سياف
30-08-2005, 09:21 PM
ولد بدر شاكر السياب عام 1926م في قرية [[ جيكور ]] جنوب محافظة البصرة ،، التي اصبحت أشهر قرية في الادب العربي الحديث ،،إذ تغنى بها الشاعر وبجدولها الصغير (( بويب )) المتفرع من شط العرب ،، ووصفها بأنها جنه ذات نخيل ،، وما زال بيت الشاعر السياب هناك !! وقد أكلت السنون العديد من أجزائه ،، وما زال شباك غرفتهِ الطينية في القرية يُطل على النهر الصغير الجميل الذي قال عنه انه (( الدانوب ))في نظره !!
كانت طفولتهُ سعيده ،، يحب مراقبة السفن والمراكب وهي تصعد الى البصرة أو تنحدر الى الخليج العربي ،، وتركت حكايات جدتهُ انطباعات عميقة الأثر في نفسه جسّدها شعراً فيما بعد !
أنهى دراسته الثانوية في ثانوية البصرة للبنين وكان من الطلاب البارزين فيها >> التحق بدار المعلمين العالية في بغداد ودرس اللغة الانجليزية فيها ،، وبرز من خلال النشاطات الادبية التي كانت تُقام في بغداد .
تأثر السياب بالادب الاوروبي ،، وكان (( بودلير )) أول شاعر غربي يتعرف على شعره >>> من خلال ديوانه (( أزهـــــار الشر )) ،، وكان الشعراء الانجليز الرومانسيين من أمثال (( كيت )) ،، و (( بايرون )) ،،و (( ودرورث )) من مصادره المهمة الاخرى .
أصيب السياب بداءٍ عضــــــال ،، كان هو الجسر الذي عبر من فوقهِ الى التوبة ،، وتفجرت من خلالهِ المعاني الإيمانية في نفسه ،، فهــــا هو بعد أن يئس الأطبــــاء من شفائه ،، وبعد أن تخلى عنهُ كل من حولهُ من [[ الرفـاق ]] >>> يعود الى ذاته مؤملاً فيما عند الله سبحانه من رحمه ومغفرة ،، وينظر لمحنتهِ في أحلك لحظاتها نظرة المتفائل الواثق من موعود الله سبحانه وتعالى .
إشتد الألم على بدر ،، وكانت حالتهُ الصحية تزدادُ سوءاً ،، حتى فقد القدرة على الوقوف .
وأثنـــاء هذه المحنة ،، كان بدر هدفاً لحملات صحفية بسبب تناقضاته السياسية في الماضي وموقفهِ غير الملتزم( !! ) في الحــــاضر ،،وكانت علاقته السابقة بـ (( المنظمة العالمـــية لحرية الثقافة )) ،، ومجلة (( جوار )) ،، اللتين كانتا تتبنيان - بتوجيه من المخابرات الأمريكية - استقطاب النخبة الثقافية العليا في العـــــالم الى الخطاب الليبرالي للحيلولة دون تأثير الشيوعية لمصالح امريكية >> من الأمور التي راح يغمزهُ بها الشيوعيون بعدما تيقنوا من تفلتهِ منهم الى الأبد
ثم أتت المرحلة الأخيرة من حيـــــاته ،، التي ترك فيها كل ماعدا الشعر الذاتي ، لتجعل معظم من عرفوه في السابق >>> يحكمون عليه اقسى الحكم بسبب ما كان يكتبهُ من أشعار تفيض فيها روحهُ بالايمان وترنو الى العفو !
لكن بدراً لم يهتم بهم ،، وكان يندب أيامهُ السابقة ويتحسر على عمرهِ الضـــــائع !
قال في رسالة الى صديق : (( لا أكتبُ هذه الأيام إلا شعراً ذاتياً خالصاً ، لعلي أعيش هذه الأيام آخر أيام حياتي . إنني أنتج خير ما أنتجته حتى الآن . من يدري ؟؟ لا تظن أنني متشـــائم ، العكس هو الصحيح ، لكن موقفي من الموت قد تغير ))
وبرغم المحنة التي كان يعانيها السياب ،، لم يتسطع منع الشعر من التدفق على لسانه ،، فقال فيما قال من أواخر شعره ،، يرثي لحـــال زوجتهِ (( إقبـــال ))فيقول :
إقبــــال مدي لي يديكِ من الدجى ومن الفلاة
جسي جراحي وامسحيهـــا بالمحبة والحنان
بك أفكر لا بنفسي : مــــات حبكِ في ضُحـــاه
وطوى الزمان بساط عرسكِ والصبا في عنفوان
في أوائل ديسمبر 1964م إزداد تدهور حالة بدر ،، فلم يكن يتعرف على كثير من أصدقائه ومعارفهِ عندما كانوا يزورونه ،، وبدأت تنتابه إضافة الى ذلك حالات إغماء تدوم لساعات
وفي يوم الخميس الموافق للرابع والعشرين من ديسمبر 1964م >>> دخل في غيبوبة طويلة فاضت معها روحهُ الى بارئها في الساعة الثالثة بعد الظهر .
علي محمد الغريب
كانت طفولتهُ سعيده ،، يحب مراقبة السفن والمراكب وهي تصعد الى البصرة أو تنحدر الى الخليج العربي ،، وتركت حكايات جدتهُ انطباعات عميقة الأثر في نفسه جسّدها شعراً فيما بعد !
أنهى دراسته الثانوية في ثانوية البصرة للبنين وكان من الطلاب البارزين فيها >> التحق بدار المعلمين العالية في بغداد ودرس اللغة الانجليزية فيها ،، وبرز من خلال النشاطات الادبية التي كانت تُقام في بغداد .
تأثر السياب بالادب الاوروبي ،، وكان (( بودلير )) أول شاعر غربي يتعرف على شعره >>> من خلال ديوانه (( أزهـــــار الشر )) ،، وكان الشعراء الانجليز الرومانسيين من أمثال (( كيت )) ،، و (( بايرون )) ،،و (( ودرورث )) من مصادره المهمة الاخرى .
أصيب السياب بداءٍ عضــــــال ،، كان هو الجسر الذي عبر من فوقهِ الى التوبة ،، وتفجرت من خلالهِ المعاني الإيمانية في نفسه ،، فهــــا هو بعد أن يئس الأطبــــاء من شفائه ،، وبعد أن تخلى عنهُ كل من حولهُ من [[ الرفـاق ]] >>> يعود الى ذاته مؤملاً فيما عند الله سبحانه من رحمه ومغفرة ،، وينظر لمحنتهِ في أحلك لحظاتها نظرة المتفائل الواثق من موعود الله سبحانه وتعالى .
إشتد الألم على بدر ،، وكانت حالتهُ الصحية تزدادُ سوءاً ،، حتى فقد القدرة على الوقوف .
وأثنـــاء هذه المحنة ،، كان بدر هدفاً لحملات صحفية بسبب تناقضاته السياسية في الماضي وموقفهِ غير الملتزم( !! ) في الحــــاضر ،،وكانت علاقته السابقة بـ (( المنظمة العالمـــية لحرية الثقافة )) ،، ومجلة (( جوار )) ،، اللتين كانتا تتبنيان - بتوجيه من المخابرات الأمريكية - استقطاب النخبة الثقافية العليا في العـــــالم الى الخطاب الليبرالي للحيلولة دون تأثير الشيوعية لمصالح امريكية >> من الأمور التي راح يغمزهُ بها الشيوعيون بعدما تيقنوا من تفلتهِ منهم الى الأبد
ثم أتت المرحلة الأخيرة من حيـــــاته ،، التي ترك فيها كل ماعدا الشعر الذاتي ، لتجعل معظم من عرفوه في السابق >>> يحكمون عليه اقسى الحكم بسبب ما كان يكتبهُ من أشعار تفيض فيها روحهُ بالايمان وترنو الى العفو !
لكن بدراً لم يهتم بهم ،، وكان يندب أيامهُ السابقة ويتحسر على عمرهِ الضـــــائع !
قال في رسالة الى صديق : (( لا أكتبُ هذه الأيام إلا شعراً ذاتياً خالصاً ، لعلي أعيش هذه الأيام آخر أيام حياتي . إنني أنتج خير ما أنتجته حتى الآن . من يدري ؟؟ لا تظن أنني متشـــائم ، العكس هو الصحيح ، لكن موقفي من الموت قد تغير ))
وبرغم المحنة التي كان يعانيها السياب ،، لم يتسطع منع الشعر من التدفق على لسانه ،، فقال فيما قال من أواخر شعره ،، يرثي لحـــال زوجتهِ (( إقبـــال ))فيقول :
إقبــــال مدي لي يديكِ من الدجى ومن الفلاة
جسي جراحي وامسحيهـــا بالمحبة والحنان
بك أفكر لا بنفسي : مــــات حبكِ في ضُحـــاه
وطوى الزمان بساط عرسكِ والصبا في عنفوان
في أوائل ديسمبر 1964م إزداد تدهور حالة بدر ،، فلم يكن يتعرف على كثير من أصدقائه ومعارفهِ عندما كانوا يزورونه ،، وبدأت تنتابه إضافة الى ذلك حالات إغماء تدوم لساعات
وفي يوم الخميس الموافق للرابع والعشرين من ديسمبر 1964م >>> دخل في غيبوبة طويلة فاضت معها روحهُ الى بارئها في الساعة الثالثة بعد الظهر .
علي محمد الغريب