الفرقاني
19-08-2005, 10:41 PM
بوش أرسلنا للذبح.. وعليه الانسحاب!
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
جنود الاحتلال يهربون من جحيم العراق
لن يجد المتابع للشأن العراقي أية صعوبة ليعرف أن إعلان الولايات المتحدة عن هزيمة عسكرية في بلاد الرافدين، أصبح مسألة وقت ليس إلا. فالجنرال «جورج كازي» قائد القوات المتعددة الجنسيات يتحدث ولأول مرة عن «تقليل جوهري» لأعداد الجنود المنتشرين في العراق وتصريحه يأتي في أعقاب تصريح «السفير الأمريكي في العراق» بشأن تسليم المناطق التي لا تشهد توتراً «لقوات الأمن العراقية» ويتزامن مع ما أعلنته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن البنتاجون ينوي سحب ما بين 20 إلي 30 ألف جندي بحلول ربيع 2006. ولكن ما يدعو للتأكيد أكثر علي أن إعلان الهزيمة آت لا محالة هو آراء وتحليلات الخبراء الأمريكيين سياسياً وعسكرياً. ما نشرته نيويورك تايمز دفع الكثير من المراقبين إلي القول بأنه إذا كان بوش يرفض الإعلان عن جدول زمني للانسحاب، إلا أن ذلك الجدول الآن موضع دراسة. وهو ما أكده جيرمي شاجيرو الباحث في معهد بروكينز للدراسات في واشنطن في حواره مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية، وذلك بقوله: «نحن الآن بصدد مرحلة إعادة تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية وهو ما يبدو جلياً بالاستماع إلي بوش ووزير دفاعه رامسفيلد، فالانسحاب أصبح تعزيزاً لموقف الحكومة العراقية ولم يعد رهناً بهزيمة «المتمردين» وإتمام ما كان بوش يسميه بالمهمة الحيوية» أما كارول دوهيرتي من مركز PEW للدراسات فتؤكد أن ذلك «نوع من الخداع لتحويل الأنظار عن الخسائر الأمريكية التي تخطت حاجز الـ 1800 قتيل و 15 ألف جريح منذ إعلان بوش انتهاء العمليات العسكرية حسب الأرقام الرسمية ولإعطاء الانطباع بأن الأمور تسير نحو الأفضل لذلك فلا داعي للبقاء هناك». وعلي غرار الوضع إبان حرب فيتنام فإن العراق بدأ الآن في التحول إلي مادة للنزاع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين، فالنائب الجمهوري والتر جونز اقترح في يونيو الماضي جدولاً زمنياً للانسحاب وقع عليه حتي الآن 45 برلمانيا بينهم ديمقراطيون، وهو ما علق عليه جيرمي شابيرو قائلاً:« إذا كان بوش أساء إنشاء تحالف دولي فقد نجح في أن ينشئ ضده تحالف سياسي استثنائي داخل الولايات المتحدة» ويضيف شابيرو أن هناك حالة من الخوف تسيطر علي الجمهوريين من أن يؤثر الوضع المتردي في العراق علي ممثلي الحزب في الانتخابات المحلية العام المقبل.
وحتي تكون الصورة أكثر وضوحاً، فإن لوفيجارو استطلعت آراء عسكريين أمريكيين، بينهم أندرو كيربنفش المسئول السابق بالبنتاجون الذي علق قائلاً:« إن ما دفع البنتاجون إلي الإعلان عن هذا الانسحاب هو مخاوف حقيقية من أن يصبح وضعه السئ أكثر سوءاً بسبب ما يلقاه في العراق، حيث يواجه صعوبات شديدة في عملية التجنيد و قوات الحرس الوطني أقنعت بصعوبة بالغة من انتهت مدة خدمتهم بالتمديد بعد أن عجزت عن استيفاء الأعداد المطلوبة من المجندين الجدد ورفعت سن التقاعد للجنود من 35 إلي 39 سنة» وأنهي أندرو كلامه قائلاً:«حينما نعتمد علي جيش من المرتزقة فإنهم كأفراد هم من يحددون كيفية انتهاء الحرب وليست القيادة».
عائدون من الجحيم لوفيجارو وفي سياق نفس التحقيق أجرت أحاديث مع جنود أمريكان انتهت مدة خدمتهم في العراق. أول من إلتقتهم الصحيفة الفرنسية كان «بول ريكوف» الذي عبر عن دهشته البالغة حينما وجد الناس داخل الولايات المتحدة لا يعلمون حقيقة ما يجري في العراق بسبب ما يبثه الإعلام الأمريكي يقول:« ينتابني شعور بالألم عند مشاهدتي للتليفزيون، حيث لا أجد المشاهد التي تعبر فعلاً عما يدور في بغداد، ولا أري سوي صور لمعارك يخوضها جنود أمريكان لاستعادة نساء تم اختطافهن!!» وريكوف هو مدرس تربية رياضية سابق وموظف في «وول ستريت» وهو حالياً بصدد تأسيس شبكة باسم «Operation T ruth» أو عملية الحقيقة، التي تضم بين صفوفها جنوداً أمريكان شاركوا في حربي العراق وأفغانستان، وذلك بهدف تعريف العالم بالقصص الحقيقية التي دارت في الحربين، يقول «ريكوف»: لم يكن من الواجب علينا الذهاب إلي هناك حيث نساق إلي الذبح.
«إن عدداً قليلاً جداً من رجال السياسة يملك الجرأة لذكر حقائق الأمور في العراق، لذلك فإن واجب الجنود العائدين من العراق شرح ما يحدث هناك، الجمهوريون وضعونا في هذه الورطة، والديمقراطيون ليس لديهم فكرة عن كيفية إخراجنا منها» ويقول : «حينما أتجول في الحي الذي أقيم به لم يعد الناس يسألونني عما إذا كنا أحسنا صنعاً بالذهاب إلي العراق، ولكنهم يسألون عما يمكن فعله للخروج من هناك».
أما «بول هاكت» احتياطي المارينز العائد حديثاً من العراق، فقد انتقد طريقة رعاة البقر - كما أسماها - التي يخوض بها بوش الحرب.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
جنود الاحتلال يهربون من جحيم العراق
لن يجد المتابع للشأن العراقي أية صعوبة ليعرف أن إعلان الولايات المتحدة عن هزيمة عسكرية في بلاد الرافدين، أصبح مسألة وقت ليس إلا. فالجنرال «جورج كازي» قائد القوات المتعددة الجنسيات يتحدث ولأول مرة عن «تقليل جوهري» لأعداد الجنود المنتشرين في العراق وتصريحه يأتي في أعقاب تصريح «السفير الأمريكي في العراق» بشأن تسليم المناطق التي لا تشهد توتراً «لقوات الأمن العراقية» ويتزامن مع ما أعلنته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن البنتاجون ينوي سحب ما بين 20 إلي 30 ألف جندي بحلول ربيع 2006. ولكن ما يدعو للتأكيد أكثر علي أن إعلان الهزيمة آت لا محالة هو آراء وتحليلات الخبراء الأمريكيين سياسياً وعسكرياً. ما نشرته نيويورك تايمز دفع الكثير من المراقبين إلي القول بأنه إذا كان بوش يرفض الإعلان عن جدول زمني للانسحاب، إلا أن ذلك الجدول الآن موضع دراسة. وهو ما أكده جيرمي شاجيرو الباحث في معهد بروكينز للدراسات في واشنطن في حواره مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية، وذلك بقوله: «نحن الآن بصدد مرحلة إعادة تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية وهو ما يبدو جلياً بالاستماع إلي بوش ووزير دفاعه رامسفيلد، فالانسحاب أصبح تعزيزاً لموقف الحكومة العراقية ولم يعد رهناً بهزيمة «المتمردين» وإتمام ما كان بوش يسميه بالمهمة الحيوية» أما كارول دوهيرتي من مركز PEW للدراسات فتؤكد أن ذلك «نوع من الخداع لتحويل الأنظار عن الخسائر الأمريكية التي تخطت حاجز الـ 1800 قتيل و 15 ألف جريح منذ إعلان بوش انتهاء العمليات العسكرية حسب الأرقام الرسمية ولإعطاء الانطباع بأن الأمور تسير نحو الأفضل لذلك فلا داعي للبقاء هناك». وعلي غرار الوضع إبان حرب فيتنام فإن العراق بدأ الآن في التحول إلي مادة للنزاع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين، فالنائب الجمهوري والتر جونز اقترح في يونيو الماضي جدولاً زمنياً للانسحاب وقع عليه حتي الآن 45 برلمانيا بينهم ديمقراطيون، وهو ما علق عليه جيرمي شابيرو قائلاً:« إذا كان بوش أساء إنشاء تحالف دولي فقد نجح في أن ينشئ ضده تحالف سياسي استثنائي داخل الولايات المتحدة» ويضيف شابيرو أن هناك حالة من الخوف تسيطر علي الجمهوريين من أن يؤثر الوضع المتردي في العراق علي ممثلي الحزب في الانتخابات المحلية العام المقبل.
وحتي تكون الصورة أكثر وضوحاً، فإن لوفيجارو استطلعت آراء عسكريين أمريكيين، بينهم أندرو كيربنفش المسئول السابق بالبنتاجون الذي علق قائلاً:« إن ما دفع البنتاجون إلي الإعلان عن هذا الانسحاب هو مخاوف حقيقية من أن يصبح وضعه السئ أكثر سوءاً بسبب ما يلقاه في العراق، حيث يواجه صعوبات شديدة في عملية التجنيد و قوات الحرس الوطني أقنعت بصعوبة بالغة من انتهت مدة خدمتهم بالتمديد بعد أن عجزت عن استيفاء الأعداد المطلوبة من المجندين الجدد ورفعت سن التقاعد للجنود من 35 إلي 39 سنة» وأنهي أندرو كلامه قائلاً:«حينما نعتمد علي جيش من المرتزقة فإنهم كأفراد هم من يحددون كيفية انتهاء الحرب وليست القيادة».
عائدون من الجحيم لوفيجارو وفي سياق نفس التحقيق أجرت أحاديث مع جنود أمريكان انتهت مدة خدمتهم في العراق. أول من إلتقتهم الصحيفة الفرنسية كان «بول ريكوف» الذي عبر عن دهشته البالغة حينما وجد الناس داخل الولايات المتحدة لا يعلمون حقيقة ما يجري في العراق بسبب ما يبثه الإعلام الأمريكي يقول:« ينتابني شعور بالألم عند مشاهدتي للتليفزيون، حيث لا أجد المشاهد التي تعبر فعلاً عما يدور في بغداد، ولا أري سوي صور لمعارك يخوضها جنود أمريكان لاستعادة نساء تم اختطافهن!!» وريكوف هو مدرس تربية رياضية سابق وموظف في «وول ستريت» وهو حالياً بصدد تأسيس شبكة باسم «Operation T ruth» أو عملية الحقيقة، التي تضم بين صفوفها جنوداً أمريكان شاركوا في حربي العراق وأفغانستان، وذلك بهدف تعريف العالم بالقصص الحقيقية التي دارت في الحربين، يقول «ريكوف»: لم يكن من الواجب علينا الذهاب إلي هناك حيث نساق إلي الذبح.
«إن عدداً قليلاً جداً من رجال السياسة يملك الجرأة لذكر حقائق الأمور في العراق، لذلك فإن واجب الجنود العائدين من العراق شرح ما يحدث هناك، الجمهوريون وضعونا في هذه الورطة، والديمقراطيون ليس لديهم فكرة عن كيفية إخراجنا منها» ويقول : «حينما أتجول في الحي الذي أقيم به لم يعد الناس يسألونني عما إذا كنا أحسنا صنعاً بالذهاب إلي العراق، ولكنهم يسألون عما يمكن فعله للخروج من هناك».
أما «بول هاكت» احتياطي المارينز العائد حديثاً من العراق، فقد انتقد طريقة رعاة البقر - كما أسماها - التي يخوض بها بوش الحرب.