منصور بالله
30-08-2005, 10:35 AM
كتب هذا الديوث ابن امه في جريدة الشرخ الاوسخ هذا اليوم
*****************************************
خيبة الديمقراطية في العراق
المثقفون أرادوها انتخابا، حكم صناديق الاقتراع. النتيجة لم تكن مريحة تماما، جردت النظام بعد الانتخاب من كل ملامح الديمقراطية، باستثناء ساعة انتخاب كل اربع سنوات، فبقيت دينية وعشائرية وطائفية.
تجربة العراق طعنت مباشرة في الرأس من تبقى من منظري نشر الديمقراطية في العالم الثالث، وهي ربما أكثر التجارب اهمية في مختبرات علوم الحكم، التي ألهت علماء الاجتماع بالنقاش منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية التقسيم الايديولوجي.
كانت تعتبر التجارب الماضية ناقصة مثل الايرانية. ففي طهران جرت انتخابات للبرلمان والحكم قوبلت بالسخرية، لأنها تسمح لفئة واحدة يتم انتقاؤها ومنع غيرها، وبعد ذلك يوافق من هو فوق على من يمثل الناس نيابيا. اعتبرت نموذجا اقرب الى الانتخابات الشيوعية. لكن العراق بخلاف العالم الثالث منح كامل الفرصة في الاختيار الحر المفتوح، في الحضور السياسي كالدعاية الحرة، في التظاهر، حتى السماح بحمل صور صدام او صور الخميني. النتيجة ديمقراطية عالم ثالثية مخجلة ، مهما حاولنا عزف الموسيقى لها. كنا نريد ان نقول ان العالم الثالث لا يقل كفاءة في فهم حقوقه الفردية والجماعية عن أية أمة متقدمة، وان ما يقال عن التطور التاريخي للشعوب الديمقراطية وتخلف الشعوب النامية هرطقة فكرية، ان لم تكن عنصرية طافحة.
استدلالا بما حدث ويحدث في العراق، ظهر ان النمو الفكري للأمم لا يزيد عن النمو عند الفرد، يحتاج الى تعليم وتدريب وصبر طويل، وكذلك الديمقراطية في العالم الثالث. لماذا نقول ذلك عن التجربة البابلية الحديثة؟ لأن العراقيين كانوا يقفون امام افضل فرصهم في ان يختاروا، ففعل معظمهم وأخفقت القلة، بسبب جهل قادتها الذين لم يفهموا اهمية الصوت والمشاركة، الا بعد ان وجدوا انفسهم في خطر الافلاس السياسي، والتهميش المناطقي، وتاريخ مقلق جديد ضدهم. الخاسرون واجهوا حكما قاسيا ضدهم، اما المنتصرون فقد سلموا مفاتيحهم مرة ثانية للحكم الفردي والتقسيمي والطائفي.
لماذا؟
انها التجربة المفقودة. فالفيدرالية في حد ذاتها ليست مشروعا سيئا لبلد تعددي، الا اذا كانت مقسمة بشكل صريح في انتماءاته. فالأصل في الديمقراطية الجماعية في الحكم وليس تجميع الاصوات لهيمنة الاغلبية.
ما الذي كان ينقص العراق حتى يكون ديمقراطيا يحترم اصول اللعبة، التدرج في التجربة او الاحتماء بالأخ الكبير الذي يضمن سلامتها في وجه الاطماع الفردية او الجماعية، وهما امران يصعب تحقيقهما ايضا.
العراق اجاب على السؤال الذي اختلف عليه علماء الاجتماع، هل يستأهل العالم الثالث الديمقراطية؟ حتى الآن الاجابة بكل حسرة «لا».
نظريا الكاسب الأكبر من الديمقراطية كل الناس، الاغلبية مرتاحة لأنها صاحبة القرار الاستراتيجي والأقليات آمنة بضمان حقوقها الاساسية. الديمقراطية جاءت بالفعل بممثلي الشعب، وممثلوه اعادوها للفردية والطائفية. فالحكم الفصل اعيد لرجل دين واحد، مما الغى معنى كل الثمانية ملايين صوت التي انتخبت ممثليها لتقرر جماعة بالنيابة عنهم. في العراق صار صوت واحد يقرر باسم معظم الاصوات التي تقرر كل شيء!
***********************
*****************************************
خيبة الديمقراطية في العراق
المثقفون أرادوها انتخابا، حكم صناديق الاقتراع. النتيجة لم تكن مريحة تماما، جردت النظام بعد الانتخاب من كل ملامح الديمقراطية، باستثناء ساعة انتخاب كل اربع سنوات، فبقيت دينية وعشائرية وطائفية.
تجربة العراق طعنت مباشرة في الرأس من تبقى من منظري نشر الديمقراطية في العالم الثالث، وهي ربما أكثر التجارب اهمية في مختبرات علوم الحكم، التي ألهت علماء الاجتماع بالنقاش منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية التقسيم الايديولوجي.
كانت تعتبر التجارب الماضية ناقصة مثل الايرانية. ففي طهران جرت انتخابات للبرلمان والحكم قوبلت بالسخرية، لأنها تسمح لفئة واحدة يتم انتقاؤها ومنع غيرها، وبعد ذلك يوافق من هو فوق على من يمثل الناس نيابيا. اعتبرت نموذجا اقرب الى الانتخابات الشيوعية. لكن العراق بخلاف العالم الثالث منح كامل الفرصة في الاختيار الحر المفتوح، في الحضور السياسي كالدعاية الحرة، في التظاهر، حتى السماح بحمل صور صدام او صور الخميني. النتيجة ديمقراطية عالم ثالثية مخجلة ، مهما حاولنا عزف الموسيقى لها. كنا نريد ان نقول ان العالم الثالث لا يقل كفاءة في فهم حقوقه الفردية والجماعية عن أية أمة متقدمة، وان ما يقال عن التطور التاريخي للشعوب الديمقراطية وتخلف الشعوب النامية هرطقة فكرية، ان لم تكن عنصرية طافحة.
استدلالا بما حدث ويحدث في العراق، ظهر ان النمو الفكري للأمم لا يزيد عن النمو عند الفرد، يحتاج الى تعليم وتدريب وصبر طويل، وكذلك الديمقراطية في العالم الثالث. لماذا نقول ذلك عن التجربة البابلية الحديثة؟ لأن العراقيين كانوا يقفون امام افضل فرصهم في ان يختاروا، ففعل معظمهم وأخفقت القلة، بسبب جهل قادتها الذين لم يفهموا اهمية الصوت والمشاركة، الا بعد ان وجدوا انفسهم في خطر الافلاس السياسي، والتهميش المناطقي، وتاريخ مقلق جديد ضدهم. الخاسرون واجهوا حكما قاسيا ضدهم، اما المنتصرون فقد سلموا مفاتيحهم مرة ثانية للحكم الفردي والتقسيمي والطائفي.
لماذا؟
انها التجربة المفقودة. فالفيدرالية في حد ذاتها ليست مشروعا سيئا لبلد تعددي، الا اذا كانت مقسمة بشكل صريح في انتماءاته. فالأصل في الديمقراطية الجماعية في الحكم وليس تجميع الاصوات لهيمنة الاغلبية.
ما الذي كان ينقص العراق حتى يكون ديمقراطيا يحترم اصول اللعبة، التدرج في التجربة او الاحتماء بالأخ الكبير الذي يضمن سلامتها في وجه الاطماع الفردية او الجماعية، وهما امران يصعب تحقيقهما ايضا.
العراق اجاب على السؤال الذي اختلف عليه علماء الاجتماع، هل يستأهل العالم الثالث الديمقراطية؟ حتى الآن الاجابة بكل حسرة «لا».
نظريا الكاسب الأكبر من الديمقراطية كل الناس، الاغلبية مرتاحة لأنها صاحبة القرار الاستراتيجي والأقليات آمنة بضمان حقوقها الاساسية. الديمقراطية جاءت بالفعل بممثلي الشعب، وممثلوه اعادوها للفردية والطائفية. فالحكم الفصل اعيد لرجل دين واحد، مما الغى معنى كل الثمانية ملايين صوت التي انتخبت ممثليها لتقرر جماعة بالنيابة عنهم. في العراق صار صوت واحد يقرر باسم معظم الاصوات التي تقرر كل شيء!
***********************