الفرقاني
02-09-2005, 01:06 PM
ما وراء صدامات الطوائف الشيعية في العراق
تقارير رئيسية :عام :الأربعاء 26 رجب 1426هـ – 31 أغسطس 2005م
مفكرة الإسلام : لم تكن الصدامات التي شهدها الجنوب العراقي في الأيام الماضية أمرًا مفاجئًا لمتابعي الشأن الشيعي، فالنسيج الشيعي المتلاحم الذي وعد الجلبي به الأمريكيين لم يكن إلا محض خيال، وحقيقة الأمر أن هذه الصدامات الجديدة ليست إلا جزءًا بسيطًا من الخلاف المتجذر بين الشيعة الفارسية [الإيرانية] والشيعة العربية زاد من حدتها الدعوة إلى فيدرالية العراق أو بمعنى أدق إلى تقسيم العراق من قبل عبد العزيز الحكيم وسعى الشيعة النص على ذلك في مسودة الدستور العراقي، ومن الواضح أن هذه الدعوة يقف ورائها الاحتلال الأمريكي الذي يريد الهرب من المستنقع العراقي ولكن بعد تحويله إلى دول فتات.
أطلق الحكيم دعوته إلى الفيدرالية وسانده في ذلك فيلق بدر وحزب الدعوة وأيد السيستاني هذه الدعوة التي تصب في نهاية الأمر إلى إنشاء إقليم شيعي في الجنوب العراقي، وعارض بالطبع السنة هذه الدعوة وهو أمر توقعته شيعة العراق إلا إن انضمام التيار الصدري لمعارضة هذه الدعوة أظهر مرة أخرى الفشل الشيعي في إقناع المحتل الأمريكي بقوته داخل العراق، فشل الشيعة في إثبات أنهم أغلبية، ثم فشلوا في السيطرة على العراق، وفشلوا في مواجهة المقاومة العراقية، والآن يفشلون ثانية في إثبات وحدة البيت الشيعي المقرر له أن يقود إقليم الجنوب نحو تقسيم العراق.
لذلك لم يكن عجبًا أن يبدأ فيلق بدر صاحب السجل الأوفر في الجرائم ضد المقاومة وأهل السنة، أن يبدأ في استهداف مكاتب التيار الصدري في محاولة لإرسال رسالة بأنه مسيطر على الأوضاع وأنه لن يقبل أية خلافات داخل [البيت الشيعي].
إن وقوع الاقتتال بين الطرفين لم يكن أمرًا مستبعدًا فالخلافات متجذرة بين الجانبين منذ عدة سنوات، وزاد من حدتها تباين موقف الطرفين من الاحتلال؛ فطرف [فيلق بدر] هو المساعد الأول للاحتلال الأمريكي والطرف الآخر [التيار الصدري] رافض للاحتلال واشتبك معه أكثر من مرة، لذلك فليس غريبًا أن تقع مثل هذه الاشتباكات خاصة في هذا الظرف الدقيق والذي يسعى فيلق بدر لإجهاض أية معارضة لمشروعه الخاص بتقسيم العراق.
جذور الخلاف بين الشيعة الفارسية والعربية:
يمثل التيار الصدري [نسبة لمحمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر] الشيعة العربية التي ترى نفسها في موقع اختلاف عن الشيعة الفارسية [المراجع الشيعية الموالية لإيران، وعلى رأسها السيستاني والمجلس الأعلى وحزب الدعوة].
ولم يكن هذا الخلاف بين الطرفين خلاف نظريًا أو صوتيًا فقط بل هو خلاف على أرض الواقع امتد في كثير من الأحيان إلى الاقتتال [مثل اغتيال عبد المجيد الخوئي] وتندرج الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها مدن الجنوب العراقي في هذا الإطار، ويجمع المراقبون على أن الخلاف بين مقتدى الصدر وبقية طوائف الشيعة يرجع إلى أيام والده محمد صادق الصدر، حيث هو الذي بدأ الخلاف مع بقية مرجعيات الشيعة وسبب هذا الخلاف الرئيس هو التنافس على رئاسة الشيعة عالميا بين إيران والعراق؛ حيث يمثل مقتدى الصدر شيعة العراق نسبا، فيما يمثل السيستاني شيعة إيران حيث يرجعون بأصولهم إلى إيران.
ولكى يزداد الأمر وضوحا لابد أن نعود إلى حياة محمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر، حيث استطاع محمد الصدر في فترة قصيرة، اكتساح الحوزة العلمية في النجف، وكسب الشارع الشيعي بكامله، نظراُ لجرأته ووضوح طرحه وانغماسه في شؤون الناس اليومية، فاستطاع بذلك أن يعطي صورة مغايرة لرجل الدين الشيعي، لتحل محلها صورة المرجع العربي العراقي الذي يتكلم بالعامية العراقية أحياناً وبشكل واضح لا اصطلاحات فيه.
وقد أثمرت دروسه تلك سريعاً لتنتج جيلاً شيعياً جيلاً كله من العرب، وأغلبهم من المناطق الفقيرة في العاصمة بغداد ومن الجنوب العراقي انخرط جميع أبنائه في الدراسة الحوزوية التي كانت حكراً على الإيرانيين والباكستانيين والأفغان، لإبعاد العرب عن تزعم الحوزة.
وهكذا تغيرت ملامح النجف بالكامل، بل تغيرت صورة التشيع في عموم العراق، وصار لهذا التشيّع ميزاته التي تجعله مختلفاً عما هو موجود في التشيع الإيراني مثلاً.
كما أشاع الصدر مصطلح [المرجعية النائمة] للإشارة إلى بقايا المدرسة الخوئية [التي يمثلها الآن السيستاني]، والطريف ان مظاهرة حدثت في النجف بعد مقتل الصدر حمل المتظاهرون فيها وسائد ووقفوا أمام بيت المرجع السيستاني للإشارة إلى انه زعيم المرجعية النائمة.
وبعد احتلال العراق، عاد الصراع مرة أخرى بين شيعة العراق متمثلة في مقتدى الصدر، والشيعة المنتسبة لإيران، وانشغلت أروقة المدارس الدينية في النجف بالكلام على ائتلافات جديدة في مواجهة 'الموجة الصدرية'، وكان من آثار ذلك هذا التقارب الذي يصل إلى حد الاندماج بين المرجع الشيعي 'على السيستاني' وبين 'المجلس الأعلى للثورة الإسلامية' والذي يتبعه فيلق بدر، وحاولت الأحزاب الشيعية الموالية لإيران والمتعاونة مع الاحتلال وضع السيستاني في صورة 'المرجع الأكبر' لشيعة العراق، ولعل المتابع للشأن العراقي منذ سقوط بغداد يدرك أنه كيف كان دومًا يظهر 'مقتدى الصدر' وهو مخالف 'للسيستاني' بما يؤكد أن الخلاف أعمق من مجرد مواقف سياسية.
الأحداث الأخيرة والنتائج المتوقعة:
ترتبط الأحداث الأخيرة الذي شهدها الجنوب العراقي، والمصادمات التي وقعت بين ميليشيات جيش المهدي وفيلق بدر، وعودة ظهور مقتدى الصدر مرة أخرى على الصعيد السياسي، بالمواقف الشيعية الأخيرة المطالبة بفيدرالية العراق تمهيدًا لتقسيمه وهي المطالبة الذي رفضها التيار الصدري والذي يعلم أن تحقق هذا المطلب ليس له إلا معنى واحد وهو ابتلاع الشيعة الفارسية للعراق، ومن ثم ابتلاع التيار الصدري ذاته، لذلك كان لابد من الرفض والمواجهة، وعلى الجانب الآخر لابد لفيلق بدر والشيعة الفارسية إثبات قوتها ودحض أية معارضة داخل الإقليم الذي يحلمون بالسيطرة عليه.
لذلك اندلعت هذه الأحداث وخاصة بعد إعلان التيار الصدري موقفه بوضوح تجاه فكرة الفيدرالية، وقال ناطقه الرسمي عبد الهادي الدراجي: إن مطالب السيد الصدر واضحة في مسألة الفيدرالية وأن أي فيدرالية تؤدي إلى تقسيم العراق مرفوضة جملة وتفصيلا.
وعن مطالب الحكيم حول فيدرالية الجنوب قال الدراجي 'ربما تكون الفيدرالية حلا في عدد من دول العالم لكن الوضع العراقي الآن لا يسمح بمثل هذه المطالب مشيرا إلى أن أية صياغة فيدرالية تريد للعراق التقسيم وفي ظل وجود المحتل مرفوضة رفضا قاطعا'.
لقد كان هذا الموقف الصدري الرافض كفيلا باندلاع الاقتتال الشيعي الداخلي، ومن الواضح أن الأمر لن ينتهى عند هذا الحد فكلا الجانبين لن يقبل بتغيير موقفه لأنه يعلم عاقبة اللين والرضوخ في مثل هذا الظرف لذلك فإن من المرجح أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الاقتتال خاصة مع بدء شروع الشيعة الفارسية في تنفيذ مخططاتها والتي بدأت منذ زيارة 'إبراهيم الجعفري' لإيران في شهر يوليو الماضي حيث اتفق على توطين مليونين من الشيعة الإيرانيين في الجنوب العراقي وبذلك تكون الشيعة الفارسية قد اصطنعت لنفسها شعبية تفوق شعبية التيار الصدري، وتلا هذا الاتفاق إعلان 'عبد العزيز الحكيم' عن حق الشيعة في إقليم بالجنوب العراقي وبذلك يكتمل مخطط الشيعة الفارسية في الاستيلاء على جنوب العراق، ويقابل هذا المخطط الفارسي الجهود الاجتماعية التي يقوم بها التيار الصدري مما يجعله ينجح في تحقيق شعبية جارفة تسمح له بتسيير عشرات الآلاف في مظاهرات منددة بالدستور وبالفيدرالية، فهل يشتعل الجنوب العراقي نارًا بين أصحاب العمامات السوداء، هذا ما تسفر عنه الأيام القادمة.
وليد نور
Waleed@islammemo.cc
تقارير رئيسية :عام :الأربعاء 26 رجب 1426هـ – 31 أغسطس 2005م
مفكرة الإسلام : لم تكن الصدامات التي شهدها الجنوب العراقي في الأيام الماضية أمرًا مفاجئًا لمتابعي الشأن الشيعي، فالنسيج الشيعي المتلاحم الذي وعد الجلبي به الأمريكيين لم يكن إلا محض خيال، وحقيقة الأمر أن هذه الصدامات الجديدة ليست إلا جزءًا بسيطًا من الخلاف المتجذر بين الشيعة الفارسية [الإيرانية] والشيعة العربية زاد من حدتها الدعوة إلى فيدرالية العراق أو بمعنى أدق إلى تقسيم العراق من قبل عبد العزيز الحكيم وسعى الشيعة النص على ذلك في مسودة الدستور العراقي، ومن الواضح أن هذه الدعوة يقف ورائها الاحتلال الأمريكي الذي يريد الهرب من المستنقع العراقي ولكن بعد تحويله إلى دول فتات.
أطلق الحكيم دعوته إلى الفيدرالية وسانده في ذلك فيلق بدر وحزب الدعوة وأيد السيستاني هذه الدعوة التي تصب في نهاية الأمر إلى إنشاء إقليم شيعي في الجنوب العراقي، وعارض بالطبع السنة هذه الدعوة وهو أمر توقعته شيعة العراق إلا إن انضمام التيار الصدري لمعارضة هذه الدعوة أظهر مرة أخرى الفشل الشيعي في إقناع المحتل الأمريكي بقوته داخل العراق، فشل الشيعة في إثبات أنهم أغلبية، ثم فشلوا في السيطرة على العراق، وفشلوا في مواجهة المقاومة العراقية، والآن يفشلون ثانية في إثبات وحدة البيت الشيعي المقرر له أن يقود إقليم الجنوب نحو تقسيم العراق.
لذلك لم يكن عجبًا أن يبدأ فيلق بدر صاحب السجل الأوفر في الجرائم ضد المقاومة وأهل السنة، أن يبدأ في استهداف مكاتب التيار الصدري في محاولة لإرسال رسالة بأنه مسيطر على الأوضاع وأنه لن يقبل أية خلافات داخل [البيت الشيعي].
إن وقوع الاقتتال بين الطرفين لم يكن أمرًا مستبعدًا فالخلافات متجذرة بين الجانبين منذ عدة سنوات، وزاد من حدتها تباين موقف الطرفين من الاحتلال؛ فطرف [فيلق بدر] هو المساعد الأول للاحتلال الأمريكي والطرف الآخر [التيار الصدري] رافض للاحتلال واشتبك معه أكثر من مرة، لذلك فليس غريبًا أن تقع مثل هذه الاشتباكات خاصة في هذا الظرف الدقيق والذي يسعى فيلق بدر لإجهاض أية معارضة لمشروعه الخاص بتقسيم العراق.
جذور الخلاف بين الشيعة الفارسية والعربية:
يمثل التيار الصدري [نسبة لمحمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر] الشيعة العربية التي ترى نفسها في موقع اختلاف عن الشيعة الفارسية [المراجع الشيعية الموالية لإيران، وعلى رأسها السيستاني والمجلس الأعلى وحزب الدعوة].
ولم يكن هذا الخلاف بين الطرفين خلاف نظريًا أو صوتيًا فقط بل هو خلاف على أرض الواقع امتد في كثير من الأحيان إلى الاقتتال [مثل اغتيال عبد المجيد الخوئي] وتندرج الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها مدن الجنوب العراقي في هذا الإطار، ويجمع المراقبون على أن الخلاف بين مقتدى الصدر وبقية طوائف الشيعة يرجع إلى أيام والده محمد صادق الصدر، حيث هو الذي بدأ الخلاف مع بقية مرجعيات الشيعة وسبب هذا الخلاف الرئيس هو التنافس على رئاسة الشيعة عالميا بين إيران والعراق؛ حيث يمثل مقتدى الصدر شيعة العراق نسبا، فيما يمثل السيستاني شيعة إيران حيث يرجعون بأصولهم إلى إيران.
ولكى يزداد الأمر وضوحا لابد أن نعود إلى حياة محمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر، حيث استطاع محمد الصدر في فترة قصيرة، اكتساح الحوزة العلمية في النجف، وكسب الشارع الشيعي بكامله، نظراُ لجرأته ووضوح طرحه وانغماسه في شؤون الناس اليومية، فاستطاع بذلك أن يعطي صورة مغايرة لرجل الدين الشيعي، لتحل محلها صورة المرجع العربي العراقي الذي يتكلم بالعامية العراقية أحياناً وبشكل واضح لا اصطلاحات فيه.
وقد أثمرت دروسه تلك سريعاً لتنتج جيلاً شيعياً جيلاً كله من العرب، وأغلبهم من المناطق الفقيرة في العاصمة بغداد ومن الجنوب العراقي انخرط جميع أبنائه في الدراسة الحوزوية التي كانت حكراً على الإيرانيين والباكستانيين والأفغان، لإبعاد العرب عن تزعم الحوزة.
وهكذا تغيرت ملامح النجف بالكامل، بل تغيرت صورة التشيع في عموم العراق، وصار لهذا التشيّع ميزاته التي تجعله مختلفاً عما هو موجود في التشيع الإيراني مثلاً.
كما أشاع الصدر مصطلح [المرجعية النائمة] للإشارة إلى بقايا المدرسة الخوئية [التي يمثلها الآن السيستاني]، والطريف ان مظاهرة حدثت في النجف بعد مقتل الصدر حمل المتظاهرون فيها وسائد ووقفوا أمام بيت المرجع السيستاني للإشارة إلى انه زعيم المرجعية النائمة.
وبعد احتلال العراق، عاد الصراع مرة أخرى بين شيعة العراق متمثلة في مقتدى الصدر، والشيعة المنتسبة لإيران، وانشغلت أروقة المدارس الدينية في النجف بالكلام على ائتلافات جديدة في مواجهة 'الموجة الصدرية'، وكان من آثار ذلك هذا التقارب الذي يصل إلى حد الاندماج بين المرجع الشيعي 'على السيستاني' وبين 'المجلس الأعلى للثورة الإسلامية' والذي يتبعه فيلق بدر، وحاولت الأحزاب الشيعية الموالية لإيران والمتعاونة مع الاحتلال وضع السيستاني في صورة 'المرجع الأكبر' لشيعة العراق، ولعل المتابع للشأن العراقي منذ سقوط بغداد يدرك أنه كيف كان دومًا يظهر 'مقتدى الصدر' وهو مخالف 'للسيستاني' بما يؤكد أن الخلاف أعمق من مجرد مواقف سياسية.
الأحداث الأخيرة والنتائج المتوقعة:
ترتبط الأحداث الأخيرة الذي شهدها الجنوب العراقي، والمصادمات التي وقعت بين ميليشيات جيش المهدي وفيلق بدر، وعودة ظهور مقتدى الصدر مرة أخرى على الصعيد السياسي، بالمواقف الشيعية الأخيرة المطالبة بفيدرالية العراق تمهيدًا لتقسيمه وهي المطالبة الذي رفضها التيار الصدري والذي يعلم أن تحقق هذا المطلب ليس له إلا معنى واحد وهو ابتلاع الشيعة الفارسية للعراق، ومن ثم ابتلاع التيار الصدري ذاته، لذلك كان لابد من الرفض والمواجهة، وعلى الجانب الآخر لابد لفيلق بدر والشيعة الفارسية إثبات قوتها ودحض أية معارضة داخل الإقليم الذي يحلمون بالسيطرة عليه.
لذلك اندلعت هذه الأحداث وخاصة بعد إعلان التيار الصدري موقفه بوضوح تجاه فكرة الفيدرالية، وقال ناطقه الرسمي عبد الهادي الدراجي: إن مطالب السيد الصدر واضحة في مسألة الفيدرالية وأن أي فيدرالية تؤدي إلى تقسيم العراق مرفوضة جملة وتفصيلا.
وعن مطالب الحكيم حول فيدرالية الجنوب قال الدراجي 'ربما تكون الفيدرالية حلا في عدد من دول العالم لكن الوضع العراقي الآن لا يسمح بمثل هذه المطالب مشيرا إلى أن أية صياغة فيدرالية تريد للعراق التقسيم وفي ظل وجود المحتل مرفوضة رفضا قاطعا'.
لقد كان هذا الموقف الصدري الرافض كفيلا باندلاع الاقتتال الشيعي الداخلي، ومن الواضح أن الأمر لن ينتهى عند هذا الحد فكلا الجانبين لن يقبل بتغيير موقفه لأنه يعلم عاقبة اللين والرضوخ في مثل هذا الظرف لذلك فإن من المرجح أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الاقتتال خاصة مع بدء شروع الشيعة الفارسية في تنفيذ مخططاتها والتي بدأت منذ زيارة 'إبراهيم الجعفري' لإيران في شهر يوليو الماضي حيث اتفق على توطين مليونين من الشيعة الإيرانيين في الجنوب العراقي وبذلك تكون الشيعة الفارسية قد اصطنعت لنفسها شعبية تفوق شعبية التيار الصدري، وتلا هذا الاتفاق إعلان 'عبد العزيز الحكيم' عن حق الشيعة في إقليم بالجنوب العراقي وبذلك يكتمل مخطط الشيعة الفارسية في الاستيلاء على جنوب العراق، ويقابل هذا المخطط الفارسي الجهود الاجتماعية التي يقوم بها التيار الصدري مما يجعله ينجح في تحقيق شعبية جارفة تسمح له بتسيير عشرات الآلاف في مظاهرات منددة بالدستور وبالفيدرالية، فهل يشتعل الجنوب العراقي نارًا بين أصحاب العمامات السوداء، هذا ما تسفر عنه الأيام القادمة.
وليد نور
Waleed@islammemo.cc