الفرقاني
30-08-2005, 04:37 PM
نجاح جديد للمقاومة العراقية ورد 'هوليوودي' للاحتلال
تقارير رئيسية :عام :الثلاثاء 25 رجب 1426هـ – 30 أغسطس 2005م
مفكرة الاسلام: لم يكن غريبًا أن تتمكن المقاومة العراقية من توجيه صفعة جديدة للاحتلال من خلال تطويرها للقنابل المزروعة على جوانب الطرق من حيث قوتها ودقتها في إصابة الأهداف لكن الغريب بل الطريف هو رد فعل قوات الاحتلال التي سعت لمواجهة هذا النجاح بما يمكن أن نصفه بأنه دمية هوليوودية.
فقد شهدت الأسابيع الماضية تحولاً ملموسًا في نجاح القنابل المزروعة على الطرق في إصابة قوات الاحتلال وإلحاق خسائر كبيرة بها، وهو ما لم تستطع تلك القوات إخفاءه. ولا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن مقتل عدد من الأمريكان وإصابة عدد آخر بقنبلة زرعت على جانب الطريق.
في هذا السياق اعترف البريجادير جنرال إيف فونتين قائد فرقة المساندة الأولى التابعة للجيش الأمريكي والمسؤولة عن قوافل الإمداد والتموين للقوات الأمريكية في العراق بأن عدد الهجمات التي تستخدم فيها قنابل مزروعة على جوانب الطرق في العراق وتستهدف قوافل الإمدادات العسكرية الامريكية زاد إلى المثلين خلال العام الماضي، وبأن تلك القوافل تتعرض لثلاثين هجومًا في الأسبوع . كما اعترف بأن العبوات الناسفة المستخدمة أصبحت أقوى مما سبق.
وقالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها: إن الهجمات التي تستخدم فيها هذه القنابل حيرت القادة الأمريكيين.
كما اعترفت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية بأن هذه القنابل صارت أكثر فاعلية وأنها أصبحت قادرة في بعض الأحوال على اختراق الدروع الثقيلة للعربات المدرعة طراز همفي.
وأقرت الصحيفة بأن المقاومة كانت قد طورت منذ فترة طويلة القنابلة القادرة على اختراق بعض أنواع المدرعات لكن العبوات الناسفة المتطورة الجديدة زادت من فرص اختراق الدروع حتى وصفها اللفتنانت جنرال جيمس كونواي مدير العمليات بهيئة الأركان الأمريكية المشتركة بأنها فعالة.
ماركبوت!
وحين فاحت رائحة الخسائر الأمريكية حتى أزكمت أنفوف الأمريكيين بدأت وزارة الدفاع الأمريكية [البنتاجون] في التحرك لتهدئة روع مواطنيها من جهة وإرهاب المقاومة من جهة أخرى. وبدلاً من خوض غمار المعركة مع المقاومة العراقية عقد البنتاجون مؤتمرًا صحفيًا في مقرها بواشنطن ودعت إليه الصحفيين والمصورين وممثلي قنوات التلفزيون ثم بدأت عرضًا - على طريقة أفلام هوليوود - لإنسان آلي شبيه بدُمى الأطفال أطلقت عليه اسم 'ماركبوت' وزعمت أنه يمكنه اكتشاف العبوات الناسفة. وقال الكولونيل جريجوري تابر من البنتاجون: إن ثلاثين من هذه الأجهزة أرسلت إلى العراق وإن 200 أخرى سترسل خلال الأشهر القادمة.
والجهاز الجديد صغير الحجم وهو عبارة عن عربة لها أربع عجلات وتعمل بالتحكم عن بعد. أما قدراته 'الرهيبة' فتتمثل في قيام جنود الاحتلال بتحريكه نحو أي جسم يشتبه في أنه قنبلة حيث يمكنهم فحص هذا الجسم من خلال آلة تصوير صغيرة مثبته في ذراع متحركة على لعبة الأطفال هذه.
وكما قلنا لم يكن هذا الانسان الآلي سوى خبطة إعلامية دعائية مضحكة حيث لم يعلن منذ الكشف عن الإنسان الآلي 'المعجزة' في 12 أغسطس آب 2005 عن نجاحه في اكتشاف أية قنابل، بينما تواصلت حتى كتابة هذه السطور خسائر القوات الأمريكية بسبب القنابل المزروعة على جوانب الطرق في العديد من أنحاء العراق.
والحقيقة أن الأسلوب الهوليوودي في إدارة القتال والذي يعتمد على الدعاية والإعلام للترويج لأكاذيب تبرز المكاسب وتضخمها وتقلل الخسائر أو تخفيها كان وما زال ملمحًا بارزًا في أداء القوات الامريكية في العراق.
ويلاحظ هذا في هذا السياق أسماء العمليات التي توالي قوات الاحتلال شنها الواحدة تلو الأخرى على المدن العراقية لتصفية المقاومة فيها والتي لا تسفر إلا عن فشل ذريع يدفع قوات الاحتلال في الأغلب إلى استهداف المدنيين مثل 'السيف الأحدب' و'البرق' و'الضربة الخاطفة' و'المطرقة الحديدية'.
ويرجع نجاح أسلوب تفجير القنابل المزروعة على جوانب الطرق لعدة أسباب منها:
1- انخفاض تكلفتها: حيث تقتصر كلفتها المادية على قيمة المواد الناسفة ولا تستلزم توفير سيارة مثلا كما هو الحال في عمليات السيارات المفخخة.
2- المحافظة على كوادر المقاومة: حيث يكون معدل الخسائر في جانب المقاومة خلال عمليات تفجير القنابل على جوانب الطرق صفر% في أغلب الأحوال لعدم استلزام مثل هذه النوعية من العمليات التضحية بأحد كوادر المقاومة كما هو الحال في السيارات المفخخة حيث يجري تفجير القنبلة إما باستخدام جهاز توقيت [يجري ضبطه بالطبع حسب موعد مرور قوات الاحتلال استنادًا إلى معلومات سرايا الاستطلاع التابعة للمقاومة] أو من خلال جهاز لا سلكي أو حتى هاتف محمول.
3- صعوبة اكتشاف هذه النوعية من القنابل لإمكانية زرعها في سيارات أو حاويات قمامة أو أي شيء.
4- الدقة: تعد درجة دقة هذه القنابل مرتفعة للغاية خاصة في الآونة الأخيرة بعد تطويرها. وقد ظهر ذلك في ارتفاع حجم خسائر قوات الاحتلال من هذه القنابل والانخفاض الكبير للخسائر بين المدنيين.
5- يمكن استخدام هذه القنابل في نصب كمائن وهو ما قامت به المقاومة بالفعل أكثر من مرة حيث يتم تفجير قنبلة مزروعة على جانب الطريق في قافلة أمريكية ثم تنفجر قنابل أخرى بمجرد وصول قوات احتلال أخرى لإنقاذ القافلة وبذلك تتضاعف خسائر الاحتلال.
محمد صادق مكي
صحفي مصري
muhammad_makky@hotmail.com
الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر وليخسأ الخاسئون
تقارير رئيسية :عام :الثلاثاء 25 رجب 1426هـ – 30 أغسطس 2005م
مفكرة الاسلام: لم يكن غريبًا أن تتمكن المقاومة العراقية من توجيه صفعة جديدة للاحتلال من خلال تطويرها للقنابل المزروعة على جوانب الطرق من حيث قوتها ودقتها في إصابة الأهداف لكن الغريب بل الطريف هو رد فعل قوات الاحتلال التي سعت لمواجهة هذا النجاح بما يمكن أن نصفه بأنه دمية هوليوودية.
فقد شهدت الأسابيع الماضية تحولاً ملموسًا في نجاح القنابل المزروعة على الطرق في إصابة قوات الاحتلال وإلحاق خسائر كبيرة بها، وهو ما لم تستطع تلك القوات إخفاءه. ولا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن مقتل عدد من الأمريكان وإصابة عدد آخر بقنبلة زرعت على جانب الطريق.
في هذا السياق اعترف البريجادير جنرال إيف فونتين قائد فرقة المساندة الأولى التابعة للجيش الأمريكي والمسؤولة عن قوافل الإمداد والتموين للقوات الأمريكية في العراق بأن عدد الهجمات التي تستخدم فيها قنابل مزروعة على جوانب الطرق في العراق وتستهدف قوافل الإمدادات العسكرية الامريكية زاد إلى المثلين خلال العام الماضي، وبأن تلك القوافل تتعرض لثلاثين هجومًا في الأسبوع . كما اعترف بأن العبوات الناسفة المستخدمة أصبحت أقوى مما سبق.
وقالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها: إن الهجمات التي تستخدم فيها هذه القنابل حيرت القادة الأمريكيين.
كما اعترفت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية بأن هذه القنابل صارت أكثر فاعلية وأنها أصبحت قادرة في بعض الأحوال على اختراق الدروع الثقيلة للعربات المدرعة طراز همفي.
وأقرت الصحيفة بأن المقاومة كانت قد طورت منذ فترة طويلة القنابلة القادرة على اختراق بعض أنواع المدرعات لكن العبوات الناسفة المتطورة الجديدة زادت من فرص اختراق الدروع حتى وصفها اللفتنانت جنرال جيمس كونواي مدير العمليات بهيئة الأركان الأمريكية المشتركة بأنها فعالة.
ماركبوت!
وحين فاحت رائحة الخسائر الأمريكية حتى أزكمت أنفوف الأمريكيين بدأت وزارة الدفاع الأمريكية [البنتاجون] في التحرك لتهدئة روع مواطنيها من جهة وإرهاب المقاومة من جهة أخرى. وبدلاً من خوض غمار المعركة مع المقاومة العراقية عقد البنتاجون مؤتمرًا صحفيًا في مقرها بواشنطن ودعت إليه الصحفيين والمصورين وممثلي قنوات التلفزيون ثم بدأت عرضًا - على طريقة أفلام هوليوود - لإنسان آلي شبيه بدُمى الأطفال أطلقت عليه اسم 'ماركبوت' وزعمت أنه يمكنه اكتشاف العبوات الناسفة. وقال الكولونيل جريجوري تابر من البنتاجون: إن ثلاثين من هذه الأجهزة أرسلت إلى العراق وإن 200 أخرى سترسل خلال الأشهر القادمة.
والجهاز الجديد صغير الحجم وهو عبارة عن عربة لها أربع عجلات وتعمل بالتحكم عن بعد. أما قدراته 'الرهيبة' فتتمثل في قيام جنود الاحتلال بتحريكه نحو أي جسم يشتبه في أنه قنبلة حيث يمكنهم فحص هذا الجسم من خلال آلة تصوير صغيرة مثبته في ذراع متحركة على لعبة الأطفال هذه.
وكما قلنا لم يكن هذا الانسان الآلي سوى خبطة إعلامية دعائية مضحكة حيث لم يعلن منذ الكشف عن الإنسان الآلي 'المعجزة' في 12 أغسطس آب 2005 عن نجاحه في اكتشاف أية قنابل، بينما تواصلت حتى كتابة هذه السطور خسائر القوات الأمريكية بسبب القنابل المزروعة على جوانب الطرق في العديد من أنحاء العراق.
والحقيقة أن الأسلوب الهوليوودي في إدارة القتال والذي يعتمد على الدعاية والإعلام للترويج لأكاذيب تبرز المكاسب وتضخمها وتقلل الخسائر أو تخفيها كان وما زال ملمحًا بارزًا في أداء القوات الامريكية في العراق.
ويلاحظ هذا في هذا السياق أسماء العمليات التي توالي قوات الاحتلال شنها الواحدة تلو الأخرى على المدن العراقية لتصفية المقاومة فيها والتي لا تسفر إلا عن فشل ذريع يدفع قوات الاحتلال في الأغلب إلى استهداف المدنيين مثل 'السيف الأحدب' و'البرق' و'الضربة الخاطفة' و'المطرقة الحديدية'.
ويرجع نجاح أسلوب تفجير القنابل المزروعة على جوانب الطرق لعدة أسباب منها:
1- انخفاض تكلفتها: حيث تقتصر كلفتها المادية على قيمة المواد الناسفة ولا تستلزم توفير سيارة مثلا كما هو الحال في عمليات السيارات المفخخة.
2- المحافظة على كوادر المقاومة: حيث يكون معدل الخسائر في جانب المقاومة خلال عمليات تفجير القنابل على جوانب الطرق صفر% في أغلب الأحوال لعدم استلزام مثل هذه النوعية من العمليات التضحية بأحد كوادر المقاومة كما هو الحال في السيارات المفخخة حيث يجري تفجير القنبلة إما باستخدام جهاز توقيت [يجري ضبطه بالطبع حسب موعد مرور قوات الاحتلال استنادًا إلى معلومات سرايا الاستطلاع التابعة للمقاومة] أو من خلال جهاز لا سلكي أو حتى هاتف محمول.
3- صعوبة اكتشاف هذه النوعية من القنابل لإمكانية زرعها في سيارات أو حاويات قمامة أو أي شيء.
4- الدقة: تعد درجة دقة هذه القنابل مرتفعة للغاية خاصة في الآونة الأخيرة بعد تطويرها. وقد ظهر ذلك في ارتفاع حجم خسائر قوات الاحتلال من هذه القنابل والانخفاض الكبير للخسائر بين المدنيين.
5- يمكن استخدام هذه القنابل في نصب كمائن وهو ما قامت به المقاومة بالفعل أكثر من مرة حيث يتم تفجير قنبلة مزروعة على جانب الطريق في قافلة أمريكية ثم تنفجر قنابل أخرى بمجرد وصول قوات احتلال أخرى لإنقاذ القافلة وبذلك تتضاعف خسائر الاحتلال.
محمد صادق مكي
صحفي مصري
muhammad_makky@hotmail.com
الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر وليخسأ الخاسئون