المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجعفري يركع لرامسفيلد ورامسفيلد يركع لصدام!



العربي بن سالم
22-08-2005, 09:50 PM
يشكر الليوث لك اللهم أزرك، فزد وبارك!

جنود بوش إوز سمين في أقفاصكم أيها الجياع!

أصدق المقارنات تلك التي بين حذاء صدام ورأس الجعفري!

تجربة تحرير العراق من الأمريكان أحسن مساهمة لتطوير العلوم العسكرية في العالم!



كشفت الصحافة أخيرا ما حاولت أمريكا كتمانه بشتى السبل عن حقيقة الوضع المأساوي للجيش الأمريكي في العراق؛ وعادت لتعترف بالحقيقة المرة على لسان الجنرال أبي زيد بأن عدد العمليات العسكرية ضد الجيش الأمريكي في العراق بلغ 90 عملية يوميا، بينما صححت وزارة الدفاع الرقم وقالت إنه 200 عملية يوميا.

ورقم العمليات المرعب هذا حتى لو أخذنا معطيات أبي زيد يعني ما لايقل عن 90 قتيلا يوميا ومثلهم من الجرحى وما لايقل عن 10 آليات مدمرة، أو 2700 قتيل و2700 جريح و300 آلية مدمرة شهريا. وهو المعدل الأعلى بما لا يقاس مقارنة بمجموع خسائر أمريكا في كل جنوب شرقي آسيا أو الحرب العالمية الثانية. وهو ما يعني بالتقييم المختصر: التحييد أو الإقصاء الكلي لكل التفوق الأمريكي في مجال المعلومات والتجسس والدروع والإرمادة العسكرية، بل والأخطر من هذا وذاك، إخراج تفوقه الفضائي من المعركة نهائيا.

وكمثال بسيط على ما للتقدم الفضائي من دور في المعركة، فالأقمار الإصطناعية العسكرية الأمريكية تستطيع رصد الأثر الحراري لقذيفة الآربيجي ومدفع الهاون وللصواريخ. ترصده وتحدد موقعه بدقة تبلغ ( +- متر) وترسله بسرعة البريد الإلكتروني إلى مراكز الرد. وهذا يعني عمليا أن المقاوم الذي يضرب آلية أمريكية بقذيفة آربيجي مثلا، أمامه وقت متاح للهرب، يعادل حسابيا الوقت ما بين إنطلاق قذيفته ورصدها وإرسال المعلومات إلى مركز الرد الذي هو أما بطارية صواريخ أو طائرة أباتشي أو مفرزة أو معسكر أمريكي، وبين ضرب مركز الرد للمكان الذي إنطلقت منه قذيفة الآربيجي. ويبدو أن الأمريكان قد وزعوا مراكز ردهم بحيث لا يزيد هذا الوقت على 8 دقائق. وكانوا في الأيام الأولى يردون على كافة المواقع التي تضرب وقد قتلوا أو جرحوا بعض المقاومين. لكنه حال إنتهى ربما منذ الشهر الخامس للإحتلال. مما يعني أن المقاومة إتخذت الإحتياط وحتما بوسائل بسيطة فأبطلت مفعول آلة حربية خطيرة جدا – السلاح الفضائي، أو التقدم التقني الفضائي، للعدو.

ومن الجانب الآخر فالتصاعد بوتيرة العمليات هذا ترافقه خصوصية غريبة وهي أن المقاومة لا تستهدف أضعف نقاط الإحتلال وإنما أقواها منعة وحصانة، كالمنطقة الخضراء وسجن أبوغريب ومطار الفارس وقاعدة الحبانية ومعسكر الغزلاني والقواعد البعيدة عن الأنظار، لتخالف بذلك الروتين العسكري المتعارف في حروب المقاومة حيث يقتل الجنود على أطراف الجيوش والمواقع الهشة بينما القادة في أبراجهم العاجية يتسامرون. وربما تفعل المقاومة هذا عمدا لتثبت للجنود الأمريكان أنها لا تستهدف المحرومين أمثالهم، لكنه يسجل سابقة أخرى في علم الحروب أو حقيقة تعيد فروسية مقدسة للحروب إختفت منذ إختراع البندقية، وأعني بها نزال الأقوياء للأقوياء، وليس نزال المتربصين المتحصنين في الخنادق.

كما إن المقاومة تضرب هذه القواعد الحصينة ليس مرة وتهرب، بل مرات متتالية. وقد تابعت مثلا معدل ضرب المقاومة لسجن أبوغريب، فوجدته للتسعة أشهر الأخيرة، عشر مرات أسبوعيا تقريبا، ولم تعط فيه المقاومة خسائر تذكر سوى ما جرى بالعمليات الكبرى كالعملية التي حررت بها المقاومة 250 سجينا قبل أسابيع. ما عدى ذلك فمعدل الخسائر يكاد يبلغ شهيدين شهريا. أي شهيدين مقابل 30 ضربة توجه للقاعدة الأمريكية الحامية لسجن أبوغريب، مما لا يدع مجالا للشك أن المقاومة صارت تتبع سلوك الكواسر التي متى شاءت أغارت على الطرائد. وهو سلوك أول آثاره وأخطرها أن الجندي الأمريكي تحول نفسيا من عسكري محتل مهاجم إلى سجين محكوم بإعدام ينتظر في زنزانته ساعة الأجل.

ومعدل العمليات، على عكس ما أعلنه حويزم بن كطيران الشعلان أو عليوي أو من لف لفهم من سقط المتاع، كان متصاعدا وبشكل لابد ويعكس حالة من الحقد الدفين ليس على الإحتلال فحسب وإنما على الثقافة والنهج والمنطق الأمريكي أيضا، الأمر الذي ينبئ بثارات متواترة لعشرات من السنين القادمة. ناهيك عن الأثر الخطير الذي بدأ يظهر على الساحة الدولية جراء هذه المعطيات جملة. حيث أعلنت روسيا، ولو متلكأة أنها (على عناد أمريكا) بصدد تسليح السلطة الفلسطينية. كما خفت وتيرة التعاضد مع أمريكا في قضية الأسلحة الكورية وبدء تمرد إيران نوويا. إضافة إلى الأمرين الأخطر بلاشك، وهما تصاعد المقاومة الأفغانية وإشتدادها، وإنفراط عقد التحالف الأنكلوصهيوني الذي غزا العراق.

وليضيف المتابع إلى هذا كله، أن حلم السيطرة على نفط العراق إنتهى حين أغلقت المقاومة العراقية أية إمكانية لتصديره، لتجعل تكاليف الإحتلال فلكية غير قابلة للتعويض.

إستنتاجا، أن المقاومة فاجأت العدو ليس بقيامها أو سرعة تصاعدها، وإنما في كل شيء يخص حروب التحرير، وتحرير العراق حصرا، فصارت مدرسة، لا ولن أشك أن تجربتها ستدرس في كل أكاديميات العالم العسكرية. هذا من الناحية النظرية. أما عمليا، فقد مسح بوش ومن دفعه لغزو العراق بوزه، وصار العراق وشعبه هاجسه وهاجس كل من تسول له نفسه بإحتلال ما في المستقبل القريب.

نعم! لقد إنتهى مشروع إحتلال العراق وبكارثة على أمريكا وجبروتها.

ولا أدري ما الذي يفعله بوش الآن برسائل التعاضد من عبد الإله الصايغ و(عيلة الدراويش) و(منظمة المجتمع المدني) و(كتاب بلا حياء) أو نصائح خبراء الحروب والإستراتيجات أمثال كاظمحبيب وعادلحبة وجويسممطير وعزيزحاج ومن لف لفهم من السحوت. هذا إذا كان رسائل هؤلاء قد وصلته ولم تختف في أحد التواليتات على الطريق.

لقد إنتهى مشروع الإحتلال وصار الهم الآن، ليس نشر الديمقراطية أو مشروع الشرق الأوسط الكبير كما قيل قبل سنتين، إنما إخراج الجيش الأمريكي من العراق بماء الوجه. بل قد قال بوش إثر إعلان تنصيب سفاح المافيا الطِلِباني رئيسا لمحفل الخونة في العراق، إنه سيعمل معه جاهدا لإخراج مشرف للقوات الأمريكية من العراق.

لكن حتى هذه لم تعد بإمكانه حيث أحابته المقاومة عمليا وعاجلا وبما لا يدع مجالا للشك أن لا طِلِباني ولا جعفري ولا حفنة غلمان داعين إلى برنامج (يسمونه عقلانيا) مواز لعمل المقاومة، ولا أي من جوق الخونة له تأثير على ساحة القرار غير هذه المقاومة وبلا منازع. فسقط بيد بوش، وما بقي له غير أن يسقط كل ما تبقى له من أعذار إحتلال العراق. وأعني به عزل الرئيس صدام حسين عن الحكم. لذا أرسل وزير دفاعه رامسفيلد، ليبايع صدام متوسلا، على سلامته الشخصية مقابل إعلان متلفز منه يناشد المقاومة بالتوقف. لكنها خطوة محكومة بكل الفشلات التي حكمت مشروع الإحتلال. فلا صدام حسين بالذي يمكن إبتزازه بشيء ولا هو يقبل بإيقاف المقاومة ولا المقاومة الوطنية الباسلة بغير المدركة للنصر الذي آزره بها الله سبحانه، فلا تلمسه لمس اليد.

ولو كان من إمكانية لإبتزاز صدام حسين أو مبايعته على موقف، لفعلها قبل الغزو وبقي محافظا على ما فقده من حكم وولد وحفيد وعائلة وحرية. وليس هذا الرجل الصابر صبر أتراحيس وأيوب، من يمكن إبتزازه. ولا المقاومة وليدة نظام عربي ليسهل إرهابها أو إستغفالها. وحيث هذه المقاومة وليدة أطياف الشعب العراقي ووجهه الجهادي المشرق، فنصيحة للأمريكان أن يزيلوا من رأسهم أمرين:

- أن يروا شيئا غير تحرير العراق رغما عنهم وبقوة السلاح،

- وأن يقارنوا عراقيا، صدام أو غيره، بحفنة الخونة المسوخ كسستاني وجعفري وحسني وعبد الحميد وأبورغال وحيكم صهيون وبقية قائمة أعراس الثعالب المستعدة حتى لبيع نسائها لأجل منصب. ولا يقارن الإنسان بالمسخ قطعا.


د نوري المرادي