mahboob
21-08-2005, 07:59 PM
"الاعتراف الأخير" للعقل العلمي العراقي
شبكة البصرة
محمد عارف – التجديد العربي
"أيها الوطن العراقي العظيم، تكوَّر على جراحك ولا تنحن لأيٍ كان. كن شامخاً مثل نخيلك، أول من يستقبل الشمس والمطر". بهذه الكلمات اختتم كتاب "الاعتراف الأخير" رواية القصة الحقيقية للبرنامج النووي العراقي. السخرية المريرة واضحة في عنوان الكتاب، الذي شارك في تأليفه عالم الفيزياء النووية جعفر ضياء جعفر، وزميله عالم الكيمياء النووية نعمان النعيمي. وهل هناك أجدر بالسخرية من كتب "صانع قنبلة صدّام" و"القنبلة في حديقتي المنزلية"، وعشرات الاعترافات والشهادت المزورة عن "أسلحة الدمار الشامل العراقية"؟ و"من غيرنا يعرف الحقيقة على حقيقتها"، يتساءل جعفر والنعيمي، اللذان ساهما في تأسيس وإدارة "البرنامج النووي العراقي" منذ البداية حتى النهاية.
"من الصعب أن تمسك بقِط أسود في غرفة مظلمة ولاسيّما إذا لم يكن هناك قِط". مثل صيني يستشهد به كتاب "الاعتراف الأخير" في تصوير مأساة ضحايا أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، التي لم يكن لها وجود في أي وقت: آلاف العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين، الذين قُطعت أرزاق عوائلهم، ودُمِّرت حياتهم العلمية، وأسروا وسُجنوا وشُرِّدوا واغتيلوا وأهينوا من قبل مفتشين ومستجوبين لا يرقون إلى شسع نعالهم العلمي والأخلاقي.
"البرنامج النووي العراقي"، الذي أشرف العالمان على تطويره في ثمانينات القرن الماضي دُمِّر بالكامل بعد حرب عام 1991 مباشرة، وهذا هو الذي يحطم القلب. "الاعتراف الأخير" يروي كيف كان العلماء يرقبون "بعيون ملأى بالدموع" مفتشي الأمم المتحدة، الذين يعمل بعضهم لحساب مخابرات "الموساد" الإسرائيلية "يدّمرون الصرح التكنولوجي المتقدم الذي بنيناه بعقولنا وحدها دون الاستعانة بأية خبرة أجنبية، ودون أن نشتري أو نسرق المعلومات، كما فعل ويفعل غيرنا في بلاد العالم، التي سعت، أو تسعى إلى امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا النووية".
كان كلا العالمان ترك مواقع أكاديمية رفيعة في الخارج وقرر تكريس حياته لبناء سلاح الردع النووي لوطنه، بعد قصف الطائرات الإسرائيلية عام 1981 "مفاعل تموز". كان المفاعل غير مؤهل أصلاً لإنتاج سلاح نووي، وخاضع لرقابة وتفتيش صارمين من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ولم يكن المهم للعراق مجرد الحصول على سلاح ردع نووي، بل طريق الحصول عليه. ذاك هو "القط الأسود"، الذي يشن الغزاة والمتعاونون معهم حملة غسيل دماغ هائلة لمحوه من ذاكرة وتاريخ العراق والعالم العربي والإسلامي. فالبرنامج النووي، المعروف باسمه المختصر "البرنامج الوطني" كان، حسب جعفر والنعيمي "مدرسة لتأهيل العلماء وتدريب الكوادر الهندسية والتقنية". ضم البرنامج عام 1991 أكثر من 8 آلاف عالم ومهندس وتقني يمثلون النخبة العلمية والفنية للبلد. أسماؤهم وألقابهم تعكس فسيفساء الأديان والأعراق والمذاهب والطوائف، التي تعايشت في العراق عبر التاريخ. وفي برنامجهم الوطني التقى هدف تحقيق "الكتلة الحرجة" critical mass فيزياوياً، وتعني بلوغ "المادة الانشطارية" اللحظة اللازمة لإدامة التفاعل المتسلسل للمفاعل النووي، أو للسلاح النووي، وهدف تحقيق "الكتلة الحرجة" سياسياً واقتصادياً، وتعني الانتقال بالعراق إلى مصّاف الدول المتطورة.
تكشف عن المغزى الاستراتيجي للبرنامج خفاياه العلمية والتقنية، التي كرّس لها المؤلفان فصلين من الكتاب، نصحا القارئ بتجاوزهما إذا شاء، وأنصح بتجاهل نصيحتهما. فاقتفاء العلماء العراقيين أثر "فريق مانهاتن" الأميركي الشهير، الذي استخدم طريقة التخصيب الكهرومغناطيسي لصنع قنبلة هيروشيما تجربة مثيرة. ولا يقل إثارة تطوير العراقيين تكنولوجيات تُعتبر حتى اليوم أسراراً، كإنتاج "الحاجز المسامي"، واستخدام "الهندسة العكسية" لتصميم تقنيات وأدوات يصعب العثور عليها في الأسواق العالمية، أو قد ينبه شراؤها مخابرات العدو. الطاقات العلمية، والتقنيات الذكية، التي استخدمها البرنامج للتغطية والتمويه تضاهي بمهارتها تطوير التكنولوجيا النووية نفسها. ويعادلها في الأهمية تصميم صفقات مزدوجة الأهداف للتضليل والتطوير، ووضع خرائط توزيع عمليات ومراحل "البرنامج النووي" على مواقع جغرافية مختلفة، تجنباً للضربات الماحقة.
ويتضمن كتاب "الاعتراف الأخير" شهادة تجريم قانونية ضد الغزاة، والمتعاونين معهم، وفي مقدمتهم هانز بليكس ومحمد البرادعي، المسؤولان عن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وفرق التفتيش. يتحمل البرادعي وبليكس ليس فقط مسؤولية التغطية على أكاذيب واشنطن ولندن حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار، بل "تزييت" طريق واشنطن إلى الحرب بتصريحاتهما المواربة والمشككة. ويتحمل البرادعي مسؤولية إخفاء وثائق تفضح آخر كذبة استخدمها الرئيس الأميركي لشن الحرب بدعوى شراء العراق اليورانيوم من دولة النيجر. والمعلومات الدقيقة، التي يعرضها المؤلفان حول صمت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" عن قصف موقع المفاعل النووي في التويثة عام 1991 تشكل بحد ذاتها وثيقة إدانة بالتواطؤ في جريمة ضد الإنسانية. فالموقع المخصص للأغراض السلمية ضم 130 عموداً للوقود النووي، كان يمكن أن يحدث تدميرها كارثة بيئية، ليس للعراق فحسب بل للمنطقة بأسرها.
ويستحق العاملون في المفاعل شهادات تكريم دولية على المجازفة بحياتهم في التطوع بالتسلل، كمتسلقي الجبال إلى أقبية الوقود المحفوظة في أحواض مائية. "تحزموا بحبال يمسك بها رجال خارج المبنى المدّمر فأخرجوا قضبان الوقود من مخابئها تحت الأنقاض ونقلوها إلى الموقع الأكثر أمناً ضمن سلال شبكية مصنوعة من فولاذ لا يصدأ". أشرف جعفر ضياء جعفر بنفسه على عمليات الإنقاذ، التي "كانت تتم أثناء النهار، وفي فترات متقطعة بين غارات الحلفاء غير آبهين بتساقط القنابل حولهم". عمليات بطولية مجهولة قام بها العلماء والفنيون والسواق لإنقاذ الأجهزة والمعدات والمواد والكتب والوثائق، تحت "القصف السجادي" لطائرات B52 العملاقة، التي دمرت تدميراً كاملاً عشرات المباني والمصانع ومراكز الأبحاث في مواقع مختلفة من العراق.
وكتاب "الاعتراف الأخير" بحد ذاته إنجاز شجاع كلّف أحد المؤلفين سكتة دماغية، وكان قد أصيب سابقاً بنوبة قلبية خلال توليه مسؤولية إدارة "البرنامج النووي" والتفاوض مع المفتشين الدوليين. فمن يملك الشجاعة الروحية والمتانة الأخلاقية والعلمية لفحص أنقاض مشروع حياته، ومراجعة معنى وجوده الفردي والوطني؟ من يجمع في وثيقة واحدة بين تفاصيل وصيغ ومعادلات اكتشافات علمية، تعتبر حتى الان أسرار مجهولة، وأبيات من عيون الشعر العربي، وحكايات ظريفة، تعقب شهادات مفجعة عن مصائر عوائل النخبة العلمية العراقية؟ من يستطيع أن يكون في آن عالماً وحكيماً وأديباً يصوغ مصطلحات علمية مبتكرة تفتح للغة العربية آفاق التعامل على الخطوط الأمامية للثورة العلمية والتكنولوجية؟
في العراق المصائب فرص والفرص مصائب، وهكذا دواليك. مأساة ملحمية تعيد إنتاج نفسها منذ قرن. وكان يمكن لمؤلفَي كتاب "الاعتراف الأخير" تقديم مساهمة ثمينة في تفسير مأساة بلدهما، لو استعاضا عن "التعويذات" السياسية العراقية التقليدية بعلوم الفيزياء الجديدة: نظريات "الفوضى"، و"الكارثية"، و"التعقيد"، و"الانبثاق". لقد اختار الزمان علومه، الفيزياء، أمّ العلوم، والمكان موقعه العراق. ولعل من هنا تبدأ العلوم الجديدة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والنفس، وغيرها من العلوم الإنسانية، التي يحلم بها العلماء المعاصرون في كل مكان.
مستشار في العلوم والتكنولوجيا
تاريخ الماده:- 2005-08-18
شبكة البصرة
الاحد 16 رجب 1426 / 21 آب 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
محمد عارف – التجديد العربي
"أيها الوطن العراقي العظيم، تكوَّر على جراحك ولا تنحن لأيٍ كان. كن شامخاً مثل نخيلك، أول من يستقبل الشمس والمطر". بهذه الكلمات اختتم كتاب "الاعتراف الأخير" رواية القصة الحقيقية للبرنامج النووي العراقي. السخرية المريرة واضحة في عنوان الكتاب، الذي شارك في تأليفه عالم الفيزياء النووية جعفر ضياء جعفر، وزميله عالم الكيمياء النووية نعمان النعيمي. وهل هناك أجدر بالسخرية من كتب "صانع قنبلة صدّام" و"القنبلة في حديقتي المنزلية"، وعشرات الاعترافات والشهادت المزورة عن "أسلحة الدمار الشامل العراقية"؟ و"من غيرنا يعرف الحقيقة على حقيقتها"، يتساءل جعفر والنعيمي، اللذان ساهما في تأسيس وإدارة "البرنامج النووي العراقي" منذ البداية حتى النهاية.
"من الصعب أن تمسك بقِط أسود في غرفة مظلمة ولاسيّما إذا لم يكن هناك قِط". مثل صيني يستشهد به كتاب "الاعتراف الأخير" في تصوير مأساة ضحايا أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، التي لم يكن لها وجود في أي وقت: آلاف العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين، الذين قُطعت أرزاق عوائلهم، ودُمِّرت حياتهم العلمية، وأسروا وسُجنوا وشُرِّدوا واغتيلوا وأهينوا من قبل مفتشين ومستجوبين لا يرقون إلى شسع نعالهم العلمي والأخلاقي.
"البرنامج النووي العراقي"، الذي أشرف العالمان على تطويره في ثمانينات القرن الماضي دُمِّر بالكامل بعد حرب عام 1991 مباشرة، وهذا هو الذي يحطم القلب. "الاعتراف الأخير" يروي كيف كان العلماء يرقبون "بعيون ملأى بالدموع" مفتشي الأمم المتحدة، الذين يعمل بعضهم لحساب مخابرات "الموساد" الإسرائيلية "يدّمرون الصرح التكنولوجي المتقدم الذي بنيناه بعقولنا وحدها دون الاستعانة بأية خبرة أجنبية، ودون أن نشتري أو نسرق المعلومات، كما فعل ويفعل غيرنا في بلاد العالم، التي سعت، أو تسعى إلى امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا النووية".
كان كلا العالمان ترك مواقع أكاديمية رفيعة في الخارج وقرر تكريس حياته لبناء سلاح الردع النووي لوطنه، بعد قصف الطائرات الإسرائيلية عام 1981 "مفاعل تموز". كان المفاعل غير مؤهل أصلاً لإنتاج سلاح نووي، وخاضع لرقابة وتفتيش صارمين من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ولم يكن المهم للعراق مجرد الحصول على سلاح ردع نووي، بل طريق الحصول عليه. ذاك هو "القط الأسود"، الذي يشن الغزاة والمتعاونون معهم حملة غسيل دماغ هائلة لمحوه من ذاكرة وتاريخ العراق والعالم العربي والإسلامي. فالبرنامج النووي، المعروف باسمه المختصر "البرنامج الوطني" كان، حسب جعفر والنعيمي "مدرسة لتأهيل العلماء وتدريب الكوادر الهندسية والتقنية". ضم البرنامج عام 1991 أكثر من 8 آلاف عالم ومهندس وتقني يمثلون النخبة العلمية والفنية للبلد. أسماؤهم وألقابهم تعكس فسيفساء الأديان والأعراق والمذاهب والطوائف، التي تعايشت في العراق عبر التاريخ. وفي برنامجهم الوطني التقى هدف تحقيق "الكتلة الحرجة" critical mass فيزياوياً، وتعني بلوغ "المادة الانشطارية" اللحظة اللازمة لإدامة التفاعل المتسلسل للمفاعل النووي، أو للسلاح النووي، وهدف تحقيق "الكتلة الحرجة" سياسياً واقتصادياً، وتعني الانتقال بالعراق إلى مصّاف الدول المتطورة.
تكشف عن المغزى الاستراتيجي للبرنامج خفاياه العلمية والتقنية، التي كرّس لها المؤلفان فصلين من الكتاب، نصحا القارئ بتجاوزهما إذا شاء، وأنصح بتجاهل نصيحتهما. فاقتفاء العلماء العراقيين أثر "فريق مانهاتن" الأميركي الشهير، الذي استخدم طريقة التخصيب الكهرومغناطيسي لصنع قنبلة هيروشيما تجربة مثيرة. ولا يقل إثارة تطوير العراقيين تكنولوجيات تُعتبر حتى اليوم أسراراً، كإنتاج "الحاجز المسامي"، واستخدام "الهندسة العكسية" لتصميم تقنيات وأدوات يصعب العثور عليها في الأسواق العالمية، أو قد ينبه شراؤها مخابرات العدو. الطاقات العلمية، والتقنيات الذكية، التي استخدمها البرنامج للتغطية والتمويه تضاهي بمهارتها تطوير التكنولوجيا النووية نفسها. ويعادلها في الأهمية تصميم صفقات مزدوجة الأهداف للتضليل والتطوير، ووضع خرائط توزيع عمليات ومراحل "البرنامج النووي" على مواقع جغرافية مختلفة، تجنباً للضربات الماحقة.
ويتضمن كتاب "الاعتراف الأخير" شهادة تجريم قانونية ضد الغزاة، والمتعاونين معهم، وفي مقدمتهم هانز بليكس ومحمد البرادعي، المسؤولان عن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وفرق التفتيش. يتحمل البرادعي وبليكس ليس فقط مسؤولية التغطية على أكاذيب واشنطن ولندن حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار، بل "تزييت" طريق واشنطن إلى الحرب بتصريحاتهما المواربة والمشككة. ويتحمل البرادعي مسؤولية إخفاء وثائق تفضح آخر كذبة استخدمها الرئيس الأميركي لشن الحرب بدعوى شراء العراق اليورانيوم من دولة النيجر. والمعلومات الدقيقة، التي يعرضها المؤلفان حول صمت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" عن قصف موقع المفاعل النووي في التويثة عام 1991 تشكل بحد ذاتها وثيقة إدانة بالتواطؤ في جريمة ضد الإنسانية. فالموقع المخصص للأغراض السلمية ضم 130 عموداً للوقود النووي، كان يمكن أن يحدث تدميرها كارثة بيئية، ليس للعراق فحسب بل للمنطقة بأسرها.
ويستحق العاملون في المفاعل شهادات تكريم دولية على المجازفة بحياتهم في التطوع بالتسلل، كمتسلقي الجبال إلى أقبية الوقود المحفوظة في أحواض مائية. "تحزموا بحبال يمسك بها رجال خارج المبنى المدّمر فأخرجوا قضبان الوقود من مخابئها تحت الأنقاض ونقلوها إلى الموقع الأكثر أمناً ضمن سلال شبكية مصنوعة من فولاذ لا يصدأ". أشرف جعفر ضياء جعفر بنفسه على عمليات الإنقاذ، التي "كانت تتم أثناء النهار، وفي فترات متقطعة بين غارات الحلفاء غير آبهين بتساقط القنابل حولهم". عمليات بطولية مجهولة قام بها العلماء والفنيون والسواق لإنقاذ الأجهزة والمعدات والمواد والكتب والوثائق، تحت "القصف السجادي" لطائرات B52 العملاقة، التي دمرت تدميراً كاملاً عشرات المباني والمصانع ومراكز الأبحاث في مواقع مختلفة من العراق.
وكتاب "الاعتراف الأخير" بحد ذاته إنجاز شجاع كلّف أحد المؤلفين سكتة دماغية، وكان قد أصيب سابقاً بنوبة قلبية خلال توليه مسؤولية إدارة "البرنامج النووي" والتفاوض مع المفتشين الدوليين. فمن يملك الشجاعة الروحية والمتانة الأخلاقية والعلمية لفحص أنقاض مشروع حياته، ومراجعة معنى وجوده الفردي والوطني؟ من يجمع في وثيقة واحدة بين تفاصيل وصيغ ومعادلات اكتشافات علمية، تعتبر حتى الان أسرار مجهولة، وأبيات من عيون الشعر العربي، وحكايات ظريفة، تعقب شهادات مفجعة عن مصائر عوائل النخبة العلمية العراقية؟ من يستطيع أن يكون في آن عالماً وحكيماً وأديباً يصوغ مصطلحات علمية مبتكرة تفتح للغة العربية آفاق التعامل على الخطوط الأمامية للثورة العلمية والتكنولوجية؟
في العراق المصائب فرص والفرص مصائب، وهكذا دواليك. مأساة ملحمية تعيد إنتاج نفسها منذ قرن. وكان يمكن لمؤلفَي كتاب "الاعتراف الأخير" تقديم مساهمة ثمينة في تفسير مأساة بلدهما، لو استعاضا عن "التعويذات" السياسية العراقية التقليدية بعلوم الفيزياء الجديدة: نظريات "الفوضى"، و"الكارثية"، و"التعقيد"، و"الانبثاق". لقد اختار الزمان علومه، الفيزياء، أمّ العلوم، والمكان موقعه العراق. ولعل من هنا تبدأ العلوم الجديدة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والنفس، وغيرها من العلوم الإنسانية، التي يحلم بها العلماء المعاصرون في كل مكان.
مستشار في العلوم والتكنولوجيا
تاريخ الماده:- 2005-08-18
شبكة البصرة
الاحد 16 رجب 1426 / 21 آب 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس