الفرقاني
19-08-2005, 06:06 PM
متي يتعلم الكويتيون دروس التاريخ والجغرافية؟
د. عـادل البياتي - بغداد
الاحد/14اغسطس2005
لا أدري متي سوف يتعلم أهلنا وإخوتنا وأبناء عمومتنا المغلوبون علي أمرهم في الكويت دروس التأريخ والجغرافية؟ فيعلمون جيدا أن العراق بكل ثقله وعمقه وتأريخه لا يمكن أن يتحول أو يخلي داره بأمر من مجلس أمن أو غيره؟ ويتعلمون جيدا أن العم سام والخال بوش لا يمكن أن يدوما لهم؟ فبوش زائل وأمريكا ماضية إلي خوار وأفول لكن العراق باق لا يتغير ولا يتحول.. ولا أدري مــتي تصفو قلوبهم ونياتهم تجاه أهلهم في العراق؟
مسلسل الكراهية والحقد الأسود المريض لم ينم ليلة واحدة ولم يهدأ علي دكة الكويت وهو لم يكتف بالتفاصيل وبالحروب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية والنفسية والثقافية بل تعداه الي ابسط الوقائع فالمطرب الخليجي الذي غني لحناً عراقياً عذباً منعته الكويت من دخول أرضها وتلفزيونها.... وفريق كروي من اليمن السعيد منع من التباري فوق ملعب الكويتيين لأن مدربه عراقي.... ومواطن كويتي حمل (باكيت) تمر بصراوي الي احد مخافر الشرطة محتجا بغيرة كويتية عميقة وعاتباً علي العيون الساهرة لأهمالها وتغاضيها عن دخول ذلك التمر العراقي المريب!!!! وبعد مرور نحو عامين ونصف العام علي رحيل صدام حسين ما زال الغناء العراقي ممنوعا من الدوران هناك فوق ماكنة الحكومة.... وإن زار مطرب او ممثل مصري من بلاد النيل بغداد المريضة الجائعة حاملاً بجعبته من الدواء رمزه، تباري وتنادي الأشقاء الكويتيون الي تعييره وتذكيره بمشهد (الجنائز الطائرة)! والجنائز الطائرة ياسادة ياكرام وفق رواة الكويت هم موتي المصريين الذين يتوفون في العراق ويتم شحنهم علي صورة توابيت طائرة تحط علي وادي النيل .... وتلك كانت من القصص التي اخترعها وفبركها الكويتيون لتسويق حقدهم علي العراقيين... ثم إذا زار البلاد ايامها شاعر او روائي أو مفكر أو صحافي أو كاتب.... دَعْبَلَ عليه الأشقاء طقطوقة كوبونات النفط فأن لم تثبت دمغوه علي انه هو من كتب الأعمال الروائية الكاملة لصدام حسين... واذ وصلت تلك الطقطوقة المنفوخة الي (جورج غالوي) حمل الرجل الانكليزي حقيبته وحل ضيفاً ثقيلاً علي اسئلة الكونغرس الأمريكي فأجاب عليها بذكاء وحصد صك البراءة والغفران والتعاطف. بعدها قيل ويقال أن الكويتيين كانوا فتحوا حدودهم وبيوتهم وقواعدهم وسواترهم وشقوقهم كي تمر عبرها دبابات الأمريكان والانكليز لتحرير البلاد والعباد... فكانت الأيام ملونة بدماء الابرياء والليالي سوداء ومسخمة وملطمة.
ملف الحدود مع الكويت معقد وشائك لكنه شديد الوضوح والاضاءة بالأتكاء علي التاريخ والحق وهو لا يحل بدبلوماسية التبويس والشد علي الأيدي والنفاق السياسي ولا يعالج بـ أم هزائم جديدة كما انه لا يُجَمَّل ولا يؤثث ولا يبتز بكاميرا تسقط زوماتها فوق زجاجات مياه صافية يركض خلفها حشد من عطاشي جنوب البلاد.لاندري متي يعي الكويتيون حقائق الجغرافيا ودروس التأريخ ويعلمون علم اليقين أن لا مستقبل آمن لهم إلا في ظل كسب ود وثقة ومحبة العراق والعراقيين.
ــــــــــــــــــ
نقلا عن القدس العربي
د. عـادل البياتي - بغداد
الاحد/14اغسطس2005
لا أدري متي سوف يتعلم أهلنا وإخوتنا وأبناء عمومتنا المغلوبون علي أمرهم في الكويت دروس التأريخ والجغرافية؟ فيعلمون جيدا أن العراق بكل ثقله وعمقه وتأريخه لا يمكن أن يتحول أو يخلي داره بأمر من مجلس أمن أو غيره؟ ويتعلمون جيدا أن العم سام والخال بوش لا يمكن أن يدوما لهم؟ فبوش زائل وأمريكا ماضية إلي خوار وأفول لكن العراق باق لا يتغير ولا يتحول.. ولا أدري مــتي تصفو قلوبهم ونياتهم تجاه أهلهم في العراق؟
مسلسل الكراهية والحقد الأسود المريض لم ينم ليلة واحدة ولم يهدأ علي دكة الكويت وهو لم يكتف بالتفاصيل وبالحروب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية والنفسية والثقافية بل تعداه الي ابسط الوقائع فالمطرب الخليجي الذي غني لحناً عراقياً عذباً منعته الكويت من دخول أرضها وتلفزيونها.... وفريق كروي من اليمن السعيد منع من التباري فوق ملعب الكويتيين لأن مدربه عراقي.... ومواطن كويتي حمل (باكيت) تمر بصراوي الي احد مخافر الشرطة محتجا بغيرة كويتية عميقة وعاتباً علي العيون الساهرة لأهمالها وتغاضيها عن دخول ذلك التمر العراقي المريب!!!! وبعد مرور نحو عامين ونصف العام علي رحيل صدام حسين ما زال الغناء العراقي ممنوعا من الدوران هناك فوق ماكنة الحكومة.... وإن زار مطرب او ممثل مصري من بلاد النيل بغداد المريضة الجائعة حاملاً بجعبته من الدواء رمزه، تباري وتنادي الأشقاء الكويتيون الي تعييره وتذكيره بمشهد (الجنائز الطائرة)! والجنائز الطائرة ياسادة ياكرام وفق رواة الكويت هم موتي المصريين الذين يتوفون في العراق ويتم شحنهم علي صورة توابيت طائرة تحط علي وادي النيل .... وتلك كانت من القصص التي اخترعها وفبركها الكويتيون لتسويق حقدهم علي العراقيين... ثم إذا زار البلاد ايامها شاعر او روائي أو مفكر أو صحافي أو كاتب.... دَعْبَلَ عليه الأشقاء طقطوقة كوبونات النفط فأن لم تثبت دمغوه علي انه هو من كتب الأعمال الروائية الكاملة لصدام حسين... واذ وصلت تلك الطقطوقة المنفوخة الي (جورج غالوي) حمل الرجل الانكليزي حقيبته وحل ضيفاً ثقيلاً علي اسئلة الكونغرس الأمريكي فأجاب عليها بذكاء وحصد صك البراءة والغفران والتعاطف. بعدها قيل ويقال أن الكويتيين كانوا فتحوا حدودهم وبيوتهم وقواعدهم وسواترهم وشقوقهم كي تمر عبرها دبابات الأمريكان والانكليز لتحرير البلاد والعباد... فكانت الأيام ملونة بدماء الابرياء والليالي سوداء ومسخمة وملطمة.
ملف الحدود مع الكويت معقد وشائك لكنه شديد الوضوح والاضاءة بالأتكاء علي التاريخ والحق وهو لا يحل بدبلوماسية التبويس والشد علي الأيدي والنفاق السياسي ولا يعالج بـ أم هزائم جديدة كما انه لا يُجَمَّل ولا يؤثث ولا يبتز بكاميرا تسقط زوماتها فوق زجاجات مياه صافية يركض خلفها حشد من عطاشي جنوب البلاد.لاندري متي يعي الكويتيون حقائق الجغرافيا ودروس التأريخ ويعلمون علم اليقين أن لا مستقبل آمن لهم إلا في ظل كسب ود وثقة ومحبة العراق والعراقيين.
ــــــــــــــــــ
نقلا عن القدس العربي