العربي بن سالم
17-08-2005, 10:40 PM
اعترف مسؤولون حكوميون أمريكيون في كل من واشنطن وبغداد بأنّ إدارة بوش بدأت تتراجع في طموحاتها وتوقعاتها بدرجة كبيرة حيال الأهداف التي كان من المأمول أن يتم إنجازها في العراق، وبأن الولايات المتحدة باتت على استعداد الآن للقبول بتحقيق أهداف تقل كثيرًا عما كان منتظرًا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤولين الأمريكيين مزاعم أن الولايات المتّحدة لم تعد تتوقّع رؤية ديمقراطية جديدة نموذجية في العراق، ولم تعد تنتظر أن يكون هناك بالعراق اكتفاء ذاتي على صعيد الصناعة النفطية، كمل بدأت تتخلى عن حلم إقامة مجتمع خال من المنغصات الأمنية أو التحديات الاقتصادية في العراق.
وقال مسؤول أمريكي كبير كان له دور في خطة غزو العراق عام 2003: (الذي توقّعنا أن ننجح في تحقيقه لم يكن يتسم بالواقعية على الإطلاق، لقد رسمنا جدولاً زمنيًا لتحقيق أهداف معينة لكن الواقع شيء آخر).
وأضاف المسؤول الأمريكي: (نحن الآن نمر بمرحلة الاستيقاظ من صدمة أن الأوهام التي رسمناها قبيل حرب العراق تبعد كثيرًا عن الواقع على الأرض).
والبدائل الامريكية
إذا كان هناك اتفاق بين أغلب المحللين ورجال السياسة الأمريكيين حول فشل المشروع الأمريكي في العراق على كل المستويات فأنه لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سيترك الأمريكيون العراق، أي ما هي الحال التي سيتركون العراق عليها؟
الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تشغل العرب أكثر مما تشغل الأمريكيين حتى يمكن الحيلولة دون تسلم عراق ممزق بالكامل عرقياً وطائفياً ان بقيت هذه الحالة مفروضة عليه سواء بالاحتلال المباشر وان رحل وترك اذنابه واتباعه او عبر تقاطعات حادة باتت تفرض نفسها وتغذيها ممارسات الاحتلال التي يبدو أنها حريصة على إغراق العراق في حالة من الفوضى المدمرة لتحقيق جزء مهم من أهداف الغزو، وهي إن لم يكن في استطاعتهم كسب العراق ليصبح قوة مضافة الى المشروع الأمريكي الصهيوني الشرق أوسطي فبمقدورهم أن يحولوا بينه وبين أية أطراف أخرى، بل أن يحولوا بينه وبين نفسه بمنع عودته قوة واحدة متماسكة.
لقد ركز الأمريكيون منذ البداية على مخطط الفوضى وإشاعة الفتنة والتمزق الوطني عن طريق إظهار قدر كبير من الانحياز لأطراف ظاهرة الاحتلال علناً على حساب الآخرين، وعن طريق تفكيك المؤسسات الوطنية والركائز الرئيسية للعراق، وفرض الطائفية السياسية ونظام المحاصصة السياسية كقاعدة للحكم، وإطلاق شيطان الانقسام العرقي والطائفي ليحكم العراق بقواعده. والمحصلة الآن هي استحالة وجود مفهوم موحد للعراق عند العراقيين انفسهم في ظل هذه الظروف المشحونة والطارئة، وهذا ما تؤكده الانقسامات الحادة في لجنة إعداد الدستور، وما تؤكده أيضاً تصريحات مسعود البرزاني (رئيس) إقليم كردستان بحضور كل من زلماي خليل زاده السفير الأمريكي في العراق وإياد علاوي رئيس الحكومة العراقية السابقة، حيث قال: (للأكراد الحق في المطالبة بالاستقلال عن العراق، ولكن يجب أن يحدث ذلك في الوقت المناسب)، كما يؤكده انتقال عدوى مطالب الفيدرالية من الأكراد في الشمال الى الجنوب.
الغريب أن كثيراً من المحللين الأمريكيين يعتبرون أن ما يحدث الآن في العراق من انقسامات وصراعات داخلية ومقاومة وطنية هو إخفاق في إدارة الأمريكيين للعراق. ربما تكون المقاومة وحدها هي النتيجة التي حدثت من دون رغبة الأمريكيين، أما أغلب التطورات الدرامية فهي صنيعة تخطيط وتدبير أمريكي قائم على سياسة إشاعة الفوضى داخل العراق، لأن العراق الموحد والقوي خطر على المخططات الأمريكية.
الأمريكيون دبروا الفوضى في العراق، وإذا أجبروا بالفعل على الرحيل القسري، وهذا هو الأرجح، فإن سياسة التخريب ستكون البديل عن سياسة الفوضى فكيف يمكن حماية العراق؟.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤولين الأمريكيين مزاعم أن الولايات المتّحدة لم تعد تتوقّع رؤية ديمقراطية جديدة نموذجية في العراق، ولم تعد تنتظر أن يكون هناك بالعراق اكتفاء ذاتي على صعيد الصناعة النفطية، كمل بدأت تتخلى عن حلم إقامة مجتمع خال من المنغصات الأمنية أو التحديات الاقتصادية في العراق.
وقال مسؤول أمريكي كبير كان له دور في خطة غزو العراق عام 2003: (الذي توقّعنا أن ننجح في تحقيقه لم يكن يتسم بالواقعية على الإطلاق، لقد رسمنا جدولاً زمنيًا لتحقيق أهداف معينة لكن الواقع شيء آخر).
وأضاف المسؤول الأمريكي: (نحن الآن نمر بمرحلة الاستيقاظ من صدمة أن الأوهام التي رسمناها قبيل حرب العراق تبعد كثيرًا عن الواقع على الأرض).
والبدائل الامريكية
إذا كان هناك اتفاق بين أغلب المحللين ورجال السياسة الأمريكيين حول فشل المشروع الأمريكي في العراق على كل المستويات فأنه لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سيترك الأمريكيون العراق، أي ما هي الحال التي سيتركون العراق عليها؟
الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تشغل العرب أكثر مما تشغل الأمريكيين حتى يمكن الحيلولة دون تسلم عراق ممزق بالكامل عرقياً وطائفياً ان بقيت هذه الحالة مفروضة عليه سواء بالاحتلال المباشر وان رحل وترك اذنابه واتباعه او عبر تقاطعات حادة باتت تفرض نفسها وتغذيها ممارسات الاحتلال التي يبدو أنها حريصة على إغراق العراق في حالة من الفوضى المدمرة لتحقيق جزء مهم من أهداف الغزو، وهي إن لم يكن في استطاعتهم كسب العراق ليصبح قوة مضافة الى المشروع الأمريكي الصهيوني الشرق أوسطي فبمقدورهم أن يحولوا بينه وبين أية أطراف أخرى، بل أن يحولوا بينه وبين نفسه بمنع عودته قوة واحدة متماسكة.
لقد ركز الأمريكيون منذ البداية على مخطط الفوضى وإشاعة الفتنة والتمزق الوطني عن طريق إظهار قدر كبير من الانحياز لأطراف ظاهرة الاحتلال علناً على حساب الآخرين، وعن طريق تفكيك المؤسسات الوطنية والركائز الرئيسية للعراق، وفرض الطائفية السياسية ونظام المحاصصة السياسية كقاعدة للحكم، وإطلاق شيطان الانقسام العرقي والطائفي ليحكم العراق بقواعده. والمحصلة الآن هي استحالة وجود مفهوم موحد للعراق عند العراقيين انفسهم في ظل هذه الظروف المشحونة والطارئة، وهذا ما تؤكده الانقسامات الحادة في لجنة إعداد الدستور، وما تؤكده أيضاً تصريحات مسعود البرزاني (رئيس) إقليم كردستان بحضور كل من زلماي خليل زاده السفير الأمريكي في العراق وإياد علاوي رئيس الحكومة العراقية السابقة، حيث قال: (للأكراد الحق في المطالبة بالاستقلال عن العراق، ولكن يجب أن يحدث ذلك في الوقت المناسب)، كما يؤكده انتقال عدوى مطالب الفيدرالية من الأكراد في الشمال الى الجنوب.
الغريب أن كثيراً من المحللين الأمريكيين يعتبرون أن ما يحدث الآن في العراق من انقسامات وصراعات داخلية ومقاومة وطنية هو إخفاق في إدارة الأمريكيين للعراق. ربما تكون المقاومة وحدها هي النتيجة التي حدثت من دون رغبة الأمريكيين، أما أغلب التطورات الدرامية فهي صنيعة تخطيط وتدبير أمريكي قائم على سياسة إشاعة الفوضى داخل العراق، لأن العراق الموحد والقوي خطر على المخططات الأمريكية.
الأمريكيون دبروا الفوضى في العراق، وإذا أجبروا بالفعل على الرحيل القسري، وهذا هو الأرجح، فإن سياسة التخريب ستكون البديل عن سياسة الفوضى فكيف يمكن حماية العراق؟.