kimo17
17-08-2005, 02:22 PM
النكتة المبكية
بقلم: نواف ابو الهيجاء
»لقد استخدمنا القوة في العراق لكي يعيش الناس هناك في أمان« هذا نصا، ما ورد على لسان الرئيس الامريكي في مزرعته، وخلال مقابلة مع تلفزيون الاحتلال الصهيوني. وهذا القول لم يرد على سبيل النكتة ولا كان زلة لسان بل ان الرئيس الامريكي عناه بكل حرف وكلمة، وهو ما يشير الى ان ما يراه العالم، كله، الا بوش، وما يشهده العراق منذ الاحتلال، ليس سوى حياة هانئة آمنة سعيدة ومرفهة. فليس في العراق قتل، ولا نهب، ولا انفجارات وليس في العراق مقاومة للاحتلال، وليس فيه ارهاب منظم مرتب مدعوم وموجه من قوى ليست خفية.. وليس في العراق أزمة وقود، ولا أزمة كهرباء، وليس فيه أزمة ماء، وكل شيء في العراق يسير من (حسن) الى »أحسن« والجنود الأمريكان وحلفاؤهم يتنزهون في أبي نواس. وما يصل الى الولايات المتحدة ملفوفا بالعلم الامريكي هدايا من جنود امريكا الى أهلهم وذويهم، وما يرسله البنتاغون الى الجنود الأمريكان في العراق مجرد دروع مضادة لشمس تموز ولهيب آب، واما الروبوتات الحديثة التي يستخدمها الجنود في العراق فهي لمساعدة العراقيين في تفجير صعادات الفرح والابتهاج لانهم يحتفلون بالأعياد اليومية التي هبطت عليهم وتهبط منذ 9/4/،2003 واما آلاف المرتزقة المجندين من كولومبيا وسواها فهم لمساعدة العراقيين في ممارسة الحرية والديمقراطية وليسوا هناك لممارسة القتل ولحماية القادمين من بلاد العم سام لزرع الفرح في بلاد الرافدين.
من المحزن حقا ان يتحدث الرئيس الامريكي وكأنه في كوكب آخر، او يتحدث عن كوكب غير كوكب الارض، اذ ان اول واهم واخطر ما فقده العراق هو الامن، واخطر وابرز ما فقده العراقيون هو الامن بعد ان فقد وطنهم سيادته واستقلاله، وأصبح نهبا للمطامع والمصالح والمحاصصة، والتمزيق والتقسيم العرقي والطائفي.
ان الامن المفقود في العراق هو حقيقة الحقائق، وحديث المحتلين، في واشنطن كما في لندن، يؤكد انهم يقلدون الرعاة الكذابين ذلك ان آخر ما يفكر فيه المحتلون هو نشر الامن في البلد المحتل ومصلحة أهله، ووحدتهم ورفاههم، وحرياتهم وذلك لان دخول الاحتلال هو عملية طرد ليس للحرية والسيادة والديمقراطية حسب، بل كذلك للكرامة الوطنية والإنسانية ايضا. ان الرئيس الامريكي لا يعني ما قاله، في أحسن تفسير لنا لأقواله هذه، ذلك انه يعلم، اكثر من سواه، وقبل سواه، ان حديثه عن توفير الامن للعراقيين باحتلال العراق رجم وافتراء وقلب للحقائق.... ولا شك ان العراقيين الذين استمعوا اليه وهو يتحدث بهذه الطريقة قد اخرجوا ألسنتهم، وهزوا رؤوسهم مع ابتسامات تقول "شر البلية ما يضحك" مع ان الرئيس الامريكي لم يطلق طرفة او نادرة او نكتة.
اذا كان الرئيس الامريكي يرى ان المجازر في العراق وحمامات الدم في وادي الرافدين، وحملات تدمير المدن والقرى والبلدات في العراق، والتضور جوعا وعطشا في العراق، والبحث اليومي للمواطن العراقي عن الماء والوقود والكهرباء وتاج هذا البحث هو »العيش في امان« هي في الحقيقة عيش في امان فلماذا يقول ان بقاء قواته في العراق حماية للولايات المتحدة الامريكية؟ لماذا يوفر بقواته العسكرية الامن لشعب - غريب وبعيد عن الأمريكان ولا يبقي هذه القوات داخل الولايات المتحدة الامريكية لتزرع الامن في نفوس الامريكيين المتوجسين خيفة والقلقين من احتمال ان يعكر "أمر ما" صفوة حياتهم وأمنهم الذاتي والوطني؟
الرئيس الامريكي يحرث في البحر، وذلك لمعرفته الأكيدة ان شعب العراق يبحث عن أمنه وسعادته وكرامته وسيادة وطنه واستقلاله، واستثمار ثروته الوطنية، بالاندفاع اليومي لمهاجمة المحتلين وطردهم من دياره... وليس العكس. ونكتة الرئيس الامريكي هذه لا تثير الا مشاعر هجينة من الدهشة والحزن والبكاء والأسف ليس الا..
نواف ابو الهيجاء
بقلم: نواف ابو الهيجاء
»لقد استخدمنا القوة في العراق لكي يعيش الناس هناك في أمان« هذا نصا، ما ورد على لسان الرئيس الامريكي في مزرعته، وخلال مقابلة مع تلفزيون الاحتلال الصهيوني. وهذا القول لم يرد على سبيل النكتة ولا كان زلة لسان بل ان الرئيس الامريكي عناه بكل حرف وكلمة، وهو ما يشير الى ان ما يراه العالم، كله، الا بوش، وما يشهده العراق منذ الاحتلال، ليس سوى حياة هانئة آمنة سعيدة ومرفهة. فليس في العراق قتل، ولا نهب، ولا انفجارات وليس في العراق مقاومة للاحتلال، وليس فيه ارهاب منظم مرتب مدعوم وموجه من قوى ليست خفية.. وليس في العراق أزمة وقود، ولا أزمة كهرباء، وليس فيه أزمة ماء، وكل شيء في العراق يسير من (حسن) الى »أحسن« والجنود الأمريكان وحلفاؤهم يتنزهون في أبي نواس. وما يصل الى الولايات المتحدة ملفوفا بالعلم الامريكي هدايا من جنود امريكا الى أهلهم وذويهم، وما يرسله البنتاغون الى الجنود الأمريكان في العراق مجرد دروع مضادة لشمس تموز ولهيب آب، واما الروبوتات الحديثة التي يستخدمها الجنود في العراق فهي لمساعدة العراقيين في تفجير صعادات الفرح والابتهاج لانهم يحتفلون بالأعياد اليومية التي هبطت عليهم وتهبط منذ 9/4/،2003 واما آلاف المرتزقة المجندين من كولومبيا وسواها فهم لمساعدة العراقيين في ممارسة الحرية والديمقراطية وليسوا هناك لممارسة القتل ولحماية القادمين من بلاد العم سام لزرع الفرح في بلاد الرافدين.
من المحزن حقا ان يتحدث الرئيس الامريكي وكأنه في كوكب آخر، او يتحدث عن كوكب غير كوكب الارض، اذ ان اول واهم واخطر ما فقده العراق هو الامن، واخطر وابرز ما فقده العراقيون هو الامن بعد ان فقد وطنهم سيادته واستقلاله، وأصبح نهبا للمطامع والمصالح والمحاصصة، والتمزيق والتقسيم العرقي والطائفي.
ان الامن المفقود في العراق هو حقيقة الحقائق، وحديث المحتلين، في واشنطن كما في لندن، يؤكد انهم يقلدون الرعاة الكذابين ذلك ان آخر ما يفكر فيه المحتلون هو نشر الامن في البلد المحتل ومصلحة أهله، ووحدتهم ورفاههم، وحرياتهم وذلك لان دخول الاحتلال هو عملية طرد ليس للحرية والسيادة والديمقراطية حسب، بل كذلك للكرامة الوطنية والإنسانية ايضا. ان الرئيس الامريكي لا يعني ما قاله، في أحسن تفسير لنا لأقواله هذه، ذلك انه يعلم، اكثر من سواه، وقبل سواه، ان حديثه عن توفير الامن للعراقيين باحتلال العراق رجم وافتراء وقلب للحقائق.... ولا شك ان العراقيين الذين استمعوا اليه وهو يتحدث بهذه الطريقة قد اخرجوا ألسنتهم، وهزوا رؤوسهم مع ابتسامات تقول "شر البلية ما يضحك" مع ان الرئيس الامريكي لم يطلق طرفة او نادرة او نكتة.
اذا كان الرئيس الامريكي يرى ان المجازر في العراق وحمامات الدم في وادي الرافدين، وحملات تدمير المدن والقرى والبلدات في العراق، والتضور جوعا وعطشا في العراق، والبحث اليومي للمواطن العراقي عن الماء والوقود والكهرباء وتاج هذا البحث هو »العيش في امان« هي في الحقيقة عيش في امان فلماذا يقول ان بقاء قواته في العراق حماية للولايات المتحدة الامريكية؟ لماذا يوفر بقواته العسكرية الامن لشعب - غريب وبعيد عن الأمريكان ولا يبقي هذه القوات داخل الولايات المتحدة الامريكية لتزرع الامن في نفوس الامريكيين المتوجسين خيفة والقلقين من احتمال ان يعكر "أمر ما" صفوة حياتهم وأمنهم الذاتي والوطني؟
الرئيس الامريكي يحرث في البحر، وذلك لمعرفته الأكيدة ان شعب العراق يبحث عن أمنه وسعادته وكرامته وسيادة وطنه واستقلاله، واستثمار ثروته الوطنية، بالاندفاع اليومي لمهاجمة المحتلين وطردهم من دياره... وليس العكس. ونكتة الرئيس الامريكي هذه لا تثير الا مشاعر هجينة من الدهشة والحزن والبكاء والأسف ليس الا..
نواف ابو الهيجاء