البصري
18-08-2005, 12:11 PM
إخوتي الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنقل لك أسطراً منسوجة من عبارات قالها الكلب الخائب الكافر ــ قاتله الله وكل قومه ــ " سكوت ريتر " أيام معارك الفلوجة الحاسمة : ــ
(( سكوت ريتر: أمريكا لن تكسب الحرب في العراق وحكومة علاوي لن تعيش
كتــب : وائل بنداري :ــ
"سكوت ريتر" رئيس لجنة الأمم المتحدة للتفتيش على أسلحة العراق بين عامي 1991 و1998 كتب شهادته حول الأوضاع الحالية في العراق، حيث يقول أن الهجوم الأمريكي المكثف على الفلوجة مستمر، والقادة الأمريكان يقولون أنهم يسيطرون على المدينة وأنهم يسعون لاستقرارها الضروري لإجراء الإنتخابات في يناير 2005 ولكن هل هذا سينجح؟. فالإستراتيجية العسكرية الأمريكية تواجه مقاومة من آلاف المقاتلين العراقيين في شوارع الفلوجة وليس من قبل بضع مئات من المحاربين، فأثناء توغل القوات الأمريكية في الفلوجة صعد المقاتلون العراقيون من هجماتهم على المنطقة بأسرها. **والأمريكان بعيدون تماماً عن تحقيق أي ضربة حاسمة لمقاتلي المقاومة العراقية **، وكلما زادوا من ضغطهم على الفلوجة كلما اشتعل العنف أكثر في العراق، والأمر كله عبثي كالذي يحاول أن يمسك المياه في قبضة يده، وكلما حاول إمساكها بقوة أفلتت من يده.
وقيادة الحرب محبطة بالنسبة للجنود الأمريكان والمارينز [وهي نفسها الحرب التي خططت لها المقاومة العراقية ]، فالمقاتلون العراقيون يعرفون أنهم في مواجهة مباشرة مع أقوى أدوات الحرب في العالم ؛ وبينما تحاول القيادة العسكرية الأمريكية إحكام قبضتها في العراق يزداد الوضع سوءاً حيث يضع المقاتلون العراقيون خطة أخرى ويبدؤون من جديد.
وفي مارس 2003 أعلن "جورج بوش" أنه أنجز المهمة، وكان يعني هذا بالنسبة للأمريكان أن أهم أعمال الحرب في العراق إنتهت وأنهم كسبوا المعركة، ولكن بالنسبة للعراقيين كان يعني هذا شيئاً آخر، فالحقيقة أن [[ حكومة "صدام حسين" لم تخضع ]] كما أن هناك مقاومة شديدة ضد الأمريكان في العراق متواجدة بقوة، ودائرة العنف زادت من عناصر المقاومة وانتشر التوتر في مناطق كبيرة من العراق، حتى أن هذه المناطق إلى الآن لم يتم السيطرة عليها لا من قبل القوات الأمريكية ولا من الحكومة العراقية الموقتة، فالعمليات العسكرية استمرت في بغداد والموصل وسامراء وساهمت في تهدئة الوضع، وكذلك الفلوجة مثال حي على ذلك ؛ فبينما لم تحقق القوات الأمريكية نصراً حاسماً على المقاومة العراقية إلا أنها قامت بتدمير منطقة كبيره هناك على غرار شعار عصر فيتنام بأننا يجب أن ندمر القرية لإنقاذها!!.
والصور التي تأتي من الفلوجة زادت من المعاداة للأمريكان وفتحت المجال للمقاتلين العراقيين بجلب عشرة مقاتلين مقابل كل شهيد يسقط في المعركة ضد الأمريكان، فمعركة الفلوجة تبدو أنها حققت نصراً للأمريكان على الأرض وبالرغم من هذا فهي تمثل كارثة لهم، صحيح أنه لا يوجد جيش عراقي إلا أن من بين العشرة آلاف الذين أقيلوا هناك "الكتيبة 36" وهذه القوات تقف جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية في الفلوجة والنجف وسامراء، ولكنها لا تستطيع العمل إلا بمساندة عسكرية أمريكية قوية، كما أن الجنود العراقيين المواليين للأمريكان يسهل على المقاومين اصطيادهم. كما أن هذه الوحدة التي تمثل الجيش العراقي الجديد والتي تسعى إدارة بوش لقمعها دينياً وعرقياً تنضم لميليشيات الأكراد ويجب عليها أن تطيع العسكرية الأمريكية لأن باقي الجيش العراقي لا يريد ولا يقدر على محاربة المقاومة العراقية.
ومعركة الفلوجة لم تظهر فقط سوء تقدير للعسكرية الأمريكية للمقاومة العراقية، بل أظهرت أيضاً عدم أهمية الحكومة العراقية المؤقتة "لإياد علاوي" والتي لم تسطع حتى الآن بناء جيش عراقي يستطيع الاستمرار دون مساندة العسكرية الأمريكية، فالفلوجة هي بداية حقيقية لمرحلة طويلة ودموية من الحرب العراقية بين العسكرية الأمريكية التي ازدادت بعد فوز بوش الجديد، وتسعى لنصر بأي شكل وتسعى لجعل المقاومة العراقية تغرق في الموت والدمار هذه المقاومة التي تصر على هزيمة المحتل الأمريكي.
وهذه هي الحرب التي لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفوز فيها وهذه الحكومة العراقية لن تستطيع أن تعيش، والأمر سيستغرق وقتاً طويلاً حتى يتغير الموقف الأمريكي الداخلي وينشأ رأي عام جديد يعارض الحرب، وهذا يعني ببساطة زمناً مديداً من الصراع وآلاف القتلى .
[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]
ما لم تقله الحرب! : رامسفيلد كان على وشك الاستقالة في اليوم العاشر للحرب وأسرار أخرى : ــ
جريدة الجزيرة / ترجمة وإعداد : ياسمينة صالح: ــ
ثمان وأربعون ساعة منحها «جورج بوش» إلى النظام العراقي ليغادر فيها صدام حسين، ومن معه العراق إلى الأبد، وإلا... ستندلع الحرب الضروس.. جورج بوش كان مصمما على الحرب، حتى وهو يختار توقيتا سيئا، ومهلة قصيرة بالنسبة للعالم، وللأمريكيين بالخصوص، لكن «بوش» كان يعرف أن الرئيس العراقي سيرفض تلك المهلة، وسيختار البقاء، ليس لأنه سيتحدى القوة الأمريكية، وليس لأن المهلة .
يقول جيرالد مونستيراس في مقال نشر بصحيفة «اللموند» الفرنسية إن خطة «الصدمة والترويع» التي رسمها «دونالد رامسفيلد» اعتمدت على الوقت، باعتبار أن النصر السريع يحقق أفضل النتائج!!!
جريدة «الواشنطن بوست»، نشرت قبل يوم واحد من اندلاع الحرب، تصريحا آخر «لفرانكس وولف» يقول فيه بالحرف الواحد: «حربنا في العراق لن تستغرق بضعة أيام على أكثر تقدير»، طبعا لم تكن فكرته لوحده كانت فكرة الجميع، بمن فيهم الرئيس الأمريكي !!!!
التقارير التي كشفتها بعض الصحف الأمريكية، قبل الحرب، تؤكد أن المعلومات التي على أساسها صممت خطة رامسفيلد المعنونة «الصدمة والترويع» كانت معلومات مخابراتية غير صحيحة في مجملها، ويضيف مونستيراس قائلا: برايان هرمان مدير الفرع السياسي الثاني في مكتب الاستخبارات الأمريكية وصل من «تل أبيب» قبل عشرة أيام من الحرب.. تقرير سري نشره موقع «إسرائيل كوم» عن «قمة» مخابراتية ثلاثية أمريكية إسرائيلية وبريطانية انعقدت في مدينة أوسلو التي شهدت أكثر من حركة غير عادية من جانب سفارات الدول الثلاث، وأن آخر اجتماع دام 9 ساعات في فندق «المرج الأخضر» الذي يبعد 2 كيلو متر عن العاصمة النرويجية.
نفس التقرير كشف عن تواجد شخصيات أمريكية مهمة في أوسلو، منها الرقم الثاني في البنتاجون «بول وولفويتز».. هذا الشخص بالذات الذي يقال عنه في البيت الأبيض: «الذئب الأبيض» لا يمكنه مغادرة مكتبه إلا إذا تعلق الأمر بالحرب.. لا يمكن القول إن الرئيس الأمريكي كان مهما في قرار الحرب على العراق.. الدور الذي كان عليه أن يلعبه هو أن يكون إلى جانب المحاربين ساعة يدق فيها الجرس وتدوي الطلقة الأولى..الصحف الأمريكية اتهمت رئيسها بأنه كان يجهل التاريخ المحدد للحرب، حتى حين كلم رئيس وزراء إسرائيل، كان يقول له: الحرب ستكون حتمية.. لكنه على غير ما جاء في بعض التصريحات، لم يكن يعلم هو نفسه بالوقت المحدد، قبل أن يلقي لشعبه خطابا يقول لهم فيه «في هذه اللحظة التي بدأت فيها الحرب على العراق».. لكن على عكسه تماما، كان أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل يعلم بالتوقيت، قبل يومين كاملين من الحرب.. فثمة من هو في الكونغرس، من أعلى مسؤول في وزارة الدفاع، من حمل على عاتقه مهمة إعلام رئيس وزراء الدولة العبرية بتاريخ وساعة الحرب..
كم ستدوم الحرب؟
ساعات، وربما أيام لن تتجاوز الأسبوع، هي المدة التي كان الجميع يراهن عليها.. إسرائيل نفسها رتبت خطة قمعية لمقاومة الفلسطينيين تتحدد في الأيام الأولى من الحرب مركزة على العنصر الأهم : انشغال العالم بالعراق.. لكن الحسابات لم تأت كما خطط لها [ يجب القول إن النظام العراقي نفسه ساهم في إيصال التقارير الكاذبة إلى البيت الأبيض.. وزير الإعلام العراقي «محمد سعيد الصحاف» قال بتاريخ 14 فبراير: «العراق يوصل ما يريد إيصاله إلى الخارج، لن يحظى الآخرون بأكثر مما يريده العراقيون» طبعا كان الكلام موجها إلى الإدارة الأمريكية ]
جريدة «القادسية العراقية» كتبت في 25 فبراير تقول: «لن يهزنا نظام أمريكا الرجعي، ولن يثنينا عن القيام بدورنا في عراق لا يستسلم لأحد»، وكان المقال بقلم «محمد سعيد الصحاف» نفسه.. (في الحقيقة كانت القوة العراقية تكمن في قدرتها على التعامل مع الظروف المتغيرة.).
فدائيو صدام الذين في النهاية كانوا ينتظرون أوامر العمليات الفدائية هم يشكلون غطاء جيدا للحرس الجمهوري..
( العراقيون يعتبرون أن المعركة تحددها العمليات على أرض الواقع وأن النتيجة هي التي تأتي في الأخير.).
دور الصحاف
النقطة الثانية التي زعزعت الثقة الأمريكية في حربها على العراق هو التنظيم المدهش بين الآلية العسكرية والإعلامية.. ربما لأن «محمد سعيد الصحاف» الذي قال مرة للأمريكيين أنه يجيد الأمريكية أحسن من جورج بوش نفسه.. «لم يكن مدنيا، كان عسكريا في زي إعلامي، وبالتالي ثقافته العسكرية صنعت منه إعلاميا رهيبا.. وأن خروجه المستمر للكلام عن الحرب أثار ليس غضب الأمريكيين بل حنقهم.. كان «الصحاف» من أكثر المقربين إلى الرئيس العراقي دفاعا عن النظام، بأسلوب لا يخلو من الكراهية للأمريكيين، وبالتالي بالتحدي لهم إلى حد استعمال كلمات شديدة في وصف «دونالد رامسفيلد»..
هذا الأخير قال عن الصحاف يوم 25 فبراير: «النصر في الحرب لن يكفيني دون حصولي على لسان الصحاف» !!! ـــ لماذا لم يفعل رامسفلد للصحاف شيئاً حتى وقد ظهر أمامهم بعد دخولهم بغداد ــ
اللسان الذي كان خطيرا على الأمريكيين الذين اعتبروا المعركة الإعلامية ضد «الصحاف» مشابهة في ضراوتها المعركة العسكرية.
اليوم الكارثي
واليوم العاشر من الحرب كان كارثيا بالنسبة للأمريكيين.. عدد القتلى في صفوف المارينز كان أكثر من المتوقع والصمود العراقي كان أقوى بكثير مما حملته تقارير ما قبل الحرب عنهم.. حتى العدد الإجمالي للحرس الجمهوري ولفدائيي صدام، ولجيش الأقصى كان متناقضا.. «أبراهام أرابيتش» المنسق العسكري في المخابرات الإسرائيلية وصل إلى واشنطن، في صباح كانت فيه العاصمة السياسية الأمريكية تعيش حالة من الفوبيا الحقيقية..
مجلة «نوتر إسرائيل» الصادرة في فرنسا كتبت في مقال لا يبدو مهما أن زيارة «أبراهام أرابيتش» إلى واشنطن جاءت في ظل الإحساس بالورطة الأمريكية في العراق، وأن «أبراهام» حمل إلى الصقور الأمريكيين مساعدات إسرائيلية.. لكنها لم تشر إلى نوع تلك المساعدات..جريدة «الغارديان» البريطانية كتبت دون أن تذكر اسم الشخص الإسرائيلي الموجود في واشنطن أن ثمة تنسيق بين إسرائيل والولايات الأمريكية فيما يخص الحرب على العراق..
رامسفيلد على المحك!
ويتابع مونيستيراس قائلا إن «رامسفيلد» ــ الذي يتصنّع القوة ــ بعد عشرة أيام من الحرب، بدا في أسوأ حالاته، كان شاحبا لحد المرض، وهو يحاول كل مرة تبريرالحرب.. جهات كثيرة بدأت بالضغط عليه.. هو الذي خطط لحرب الصدمة والترويع.. وصل به الأمر إلى حد التهديد بالاستقالة.. الكل اعتبره السبب في فشل الخطة وبالتالي فشل الحرب.. بعض الجنرالات الأمريكيين قالوا إنه لم يؤخذ برأيهم في الخطة.. طبعا ليس صحيحا، لأن الخطة لم تكن خارج اجتماعاتهم اليومية قبل الحرب، ( إنما كانت تلك طريقة للتنصل من مسؤولية السقوط التي كانت تلوح في الأفق ) ..
الواشنطن بوست ذهبت إلى حد توجيه نصيحة إلى «رامسفيلد» بإطلاق رصاصة على رأسه إن فشل في حربه تلك.. كانت الحقائق كلها تتوجه إلى الخسارة الأمريكية.لم يخف أحد مقارنة الحرب على العراق بالحرب على الفيتنام.. فيتنام أخرى ستجرد الأمريكيين من قوتهم إلى الأبد.. وهذا كان أفظع ما يمكن تحقيقه الدخول إلى الحرب بالعنجهية الأمريكية التي دخلت بها.الحرس الجمهوري ظل يقاتل بشراسة، والشعور الأمريكي بالرعب جعلهم يطلقون النار على المدنيين انتقاما من كل جندي أمريكي كانت جثته تهرب ليلا إلى قاعدة عسكرية بألمانيا، أو إسبانيا..
موقع «دوتش كوم» الألماني، في تقرير نشره في اليوم الحادي عشر من الحرب، كشف عن مصادر عسكرية موثوق منها داخل القاعدة العسكرية الأمريكية أن عشرات جثث الأمريكيين تصل بشكل سري إلى القاعدة الألمانية، منذ بداية الحرب، وهذا يتناقض مع الأرقام الضئيلة التي كانت تبثها وزارة الدفاع الأمريكية عن القتلى في صفوفها.. وهو تأكيد كشفه الديمقراطي «فرانس كورتس» بأن الجنود الأمريكيين ضحية «دمويين داخل البيت الأبيض» (كان فرانس كورتس من أشد خصوم رامسفيلد).. كل هذا يؤكد أن التفوق العراقي كان ملحوظا، على الرغم من المنحنى الخطير الذي اتخذته الحرب باستهداف المدنيين.. اليوم الحاسم للمعركة كان بغداد نفسها.. بغداد التي توعد رئيسها بأنها ستكون «مقبرة» للمغول (الخطاب قبل الحرب)، كانت العاصمة العراقية في غاية الأهمية في مستقبل الحرب كلها.. لهذا كان الرهان كبيرا.. وزير الإعلام العراقي قال إن الأمريكيين سيدخلون بغداد على جثته..
شهادات من الحرب
«جمال» جزائري مقيم في ضاحية «سانت إتيان» بباريس.. عاد إلى أسرته قادما من بغداد الذي ذهب إليها متطوعا، كان يعمل مع أخيه في متجر خاص بهما، وحين بدأت تلوح وجه الحرب الأمريكية على العراق قرر التطوع لمساعدة إخوانه كما يقول.. في البداية رفض الكلام معنا، ولكن مع إلحاحنا عليه قبل، مشترطا علينا عدم أخذ صورته، وألا ينشر اسمه كاملا، ووعدناه بذلك.. قال: «ذهبت إلى بغداد قبل أسبوعين من بداية الحرب.. كان واجبا علي أن أساعد إخواني ضد التهديد الأمريكي الصهيوني.. تدربنا على حمل السلاح، بسرعة خيالية.. كنا نتدرب تسع ساعات يوميا.. في المكان الذي كنت فيه وجدت العديد من العرب.. من جنسيات كثيرة.. وكانت مهمتنا الأولى عدم الابتعاد عن بعضنا، وأن نتوزع على مناطق معينة في بغداد..» سألناه هل كان موجودا يوم استولى الأمريكيون على المطار؟ فرد ساخرا: «لا تصدق كلام الجرائد، لم يستولوا على المطار إلا حين انسحب منه الجنود.. لقد كنا ضمن فرقة تغطي جنوداً عراقيين.. وكان هدفنا هو منع أي تقدم نحو المطار..» قلت له: «لكنهم استولوا على المطار حقا..» قال غاضبا: «حين انسحبنا نعم!»
(*) كاتب وصحفي ومؤرخ فرنسي المصدر مجلة «لافيريتي» الفرنسية
أنقل لك أسطراً منسوجة من عبارات قالها الكلب الخائب الكافر ــ قاتله الله وكل قومه ــ " سكوت ريتر " أيام معارك الفلوجة الحاسمة : ــ
(( سكوت ريتر: أمريكا لن تكسب الحرب في العراق وحكومة علاوي لن تعيش
كتــب : وائل بنداري :ــ
"سكوت ريتر" رئيس لجنة الأمم المتحدة للتفتيش على أسلحة العراق بين عامي 1991 و1998 كتب شهادته حول الأوضاع الحالية في العراق، حيث يقول أن الهجوم الأمريكي المكثف على الفلوجة مستمر، والقادة الأمريكان يقولون أنهم يسيطرون على المدينة وأنهم يسعون لاستقرارها الضروري لإجراء الإنتخابات في يناير 2005 ولكن هل هذا سينجح؟. فالإستراتيجية العسكرية الأمريكية تواجه مقاومة من آلاف المقاتلين العراقيين في شوارع الفلوجة وليس من قبل بضع مئات من المحاربين، فأثناء توغل القوات الأمريكية في الفلوجة صعد المقاتلون العراقيون من هجماتهم على المنطقة بأسرها. **والأمريكان بعيدون تماماً عن تحقيق أي ضربة حاسمة لمقاتلي المقاومة العراقية **، وكلما زادوا من ضغطهم على الفلوجة كلما اشتعل العنف أكثر في العراق، والأمر كله عبثي كالذي يحاول أن يمسك المياه في قبضة يده، وكلما حاول إمساكها بقوة أفلتت من يده.
وقيادة الحرب محبطة بالنسبة للجنود الأمريكان والمارينز [وهي نفسها الحرب التي خططت لها المقاومة العراقية ]، فالمقاتلون العراقيون يعرفون أنهم في مواجهة مباشرة مع أقوى أدوات الحرب في العالم ؛ وبينما تحاول القيادة العسكرية الأمريكية إحكام قبضتها في العراق يزداد الوضع سوءاً حيث يضع المقاتلون العراقيون خطة أخرى ويبدؤون من جديد.
وفي مارس 2003 أعلن "جورج بوش" أنه أنجز المهمة، وكان يعني هذا بالنسبة للأمريكان أن أهم أعمال الحرب في العراق إنتهت وأنهم كسبوا المعركة، ولكن بالنسبة للعراقيين كان يعني هذا شيئاً آخر، فالحقيقة أن [[ حكومة "صدام حسين" لم تخضع ]] كما أن هناك مقاومة شديدة ضد الأمريكان في العراق متواجدة بقوة، ودائرة العنف زادت من عناصر المقاومة وانتشر التوتر في مناطق كبيرة من العراق، حتى أن هذه المناطق إلى الآن لم يتم السيطرة عليها لا من قبل القوات الأمريكية ولا من الحكومة العراقية الموقتة، فالعمليات العسكرية استمرت في بغداد والموصل وسامراء وساهمت في تهدئة الوضع، وكذلك الفلوجة مثال حي على ذلك ؛ فبينما لم تحقق القوات الأمريكية نصراً حاسماً على المقاومة العراقية إلا أنها قامت بتدمير منطقة كبيره هناك على غرار شعار عصر فيتنام بأننا يجب أن ندمر القرية لإنقاذها!!.
والصور التي تأتي من الفلوجة زادت من المعاداة للأمريكان وفتحت المجال للمقاتلين العراقيين بجلب عشرة مقاتلين مقابل كل شهيد يسقط في المعركة ضد الأمريكان، فمعركة الفلوجة تبدو أنها حققت نصراً للأمريكان على الأرض وبالرغم من هذا فهي تمثل كارثة لهم، صحيح أنه لا يوجد جيش عراقي إلا أن من بين العشرة آلاف الذين أقيلوا هناك "الكتيبة 36" وهذه القوات تقف جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية في الفلوجة والنجف وسامراء، ولكنها لا تستطيع العمل إلا بمساندة عسكرية أمريكية قوية، كما أن الجنود العراقيين المواليين للأمريكان يسهل على المقاومين اصطيادهم. كما أن هذه الوحدة التي تمثل الجيش العراقي الجديد والتي تسعى إدارة بوش لقمعها دينياً وعرقياً تنضم لميليشيات الأكراد ويجب عليها أن تطيع العسكرية الأمريكية لأن باقي الجيش العراقي لا يريد ولا يقدر على محاربة المقاومة العراقية.
ومعركة الفلوجة لم تظهر فقط سوء تقدير للعسكرية الأمريكية للمقاومة العراقية، بل أظهرت أيضاً عدم أهمية الحكومة العراقية المؤقتة "لإياد علاوي" والتي لم تسطع حتى الآن بناء جيش عراقي يستطيع الاستمرار دون مساندة العسكرية الأمريكية، فالفلوجة هي بداية حقيقية لمرحلة طويلة ودموية من الحرب العراقية بين العسكرية الأمريكية التي ازدادت بعد فوز بوش الجديد، وتسعى لنصر بأي شكل وتسعى لجعل المقاومة العراقية تغرق في الموت والدمار هذه المقاومة التي تصر على هزيمة المحتل الأمريكي.
وهذه هي الحرب التي لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفوز فيها وهذه الحكومة العراقية لن تستطيع أن تعيش، والأمر سيستغرق وقتاً طويلاً حتى يتغير الموقف الأمريكي الداخلي وينشأ رأي عام جديد يعارض الحرب، وهذا يعني ببساطة زمناً مديداً من الصراع وآلاف القتلى .
[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]
ما لم تقله الحرب! : رامسفيلد كان على وشك الاستقالة في اليوم العاشر للحرب وأسرار أخرى : ــ
جريدة الجزيرة / ترجمة وإعداد : ياسمينة صالح: ــ
ثمان وأربعون ساعة منحها «جورج بوش» إلى النظام العراقي ليغادر فيها صدام حسين، ومن معه العراق إلى الأبد، وإلا... ستندلع الحرب الضروس.. جورج بوش كان مصمما على الحرب، حتى وهو يختار توقيتا سيئا، ومهلة قصيرة بالنسبة للعالم، وللأمريكيين بالخصوص، لكن «بوش» كان يعرف أن الرئيس العراقي سيرفض تلك المهلة، وسيختار البقاء، ليس لأنه سيتحدى القوة الأمريكية، وليس لأن المهلة .
يقول جيرالد مونستيراس في مقال نشر بصحيفة «اللموند» الفرنسية إن خطة «الصدمة والترويع» التي رسمها «دونالد رامسفيلد» اعتمدت على الوقت، باعتبار أن النصر السريع يحقق أفضل النتائج!!!
جريدة «الواشنطن بوست»، نشرت قبل يوم واحد من اندلاع الحرب، تصريحا آخر «لفرانكس وولف» يقول فيه بالحرف الواحد: «حربنا في العراق لن تستغرق بضعة أيام على أكثر تقدير»، طبعا لم تكن فكرته لوحده كانت فكرة الجميع، بمن فيهم الرئيس الأمريكي !!!!
التقارير التي كشفتها بعض الصحف الأمريكية، قبل الحرب، تؤكد أن المعلومات التي على أساسها صممت خطة رامسفيلد المعنونة «الصدمة والترويع» كانت معلومات مخابراتية غير صحيحة في مجملها، ويضيف مونستيراس قائلا: برايان هرمان مدير الفرع السياسي الثاني في مكتب الاستخبارات الأمريكية وصل من «تل أبيب» قبل عشرة أيام من الحرب.. تقرير سري نشره موقع «إسرائيل كوم» عن «قمة» مخابراتية ثلاثية أمريكية إسرائيلية وبريطانية انعقدت في مدينة أوسلو التي شهدت أكثر من حركة غير عادية من جانب سفارات الدول الثلاث، وأن آخر اجتماع دام 9 ساعات في فندق «المرج الأخضر» الذي يبعد 2 كيلو متر عن العاصمة النرويجية.
نفس التقرير كشف عن تواجد شخصيات أمريكية مهمة في أوسلو، منها الرقم الثاني في البنتاجون «بول وولفويتز».. هذا الشخص بالذات الذي يقال عنه في البيت الأبيض: «الذئب الأبيض» لا يمكنه مغادرة مكتبه إلا إذا تعلق الأمر بالحرب.. لا يمكن القول إن الرئيس الأمريكي كان مهما في قرار الحرب على العراق.. الدور الذي كان عليه أن يلعبه هو أن يكون إلى جانب المحاربين ساعة يدق فيها الجرس وتدوي الطلقة الأولى..الصحف الأمريكية اتهمت رئيسها بأنه كان يجهل التاريخ المحدد للحرب، حتى حين كلم رئيس وزراء إسرائيل، كان يقول له: الحرب ستكون حتمية.. لكنه على غير ما جاء في بعض التصريحات، لم يكن يعلم هو نفسه بالوقت المحدد، قبل أن يلقي لشعبه خطابا يقول لهم فيه «في هذه اللحظة التي بدأت فيها الحرب على العراق».. لكن على عكسه تماما، كان أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل يعلم بالتوقيت، قبل يومين كاملين من الحرب.. فثمة من هو في الكونغرس، من أعلى مسؤول في وزارة الدفاع، من حمل على عاتقه مهمة إعلام رئيس وزراء الدولة العبرية بتاريخ وساعة الحرب..
كم ستدوم الحرب؟
ساعات، وربما أيام لن تتجاوز الأسبوع، هي المدة التي كان الجميع يراهن عليها.. إسرائيل نفسها رتبت خطة قمعية لمقاومة الفلسطينيين تتحدد في الأيام الأولى من الحرب مركزة على العنصر الأهم : انشغال العالم بالعراق.. لكن الحسابات لم تأت كما خطط لها [ يجب القول إن النظام العراقي نفسه ساهم في إيصال التقارير الكاذبة إلى البيت الأبيض.. وزير الإعلام العراقي «محمد سعيد الصحاف» قال بتاريخ 14 فبراير: «العراق يوصل ما يريد إيصاله إلى الخارج، لن يحظى الآخرون بأكثر مما يريده العراقيون» طبعا كان الكلام موجها إلى الإدارة الأمريكية ]
جريدة «القادسية العراقية» كتبت في 25 فبراير تقول: «لن يهزنا نظام أمريكا الرجعي، ولن يثنينا عن القيام بدورنا في عراق لا يستسلم لأحد»، وكان المقال بقلم «محمد سعيد الصحاف» نفسه.. (في الحقيقة كانت القوة العراقية تكمن في قدرتها على التعامل مع الظروف المتغيرة.).
فدائيو صدام الذين في النهاية كانوا ينتظرون أوامر العمليات الفدائية هم يشكلون غطاء جيدا للحرس الجمهوري..
( العراقيون يعتبرون أن المعركة تحددها العمليات على أرض الواقع وأن النتيجة هي التي تأتي في الأخير.).
دور الصحاف
النقطة الثانية التي زعزعت الثقة الأمريكية في حربها على العراق هو التنظيم المدهش بين الآلية العسكرية والإعلامية.. ربما لأن «محمد سعيد الصحاف» الذي قال مرة للأمريكيين أنه يجيد الأمريكية أحسن من جورج بوش نفسه.. «لم يكن مدنيا، كان عسكريا في زي إعلامي، وبالتالي ثقافته العسكرية صنعت منه إعلاميا رهيبا.. وأن خروجه المستمر للكلام عن الحرب أثار ليس غضب الأمريكيين بل حنقهم.. كان «الصحاف» من أكثر المقربين إلى الرئيس العراقي دفاعا عن النظام، بأسلوب لا يخلو من الكراهية للأمريكيين، وبالتالي بالتحدي لهم إلى حد استعمال كلمات شديدة في وصف «دونالد رامسفيلد»..
هذا الأخير قال عن الصحاف يوم 25 فبراير: «النصر في الحرب لن يكفيني دون حصولي على لسان الصحاف» !!! ـــ لماذا لم يفعل رامسفلد للصحاف شيئاً حتى وقد ظهر أمامهم بعد دخولهم بغداد ــ
اللسان الذي كان خطيرا على الأمريكيين الذين اعتبروا المعركة الإعلامية ضد «الصحاف» مشابهة في ضراوتها المعركة العسكرية.
اليوم الكارثي
واليوم العاشر من الحرب كان كارثيا بالنسبة للأمريكيين.. عدد القتلى في صفوف المارينز كان أكثر من المتوقع والصمود العراقي كان أقوى بكثير مما حملته تقارير ما قبل الحرب عنهم.. حتى العدد الإجمالي للحرس الجمهوري ولفدائيي صدام، ولجيش الأقصى كان متناقضا.. «أبراهام أرابيتش» المنسق العسكري في المخابرات الإسرائيلية وصل إلى واشنطن، في صباح كانت فيه العاصمة السياسية الأمريكية تعيش حالة من الفوبيا الحقيقية..
مجلة «نوتر إسرائيل» الصادرة في فرنسا كتبت في مقال لا يبدو مهما أن زيارة «أبراهام أرابيتش» إلى واشنطن جاءت في ظل الإحساس بالورطة الأمريكية في العراق، وأن «أبراهام» حمل إلى الصقور الأمريكيين مساعدات إسرائيلية.. لكنها لم تشر إلى نوع تلك المساعدات..جريدة «الغارديان» البريطانية كتبت دون أن تذكر اسم الشخص الإسرائيلي الموجود في واشنطن أن ثمة تنسيق بين إسرائيل والولايات الأمريكية فيما يخص الحرب على العراق..
رامسفيلد على المحك!
ويتابع مونيستيراس قائلا إن «رامسفيلد» ــ الذي يتصنّع القوة ــ بعد عشرة أيام من الحرب، بدا في أسوأ حالاته، كان شاحبا لحد المرض، وهو يحاول كل مرة تبريرالحرب.. جهات كثيرة بدأت بالضغط عليه.. هو الذي خطط لحرب الصدمة والترويع.. وصل به الأمر إلى حد التهديد بالاستقالة.. الكل اعتبره السبب في فشل الخطة وبالتالي فشل الحرب.. بعض الجنرالات الأمريكيين قالوا إنه لم يؤخذ برأيهم في الخطة.. طبعا ليس صحيحا، لأن الخطة لم تكن خارج اجتماعاتهم اليومية قبل الحرب، ( إنما كانت تلك طريقة للتنصل من مسؤولية السقوط التي كانت تلوح في الأفق ) ..
الواشنطن بوست ذهبت إلى حد توجيه نصيحة إلى «رامسفيلد» بإطلاق رصاصة على رأسه إن فشل في حربه تلك.. كانت الحقائق كلها تتوجه إلى الخسارة الأمريكية.لم يخف أحد مقارنة الحرب على العراق بالحرب على الفيتنام.. فيتنام أخرى ستجرد الأمريكيين من قوتهم إلى الأبد.. وهذا كان أفظع ما يمكن تحقيقه الدخول إلى الحرب بالعنجهية الأمريكية التي دخلت بها.الحرس الجمهوري ظل يقاتل بشراسة، والشعور الأمريكي بالرعب جعلهم يطلقون النار على المدنيين انتقاما من كل جندي أمريكي كانت جثته تهرب ليلا إلى قاعدة عسكرية بألمانيا، أو إسبانيا..
موقع «دوتش كوم» الألماني، في تقرير نشره في اليوم الحادي عشر من الحرب، كشف عن مصادر عسكرية موثوق منها داخل القاعدة العسكرية الأمريكية أن عشرات جثث الأمريكيين تصل بشكل سري إلى القاعدة الألمانية، منذ بداية الحرب، وهذا يتناقض مع الأرقام الضئيلة التي كانت تبثها وزارة الدفاع الأمريكية عن القتلى في صفوفها.. وهو تأكيد كشفه الديمقراطي «فرانس كورتس» بأن الجنود الأمريكيين ضحية «دمويين داخل البيت الأبيض» (كان فرانس كورتس من أشد خصوم رامسفيلد).. كل هذا يؤكد أن التفوق العراقي كان ملحوظا، على الرغم من المنحنى الخطير الذي اتخذته الحرب باستهداف المدنيين.. اليوم الحاسم للمعركة كان بغداد نفسها.. بغداد التي توعد رئيسها بأنها ستكون «مقبرة» للمغول (الخطاب قبل الحرب)، كانت العاصمة العراقية في غاية الأهمية في مستقبل الحرب كلها.. لهذا كان الرهان كبيرا.. وزير الإعلام العراقي قال إن الأمريكيين سيدخلون بغداد على جثته..
شهادات من الحرب
«جمال» جزائري مقيم في ضاحية «سانت إتيان» بباريس.. عاد إلى أسرته قادما من بغداد الذي ذهب إليها متطوعا، كان يعمل مع أخيه في متجر خاص بهما، وحين بدأت تلوح وجه الحرب الأمريكية على العراق قرر التطوع لمساعدة إخوانه كما يقول.. في البداية رفض الكلام معنا، ولكن مع إلحاحنا عليه قبل، مشترطا علينا عدم أخذ صورته، وألا ينشر اسمه كاملا، ووعدناه بذلك.. قال: «ذهبت إلى بغداد قبل أسبوعين من بداية الحرب.. كان واجبا علي أن أساعد إخواني ضد التهديد الأمريكي الصهيوني.. تدربنا على حمل السلاح، بسرعة خيالية.. كنا نتدرب تسع ساعات يوميا.. في المكان الذي كنت فيه وجدت العديد من العرب.. من جنسيات كثيرة.. وكانت مهمتنا الأولى عدم الابتعاد عن بعضنا، وأن نتوزع على مناطق معينة في بغداد..» سألناه هل كان موجودا يوم استولى الأمريكيون على المطار؟ فرد ساخرا: «لا تصدق كلام الجرائد، لم يستولوا على المطار إلا حين انسحب منه الجنود.. لقد كنا ضمن فرقة تغطي جنوداً عراقيين.. وكان هدفنا هو منع أي تقدم نحو المطار..» قلت له: «لكنهم استولوا على المطار حقا..» قال غاضبا: «حين انسحبنا نعم!»
(*) كاتب وصحفي ومؤرخ فرنسي المصدر مجلة «لافيريتي» الفرنسية