هند
03-09-2005, 04:36 AM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
حدق السارجنت الامريكي لادونت ستركلاند والعرق يتصبب من وجهه في الجنود العراقيين الاربعة وهم يجلسون في ظل الشاحنة . كان من المفترض انهم يساعدون ستركلاند ومجموعة من المارينز الامريكان للعمل في نقطة تفتيش السيارات وهو عملية اساسية تأمل منها القوات ان تمسك (المتمردين) في سيطرات المرور التي تنصب سريعا على الطرق.
قال ستركلاند وهو في الثلاثين من عمره من كليفلاند "ياللا . . ياللا ! انهضوا " وهو يغرز سيجارا في الهواء لتأكيد كلامه . "تبا ! من فضلكم انهضوا"
لم يحرك العراقيون انملة . فبدون مترجم - وهو حدث متكرر - لا يفهم العراقيون ستركلاند حتى لو صاح بأعلى صوته.
وبعد ثلاثة اسابيع من الدوريات والمقابلات في محافظة الانبار توضح لدينا ان قوات الامن العراقية تحتاج الى سنوات للاستعداد قبل ان يتمكنوا من تحمل
مسؤولية المناطق العشائرية المعقدة والعنيفة في غرب العراق. وقد قال الرئيس جورج بوش مرارا ان القوات الامريكية لن تسحب حتى يكون العراقيون قادرين
على ان يحلوا محل القوات .
كان الكثير من القوات العراقية في حالة سيئة غير قادرين او غير راغبين في اتمام دوريات طويلة على الاقدام بدون فترات استراحة متكررة. وعادة لايعرفون مايفعلونه في الاوضاع المعقدة ويتأخرون الى الخلف تاركين المارينز والجنود الامريكان في المقدمة .
معظم القوات العراقية الذين قابلناهم كانوا من المسلمين الشعية وفي الفلوجة حين شنت القوات الامريكية هجوما على (المتمردين) الذين دمروا شرطة المدينة
ارسلت وزارة الداخلية قوات من فيلق شعبي ولكن اهالي الفلوجة اتهموهم بأنهم في الواقع ميليشيا شيعية .
وفي هذه الاثناء يهاجم (المتمردون) مراكز الشرطة الجديدة ويرهبون المقاولين .
اما الحرس الوطني العراقي الذي تم الاحتفاء به في السنة الماضية باعتباره الحل للمشكلة الامنية في المنطقة فقد حل بسبب معنوياته الهابطة واختراق (المتمردين) له. وقد اصاب الصدأ مركبات الحرس الوطني القدسم بشعاراتها الزرقاء . كما حدث بالنسبة لقوات الدفاع المدني العراقي السابقة للحرس الوطني.
ويقول المسؤولون الامريكان ان الجيش العراقي الجديد والشرطة هما اللذان سوف يكونان مسؤولين عن الامن في مناطق مثل الانبار.
على اية حال انهارت قوة الشرطة في الرمادي عاصمة المحافظة وكان من المفروض ان تقوم فرقتان من الجنود العراقيين (مجموعهما 12 الف) بحفظ
الامن ولكن لايتوفر منهما سوى 2000 حاليا ونصفهم بدون تدريب اساسي.
وتظل مدينة هيت وعدد سكانها حوالي 130 الف بدون شرطة وفي حديثة شمال هيت قرب موقع الهجمات التي قتلت 20 مارينز هذا الشهر سلم مدير الشرطة
كل سيارات الدورية الى المارينز في كانون الثاني. ويقول الميجور بلوش سانت رومين ضابط الاستخبارات في وحدة المارينز التي تشرف على حديثة والحقلانية وهيت :" لا نستطيع ان نحمي هؤلاء بعد الان . وقد سلموا الزي والسترات الواقية ايضا "
وقد قتل مدير الشرطة هذا في نيسان.
ويقول الميجور وليام فول (48 سنة) من كريسون ، بنسلفانيا الذي يشرف على عمليات قوات الامن العراقي في الرمادي "كان واضحا الذي حدث مع الشرطة
. لقد فجرت مراكزهم وقتل الكثير منهم ."
ويقول كابتن المارينز جون لاجونيس الذي يعمل مع شرطة الرمادي انه ليس من العدل وضع اللوم على الشرطة حيث ان من بقي منهم ليتدرب ويكون جزءا
من القوة الجديدة لم يتسلم رواتبه منذ شهرين ونصف .
"وحتى الان هناك حوالي 5900 ضابط قد تم التحقق منهم للعمل في الانبار ولكن لانحتاج الا الى نصف العدد ومعظمهم يحتاجون الى تديب . ومن بقي منهم يعملون بدون اجور والمتمردون يهددونهم ."
خلال عملية اخيرة في الحقلانية قام فريق من قوة التدخل العراقية باكتساح المنازل بحثا عن (المتمردين) . احدهم كان بدينا الى درجة كانت هناك مشكلة في الباسه السترة الواقية.
وخلال عملية دهم على مخبأ (متمردين) اكتشف العراقيون انهم نسوا ان يأتوا بآلات كسر الاقفال وبدلا من ارسال احدهم ليأتي بها حاولوا كسر قفل باب خارجي باعقاب الكلاشينكوف وحين تمكنوا من ذلك اخيرا كانت الضجة قد نبهت كل من في المنطقة بوجودهم في حين ان العملية كان يفترض ان تكون تسللية .
وحين وصلوا الى هدفهم التالي ومازالوا بدون قطاعات الاقفال ارادوا استخدام قنابل يدوية لفتح الباب.
وقد تدخل مشرفهم الكابتن تيرينس سومرز وقال لهم انهم سوف يؤذون انفسهم وسوف يعلنون بصوت عال عن وجودهم . ويقول سومرز (مازال امامهم الكثير ليتعلموه)
وقال احد الضباط العراقيين الميجور احمد ان رجاله لم يكن لديهم الدافع للقتال لأنهم لا يفهمون لماذا يكتسح الامريكان المدن ثم يتركونها بدون قوات لتأمينها .
"ان الاهالي يخشون تزويدنا بالمعلومات عن الارهابيين* لأن هناك الكثير من الارهابيين وحين نغادر يعود الارهابيون الى المدينة ويقتلون الوشاة. ولم يسمح احمد ان يقول بقية اسمه خوفا على حياته من (المتمردين) ويضيف "يجب على الجيش ان يبقى في هذه المدن وبهذه الطريقة يكون لدينا سيطرة ولكن بطريقتهم ، يكون الامر بلا معنى "
وفي مداهمة ليلية في الرمادي هذا الشهر قال السارجنت كريس تشابين وهو مستشار عسكري للجيش العراقي (مستشار عسكري بدرجة سارجنت !!)
انه لم يستطع ان يجعل القوات العراقية تخرج في عملية ضخمة لأن المترجم لم يكن معه ولم يكن احد من الجنود العراقيين يعرف الانجليزية.
ويعلق السارجنت انطوني جيمس (33 سنة) "بالتأكيد نحتاج الى ان نفعل شيئا في مسألة المترجم . لا ارى الامور تتغير هنا . اننا لا نستطيع ان نتواصل مع الناس"
ولأن العراقيين والامريكان لا يستطيعون التفاهم فإنهم عادة ينتهون الى التسكع في منتصف الشارع يصدرون اوامر بالانجليزية والعربية وكل يسلك الاتجاه المعاكس.
وقد دار تشابين في احدى المرات حول نفسه وهو يصرخ :" ليفتنانت !أين الليفتنانت ؟" وكان اثنان من المنازل المستهدفة في الدهم قريبا وقد سمع كل الشارع بصياحه واضاع فرصة المداهمة .
ويقول السارجنت ادام ديتاتو :" انهم دائما يتجمعون مع بعضهم خاصة في الليل واعتقد ان ذلك لأنهم خائفون . وبين حاجز اللغة وحقيقة ان الكثير منهم لم ينه دراسته الابتدائية من الصعب ان نعلمهم تكتيكاتنا"
في هيت استطاع ستركلاند اخيرا ان يجعل ثلاثة جنود يساعدونه في نقطة التفتيش . وبقي الرابع في الظل يشير بيده الى انه يريد ان يشعل سيجارة.
وبعد خمس دقائق بدأ الثلاثة الاخرون في الاشارة الى الشمس ثم باتجاه القاعدة ويقولون "finish ? we finish" انتهينا ؟ نحن انتهينا ؟
واقترح احد المارينز الذي كان قريبا منا على ستركلاند ان الحل هو في تدريب العراقيين على تنظيم المرور . اعطهم سترات واقية برتقالية واجعلهم يقومون بانفسهم بايقاف السيارات"
ضحك ستركلاند وقال " نعم . . الى ان يكتشف المجاهدون (الاميركان يسمونهم muj اختصارا لكلمة مجاهدين )* ان الامريكان اعطوهم السترات الواقية ثم يقتلونهم ، وحين يواجه هؤلاء الشباب مشكلة فكل مايفعلونه هو خلع الزي
ومغادرة المكان."
* لاحظ ان القوات العراقية العميلة تسمي المقاومين (ارهابيين) في حين ان الامريكان يسمونهم الان (مجاهدين) .
المصدر: نايت ريدر knight ridder newspapers ترجمة دورية العراق
حدق السارجنت الامريكي لادونت ستركلاند والعرق يتصبب من وجهه في الجنود العراقيين الاربعة وهم يجلسون في ظل الشاحنة . كان من المفترض انهم يساعدون ستركلاند ومجموعة من المارينز الامريكان للعمل في نقطة تفتيش السيارات وهو عملية اساسية تأمل منها القوات ان تمسك (المتمردين) في سيطرات المرور التي تنصب سريعا على الطرق.
قال ستركلاند وهو في الثلاثين من عمره من كليفلاند "ياللا . . ياللا ! انهضوا " وهو يغرز سيجارا في الهواء لتأكيد كلامه . "تبا ! من فضلكم انهضوا"
لم يحرك العراقيون انملة . فبدون مترجم - وهو حدث متكرر - لا يفهم العراقيون ستركلاند حتى لو صاح بأعلى صوته.
وبعد ثلاثة اسابيع من الدوريات والمقابلات في محافظة الانبار توضح لدينا ان قوات الامن العراقية تحتاج الى سنوات للاستعداد قبل ان يتمكنوا من تحمل
مسؤولية المناطق العشائرية المعقدة والعنيفة في غرب العراق. وقد قال الرئيس جورج بوش مرارا ان القوات الامريكية لن تسحب حتى يكون العراقيون قادرين
على ان يحلوا محل القوات .
كان الكثير من القوات العراقية في حالة سيئة غير قادرين او غير راغبين في اتمام دوريات طويلة على الاقدام بدون فترات استراحة متكررة. وعادة لايعرفون مايفعلونه في الاوضاع المعقدة ويتأخرون الى الخلف تاركين المارينز والجنود الامريكان في المقدمة .
معظم القوات العراقية الذين قابلناهم كانوا من المسلمين الشعية وفي الفلوجة حين شنت القوات الامريكية هجوما على (المتمردين) الذين دمروا شرطة المدينة
ارسلت وزارة الداخلية قوات من فيلق شعبي ولكن اهالي الفلوجة اتهموهم بأنهم في الواقع ميليشيا شيعية .
وفي هذه الاثناء يهاجم (المتمردون) مراكز الشرطة الجديدة ويرهبون المقاولين .
اما الحرس الوطني العراقي الذي تم الاحتفاء به في السنة الماضية باعتباره الحل للمشكلة الامنية في المنطقة فقد حل بسبب معنوياته الهابطة واختراق (المتمردين) له. وقد اصاب الصدأ مركبات الحرس الوطني القدسم بشعاراتها الزرقاء . كما حدث بالنسبة لقوات الدفاع المدني العراقي السابقة للحرس الوطني.
ويقول المسؤولون الامريكان ان الجيش العراقي الجديد والشرطة هما اللذان سوف يكونان مسؤولين عن الامن في مناطق مثل الانبار.
على اية حال انهارت قوة الشرطة في الرمادي عاصمة المحافظة وكان من المفروض ان تقوم فرقتان من الجنود العراقيين (مجموعهما 12 الف) بحفظ
الامن ولكن لايتوفر منهما سوى 2000 حاليا ونصفهم بدون تدريب اساسي.
وتظل مدينة هيت وعدد سكانها حوالي 130 الف بدون شرطة وفي حديثة شمال هيت قرب موقع الهجمات التي قتلت 20 مارينز هذا الشهر سلم مدير الشرطة
كل سيارات الدورية الى المارينز في كانون الثاني. ويقول الميجور بلوش سانت رومين ضابط الاستخبارات في وحدة المارينز التي تشرف على حديثة والحقلانية وهيت :" لا نستطيع ان نحمي هؤلاء بعد الان . وقد سلموا الزي والسترات الواقية ايضا "
وقد قتل مدير الشرطة هذا في نيسان.
ويقول الميجور وليام فول (48 سنة) من كريسون ، بنسلفانيا الذي يشرف على عمليات قوات الامن العراقي في الرمادي "كان واضحا الذي حدث مع الشرطة
. لقد فجرت مراكزهم وقتل الكثير منهم ."
ويقول كابتن المارينز جون لاجونيس الذي يعمل مع شرطة الرمادي انه ليس من العدل وضع اللوم على الشرطة حيث ان من بقي منهم ليتدرب ويكون جزءا
من القوة الجديدة لم يتسلم رواتبه منذ شهرين ونصف .
"وحتى الان هناك حوالي 5900 ضابط قد تم التحقق منهم للعمل في الانبار ولكن لانحتاج الا الى نصف العدد ومعظمهم يحتاجون الى تديب . ومن بقي منهم يعملون بدون اجور والمتمردون يهددونهم ."
خلال عملية اخيرة في الحقلانية قام فريق من قوة التدخل العراقية باكتساح المنازل بحثا عن (المتمردين) . احدهم كان بدينا الى درجة كانت هناك مشكلة في الباسه السترة الواقية.
وخلال عملية دهم على مخبأ (متمردين) اكتشف العراقيون انهم نسوا ان يأتوا بآلات كسر الاقفال وبدلا من ارسال احدهم ليأتي بها حاولوا كسر قفل باب خارجي باعقاب الكلاشينكوف وحين تمكنوا من ذلك اخيرا كانت الضجة قد نبهت كل من في المنطقة بوجودهم في حين ان العملية كان يفترض ان تكون تسللية .
وحين وصلوا الى هدفهم التالي ومازالوا بدون قطاعات الاقفال ارادوا استخدام قنابل يدوية لفتح الباب.
وقد تدخل مشرفهم الكابتن تيرينس سومرز وقال لهم انهم سوف يؤذون انفسهم وسوف يعلنون بصوت عال عن وجودهم . ويقول سومرز (مازال امامهم الكثير ليتعلموه)
وقال احد الضباط العراقيين الميجور احمد ان رجاله لم يكن لديهم الدافع للقتال لأنهم لا يفهمون لماذا يكتسح الامريكان المدن ثم يتركونها بدون قوات لتأمينها .
"ان الاهالي يخشون تزويدنا بالمعلومات عن الارهابيين* لأن هناك الكثير من الارهابيين وحين نغادر يعود الارهابيون الى المدينة ويقتلون الوشاة. ولم يسمح احمد ان يقول بقية اسمه خوفا على حياته من (المتمردين) ويضيف "يجب على الجيش ان يبقى في هذه المدن وبهذه الطريقة يكون لدينا سيطرة ولكن بطريقتهم ، يكون الامر بلا معنى "
وفي مداهمة ليلية في الرمادي هذا الشهر قال السارجنت كريس تشابين وهو مستشار عسكري للجيش العراقي (مستشار عسكري بدرجة سارجنت !!)
انه لم يستطع ان يجعل القوات العراقية تخرج في عملية ضخمة لأن المترجم لم يكن معه ولم يكن احد من الجنود العراقيين يعرف الانجليزية.
ويعلق السارجنت انطوني جيمس (33 سنة) "بالتأكيد نحتاج الى ان نفعل شيئا في مسألة المترجم . لا ارى الامور تتغير هنا . اننا لا نستطيع ان نتواصل مع الناس"
ولأن العراقيين والامريكان لا يستطيعون التفاهم فإنهم عادة ينتهون الى التسكع في منتصف الشارع يصدرون اوامر بالانجليزية والعربية وكل يسلك الاتجاه المعاكس.
وقد دار تشابين في احدى المرات حول نفسه وهو يصرخ :" ليفتنانت !أين الليفتنانت ؟" وكان اثنان من المنازل المستهدفة في الدهم قريبا وقد سمع كل الشارع بصياحه واضاع فرصة المداهمة .
ويقول السارجنت ادام ديتاتو :" انهم دائما يتجمعون مع بعضهم خاصة في الليل واعتقد ان ذلك لأنهم خائفون . وبين حاجز اللغة وحقيقة ان الكثير منهم لم ينه دراسته الابتدائية من الصعب ان نعلمهم تكتيكاتنا"
في هيت استطاع ستركلاند اخيرا ان يجعل ثلاثة جنود يساعدونه في نقطة التفتيش . وبقي الرابع في الظل يشير بيده الى انه يريد ان يشعل سيجارة.
وبعد خمس دقائق بدأ الثلاثة الاخرون في الاشارة الى الشمس ثم باتجاه القاعدة ويقولون "finish ? we finish" انتهينا ؟ نحن انتهينا ؟
واقترح احد المارينز الذي كان قريبا منا على ستركلاند ان الحل هو في تدريب العراقيين على تنظيم المرور . اعطهم سترات واقية برتقالية واجعلهم يقومون بانفسهم بايقاف السيارات"
ضحك ستركلاند وقال " نعم . . الى ان يكتشف المجاهدون (الاميركان يسمونهم muj اختصارا لكلمة مجاهدين )* ان الامريكان اعطوهم السترات الواقية ثم يقتلونهم ، وحين يواجه هؤلاء الشباب مشكلة فكل مايفعلونه هو خلع الزي
ومغادرة المكان."
* لاحظ ان القوات العراقية العميلة تسمي المقاومين (ارهابيين) في حين ان الامريكان يسمونهم الان (مجاهدين) .
المصدر: نايت ريدر knight ridder newspapers ترجمة دورية العراق