراضه التي تحدث عنها المواطنون واحد من إحتمالين:
- أن يكون الخبر معنعن منقول ولا أحد رأى، إنماها دعاية بثت، والعامة تناقلتها. وقد كنت عام 1980 في موسكو خلال الأولمبياد. ويومها إنتشرت دعاية أن بعض الوفود جاءت معها بحلوى مسمومة لذا يجب على المواطنين عدم قبول أية حلوى من الغرباء. وأقرنت الدعاية بحادث قيل أنه جرى فعليا، ولكن ويا للغرابة في منطقة غير التي يجري فيها الحديث. ففي منطقة السوكل قيل أن الحادثة جرت في جامعة الصداقة وفي جامعة الصداقة قيل أنها جرت في جامعة موسكو وهكذا.
- الإحتمال الثاني أن يكون بعض الهاونات التي ضربها الأمريكان على الحضرة الكاظمية صباحا هو قنبلة تفريغية. وهي قنابل سبق للروس أن استعملوها في أفغانستان، حيث تضرب الطائرة بعض القنابل على أوكار المجاهدين فينتشر منها غاز عديم الرائحة واللون تستنشقه الضحايا دونما إنتباه، ثم ترمى قنبلة ثانية ينتشر منها غاز آخر حين تستنشقه الضحايا ولو بكميات قليلة، ينفجر مع الغاز الأول ويمزق شرايين الرئة فيحدث تقيء دم قان.
ولكل من هذين الإحتمالين مباعثه وأسسه. وكان المرء سيحتار إلى أي منهما يميل لولا تصريح لناطق من حوزة النجف لصحيفة الخليج اليوم (3) جاء فيه: (( ان هناك عنصرين اساسيين أديا الى وقوع الحادثة المؤلمة: العنصر الاول هو ان القصف المدفعي بالهاون نحو الجموع المحتشدة التي حضرت الى مرقد الامام موسى الكاظم أدى الى خسائر بالعشرات في صفوف الزائرين رغم ان هناك عدداً من الصواريخ والقذائف لم تنفجر. والثاني، فهو نشر شائعات بين صفوف الجموع فوق جسر الأئمة عن وجود عناصر ارهابية تحمل أحزمة ناسفة تغلغلت بين الجموع. والحقيقة ان تلك الشائعة نشرت الرعب بين الناس وأدت الى التدافع والتفرق بشكل غير منضبط مما أدى بالتالي إلى سقوط الجسر وسقوط ضحايا كبيرة ما بين جرحى وشهداء. إن مسألة التدافع تحصل في أماكن متعددة، مثلما حدث في مكة حيث سقطت اعداد كبيرة من الحجيج ما بين قتيل وجريح وكذلك في مدن اخرى، لكن حادثة الكاظمية يوم امس تداخلت فيها عوامل اخرى مثل قيام الارهابيين بتقديم اطعمة بالمجان للزوار وتبين فيما بعد أنها مسمومة، وهناك معلومات مؤكدة ان هؤلاء “الارهابيين” قد ذهبوا ضحية تلك الاعمال. وواصل الزوار سعيهم برباطة جأش ولم تؤثر تلك الحادثة في مسيرتهم رغم سقوط اكثر من 500 قتيل. لم نسمع بأن هناك مسؤولاً اتهم طائفة بعينها وحتى لو كان هناك شخص ما يرتبط بطائفة معينة فليس من المنطق والشرع ان ينسحب الاتهام على طائفته وهذا هو رأي المرجعية. وليس هناك أي معلومات عن تورط اخواننا السنة بل على العكس من ذلك رأينا تصريحات من إخواننا السنة خاصة من قادة الاحزاب يدينون تلك الاعمال ))
إذن فعناصر هذا التصريح الأساسية هي:
- أن خسائر القصف الأمريكي الأول كانوا بالعشرات
- أن سبب الحادثة شائعة عن وجود إرهابي
- أن الجسر سقط فأدى سقوطه إلى ضحايا
- أن التدافع حصل سابقا في مكة
- أن أحد عوامل تكاثر الضحايا هو قيام الإرهابيين بتقديم أطعمة مسمومة
- أن هناك معلومات مؤكدة أن هؤلاء الإرهابيين قد ذهبوا ضحية تلك الأعمال أي ضحية التسمم
- لا معلومات عن تورط إخواننا السنة بالموضوع
- بحسب رأي المرجعية فإذا أدين شخصا فلا يجب أن تدان طائفته
والحقيقة أن العنصر الأول في التصريح هذا ليس صحيحا. فضحايا القصف كانوا 7 قتلى و36 جريحا، أي ليس "عشرات" ذلك الرقم المعنوي الذي يفوق المئة. وكلمة "إرهابي" إذا قيلت حقا، فقائلها أما من بدر أو من الأمريكان أو من المحسوبين على الجهة التي تؤيد الإحتلال وتستخدم تسمية الإرهاب على المقاومة. أي أن صاحب الدعاية التي أدت إلى الهرج والمرج من جماعة الإحتلال. ولم يمت أحد بالتسمم. والجسر لم يسقط، إنما سقط الناس منه. والحديث بلا مبرر إلى زحام مكة معلوم المبعث. والقول بأن رأي المرجعية هو أن لا ينعكس عمل منفذ هذه الجريمة على طائفته، هذا القول مبعثه معلوم هو الآخر، لكن ليس الذي يتراءى وكأنه إتهام مسبق للسنة، خصوصا إذا ما أقرن بالجملة اللاجزمية عن عدم وجود معلومات تفيد بعدم تورط إخواننا السنة التي وردت في التصريح.
والأطعمة وزعت من سرادقات (4) نصبت قبل ليلة من الحدث وبقيت حتى نهاية اليوم. ومحال أن لا يعرف أصحاب السرادقات أحد، ومحال أن ينصب أحد سرادقا دون أذن من الداخلية العراقية أو من المرجعية، أو على الأقل من جيش المهدي، بإعتباره المسيطر على المنطقة. ومن سابع المستحيلات أن يحدث إختراق والسرادقات منصوبة في مناطق شيعية فقط.
المهم أن التحقق ممن وزعوا الأطعمة سهل وأسهل على إشيقر من أن يحك رأسه.
هذا، ومكونات طبخة (القيمة) أو (الهريس) التي عادة ما تقدمها السرادقات كالعادة الجارية في هذه المناسبات، المكونات هي الحنطة والرز والحمص والبهار واللحم. وكلها لابد واشتريت من دكاكين معلومة، شيعية أو سنية.
ومعرفة هذه الدكاكين هو الآخر سهل وممكن التحقق منها ببساطة.
والذين وزعوا الطعام، أما بقوا في السرادقات يوزعون الطعام (ليقتلوا أكبر عدد) أو هربوا إخفاءً للجريمة بعد أن انتهت كمية المسموم من الطعم. لكن في كلتا الحالتين فلابد وأنهم بشر يحملون جزءأ من عقل للدرجة التي لا يتناولون فيها طعاما هم الذين سمموه.
أي لم يمت "الإرهابيون" الجناة، ولن يموتوا بتناول طعام يعلمون هم أنه مسمم. والقبض عليهم سهل ايضا ولابد وقد صورتهم كامرات الأمريكان على الأقل.
أي أن كل الماتيفات التي أعطاها هذا الحوزوي مغلوطة. أو تشكل قصة منسوجة غايرتها الأحداث على الأرض. وحيث أنا حشري في مثل هذه الحلات، فسأمسك بخانوق هذا الحوزوي، وأعتبر تأكيده عن مقتل الجناة بالتسمم، دلالة لا تقبل الشك بعلاقته ومعرفته المسبقة بهم، بحيث شخص جثثهم بين المقتولين. أو أنه يعلم بوجود جناة سيسمموا المواطنين، وليقطع علينا، يفترض أنه يقطع، الطريق للبحث عنهم، بالتأكيد على أنهم ماتوا.
أي أخبرنا مقدما بأن الدليل على مشاركتهم إنتهى.
وحين نعلم أن صاحب هذا التصريح الباعث على الظنون هو تحديدا المجرم حسين الحكيم أحد أقرباء عبدالعزيزحكيم، وأنه أدلى به من قم على مسافة 3000كم من بغداد، فسنجزم أن الفاجعة مدبرة سلفا. وأن هذا المجرم حسين الحكيم، نطق من مكنون ضميره. وهو يعرف خفايا الحدث، لذا استبقه بالقطع بموت الجناة.
أما قوله بأن رأي المرجعية هو بأن لا ينعكس فعل الجاني على طائفته. فهذا جرم ودليل آخر عليه.
فم تنجح الفاجعة بإثارة حرب طائفية، والجاني لابد ويعرف وستكشف الأيام أنه من أتباع المرجعية التلمودوصفوية. لذا إستبق حسين الحكيم الأمر وأعلن أن لا معلومات لديه تشير إلى علاقة السنة بالفاجعة. وهو إستباق أراد منه القول بنزاهته وحياديته، من جهة، ومن جهة فضل مسبق منه على السنة. فضا أقرنه برأي المرجعية أيضا، لكي وحين ينكشف الجاني ويتبين أنه من نحلة التلمودوأصفهان، فلا تحسب شيعة العراق وسنة الجناية على كل هذه النحلة، إنما على فاعلها فقط.
ولو بدأت الحرب الأهلية حقا بفعل هذه الجريمة لما كان الجناة بوارد التفكير بالثغرات التي تركوها في حبك مسرحيتهم. لكن الشعب العراقي كان الأوعى وأفشل خطة الحرب الأهلية، لذا صار الجناة المرجعيون يبحثون عن المبررات والتراقيع. ولو كان الجاني سنيا، أو لو انطلت اللعبة واقتنع الناس بأن الفاعل سنيا، لحملت المرجعية كل العراقيين سنة وشيعة وبقية الطوائف الجريمة، وندبت عليهم مجلس الأمن وأمريكا وحصدتهم حصدا.
مختصرا، فالحرب الأهلية مطلوبة أمريكيا ومرجعيا وإيرانيا وإسرائيليا وصولاغيا وسستانيا ودستوريا. والعدو محدد، وهو ذلك الطرف الذي إنهارت على يده مشاريع كل هؤلاء السفاحين المجرمين، وهو المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، والتي يكني عنها المجرمون من أصحاب مشروع الإحتلال بالوهابية مرة وبالسنة مرة أخرى. ولهذا دبرت لأجل هذه الحرب فاجعة جسر الأئمة هذه.
وماتيف الجريمة محبوك بالتسلسل التالي: تقصف المعسكرات الأمريكية الزائرين بالهاونات فتقتل منهم ما تقتل وتتولى الدعاية قناة القيحاء وجرائد الإحتلال ومواقع المرجعية ووكلاؤها وجلاوزة بدر لتعلن أن الحدث من تدبير الوهابيين السنة وأن الشيعة هم المستهدفون بهذه المذبحة. فإن لم يؤت القصف بالهاونات أكله ويقتنع العامة بأن الفاعل هو السنة وتقوم الحرب، إن لم يحدث هذا، فالبديل الآخر هو إفتعال التزاحم تحت شائعة العملية الإرهابية. ويؤزر الشائعة إطلاق نار نحو الزوار قيقتل منهم أو يخيفهم ليتشاردوا بلا نظام فيدوس بعضهم بعضا.
وقد تسارع كل الجانب الموالي للإحتلال من صولاغ وغيره إلى الإدعاء بأن الفاعلين هم السنة وأن المقصود هو إبادة الشيعة. بل رئيس تحرير إحدى جرائد آل الحكيم إدعى هذا وحلل حتى اضطرت المذيعة لترزيله وإسكاته، بلفت إنتباهه إلى أن كل ما يسرده من حقائق لم يقع ولا وجود له على الأرض.
كما عزف على هذا الوتر القائد الأمريكي أعلاه والسناتور ورويتر. وكان أول تصريح لرويتر عن يوم الفاجعة بالنص التالي: (( أن حشودا من المواطنين توجهت إلى المرقد الكاظمي من كل أنحاء العراق وهي تحمل العلم العراقي، كتعبير منها على تأييدها للدستور والمرحعية)). وهذا قبل أن تبدأ الحشور بالورود إلى الصحن الكاظمي، ولم يكن أحد منها يحمل العلم العراقي، ولا هتف للمرجعية، ولا الدستور، على الأقل من باب أن الحدث لا علاقة له بمرجعية أو دستور. بل إن هوش ومن مقره الجديد في الكويت إتهم الإرهابيين بالفاجعة (5).
وسنرى أن أمريكا ولعلمها بالجناة أيضا سوف لن تطلب تحقيقا كما طلبته لمقتل الحريري، وستطمر أي تحقيق حيادي. لأن أي تحقيق سيعني موت أسطوة كل عملاء الأنجلوصهيون من الحوزات التلمودية وإلى الأبد
وقد نقلت الأخبار (6) اليوم أن سبب الكارثة كان تصرف من الشرطة العراقية التابعة لصولاغ.
أما أن يوجه اللوم أيضا إلى إخوتنا الوطنيين من أئمة الشيعة فهذا واجب علينا لهم.
فالإمامان مقتدى والخالصي والإمامان الحسني والمؤيد، يعرفون حق المعرفة أن العراق دار حرب، وأن بغداد حصر ومن ثم الكاظمية لم تعرف الإنقطاع في الليل والنهار من الرصاص والعمليات المسلحة ضد المحتلين. ويعلمون أن آل الحكيم وسستاني وصولاغ ومن معهم لا يتورعون عن إراقة دماء العراقيين، خصوصا على خلفية الخسائر التي لحقتهم في الكاظمين وغيرها مؤخرا. وأن مرجعية السستاني - حكيم أصلا اعتاشت على دماء العراقيين، وأنها كانت السباقة لخلق الأزمات للعراق وحيثما تجري الدماء تجدهم المتسببين. كما يعلم هؤلاء الأئمة الأجلاء أن شيئا كزيارة مرقد الإمام الكاظم، حدثت أم لم تحدث فلن يؤثر هذا على ما جمعه منكر ونكير عن العبد من حسنات أو سيئات. ما بالك وإن الحج على الناس من إستطاع إليه سبيلا. فكيف بزيارة ضريح تحكمها العاطفة لا الواجب الشرعي. وكان واضحا أن السبيل إليها عسير أو مقطوع.
لذا كان على هؤلاء الأئمة الأجلاء منع الزيارة بالفتوى أو التوعية مهما كلف الأمر.
على أن نسجل لهؤلاء الأئمة الأجلاء، أمرا وصلنا وهو، أنهم حقيقة كانوا على قناعة بمؤآمرة تحاك. لذا فعلوا المستحيل ليوفقوا ما بين توفير الأمن وعدم التدخل في شؤون العامة بمنعها من زيارة تريد. لذا كانت مفارز جيش المهدي وجماعات من المدرسة الخالصية، تقوم بالتفتيش الشديد. وحالت حقا من تفجير يطال الزائرين.
لكن حجم المؤامرة التي دبرت وشكل تنفيذها لم يخطر على بال أحد.
ربما نسي الجميع أن عدوهم الحكيم هو خريج أخطر المنطمات في العالم – الماسونية، وأن باقر صولاغ هو شرطي أمن سابق في إطلاعات والمخابرات السورية ووكالة المخابرات المركزية.
وسبحان الله فأحد معاني الإسم صولاغ من التركية هو "الشرطي".
المهم، قد جرى ما جرى، وإنا لله وإنا إليه راجعون! وسيغطي المرجعيون على الجناة على الجناة ويحفظون التحقيقات ويتلفون الأدلة، كما حدث في جريمة الصحن الحيدري وغيرها من الجرائم.
والأهم سوف لن يساءلوا من بادر وأعلن أن الجريمة من تنفيذ الوهابية. لن يسائلوهم كي لا يضطروا لمسائلة من أمرهم بهكذا أحاديث فتظهر خيوط الجريمة. وسوف يقتلوا الشرطة الذي أطلقوا الرصاص وتسببوا بالحادث، يقتلوهم كي لا يعرف من أمرهم بإطلاق النار، والذي أمره حتى نهاية الخيط.
لكنها أيام وتمر، وسيعلم القتلة السفاحين أي منقلب سينقلبون!
المهم، وللقادمات من الأيام يجب الآتي:
- لا يترك الأمر والقرار للعامة في الأزمات ففي هذا كارثة كبرى!
- لا يترك للعامة اللسان على غاربه ليقول هذا ويقول ذاك والمصاب حار ولات ساعة روية ابانه.
- لا يجوز التصريح أو الحديث بما يعتقد أنه يتلائم ومزاج العامة. واقصد هنا تصريحات الأخ العزيز حسن الزركاني، الذي إتهم به من أسماهم بالصداميين. في هذا بهتان وتجن وظلم كبير وليس له غير أن يخدم الجناة الحقيقيين.
منقول عن "الكادر"
http://www.alkader.net/sep/noori_050902.htm
www.albasrah.net
www.aliraqnews.com
د نوري المرادي
لا تذبح الشاة، لتجتنب الترحم على احتضارها!
لون الضوء من لون مصدره، ومعنى التصريح من مكنون قائله!
إن إطلاق ألسن الجهلة، حين الأزمات، مصيبة والإنقياد لأهواء العامّة كارثة!
قد جرت منذ أيام فاجعة على جسر الأئمة ومضت إلى رحمة ربها ألف نفس ويزيد، وجرح أكثر من ثلاثمئة، فنسأله للجرحى الشفاء وللقتلى الرضا وللأهلين الصبر والسلوان. وللإمامين الخالصي ومقتدى ولبقية الأمة نقدم العزاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا هو وإنا له، وإنا إليه راجعون.
قد بدأت صباح أمس 050831 مواكب الزوار من جميع العراق تتوافد على المرقد الكاظمي، حتى ناهز عدد الحشور المليونين. وبعد كل المفارز الأمريكية، كانت هناك مفارز مشتركة لجيش المهدي وأنصار المدرسة الخالصية، يفتشون الزوار قبل السماح لهم بمواصلة السير نحو الصحن. وقد كانت سرادق على الطرق توزع الأكل على الناس وترحب بهم. وفي باكورة الزيارة، إنطلقت عدة قذائف هاون نحو الصحن سقط منها على الزوار بعض وآخر على نافورة، فقتل سبعة وجرح أكثر من خمسين. ومصدر القذائف حسب جميع الشهود هو معسكر سابق للمخابرات العراقية يحتله الآن الجيش الأمريكي. لكن الزوار واصلوا مسيرتهم نحو الصحن، حيث لا مجال أصلا لهم بالتراجع، نتيجة ضغط المتدفقين الوافدين من كل الشوارع والجهات خلفهم. وبحسب الشهود ظهرت حالات إنفجار أوردة في الآذان والحناجر عند بعض الزوار وأغمي عليهم. وجسر الإئمة الرابط بين الأعظمية والكاظيمة ومنذ شهور كان مغلقا من قبل قوات الإحتلال، وهو أيضا غير صالح للسير وبأعداد هائلة نتيجة للشدوخ والإهتزازات التي سببها القصف الأمريكي خلال الغزو قربه. ويتوسط هذا الجسر على طوله حاجز كونكريتي بعلو 70سم مكلل بالأسلاك الشائكة. وكل الشوارع والطرق إلى الصحن الكاظمي معرقلة بالمفارز والحواجز الأمريكية والحكومية. لذا وحين علم الناس بأمر فتح هذا الجسر، وحيث هو أقصر الطرق إلى الصحن من ضفة الأعظمية، توافدوا إليه أكثر من غيره ليعبروه، حتى حين بلغ الزحام أشده، صاح أحدهم، أن: (( إنتبهوا! فهناك إرهابي بحزام ناسف بينكم)). فتدافع الناس، ولكن وحيث هم مروا بالتفتيش الدقيق من جيش المهدي، لم يأخذ أكثرهم بالدعاية، لذا لم يكن التدافع بالشكل الذي يحدث هرجا خارج السيطرة. وربما عدد الذين خُطط(!) لهم أن يتدافعوا كان اقل من أن يحدث هرجا، لذا، أطلقت مجموعة من شرطة صولاغ النار في الهواء من فوق الجسر قرب ضفة الأعظمية المزروعة حاليا بحشور الأمريكان والشرطة. وعندها حدث الهرج والتدافع. وحيث هنّ أقل حركة من الرجال، فقد صارت النساء ومعهن الأطفال عواثر للبقية فتساقط الناس، ولازال الرصاص مستمرا وتعالى التهويل بوجود الإرهابيين المفخخين. لذا زاد التزاحم عند الحواجز الكونكريتية والتي لا يسمح علوها والأسلاك الشائكة عليها بتجاوزها قفزا، ولم يعد من نتيجة غير الكارثة. وقفز بعضهم إلى الماء أو رمي ليغرق، وبعضهم إلى الضفة الصخرية فمات، وبعضهم إختنق تحت الأرجل، وبعضهم بفعل الإنفجار الدموي بطلبة الإذن والحنجرة.
هذا ما جرى، ومعظمه شاهدناه حيا عبر فضائية "الشرقية" وغيرها، وهذا أيضا ما سمعناه من تصاريح المسؤولين أو قرأناه على الإنترنيت. لكني شخصيا لم أشاهد حالة تسمم واحدة إنما تحدث عنها المواطنون لفضائية الشرقية.
وحقيقة، لا حدث في هذا العالم مفصول زمنيا عما حوله وما قبله وبعده. ما بالك في بلد محتل كالعراق يرى محتلوه وغلمانهم المطرقة تهوى على رؤوسهم، فيحاولون درءها بالمستحيل.
ومنذ فاجعة الصحن الحيدري وما بعدها صارت كل محاولات المحتلين وأعوانهم لبعث حرب طائفية إلى الفشل. وتواتر الفشلات بمؤامرة ما يحتم الكف عنها أو الإلتجاء لأساليب غيرها خدمة لهدفه. لكن هذا عند العقلاء، وليس عند من يرى نهايته كابوسا على رأسه. والحيوان المفترس لا يكف عن الصيد نتيجة فشلات متتالية له على قطيع. واللص لا يكف عن السرقة لو فشل مرات. ومصاص الدماء لا يصبح نباتيا إن فشل مرة وعشرة.
وسابقا كنا بالإفتراض والتحليل نرى بأن آل الحكيم عملاء أصحاب مشروع طائفي يطبقونه على أرض العراق. لكن الآن اتضحت الأمور ولمس العالمين مشروعهم الطائفي، ولم يعد للتخمين من مجال، ومعه لم يعد من شك بأن في هذا المشروع حياة آل الحكيم أو موتهم.
وآل الحكيم أيضا، وقد إنكشف حجم الكره والعداء من الشعب العراقي لهم ولمشروعهم، وحيث ثبت لهم بالملموس أن شيعة العراق أسمى من أن يمثلهم خونة متصهينين مثلهم، وحيث أن في المشروع الطائفي حياتهم وفي عدمه موتهم، وحيث إنهم أصلا تركبوا على هذا المشروع وصنعوا منه وله. من هنا، لم يعد للفشلات المتتالية لبعث حرب طائفية في العراق تعني لهم شيئا. المهم عندهم هو الإيغال في المشروع الطائفي حتى ولو عبر الإيغال في دم المسلمين. هم مجرد مبرمجون على المشروع الطائفي ولا يثنيهم عنه سوى تقطيع رؤوسهم.
وبالمناسبة، فقبل شهر فقط أغتيل إبن شقيقتي. وكالعادة السارية بين مقلدي آل الحكيم، كعائلة شقيقتي، إدعت العائلة: (( أن قاتل إبنها من الوهابيين الإرهابيين جماعة الزرقاوي التي تريد إبادة الشيعة)). وقرأت الفاتحة في حسينية المنطقة على روحه، ولهج القارئ باللعنة على قاتليه، ونحى أن يفضحهم الله على الملأ.
فإستجاب الله سبحانه للدعاء، فجعل واحد من القتلة يكشف الأمر. وتبين أن القاتل من فيلق بدر وقد قتل خلال خمسة أشهر فقط 27 شخصا من منطقة إسكان غربي بغداد كلهم شيعة، وأغلبهم قتله أمام حسينية الإسكان، ومع كل قتل يلعن القاتلين الذين هم من ،،،، .
نعم!
فوظيفة فيلق بدر الأولى هي إفتعال الحرب الطائفية مهما كلف الأمر. لكن الشعب العراقي كان يصمد ضد المحاولات، الواحدة تلو الأخرى. وليس هذا فحسب، بل صار فيلق بدر يخسر الأرض تباعا. فسابقا كان يعيث فسادا حتى في تلعفر وزاخو، وخسرها، ثم خسر شمال بغداد ثم أحياء بغداد، ثم النجف وكربلاء والعمارة والحلة والبصرة. ومع كل خسارة ينخفض سقف مطالب الحكيم بالجزء الذي يريده ملكا من العراق له، حتى أعلن أخيرا أنه بنية فدرلة أربع محافظات في الجنوب فقط.
وفوق كل هذا، فما هيأته المحافل الماسونية والصهيونية من هالة قداسية لعائلة الحكيم فوقتهم بها سابقا الذبح على يد العامة، هذه الهالة ولت، أو بدأت تأفل حين رأى الناس ما فعله آل الحكيم بالأسرى سابقا وبالمواطنين حاليا، فصار الناس يسألون الله أن إذا كان لابد من السجن أو الموت فليس على يد فيالق آل الحكيم. وأخبار الجثث المرمية بالشوارع بعد ساعات من إعتقال فيلق بدر أو شرطة صولاغ لها. وأخبار تجارة الرقيق والمخدرات، وأخبار سرقة المخطوطات من الصحن العلوي، صارت حديثا الناس العلني.
المهم أن الهالة القداسية التي كانت واقيا لآل الحكيم ومبعثا لتبجيلهم من العامة راحت.
ومن جانب آخر/ فباقر صولاغ (بيان جبر سابقا) هو قائد جيوش آل الحكيم ومساعدهم وسمسارهم، والأهم هو قواد نساءهم اللآئي بحضوتهن فقط غلب منافسه في المجلس الأعلى نائب الحكيم سابقا طاهر أصفهاني (حامد بياتي). هذا الباقر صولاغ صار يعيش الآن لحظات نهايته ويرى موته يقترب منه ويعلم أن لا شفيع لرأسه وثرواته، غير الحرب الطائفية، عسى ولعله عبرها ينجو.
وحقد صولاغ على الطوائف العراقية، يدل عليه تصريحه يوم كان وزير الإسكان في حكومة عليوي، حيث قال بالحرف: (( يكفي أن نهد أهل الثورة على الأعظمية لتسحقها )).
وصولاغ بالمناسبة ظهر مرة على فضائية الجزيرة وقال أن صدام يخاف الخروج إلى الناس، لأنه دكتاتور وكل دكتاتور جبان. وأسأل صولاغ الآن إن كان شجاعا بما فيه الكفاية ليقف أمام الكامرات ولو لحظة في المنطقة الخضراء ولكن خارج الطابق الأسفل من السرداب الذي يعيش فيه منذ شهرين!
والحرب الطائفية مطلوبة أمريكيا وإسرائيليا. ولا مبرر لإيراد الثبوتات. اللهم سوى إثبات قبل فاجعة الجسر بليلتين فقط قاله خبير في مؤسسة "مارنيغي أنداومنت فور إنترناشيونال بيس" وهو السيد ناتان براون بأن ((الحرب الأهلية بدأت في العراق، موضحا أن الأمر بات يتعلق بمعرفة من سيشارك فيها وإلى أي حد.)) (1). فأردف عليه السناتور بادن عضو لجنة العلاقات الخارجية في امريكا، بأن: ((إذا ما عارض السنة الدستور، لأن الجو سيكون مهيئا لإندلاع الحرب الأهلية )) ( 2). ولا مراء أن هذا السناتور لا يتحدث عن خشية إنما عن أمنية مدبرة مسبقا تنفيذها.
ومن جهة ثالثة فالمتولي أمر الصحن الكاظمي الآن هو جيش المهدي. وقد إستولى عليه من فيلق بدر وحراسات باقر صولاغ الذي له بيت هناك أيضا. فإن هرب جلاوزة صولاغ من وجه جيش المهدي، فلابد على الأقل من الثأر ولو بإظهار أن جيش المهدي عاجز عن حماية العتبات كما كان يفعل فيلق بدر سابقا. أي لابد من مشكلة ما تظهر عجز جيش المهدي عن الحماية.
وأزمة ما مطلوبة أيضا للتغطية على المهزلة التي لحقت بمسرحية الدستور. والواقف بوجه هذه المسرحية هم جيش المهدي والوطنيين العراقيين ممن يسميهم الطرف المعادي بالعرب السنة. فكل ما رتب لهذه المسرحية فشل وكشف معه عجز هذه الحكومة التي تعتمد أكثرية رتبت لها بإنتخابات عُمل المستحيل لتنجح.
ومن هنا فأزمة ما مطلوبة أمريكا وصولاغيا وسستانيا وفيلق بدريا.
هذا وقد قال قائل بأن تفجر الدم من الحناجر والآذان كان بسبب تسمم.
وهو قول أما من جاهل أعمى البصر والبصيرة، أو من حوزة سستاني التابع الإرادة لآل الحكيم.
فلا تسمم يمزق الشرايين في الرئة ليدفع الدم إلى الحنجرة، ولا تسمم يفجر طبلة الإذن من الداخل ليخرج الدم بهكذا عجالة، وبلونه الطبيعي. والسموم المخصصة لتمزيق الأنسجة سواءً أنسجة الشرايين أو العضلات، يقوم فعلها على تحلل المادة الرابطة للأنسجة، أو ترسيب هيموغلوبينها لتضعف الأنسجة فتتمزق. ومن هنا لا يظهر تأثيرها إلا بعد أيام. والدم النازف يكون على شكل قيء مصفر مخلوط بالقيح.
ومن سابع المستحيلات أن تفعل السموم المخصصة لإتلاف الأنسجة فعلها خلال ثوان من تناولها ويخرج الدم قانيا. ومن سابع المستحيلات أن تكون هكذا سموم بمتناول باعة متجولين أو بمتناول مجموعة مسلحة أيا كانت. لأنها سموم باهضة الثمن جدا أولا، وتتواجد بكميات نادرة، وهي أصلا ذات تركيبة بيولوجية غاية التعقيد في ظروف حفظها. ولو كانت لدى بن لادن أو الزرقاوي لإستعملها سابقا، ولو كانت بمتناول الرئيس صدام لإستخدمها. والسموم التي تستعمل على النطاق الموسع هي السيانيد أو الثاليوم أو أكاسيد الزئبق أو بكتيريا ومستخلصات العفن، وجميعها تنتج بنطاق واسع ورخيصة. وجميع هذه السموم لها أعراض غير التي تحدث عنها المواطنون أعلاه. والحل الوحيد لظهور التسمم بأعراضه التي تحدث عنها المواطنون واحد من إحتمالين:
- أن يكون الخبر معنعن منقول ولا أحد رأى، إنماها دعاية بثت، والعامة تناقلتها. وقد كنت عام 1980 في موسكو خلال الأولمبياد. ويومها إنتشرت دعاية أن بعض الوفود جاءت معها بحلوى مسمومة لذا يجب على المواطنين عدم قبول أية حلوى من الغرباء. وأقرنت الدعاية بحادث قيل أنه جرى فعليا، ولكن ويا للغرابة في منطقة غير التي يجري فيها الحديث. ففي منطقة السوكل قيل أن الحادثة جرت في جامعة الصداقة وفي جامعة الصداقة قيل أنها جرت في جامعة موسكو وهكذا.
- الإحتمال الثاني أن يكون بعض الهاونات التي ضربها الأمريكان على الحضرة الكاظمية صباحا هو قنبلة تفريغية. وهي قنابل سبق للروس أن استعملوها في أفغانستان، حيث تضرب الطائرة بعض القنابل على أوكار المجاهدين فينتشر منها غاز عديم الرائحة واللون تستنشقه الضحايا دونما إنتباه، ثم ترمى قنبلة ثانية ينتشر منها غاز آخر حين تستنشقه الضحايا ولو بكميات قليلة، ينفجر مع الغاز الأول ويمزق شرايين الرئة فيحدث تقيء دم قان.
ولكل من هذين الإحتمالين مباعثه وأسسه. وكان المرء سيحتار إلى أي منهما يميل لولا تصريح لناطق من حوزة النجف لصحيفة الخليج اليوم (3) جاء فيه: (( ان هناك عنصرين اساسيين أديا الى وقوع الحادثة المؤلمة: العنصر الاول هو ان القصف المدفعي بالهاون نحو الجموع المحتشدة التي حضرت الى مرقد الامام موسى الكاظم أدى الى خسائر بالعشرات في صفوف الزائرين رغم ان هناك عدداً من الصواريخ والقذائف لم تنفجر. والثاني، فهو نشر شائعات بين صفوف الجموع فوق جسر الأئمة عن وجود عناصر ارهابية تحمل أحزمة ناسفة تغلغلت بين الجموع. والحقيقة ان تلك الشائعة نشرت الرعب بين الناس وأدت الى التدافع والتفرق بشكل غير منضبط مما أدى بالتالي إلى سقوط الجسر وسقوط ضحايا كبيرة ما بين جرحى وشهداء. إن مسألة التدافع تحصل في أماكن متعددة، مثلما حدث في مكة حيث سقطت اعداد كبيرة من الحجيج ما بين قتيل وجريح وكذلك في مدن اخرى، لكن حادثة الكاظمية يوم امس تداخلت فيها عوامل اخرى مثل قيام الارهابيين بتقديم اطعمة بالمجان للزوار وتبين فيما بعد أنها مسمومة، وهناك معلومات مؤكدة ان هؤلاء “الارهابيين” قد ذهبوا ضحية تلك الاعمال. وواصل الزوار سعيهم برباطة جأش ولم تؤثر تلك الحادثة في مسيرتهم رغم سقوط اكثر من 500 قتيل. لم نسمع بأن هناك مسؤولاً اتهم طائفة بعينها وحتى لو كان هناك شخص ما يرتبط بطائفة معينة فليس من المنطق والشرع ان ينسحب الاتهام على طائفته وهذا هو رأي المرجعية. وليس هناك أي معلومات عن تورط اخواننا السنة بل على العكس من ذلك رأينا تصريحات من إخواننا السنة خاصة من قادة الاحزاب يدينون تلك الاعمال ))
إذن فعناصر هذا التصريح الأساسية هي:
- أن خسائر القصف الأمريكي الأول كانوا بالعشرات
- أن سبب الحادثة شائعة عن وجود إرهابي
- أن الجسر سقط فأدى سقوطه إلى ضحايا
- أن التدافع حصل سابقا في مكة
- أن أحد عوامل تكاثر الضحايا هو قيام الإرهابيين بتقديم أطعمة مسمومة
- أن هناك معلومات مؤكدة أن هؤلاء الإرهابيين قد ذهبوا ضحية تلك الأعمال أي ضحية التسمم
- لا معلومات عن تورط إخواننا السنة بالموضوع
- بحسب رأي المرجعية فإذا أدين شخصا فلا يجب أن تدان طائفته
والحقيقة أن العنصر الأول في التصريح هذا ليس صحيحا. فضحايا القصف كانوا 7 قتلى و36 جريحا، أي ليس "عشرات" ذلك الرقم المعنوي الذي يفوق المئة. وكلمة "إرهابي" إذا قيلت حقا، فقائلها أما من بدر أو من الأمريكان أو من المحسوبين على الجهة التي تؤيد الإحتلال وتستخدم تسمية الإرهاب على المقاومة. أي أن صاحب الدعاية التي أدت إلى الهرج والمرج من جماعة الإحتلال. ولم يمت أحد بالتسمم. والجسر لم يسقط، إنما سقط الناس منه. والحديث بلا مبرر إلى زحام مكة معلوم المبعث. والقول بأن رأي المرجعية هو أن لا ينعكس عمل منفذ هذه الجريمة على طائفته، هذا القول مبعثه معلوم هو الآخر، لكن ليس الذي يتراءى وكأنه إتهام مسبق للسنة، خصوصا إذا ما أقرن بالجملة اللاجزمية عن عدم وجود معلومات تفيد بعدم تورط إخواننا السنة التي وردت في التصريح.
والأطعمة وزعت من سرادقات (4) نصبت قبل ليلة من الحدث وبقيت حتى نهاية اليوم. ومحال أن لا يعرف أصحاب السرادقات أحد، ومحال أن ينصب أحد سرادقا دون أذن من الداخلية العراقية أو من المرجعية، أو على الأقل من جيش المهدي، بإعتباره المسيطر على المنطقة. ومن سابع المستحيلات أن يحدث إختراق والسرادقات منصوبة في مناطق شيعية فقط.
المهم أن التحقق ممن وزعوا الأطعمة سهل وأسهل على إشيقر من أن يحك رأسه.
هذا، ومكونات طبخة (القيمة) أو (الهريس) التي عادة ما تقدمها السرادقات كالعادة الجارية في هذه المناسبات، المكونات هي الحنطة والرز والحمص والبهار واللحم. وكلها لابد واشتريت من دكاكين معلومة، شيعية أو سنية.
ومعرفة هذه الدكاكين هو الآخر سهل وممكن التحقق منها ببساطة.
والذين وزعوا الطعام، أما بقوا في السرادقات يوزعون الطعام (ليقتلوا أكبر عدد) أو هربوا إخفاءً للجريمة بعد أن انتهت كمية المسموم من الطعم. لكن في كلتا الحالتين فلابد وأنهم بشر يحملون جزءأ من عقل للدرجة التي لا يتناولون فيها طعاما هم الذين سمموه.
أي لم يمت "الإرهابيون" الجناة، ولن يموتوا بتناول طعام يعلمون هم أنه مسمم. والقبض عليهم سهل ايضا ولابد وقد صورتهم كامرات الأمريكان على الأقل.
أي أن كل الماتيفات التي أعطاها هذا الحوزوي مغلوطة. أو تشكل قصة منسوجة غايرتها الأحداث على الأرض. وحيث أنا حشري في مثل هذه الحلات، فسأمسك بخانوق هذا الحوزوي، وأعتبر تأكيده عن مقتل الجناة بالتسمم، دلالة لا تقبل الشك بعلاقته ومعرفته المسبقة بهم، بحيث شخص جثثهم بين المقتولين. أو أنه يعلم بوجود جناة سيسمموا المواطنين، وليقطع علينا، يفترض أنه يقطع، الطريق للبحث عنهم، بالتأكيد على أنهم ماتوا.
أي أخبرنا مقدما بأن الدليل على مشاركتهم إنتهى.
وحين نعلم أن صاحب هذا التصريح الباعث على الظنون هو تحديدا المجرم حسين الحكيم أحد أقرباء عبدالعزيزحكيم، وأنه أدلى به من قم على مسافة 3000كم من بغداد، فسنجزم أن الفاجعة مدبرة سلفا. وأن هذا المجرم حسين الحكيم، نطق من مكنون ضميره. وهو يعرف خفايا الحدث، لذا استبقه بالقطع بموت الجناة.
أما قوله بأن رأي المرجعية هو بأن لا ينعكس فعل الجاني على طائفته. فهذا جرم ودليل آخر عليه.
فم تنجح الفاجعة بإثارة حرب طائفية، والجاني لابد ويعرف وستكشف الأيام أنه من أتباع المرجعية التلمودوصفوية. لذا إستبق حسين الحكيم الأمر وأعلن أن لا معلومات لديه تشير إلى علاقة السنة بالفاجعة. وهو إستباق أراد منه القول بنزاهته وحياديته، من جهة، ومن جهة فضل مسبق منه على السنة. فضا أقرنه برأي المرجعية أيضا، لكي وحين ينكشف الجاني ويتبين أنه من نحلة التلمودوأصفهان، فلا تحسب شيعة العراق وسنة الجناية على كل هذه النحلة، إنما على فاعلها فقط.
ولو بدأت الحرب الأهلية حقا بفعل هذه الجريمة لما كان الجناة بوارد التفكير بالثغرات التي تركوها في حبك مسرحيتهم. لكن الشعب العراقي كان الأوعى وأفشل خطة الحرب الأهلية، لذا صار الجناة المرجعيون يبحثون عن المبررات والتراقيع. ولو كان الجاني سنيا، أو لو انطلت اللعبة واقتنع الناس بأن الفاعل سنيا، لحملت المرجعية كل العراقيين سنة وشيعة وبقية الطوائف الجريمة، وندبت عليهم مجلس الأمن وأمريكا وحصدتهم حصدا.
مختصرا، فالحرب الأهلية مطلوبة أمريكيا ومرجعيا وإيرانيا وإسرائيليا وصولاغيا وسستانيا ودستوريا. والعدو محدد، وهو ذلك الطرف الذي إنهارت على يده مشاريع كل هؤلاء السفاحين المجرمين، وهو المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، والتي يكني عنها المجرمون من أصحاب مشروع الإحتلال بالوهابية مرة وبالسنة مرة أخرى. ولهذا دبرت لأجل هذه الحرب فاجعة جسر الأئمة هذه.
وماتيف الجريمة محبوك بالتسلسل التالي: تقصف المعسكرات الأمريكية الزائرين بالهاونات فتقتل منهم ما تقتل وتتولى الدعاية قناة القيحاء وجرائد الإحتلال ومواقع المرجعية ووكلاؤها وجلاوزة بدر لتعلن أن الحدث من تدبير الوهابيين السنة وأن الشيعة هم المستهدفون بهذه المذبحة. فإن لم يؤت القصف بالهاونات أكله ويقتنع العامة بأن الفاعل هو السنة وتقوم الحرب، إن لم يحدث هذا، فالبديل الآخر هو إفتعال التزاحم تحت شائعة العملية الإرهابية. ويؤزر الشائعة إطلاق نار نحو الزوار قيقتل منهم أو يخيفهم ليتشاردوا بلا نظام فيدوس بعضهم بعضا.
وقد تسارع كل الجانب الموالي للإحتلال من صولاغ وغيره إلى الإدعاء بأن الفاعلين هم السنة وأن المقصود هو إبادة الشيعة. بل رئيس تحرير إحدى جرائد آل الحكيم إدعى هذا وحلل حتى اضطرت المذيعة لترزيله وإسكاته، بلفت إنتباهه إلى أن كل ما يسرده من حقائق لم يقع ولا وجود له على الأرض.
كما عزف على هذا الوتر القائد الأمريكي أعلاه والسناتور ورويتر. وكان أول تصريح لرويتر عن يوم الفاجعة بالنص التالي: (( أن حشودا من المواطنين توجهت إلى المرقد الكاظمي من كل أنحاء العراق وهي تحمل العلم العراقي، كتعبير منها على تأييدها للدستور والمرحعية)). وهذا قبل أن تبدأ الحشور بالورود إلى الصحن الكاظمي، ولم يكن أحد منها يحمل العلم العراقي، ولا هتف للمرجعية، ولا الدستور، على الأقل من باب أن الحدث لا علاقة له بمرجعية أو دستور. بل إن هوش ومن مقره الجديد في الكويت إتهم الإرهابيين بالفاجعة (5).
وسنرى أن أمريكا ولعلمها بالجناة أيضا سوف لن تطلب تحقيقا كما طلبته لمقتل الحريري، وستطمر أي تحقيق حيادي. لأن أي تحقيق سيعني موت أسطوة كل عملاء الأنجلوصهيون من الحوزات التلمودية وإلى الأبد
وقد نقلت الأخبار (6) اليوم أن سبب الكارثة كان تصرف من الشرطة العراقية التابعة لصولاغ.
أما أن يوجه اللوم أيضا إلى إخوتنا الوطنيين من أئمة الشيعة فهذا واجب علينا لهم.
فالإمامان مقتدى والخالصي والإمامان الحسني والمؤيد، يعرفون حق المعرفة أن العراق دار حرب، وأن بغداد حصر ومن ثم الكاظمية لم تعرف الإنقطاع في الليل والنهار من الرصاص والعمليات المسلحة ضد المحتلين. ويعلمون أن آل الحكيم وسستاني وصولاغ ومن معهم لا يتورعون عن إراقة دماء العراقيين، خصوصا على خلفية الخسائر التي لحقتهم في الكاظمين وغيرها مؤخرا. وأن مرجعية السستاني - حكيم أصلا اعتاشت على دماء العراقيين، وأنها كانت السباقة لخلق الأزمات للعراق وحيثما تجري الدماء تجدهم المتسببين. كما يعلم هؤلاء الأئمة الأجلاء أن شيئا كزيارة مرقد الإمام الكاظم، حدثت أم لم تحدث فلن يؤثر هذا على ما جمعه منكر ونكير عن العبد من حسنات أو سيئات. ما بالك وإن الحج على الناس من إستطاع إليه سبيلا. فكيف بزيارة ضريح تحكمها العاطفة لا الواجب الشرعي. وكان واضحا أن السبيل إليها عسير أو مقطوع.
لذا كان على هؤلاء الأئمة الأجلاء منع الزيارة بالفتوى أو التوعية مهما كلف الأمر.
على أن نسجل لهؤلاء الأئمة الأجلاء، أمرا وصلنا وهو، أنهم حقيقة كانوا على قناعة بمؤآمرة تحاك. لذا فعلوا المستحيل ليوفقوا ما بين توفير الأمن وعدم التدخل في شؤون العامة بمنعها من زيارة تريد. لذا كانت مفارز جيش المهدي وجماعات من المدرسة الخالصية، تقوم بالتفتيش الشديد. وحالت حقا من تفجير يطال الزائرين.
لكن حجم المؤامرة التي دبرت وشكل تنفيذها لم يخطر على بال أحد.
ربما نسي الجميع أن عدوهم الحكيم هو خريج أخطر المنطمات في العالم – الماسونية، وأن باقر صولاغ هو شرطي أمن سابق في إطلاعات والمخابرات السورية ووكالة المخابرات المركزية.
وسبحان الله فأحد معاني الإسم صولاغ من التركية هو "الشرطي".
المهم، قد جرى ما جرى، وإنا لله وإنا إليه راجعون! وسيغطي المرجعيون على الجناة على الجناة ويحفظون التحقيقات ويتلفون الأدلة، كما حدث في جريمة الصحن الحيدري وغيرها من الجرائم.
والأهم سوف لن يساءلوا من بادر وأعلن أن الجريمة من تنفيذ الوهابية. لن يسائلوهم كي لا يضطروا لمسائلة من أمرهم بهكذا أحاديث فتظهر خيوط الجريمة. وسوف يقتلوا الشرطة الذي أطلقوا الرصاص وتسببوا بالحادث، يقتلوهم كي لا يعرف من أمرهم بإطلاق النار، والذي أمره حتى نهاية الخيط.
لكنها أيام وتمر، وسيعلم القتلة السفاحين أي منقلب سينقلبون!
المهم، وللقادمات من الأيام يجب الآتي:
- لا يترك الأمر والقرار للعامة في الأزمات ففي هذا كارثة كبرى!
- لا يترك للعامة اللسان على غاربه ليقول هذا ويقول ذاك والمصاب حار ولات ساعة روية ابانه.
- لا يجوز التصريح أو الحديث بما يعتقد أنه يتلائم ومزاج العامة. واقصد هنا تصريحات الأخ العزيز حسن الزركاني، الذي إتهم به من أسماهم بالصداميين. في هذا بهتان وتجن وظلم كبير وليس له غير أن يخدم الجناة الحقيقيين.
منقول عن "الكادر"
http://www.alkader.net/sep/noori_050902.htm