الفرقاني
16-08-2005, 06:03 PM
الكونغرس الامريكي : ما هي خطة التحدي التي وضعها صدام قبل الغزو ؟
شبكة البصرة
واشنطن ـ (وكالات)
بدأ المأزق في العراق يلقي بظلاله شيئا فشيئا داخل اروقة الكونغرس حيث تصاعد مؤخرا «الغضب» ضدّ جنرالات البنتاغون حتى ان اصوات ارتفعت مطالبة بإقالة وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بينما تعرّض احد ابرز القادة العسكريين الامريكيين في العراق الى «التوبيخ» من قبل الرئيس جورج بوش..
وعلى وقع هذه الاجواء المشحونة في الكونغرس بسبب الورطة في العراق عاد مسؤولون امريكيون لـ «يُنقبوا» في «الخطة» التي اعدها الرئيس العراقي صدّام حسين لمرحلة ما بعد الغزو بينما لاحظ مسؤولون آخرون ان «أحلام» الإدارة الامريكية بدأت تتبدد في بلاد الرافدين.
وبالرغم من «التطمينات» والتفاؤل الذي يحاول الرئيس الأمريكي جورج بوش بثه في جنوده والرأي العام الأمريكي بصفة عامة في خطاباته فإن الظاهر ان «اليأس» بدأ يدبّ في القوات الأمريكية المتواجدة بالعراق كما في المسؤولين الأمريكيين.
غضب... ويأس
وفي جلسة «ساخنة» تركّزت حول تطوّرات الاوضاع في العرق انتقد اعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي امس الاول الطريقة التي يعالج بها البنتاغون الوضع في العراق.
وقال جوزيف بيدن، الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ انه نظرا الى سير الامور في العراق فإن الديمقراطية لن تحل في ذلك البلد خلال فترة حياتي.
وأضاف: ان اقصى ما يمكن ان تطمح اليه إدارة الرئيس جورج بوش في ظل الظروف الراهنة هو تشكيل حكومة قادرة على ضمان الامن والسلم في البلاد ولا تشكل تهديدا على جيرانها.
وقال بيدن في مقابلة مع محطة «ان.بي.سي»: اعتقد ان على رامسفيلد ان يقدّم استقالته... من ناحيته قال السناتور الجمهوري جون ماكين المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة لعام 2008 «ليس لديّ ثقة في رامسفيلد».
وأعرب ماكين عن «غضبه» حيال التصريحات التي ادلى بها مؤخرا الجنرال جورج كايسي القائد الأعلى للجيش الأمريكي في العراق وغيره من مسؤولي البنتاغون بقولهم ان الجيش قد يبدأ بسحب اعداد كبيرة من قواته مطلع العام القادم.
وقال في تصريحات لشبكة «فوكس» : لديّ فكرة لمخططي البنتاغون في بلادنا: اليوم الذي استطيع فيه الهبوط في مطار بغداد وركوب سيارة غير مدرعة على الطريق السريع باتجاه المنطقة الخضراء... هو اليوم الذي ابدأ فيه التفكير في الانسحاب من العراق..
واتهم بيدن رامسفيلد بأنه المسؤول الاول عن الاخفاق الأمريكي في الحصول على دعم أوسع من حلفاء امريكا في حلف شمال الاطلسي للعمليات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
وفي هذا السياق تحديدا كشفت صحيفة صنداي تلغراف الصادرة امس الاول ان الرئيس الأمريكي جورج بوش وبّخ احد ابرز القادة العسكريين الأمريكيين في العراق جرّاء دعوته العلنية لتخفيض عدد القوات الأمريكية هناك اعتبارا من العام المقبل.
وقالت الصحيفة ان بوش «اضطرّ» للتدخل شخصيا الاسبوع الماضي لوصف جميع الأحاديث المتعلقة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق بأنها مجرد «شائعات» واعتبار ان مجرّد مناقشة الخيارات حول استراتيجية الخروج من العراق يعدّ مؤشرا على ان الإدارة الأمريكية بدأت تضعف...
لكن بالنسبة الى عديد المسؤولين الأمريكيين فإن مثل هذا الموقف لا يعني في المقابل ان واشنطن مرتاحة لما يجري في العراق بل ان العكس هو الأقرب الى الواقع...
أحلام... أمريكية!
فقد اعترف مسؤولون أمريكيون امس ان معظم اهداف استعادة الأوضاع الطبيعية في «عراق ما بعد الحرب» غير واقعية وأن التوقعات حول ما يمكن انجازه قد انخفضت.
وأكد مسؤولون في البيت الابيض معظمهم رفض ذكر اسمه ان الولايات المتحدة لم تعد تتوقع تحقيق معظم أهداف ما قبل الغزو ومن بينها تكوين نموذج ديمقراطي جديد وصناعة نفط مستقلة ماليا ومجتمع لا يخضع أغلبية الشعب فيه الى تحديات أمنية أو اقتصادية.
وقال مسؤول لم يكشف عن هويته «بدأنا في ارساء الديمقراطية لكننا نتقدّم ببطء وسيكون لدينا شكل جمهورية اسلامية».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول بارز قوله «ما توقعنا انجازه لم يكن واقعيا من ناحية الجدول الزمني او ما تحقق على الارض... ونهتم حاليا بعوامل الوضع الراهن ونبتعد عن عدم الواقعية التي خيمت على الوضع منذ البداية.
ويعدّ هذا الاقرار اعترافا صريحا بأن المقاومة العراقية قد افشلت الأهداف التي كانت واشنطن تخطط لها عندما قرّرت غزو العراق حتى ان المسؤولين الأمريكيين لا يخفون اليوم «صدمتهم» حيال التصاعد «الصاروخي» لهجمات المقاومة.
مشروع... التحدي
وقد دفع هذا الوضع بمسؤولي الادارة الأمريكية الى حدّ التساؤل عن «الخطة» التي اعدها الرئيس العراقي صدّام حسين وكبار معاونيه لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال مسؤولون انهم لا يستبعدون اليوم ان ما تواجهه الولايات المتحدة في العراق مردّه بالأساس خطة منظمة من طرف حزب البعث العراقي.
وعاد المسؤولون ذاتهم الى التصريح الذي ادلى به صدّام عشية الغزو حين قال لكبار وزرائه قاوموا لمدة اسبوع وبعد ذلك سأتولى الامر بنفسي».
ويعتقد بعض الذين أعادوا سرد كلمات صدّام بأن لديه اسلحة سرية ان صدّام كان يحمل في ذهنه حقيقة... نوعا من مقاومة الاحتلال».
لكن هذا التصريح لم يحل في الواقع «اللغز» حول حرب العصابات التي اعدها صدّام لمرحلة ما بعد الغزو، حسب المسؤولين ذاتهم الذين «استنتجوا» ان الرئيس العراقي اشرف على مشروع في غاية السرية ويعرف باسم «مشروع التحدي» امر فيه قادة الجيش العراقي من اوت عام 2002 الى عام 2003 بنقل الاسلحة وغيرها من المعدات العسكرية وتخبئتها خارج القواعد العسكرية بما في ذلك المزارع والبيوت.
جريدة الشروق التونسية 16 – 8 – 2005
شبكة البصرة
الثلاثاء 11 رجب 1426 / 16 آب 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
واشنطن ـ (وكالات)
بدأ المأزق في العراق يلقي بظلاله شيئا فشيئا داخل اروقة الكونغرس حيث تصاعد مؤخرا «الغضب» ضدّ جنرالات البنتاغون حتى ان اصوات ارتفعت مطالبة بإقالة وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بينما تعرّض احد ابرز القادة العسكريين الامريكيين في العراق الى «التوبيخ» من قبل الرئيس جورج بوش..
وعلى وقع هذه الاجواء المشحونة في الكونغرس بسبب الورطة في العراق عاد مسؤولون امريكيون لـ «يُنقبوا» في «الخطة» التي اعدها الرئيس العراقي صدّام حسين لمرحلة ما بعد الغزو بينما لاحظ مسؤولون آخرون ان «أحلام» الإدارة الامريكية بدأت تتبدد في بلاد الرافدين.
وبالرغم من «التطمينات» والتفاؤل الذي يحاول الرئيس الأمريكي جورج بوش بثه في جنوده والرأي العام الأمريكي بصفة عامة في خطاباته فإن الظاهر ان «اليأس» بدأ يدبّ في القوات الأمريكية المتواجدة بالعراق كما في المسؤولين الأمريكيين.
غضب... ويأس
وفي جلسة «ساخنة» تركّزت حول تطوّرات الاوضاع في العرق انتقد اعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي امس الاول الطريقة التي يعالج بها البنتاغون الوضع في العراق.
وقال جوزيف بيدن، الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ انه نظرا الى سير الامور في العراق فإن الديمقراطية لن تحل في ذلك البلد خلال فترة حياتي.
وأضاف: ان اقصى ما يمكن ان تطمح اليه إدارة الرئيس جورج بوش في ظل الظروف الراهنة هو تشكيل حكومة قادرة على ضمان الامن والسلم في البلاد ولا تشكل تهديدا على جيرانها.
وقال بيدن في مقابلة مع محطة «ان.بي.سي»: اعتقد ان على رامسفيلد ان يقدّم استقالته... من ناحيته قال السناتور الجمهوري جون ماكين المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة لعام 2008 «ليس لديّ ثقة في رامسفيلد».
وأعرب ماكين عن «غضبه» حيال التصريحات التي ادلى بها مؤخرا الجنرال جورج كايسي القائد الأعلى للجيش الأمريكي في العراق وغيره من مسؤولي البنتاغون بقولهم ان الجيش قد يبدأ بسحب اعداد كبيرة من قواته مطلع العام القادم.
وقال في تصريحات لشبكة «فوكس» : لديّ فكرة لمخططي البنتاغون في بلادنا: اليوم الذي استطيع فيه الهبوط في مطار بغداد وركوب سيارة غير مدرعة على الطريق السريع باتجاه المنطقة الخضراء... هو اليوم الذي ابدأ فيه التفكير في الانسحاب من العراق..
واتهم بيدن رامسفيلد بأنه المسؤول الاول عن الاخفاق الأمريكي في الحصول على دعم أوسع من حلفاء امريكا في حلف شمال الاطلسي للعمليات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
وفي هذا السياق تحديدا كشفت صحيفة صنداي تلغراف الصادرة امس الاول ان الرئيس الأمريكي جورج بوش وبّخ احد ابرز القادة العسكريين الأمريكيين في العراق جرّاء دعوته العلنية لتخفيض عدد القوات الأمريكية هناك اعتبارا من العام المقبل.
وقالت الصحيفة ان بوش «اضطرّ» للتدخل شخصيا الاسبوع الماضي لوصف جميع الأحاديث المتعلقة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق بأنها مجرد «شائعات» واعتبار ان مجرّد مناقشة الخيارات حول استراتيجية الخروج من العراق يعدّ مؤشرا على ان الإدارة الأمريكية بدأت تضعف...
لكن بالنسبة الى عديد المسؤولين الأمريكيين فإن مثل هذا الموقف لا يعني في المقابل ان واشنطن مرتاحة لما يجري في العراق بل ان العكس هو الأقرب الى الواقع...
أحلام... أمريكية!
فقد اعترف مسؤولون أمريكيون امس ان معظم اهداف استعادة الأوضاع الطبيعية في «عراق ما بعد الحرب» غير واقعية وأن التوقعات حول ما يمكن انجازه قد انخفضت.
وأكد مسؤولون في البيت الابيض معظمهم رفض ذكر اسمه ان الولايات المتحدة لم تعد تتوقع تحقيق معظم أهداف ما قبل الغزو ومن بينها تكوين نموذج ديمقراطي جديد وصناعة نفط مستقلة ماليا ومجتمع لا يخضع أغلبية الشعب فيه الى تحديات أمنية أو اقتصادية.
وقال مسؤول لم يكشف عن هويته «بدأنا في ارساء الديمقراطية لكننا نتقدّم ببطء وسيكون لدينا شكل جمهورية اسلامية».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول بارز قوله «ما توقعنا انجازه لم يكن واقعيا من ناحية الجدول الزمني او ما تحقق على الارض... ونهتم حاليا بعوامل الوضع الراهن ونبتعد عن عدم الواقعية التي خيمت على الوضع منذ البداية.
ويعدّ هذا الاقرار اعترافا صريحا بأن المقاومة العراقية قد افشلت الأهداف التي كانت واشنطن تخطط لها عندما قرّرت غزو العراق حتى ان المسؤولين الأمريكيين لا يخفون اليوم «صدمتهم» حيال التصاعد «الصاروخي» لهجمات المقاومة.
مشروع... التحدي
وقد دفع هذا الوضع بمسؤولي الادارة الأمريكية الى حدّ التساؤل عن «الخطة» التي اعدها الرئيس العراقي صدّام حسين وكبار معاونيه لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال مسؤولون انهم لا يستبعدون اليوم ان ما تواجهه الولايات المتحدة في العراق مردّه بالأساس خطة منظمة من طرف حزب البعث العراقي.
وعاد المسؤولون ذاتهم الى التصريح الذي ادلى به صدّام عشية الغزو حين قال لكبار وزرائه قاوموا لمدة اسبوع وبعد ذلك سأتولى الامر بنفسي».
ويعتقد بعض الذين أعادوا سرد كلمات صدّام بأن لديه اسلحة سرية ان صدّام كان يحمل في ذهنه حقيقة... نوعا من مقاومة الاحتلال».
لكن هذا التصريح لم يحل في الواقع «اللغز» حول حرب العصابات التي اعدها صدّام لمرحلة ما بعد الغزو، حسب المسؤولين ذاتهم الذين «استنتجوا» ان الرئيس العراقي اشرف على مشروع في غاية السرية ويعرف باسم «مشروع التحدي» امر فيه قادة الجيش العراقي من اوت عام 2002 الى عام 2003 بنقل الاسلحة وغيرها من المعدات العسكرية وتخبئتها خارج القواعد العسكرية بما في ذلك المزارع والبيوت.
جريدة الشروق التونسية 16 – 8 – 2005
شبكة البصرة
الثلاثاء 11 رجب 1426 / 16 آب 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس