الفرقاني
22-08-2005, 02:59 PM
الذين يخافون من الإقرار بوجود قيادة المقاومة العراقية
الدكتور غالب الفريجات/الأردن
يتغابى بعض المنحرفين دينيا وقوميا ووطنيا من الكتاب والصحفيين، وحتى السياسيين في إنكارهم لوجود مقاومة عراقية وقيادة لهذه المقاومة، رغم اعتراف سيدهم وولي نعمتهم في البيت الأبيض بالمقاومة وقوتها وشدة فعاليتها، وما أوقعته من خسائر جسيمة في صفوف المرتزقة الأمريكان وحلفائهم على ارض العراق، كما أن أسيادهم أيضا يعترفون أن النظام الوطني هو الذي يقود المقاومة، وإذا اضطروا للحديث عن هذا المارد العربي، الذي يواجه قوى البغي والعدوان الامبريالي الصهيوني والطائفي والشعوبي والرجعي، فسيأتون بما لا يليق إلا بأنفسهم، التي أصابها الخلل جراء ما تتلمذوا عليه في الدوائر الامبريالية الصهيونية.
يقول هذا الرهط الخائن "أن المقاومة ليس لها وجود كيان سياسي موحد يعبر عن موقفها وتطلعاتها"، ولا ندري عما تعبر بيانات المقاومة الصادرة بين الحين والآخر إذا كانت لا تملك قيادة، فكيف يكون هناك جهاز إعلامي وجهاز سياسي يضع المواطنين العراقيين والعرب في تحليلاته، بإدارة الصراع مع قوى البغي والعدوان ومع عملاء الاحتلال، وإذا كانت المقاومة قد نأت بنفسها عن المقاومة الإعلامية، التي تكثر من الحديث التفصيلي عن عملياتها العسكرية، لان همها هو إنهاك قوة العدو وتدمير قدراته، على الرغم أن هذا الشأن هو من شأن المقاومة الداخلي الذي لا يحق لأحد التدخل فيه.
منذ اليوم التالي لاحتلال بغداد برز وجه المقاومة، وبعد فترة قصيرة جدا من الاحتلال اعلن البرنامج السياسي " المنهاج الاستراتيجي للمقاومة "، وكان واضحا من وراء هذا المنهاج، الذي حدد وبالتفصيل الدقيق مهمة المرحلة النضالية، ودور العمود الفقري في حركة المقاومة - حزب البعث العربي الاشتراكي -، وبرز من بين المتنطعين من المرتزقة الزاحفين على بطونهم النضالية امام سفارات الغرب من الطعن في المقاومة من خلال الطعن في قيادة المقاومة وبرنامجها السياسي، يدفعهم في ذلك هذا الحقد الاعمى، فالحديث عن الزعيم المجنون صاحب اعواد المشانق في الموصل ومحاكم المهداوي حالة وطنية، يستدعيها هؤلاء المتباكون على المقاومة، ثم تبرأة الفرس من حربهم ضد العراق لاخفاء الطائفية المريضة، التي يتسترون وراءها، هو من ضرورات الحديث في هذا الظرف من قبل هؤلاء، لاخفاء الحقد الاعمى نفسه، فمن يكن شعوبيا لن يكون وطنيا ؟، ومن يكن طائفيا غير جدير بالحديث عن الوطنية؟.
الحديث عن ثورة ايران المعادية للغرب والصهيونية في مواجهة العداء للنظام الوطني في العراق، الذي يقود المقاومة هراء لا يتفوه به الا منافق ومخادع للجماهير،لان الفرس هم في الخندق المعادي للأمة العربية في طموحاتها، وهم اكبر عون للاحتلال الامريكي على ارض العراق، فأي عداء للامبريالية من قبل ثورة طهران ؟، التي وقف معها الغرب بكل ما يملك من تأييد سياسي واعلامي منذ انتقل الخميني الى الضاحية الجنوبية في باريس، وحتى وصول طائرته المدنية في وسط دولة مدججة بالسلاح، ثم اين اتفاق قادة الثورة مع حملة ريجان الانتخابية؟، وما مبررات ريجان جيت التي فضحت التسلح الخميني وعلاقته بالولايات المتحدة؟، وحتى الشعارات الديماغوجية من تصدير الثورة الى الاعلان ان بغداد وعدن فارسيتان، وماذا عن رفض اعادة الجزر العربية الى دولة الامارات ؟، ثم كم طلقة اطلق نظام الملالي الثورجي المعادي للغرب والصهيونية اتجاه الكيان الصهيوني؟، وماذا عن التحالف مع الولايات المتحدة في احتلال افغانستان والعراق؟، واخيرا يكفي الحديث عن ثورجية نظام الملالي مساندته للاحتلال في العراق وهو الذي قد رفع كاذبا شعارات الشيطان الاكبر على الرغم ان الكيان الصهيوني وامريكا تبدوان الى جانبه بالشيطان الاصغر، والاولى ان تسمى الأشياء بأسمائها، فإن نظام الملالي ومن يقفون معه ويدافعون عنه ويحاولون خداع الناس هم في ذات الخندق الامبريالي الامريكي الصهيوني.
من يتحدث عن فعل اجرامي قام به نفر من المجرمين الفارين المتحالفين مع العدو الفارسي اثناء اشتباك الدولة في حرب مع العدو الامريكي، اي من يصف هؤلاء العملاء المدعومين من "السافاك" الفارسي بأنه انتفاضة ربيع، فهو ممن يكشف عن هويته الطائفية المتعفنة، التي امتزجت بشعوبية قذرة، باعت نفسها بأرخص الأثمان، اذ من يبيح لنفسه الاعتداء على الجنود وهم عائدون من جبهة القتال، وتدمير ممتلكات الوطن لا يجوز بأي معيار وطني الحديث عنهم وبأي اسلوب ايجابي، لان الذي قام به هذا النفر فعل خياني، ولأن الطائفية والشعوبية تتناقض مع ابسط المبادئ الوطنية، وكان الاولى بالنظام ان يكسر هذه الرؤوس العفنة، التي ينتمي صاحب هذه الدعاوي الطائفية والشعوبية اليها، وان التباكي على مصير البلد، الذي ينزلق نحو مشاريع التقسيم والبلقنة وااللبننة هي بفعل هذا النوع من الذين تتباكى على ربيعهم المهدور، اليست القيادات الشيعية الدينية والسياسية وبتحالف مع امريكا والصهيونية هي السبب المباشر لهذه المشاريع ؟، ثم ايهما احق بالاشادة من يحمل السلاح في وجه الاحتلال ام اولئك الذين يرضعون من ثديه، امثال قيادات السيستاني والجعفري والحكيم والجلبي وبتواطئ مع النظام الفارسي، الذي يعترف بأن امريكا لم تكن قادرة على احتلال العراق بدون مساعدتهم.
في هلوسات كاتب من العراق وهو في حقيقة امره ينتسب الى العراق زورا وبهتانا، فهو طائفي شوفيني يتدارى في الادعاء بانه يكتب الى جانب المقاومة، وهو اشد عداء للمقاومة، لان من يسيء الى قيادة المقاومة في مقالات تافهة يريد تسويق نفسه وطائفيته وشوفينيته من جهة، ومن يكون طائفيا او شوفينيا، فهو لا يمكن ان يدعي الوطنية، والادعاء بالوطنية لا يتأتى من خلال الوقوف ضد المقاومة، واذا كانت المقاومة ليست كما يرضيه فهو ابن العراق كما يدعي والاولى به ان يذهب للقتال في خندق المقاومة، التي يتصورها بدلا من التسكع على ابواب الارتزاق الغربي، ولكن فيما يبدو ان السيد لم يأذن له بعد، وحتى يأذن له سيكون في خندق اعداء الله والوطن وضد المقاومة، وسنسمع فذلكات شوفينية طائفية جديدة، ولكن هذه الفذلكات لن تكون ذات قيمة، لان ابطال العراق يكونون قد انهوا الاحتلال وعملائه من طائفيين وشعوبيين.
يتحدث بعض المهووسين في هلوساتهم عن تنظيرات تافهة، يتخيلون ان الناس لا تعرف مجريات الاحداث، لان مهمتهم فيما يبدو استغفال الناس وخداعهم، فكيف يتم عدم الاعتراف بشرعية ثورة السابع عشر ؟، وهي التي تحالفت معها كل القوى على ارض العراق من شيوعيين ووطنيين واكراد، في حين يتم تسويق نظام شوفيني فردي علق المشانق للثوار والابطال والمناضلين بعد ان سرق الثورة من رجالها، واقام محاكم لا تزال مضرب المثل في الاجرام، ثم اطلق العنان لحزب مؤكد ان جذور تأسيسه كانت صهيونية في القتل والتدمير للوطن العراقي ماديا وبشريا، ثم وقوف هذا النظام في وجه المد القومي العربي، والمظاهرة الكاذبة في ادعاءات استعادة الكويت الى الوطن الام.
هل الحديث عن نظام اهترى ولم يترك اثرا ايجابيا في ذاكرة الوطنيين والقوميين والتغني بامجاده الكاذبه، هو من اجل طمس دور الحزب والثورة التي تقود المقاومة، ثم ماذا يفسر الرفاق في الحزب الماركسي هذا الارث الثوري للزعيم الذي تحالفوا معه ودمروا الوطنية العراقية، ثم تحالفوا مع حزب البعث وثورة السابع عشر من تموز، وسرقوا اموال الدولة، بعد ان فشلت مؤامرة غدرهم، وهاهم اليوم في خندق الرفيق بريمر وسيده بوش.
النظام الوطني في العراق تم التآمر عليه منذ حزيران 1972، عام تأميم النفط، ولكن موازين القوى لم تسمح للامبريالية والصهيونية ان تواجه النظام بحرب نظامية، وبعد انتها ء الثنائية القطبية بسقوط الاتحاد السوفييتي تم استهداف النظام امبرياليا وصهيونيا، ساعدهم في ذلك النظام العربي الرسمي والمأجورين من امثال كتبة السفارات ممن يدعون انتسابهم للعراق، واما تسويق النفط فهو معروف ان النفط سلعة عالمية، ولا يسعى العراق لسكب النفط في البحر، بل استطاع ان يخلق قاعدة تنموية ماديا وبشريا اكبر بكثير ممن يملك هذه السلعة الاستراتيجية، ولم تستطع كل الدوائر الغربية الامبريالية والصهيونية ان تجد دولارا واحدا باسم صدام حسين او احد افراد عائلته.
لا يهم ثورة البعث والنظام الوطني محاولات التلفيق والكذب والخداع، التي يمارسها البعض داخل العراق وخارجه ضد الثورة والبعث، ولكن ليعلم هؤلاء الخونة والعملاء والجواسيس ان الثورة والبعث وصدام حسين من هيأ للمقاومة ومن اعد لها كل مستلزماتها، لانه خطط لحرب تحرير شعبية تواجه القوى الامبريالية والصهيونية وكل القوى المرتبطة بعجلة العداء للامة العربية، وهاهي ارض العراق تشهد لهم على ذلك، فاذا كان الامريكان يلعقون هزيمتهم، فما على العملاء والخونة الا ان يلعقوا احذية اسيادهم، لان الهزيمة ستنالهم قبل أن تنال من أسيادهم، وقد صدق صدام حسين وعده عندما قال، بغداد مصممة على ان ينتحر البرابرة على اسوارها، وهاهم ينتحرون، وتنتحر معهم كل قوى البغي والعدوان، وكل اصحاب العمامات القذرة، الذين يساندون الاحتلال بشتى الطرق والوسائل، وقد صدق صدام ايضا عندما قال، سيكون المسمار العراقي اول مسمار في نعش الامبراطورية الامريكية، وهاهي المقاومة البطلة التي خطط لها صدام وقيادته تدمي وجه الامبراطورية الغبية، وستعمل على تحطيم هذا الرأس الامبراطوري المتعفن، الذي لا يفقه طبيعة ارادة الشعوب، ولا ارادة المناضلين الثوريين، الذين يقودون امتهم نحو النصر، رغم كل مطابخ الكذب في مؤسسة الاعلام الامبريالي الصهيوني، والتي افرزت لنا هذا الرهط من المارينز العرب، ويكفي صدام حسين فخرا انه قاتل في صفوف المقاومة ، في حين ان اصحاب الهلوسات الديماغوجية من الشعوبيين والطائفيين يبيعون العراق في الداخل والخارج.
من يريد ان ينصب من نفسه فيلسوفا ثورجيا بادعاءات ديماغوجية، ويتحدث عن حزب يقود المقاومة باساليب الاسياد في واشنطن وتل ابيب، عليه ان يحتفظ بهلوساته لنفسه، لان البعث في القطر العراقي البطل لا يلتفت لهؤلاء العملاء تحت كل اليافطات، فالساحة العراقية دالة على المناضلين والمنافقين والجواسيس والعملاء والخونة، ويكفي البعث وقيادته انها مستهدفة من الاحتلال وعملائه، ويكفي البعث وقيادته انها اول من حمل السلاح وشق طريق المقاومة،فالمصارحة تتطلب تحديد دور العملاء والجواسيس والخونة، والحاقهم بدور الذيل الامبريالي الامريكي والصهيوني وكنسهم مع الاحتلال، والمصالحة تتطلب الوقوف بوضوح في خندق المقاومة، ومن يحمل السلاح على ارض العراق في وجه الاحتلال وعملائه، لا يمكن ان يتساوى مع النفر الخائن لوطنه وامته، لانه لا يجوز مساواة الجمع المؤمن مع جمع الكفرة والمنافقين والمرتدين.
عندما يتحدث العالم عن اسرع مقاومة في بروزها للتصدي للغزاة، وعن مقاومة منظمة وفعالة، وعن عمليات نوعية في سرعة قياسية، وعن بطولات يقودها رجال الجيش العراقي، وجميع كوادر الدولة العراقية، من مقاتلين وحزبيين، فان ذلك يعني ان الدولة العراقية التي قررت قيادتها العمل تحت الارض، هي الدولة التي كان يقودها البعث، والتي اعلن قائدها بعد انتهاء المعارك النظامية، ان الدولة العراقية قد وقع عليها العدوان الامريكي البربري وحلفائه، وان السلطة العراقية التي تم اغتصابها، قد انتقلت الى يد المقاومة، فهذا القائد وهذه القيادة وهذا الحزب لايحتاجون الى فلسفات باهته من الصغار، الذين يتسكعون على ابواب السفارات في الغرب، ولا الى العملاء الذين رهنوا العراق وكرامته وعرضه لسوق النخاسة الامبريالي الصهيوني.
ان الطائفيين والاقليميين والشعوبيين واصحاب فذلكات الجمل الثورجية، قد سقطت كل اوراقهم الصفراء في حضن بريمر وسيده بوش، واولى بهم ان يختفوا من الساحة النضالية، لانهم ما عاد بمقدورهم ان يغطوا عوراتهم بورق التين، الذي يتهيأ للسقوط، وان اية تبريرات وادعاءات معلنة او مخفية ظاهرها حق وباطنها على فاسد، ما عادت قادرة على اخفاء جرائمهم، التي ارتكبوها في حق الوطن والامة والانسانية، لان نضالات الشعوب وقياداتها الوطنية قادرة على تحقيق النصر على اسيادهم، وهم مجرد ادوات صغيرة تتكسر في اللحظات الاولى لهزيمة الامبريليين والصهاينة، وقد علمتنا تجارب الشعوب ان هذا حق، وان هذا الحق مدعوم بقدر الهي، فلا مناص من ان يتحقق على سطح الاض، التي تنادي بالحرية من الغطرسة البشعة، التي يقودها برابرة العصر في كل زمان ومكان.
نعم ستنتصر المقاومة العراقية وسيكون لحزب البعث دوره الطليعي في هذا الانتصار وبقيادة رموزه ، ولان البعث حزب امة فكل الذين يقاتلون سواء في صفوفه او خارج هذه الصفوف يعبرون عن ذات المبادئ، مبادئ الامة، وان الاحتفاء برموز الامة ليس عيبا في التنظيم الحزبي، لانه ليس هناك من امة او شعب بدون قيادة او رموز، وما فعلته قيادات البعث ورموزه سيسجله التاريخ في صالح هذه الامة، لان التاريخ لم يسجل رئيس دولة او مسؤول حزبي يتحول من السلطة الى خندق المقاومة كما فعل صدام حسين، وليس من مناضل في حجم عزة الدوري بالسن او المرض الذي يعاني منه، يتمكن ان يكون في حجم هذه القيادة الفذة كما هي قيادة الاستاذ عزة.
ان الحزب الذي يقاتل على ارض العراق ليس حزبا طائفيا ولن يكون، لان تاريخه في العراق يفقأ اعين كل المهوسين، وهو منتشر في كل مناطق العراق، وبين كل فئات الشعب العراقي، وهو عامل وحدة لا عامل تجزأة وتفكيك، وليس صحيحا ان المقاومة العراقية التي يقودها الحزب مقتصرة على مناطق الشمال الغربي والصحراوية، ولكنها الآلة الاعلامية الامريكية والصهيونية، التي تصور المقاومة في ما اسمته بمثلث الموت، والمقاومة قد اكدت في الفلوجة وغيرها من مناطق العراق انها عصية على التصفية، والبعث لا ينزلق الى المفاوضات للاشتراك في ما يسمى بالعملية السياسية، لانه كان واضحا في اهدافه ومبادئه لا للاحتلال ولا للتعامل معه باي صيغة من الصيغ، وسيخيب البعث احلام الذين توسوس لهم اضغانهم ان تبرز من بين صفوف البعث من ينقلب على قيادته، لان البعث حزب ثوري يلفظ كل من تسول له نفسه ان يطعنه من الخلف، ايا كان نوعه ومستواه، ثم ليس الكتاب المهوسين ممن يسمح او لا يسمح بهذا الدور او ذاك الذي يلعبه البعث، لان هؤلاء لا يختلفون عن اصحاب نظرية اجتثاث البعث، فماذا كانت النتيجة ؟، ان البعث استطاع ان يجعل من اصحاب هذه النظرية ان يختبؤا في جحورهم كالئران المذعورة، فاين هم الان ؟، واين البعث ؟، هم في المنطقة الحمراء والبعث في شوارع مدن العراق، يتصيد المارينز واتباعهم، والبعثيون الذين يمتشقون السلاح دفاعا عن العراق لا يضيرهم كل الكلاب النابحة لان حالهم يقول العربة تجري والكلاب تنبح.
يا من تدعون حرصكم على العراق وتدعون انكم مع المقاومة، وانتم لا تختلفون في لغتكم عن لغة المارينز العرب، وقد تكونون أسوأ من هذا الرهط الفاسد ـ المارينز العرب ـ، ل،ن أولئك يعلنون مواقفهم العدائية بدون عمامة سوداء، ولكنكم انتم من تلبسون القلنسوة الصهيونية، فهل تريدون ان تلعبوا دورين متناقضين، دور الادعاء بالوطنية، ودور ممارسة الخيانة الناجمة عن قناعاتكم الطائفية والشعوبية، لان دفاعاتكم مشبوهة تصب في الخندق اللاوطني واللاقومي واللاديني، لأنكم في هلوساتكم، ما تتمنوه هي ذاتها الأمنيات التي تمناها من ركب الدبابة الأمريكية، وأعطى الغطاء للغزو واعترف بإفرازاته وما زال يلعب على ذات الناي الذي يلعب عليه الاحتلال، فهل لو كانت قيادة البعث قابلة للتطويع؟، حشرت ضدها كل هذه الجموع الفاسدة من امبرياليين وصهاينة وفرس وعرب انتهت صلاحية وجودهم، وكل هؤلاء الصغار من قيادات مهترئة من الشيعة ومعها الطرزانين في الشمال، إلى جانب كل هؤلاء من كتاب المارينز من العرب والعراقيين.
العراق سيكون بألف إلف خير ولكن بدون الدرن الفاسد، الذي يعتري هؤلاء، الذين يدعون الانتساب إليه، ونحن العرب قد اكتشفنا مبكرا كل هلوسات المعارضة العراقية قبل الغزو وبعد الغزو في الداخل والخارج، ولو كنتم بذرة طيبة لما بعتم العراق بهذا الثمن البخس، تحت ادعاءات ودعاوي كاذبة، فوالله لن يكون هناك انسان يحمل ذرة من شرف يتعامل مع الاعداء ضد وطنه واهله وشعبه ويستحق الانتماء لهذا الوطن، لانه قد تعود على ان يكون تابعا ذليلا، لا سيدا كريما كما كان صدام يريد لشعبه.
الدكتور غالب الفريجات/الأردن
يتغابى بعض المنحرفين دينيا وقوميا ووطنيا من الكتاب والصحفيين، وحتى السياسيين في إنكارهم لوجود مقاومة عراقية وقيادة لهذه المقاومة، رغم اعتراف سيدهم وولي نعمتهم في البيت الأبيض بالمقاومة وقوتها وشدة فعاليتها، وما أوقعته من خسائر جسيمة في صفوف المرتزقة الأمريكان وحلفائهم على ارض العراق، كما أن أسيادهم أيضا يعترفون أن النظام الوطني هو الذي يقود المقاومة، وإذا اضطروا للحديث عن هذا المارد العربي، الذي يواجه قوى البغي والعدوان الامبريالي الصهيوني والطائفي والشعوبي والرجعي، فسيأتون بما لا يليق إلا بأنفسهم، التي أصابها الخلل جراء ما تتلمذوا عليه في الدوائر الامبريالية الصهيونية.
يقول هذا الرهط الخائن "أن المقاومة ليس لها وجود كيان سياسي موحد يعبر عن موقفها وتطلعاتها"، ولا ندري عما تعبر بيانات المقاومة الصادرة بين الحين والآخر إذا كانت لا تملك قيادة، فكيف يكون هناك جهاز إعلامي وجهاز سياسي يضع المواطنين العراقيين والعرب في تحليلاته، بإدارة الصراع مع قوى البغي والعدوان ومع عملاء الاحتلال، وإذا كانت المقاومة قد نأت بنفسها عن المقاومة الإعلامية، التي تكثر من الحديث التفصيلي عن عملياتها العسكرية، لان همها هو إنهاك قوة العدو وتدمير قدراته، على الرغم أن هذا الشأن هو من شأن المقاومة الداخلي الذي لا يحق لأحد التدخل فيه.
منذ اليوم التالي لاحتلال بغداد برز وجه المقاومة، وبعد فترة قصيرة جدا من الاحتلال اعلن البرنامج السياسي " المنهاج الاستراتيجي للمقاومة "، وكان واضحا من وراء هذا المنهاج، الذي حدد وبالتفصيل الدقيق مهمة المرحلة النضالية، ودور العمود الفقري في حركة المقاومة - حزب البعث العربي الاشتراكي -، وبرز من بين المتنطعين من المرتزقة الزاحفين على بطونهم النضالية امام سفارات الغرب من الطعن في المقاومة من خلال الطعن في قيادة المقاومة وبرنامجها السياسي، يدفعهم في ذلك هذا الحقد الاعمى، فالحديث عن الزعيم المجنون صاحب اعواد المشانق في الموصل ومحاكم المهداوي حالة وطنية، يستدعيها هؤلاء المتباكون على المقاومة، ثم تبرأة الفرس من حربهم ضد العراق لاخفاء الطائفية المريضة، التي يتسترون وراءها، هو من ضرورات الحديث في هذا الظرف من قبل هؤلاء، لاخفاء الحقد الاعمى نفسه، فمن يكن شعوبيا لن يكون وطنيا ؟، ومن يكن طائفيا غير جدير بالحديث عن الوطنية؟.
الحديث عن ثورة ايران المعادية للغرب والصهيونية في مواجهة العداء للنظام الوطني في العراق، الذي يقود المقاومة هراء لا يتفوه به الا منافق ومخادع للجماهير،لان الفرس هم في الخندق المعادي للأمة العربية في طموحاتها، وهم اكبر عون للاحتلال الامريكي على ارض العراق، فأي عداء للامبريالية من قبل ثورة طهران ؟، التي وقف معها الغرب بكل ما يملك من تأييد سياسي واعلامي منذ انتقل الخميني الى الضاحية الجنوبية في باريس، وحتى وصول طائرته المدنية في وسط دولة مدججة بالسلاح، ثم اين اتفاق قادة الثورة مع حملة ريجان الانتخابية؟، وما مبررات ريجان جيت التي فضحت التسلح الخميني وعلاقته بالولايات المتحدة؟، وحتى الشعارات الديماغوجية من تصدير الثورة الى الاعلان ان بغداد وعدن فارسيتان، وماذا عن رفض اعادة الجزر العربية الى دولة الامارات ؟، ثم كم طلقة اطلق نظام الملالي الثورجي المعادي للغرب والصهيونية اتجاه الكيان الصهيوني؟، وماذا عن التحالف مع الولايات المتحدة في احتلال افغانستان والعراق؟، واخيرا يكفي الحديث عن ثورجية نظام الملالي مساندته للاحتلال في العراق وهو الذي قد رفع كاذبا شعارات الشيطان الاكبر على الرغم ان الكيان الصهيوني وامريكا تبدوان الى جانبه بالشيطان الاصغر، والاولى ان تسمى الأشياء بأسمائها، فإن نظام الملالي ومن يقفون معه ويدافعون عنه ويحاولون خداع الناس هم في ذات الخندق الامبريالي الامريكي الصهيوني.
من يتحدث عن فعل اجرامي قام به نفر من المجرمين الفارين المتحالفين مع العدو الفارسي اثناء اشتباك الدولة في حرب مع العدو الامريكي، اي من يصف هؤلاء العملاء المدعومين من "السافاك" الفارسي بأنه انتفاضة ربيع، فهو ممن يكشف عن هويته الطائفية المتعفنة، التي امتزجت بشعوبية قذرة، باعت نفسها بأرخص الأثمان، اذ من يبيح لنفسه الاعتداء على الجنود وهم عائدون من جبهة القتال، وتدمير ممتلكات الوطن لا يجوز بأي معيار وطني الحديث عنهم وبأي اسلوب ايجابي، لان الذي قام به هذا النفر فعل خياني، ولأن الطائفية والشعوبية تتناقض مع ابسط المبادئ الوطنية، وكان الاولى بالنظام ان يكسر هذه الرؤوس العفنة، التي ينتمي صاحب هذه الدعاوي الطائفية والشعوبية اليها، وان التباكي على مصير البلد، الذي ينزلق نحو مشاريع التقسيم والبلقنة وااللبننة هي بفعل هذا النوع من الذين تتباكى على ربيعهم المهدور، اليست القيادات الشيعية الدينية والسياسية وبتحالف مع امريكا والصهيونية هي السبب المباشر لهذه المشاريع ؟، ثم ايهما احق بالاشادة من يحمل السلاح في وجه الاحتلال ام اولئك الذين يرضعون من ثديه، امثال قيادات السيستاني والجعفري والحكيم والجلبي وبتواطئ مع النظام الفارسي، الذي يعترف بأن امريكا لم تكن قادرة على احتلال العراق بدون مساعدتهم.
في هلوسات كاتب من العراق وهو في حقيقة امره ينتسب الى العراق زورا وبهتانا، فهو طائفي شوفيني يتدارى في الادعاء بانه يكتب الى جانب المقاومة، وهو اشد عداء للمقاومة، لان من يسيء الى قيادة المقاومة في مقالات تافهة يريد تسويق نفسه وطائفيته وشوفينيته من جهة، ومن يكون طائفيا او شوفينيا، فهو لا يمكن ان يدعي الوطنية، والادعاء بالوطنية لا يتأتى من خلال الوقوف ضد المقاومة، واذا كانت المقاومة ليست كما يرضيه فهو ابن العراق كما يدعي والاولى به ان يذهب للقتال في خندق المقاومة، التي يتصورها بدلا من التسكع على ابواب الارتزاق الغربي، ولكن فيما يبدو ان السيد لم يأذن له بعد، وحتى يأذن له سيكون في خندق اعداء الله والوطن وضد المقاومة، وسنسمع فذلكات شوفينية طائفية جديدة، ولكن هذه الفذلكات لن تكون ذات قيمة، لان ابطال العراق يكونون قد انهوا الاحتلال وعملائه من طائفيين وشعوبيين.
يتحدث بعض المهووسين في هلوساتهم عن تنظيرات تافهة، يتخيلون ان الناس لا تعرف مجريات الاحداث، لان مهمتهم فيما يبدو استغفال الناس وخداعهم، فكيف يتم عدم الاعتراف بشرعية ثورة السابع عشر ؟، وهي التي تحالفت معها كل القوى على ارض العراق من شيوعيين ووطنيين واكراد، في حين يتم تسويق نظام شوفيني فردي علق المشانق للثوار والابطال والمناضلين بعد ان سرق الثورة من رجالها، واقام محاكم لا تزال مضرب المثل في الاجرام، ثم اطلق العنان لحزب مؤكد ان جذور تأسيسه كانت صهيونية في القتل والتدمير للوطن العراقي ماديا وبشريا، ثم وقوف هذا النظام في وجه المد القومي العربي، والمظاهرة الكاذبة في ادعاءات استعادة الكويت الى الوطن الام.
هل الحديث عن نظام اهترى ولم يترك اثرا ايجابيا في ذاكرة الوطنيين والقوميين والتغني بامجاده الكاذبه، هو من اجل طمس دور الحزب والثورة التي تقود المقاومة، ثم ماذا يفسر الرفاق في الحزب الماركسي هذا الارث الثوري للزعيم الذي تحالفوا معه ودمروا الوطنية العراقية، ثم تحالفوا مع حزب البعث وثورة السابع عشر من تموز، وسرقوا اموال الدولة، بعد ان فشلت مؤامرة غدرهم، وهاهم اليوم في خندق الرفيق بريمر وسيده بوش.
النظام الوطني في العراق تم التآمر عليه منذ حزيران 1972، عام تأميم النفط، ولكن موازين القوى لم تسمح للامبريالية والصهيونية ان تواجه النظام بحرب نظامية، وبعد انتها ء الثنائية القطبية بسقوط الاتحاد السوفييتي تم استهداف النظام امبرياليا وصهيونيا، ساعدهم في ذلك النظام العربي الرسمي والمأجورين من امثال كتبة السفارات ممن يدعون انتسابهم للعراق، واما تسويق النفط فهو معروف ان النفط سلعة عالمية، ولا يسعى العراق لسكب النفط في البحر، بل استطاع ان يخلق قاعدة تنموية ماديا وبشريا اكبر بكثير ممن يملك هذه السلعة الاستراتيجية، ولم تستطع كل الدوائر الغربية الامبريالية والصهيونية ان تجد دولارا واحدا باسم صدام حسين او احد افراد عائلته.
لا يهم ثورة البعث والنظام الوطني محاولات التلفيق والكذب والخداع، التي يمارسها البعض داخل العراق وخارجه ضد الثورة والبعث، ولكن ليعلم هؤلاء الخونة والعملاء والجواسيس ان الثورة والبعث وصدام حسين من هيأ للمقاومة ومن اعد لها كل مستلزماتها، لانه خطط لحرب تحرير شعبية تواجه القوى الامبريالية والصهيونية وكل القوى المرتبطة بعجلة العداء للامة العربية، وهاهي ارض العراق تشهد لهم على ذلك، فاذا كان الامريكان يلعقون هزيمتهم، فما على العملاء والخونة الا ان يلعقوا احذية اسيادهم، لان الهزيمة ستنالهم قبل أن تنال من أسيادهم، وقد صدق صدام حسين وعده عندما قال، بغداد مصممة على ان ينتحر البرابرة على اسوارها، وهاهم ينتحرون، وتنتحر معهم كل قوى البغي والعدوان، وكل اصحاب العمامات القذرة، الذين يساندون الاحتلال بشتى الطرق والوسائل، وقد صدق صدام ايضا عندما قال، سيكون المسمار العراقي اول مسمار في نعش الامبراطورية الامريكية، وهاهي المقاومة البطلة التي خطط لها صدام وقيادته تدمي وجه الامبراطورية الغبية، وستعمل على تحطيم هذا الرأس الامبراطوري المتعفن، الذي لا يفقه طبيعة ارادة الشعوب، ولا ارادة المناضلين الثوريين، الذين يقودون امتهم نحو النصر، رغم كل مطابخ الكذب في مؤسسة الاعلام الامبريالي الصهيوني، والتي افرزت لنا هذا الرهط من المارينز العرب، ويكفي صدام حسين فخرا انه قاتل في صفوف المقاومة ، في حين ان اصحاب الهلوسات الديماغوجية من الشعوبيين والطائفيين يبيعون العراق في الداخل والخارج.
من يريد ان ينصب من نفسه فيلسوفا ثورجيا بادعاءات ديماغوجية، ويتحدث عن حزب يقود المقاومة باساليب الاسياد في واشنطن وتل ابيب، عليه ان يحتفظ بهلوساته لنفسه، لان البعث في القطر العراقي البطل لا يلتفت لهؤلاء العملاء تحت كل اليافطات، فالساحة العراقية دالة على المناضلين والمنافقين والجواسيس والعملاء والخونة، ويكفي البعث وقيادته انها مستهدفة من الاحتلال وعملائه، ويكفي البعث وقيادته انها اول من حمل السلاح وشق طريق المقاومة،فالمصارحة تتطلب تحديد دور العملاء والجواسيس والخونة، والحاقهم بدور الذيل الامبريالي الامريكي والصهيوني وكنسهم مع الاحتلال، والمصالحة تتطلب الوقوف بوضوح في خندق المقاومة، ومن يحمل السلاح على ارض العراق في وجه الاحتلال وعملائه، لا يمكن ان يتساوى مع النفر الخائن لوطنه وامته، لانه لا يجوز مساواة الجمع المؤمن مع جمع الكفرة والمنافقين والمرتدين.
عندما يتحدث العالم عن اسرع مقاومة في بروزها للتصدي للغزاة، وعن مقاومة منظمة وفعالة، وعن عمليات نوعية في سرعة قياسية، وعن بطولات يقودها رجال الجيش العراقي، وجميع كوادر الدولة العراقية، من مقاتلين وحزبيين، فان ذلك يعني ان الدولة العراقية التي قررت قيادتها العمل تحت الارض، هي الدولة التي كان يقودها البعث، والتي اعلن قائدها بعد انتهاء المعارك النظامية، ان الدولة العراقية قد وقع عليها العدوان الامريكي البربري وحلفائه، وان السلطة العراقية التي تم اغتصابها، قد انتقلت الى يد المقاومة، فهذا القائد وهذه القيادة وهذا الحزب لايحتاجون الى فلسفات باهته من الصغار، الذين يتسكعون على ابواب السفارات في الغرب، ولا الى العملاء الذين رهنوا العراق وكرامته وعرضه لسوق النخاسة الامبريالي الصهيوني.
ان الطائفيين والاقليميين والشعوبيين واصحاب فذلكات الجمل الثورجية، قد سقطت كل اوراقهم الصفراء في حضن بريمر وسيده بوش، واولى بهم ان يختفوا من الساحة النضالية، لانهم ما عاد بمقدورهم ان يغطوا عوراتهم بورق التين، الذي يتهيأ للسقوط، وان اية تبريرات وادعاءات معلنة او مخفية ظاهرها حق وباطنها على فاسد، ما عادت قادرة على اخفاء جرائمهم، التي ارتكبوها في حق الوطن والامة والانسانية، لان نضالات الشعوب وقياداتها الوطنية قادرة على تحقيق النصر على اسيادهم، وهم مجرد ادوات صغيرة تتكسر في اللحظات الاولى لهزيمة الامبريليين والصهاينة، وقد علمتنا تجارب الشعوب ان هذا حق، وان هذا الحق مدعوم بقدر الهي، فلا مناص من ان يتحقق على سطح الاض، التي تنادي بالحرية من الغطرسة البشعة، التي يقودها برابرة العصر في كل زمان ومكان.
نعم ستنتصر المقاومة العراقية وسيكون لحزب البعث دوره الطليعي في هذا الانتصار وبقيادة رموزه ، ولان البعث حزب امة فكل الذين يقاتلون سواء في صفوفه او خارج هذه الصفوف يعبرون عن ذات المبادئ، مبادئ الامة، وان الاحتفاء برموز الامة ليس عيبا في التنظيم الحزبي، لانه ليس هناك من امة او شعب بدون قيادة او رموز، وما فعلته قيادات البعث ورموزه سيسجله التاريخ في صالح هذه الامة، لان التاريخ لم يسجل رئيس دولة او مسؤول حزبي يتحول من السلطة الى خندق المقاومة كما فعل صدام حسين، وليس من مناضل في حجم عزة الدوري بالسن او المرض الذي يعاني منه، يتمكن ان يكون في حجم هذه القيادة الفذة كما هي قيادة الاستاذ عزة.
ان الحزب الذي يقاتل على ارض العراق ليس حزبا طائفيا ولن يكون، لان تاريخه في العراق يفقأ اعين كل المهوسين، وهو منتشر في كل مناطق العراق، وبين كل فئات الشعب العراقي، وهو عامل وحدة لا عامل تجزأة وتفكيك، وليس صحيحا ان المقاومة العراقية التي يقودها الحزب مقتصرة على مناطق الشمال الغربي والصحراوية، ولكنها الآلة الاعلامية الامريكية والصهيونية، التي تصور المقاومة في ما اسمته بمثلث الموت، والمقاومة قد اكدت في الفلوجة وغيرها من مناطق العراق انها عصية على التصفية، والبعث لا ينزلق الى المفاوضات للاشتراك في ما يسمى بالعملية السياسية، لانه كان واضحا في اهدافه ومبادئه لا للاحتلال ولا للتعامل معه باي صيغة من الصيغ، وسيخيب البعث احلام الذين توسوس لهم اضغانهم ان تبرز من بين صفوف البعث من ينقلب على قيادته، لان البعث حزب ثوري يلفظ كل من تسول له نفسه ان يطعنه من الخلف، ايا كان نوعه ومستواه، ثم ليس الكتاب المهوسين ممن يسمح او لا يسمح بهذا الدور او ذاك الذي يلعبه البعث، لان هؤلاء لا يختلفون عن اصحاب نظرية اجتثاث البعث، فماذا كانت النتيجة ؟، ان البعث استطاع ان يجعل من اصحاب هذه النظرية ان يختبؤا في جحورهم كالئران المذعورة، فاين هم الان ؟، واين البعث ؟، هم في المنطقة الحمراء والبعث في شوارع مدن العراق، يتصيد المارينز واتباعهم، والبعثيون الذين يمتشقون السلاح دفاعا عن العراق لا يضيرهم كل الكلاب النابحة لان حالهم يقول العربة تجري والكلاب تنبح.
يا من تدعون حرصكم على العراق وتدعون انكم مع المقاومة، وانتم لا تختلفون في لغتكم عن لغة المارينز العرب، وقد تكونون أسوأ من هذا الرهط الفاسد ـ المارينز العرب ـ، ل،ن أولئك يعلنون مواقفهم العدائية بدون عمامة سوداء، ولكنكم انتم من تلبسون القلنسوة الصهيونية، فهل تريدون ان تلعبوا دورين متناقضين، دور الادعاء بالوطنية، ودور ممارسة الخيانة الناجمة عن قناعاتكم الطائفية والشعوبية، لان دفاعاتكم مشبوهة تصب في الخندق اللاوطني واللاقومي واللاديني، لأنكم في هلوساتكم، ما تتمنوه هي ذاتها الأمنيات التي تمناها من ركب الدبابة الأمريكية، وأعطى الغطاء للغزو واعترف بإفرازاته وما زال يلعب على ذات الناي الذي يلعب عليه الاحتلال، فهل لو كانت قيادة البعث قابلة للتطويع؟، حشرت ضدها كل هذه الجموع الفاسدة من امبرياليين وصهاينة وفرس وعرب انتهت صلاحية وجودهم، وكل هؤلاء الصغار من قيادات مهترئة من الشيعة ومعها الطرزانين في الشمال، إلى جانب كل هؤلاء من كتاب المارينز من العرب والعراقيين.
العراق سيكون بألف إلف خير ولكن بدون الدرن الفاسد، الذي يعتري هؤلاء، الذين يدعون الانتساب إليه، ونحن العرب قد اكتشفنا مبكرا كل هلوسات المعارضة العراقية قبل الغزو وبعد الغزو في الداخل والخارج، ولو كنتم بذرة طيبة لما بعتم العراق بهذا الثمن البخس، تحت ادعاءات ودعاوي كاذبة، فوالله لن يكون هناك انسان يحمل ذرة من شرف يتعامل مع الاعداء ضد وطنه واهله وشعبه ويستحق الانتماء لهذا الوطن، لانه قد تعود على ان يكون تابعا ذليلا، لا سيدا كريما كما كان صدام يريد لشعبه.