المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل اختار الله المقاومة العراقية للقضاء على أسطورة الدولة الأعظم في العالم



الفرقاني
16-08-2005, 02:40 PM
هل اختار الله المقاومة العراقية للقضاء على أسطورة الدولة الأعظم في العالم / محمود كعوش

التاريخ:11/07/1426 الموافق
المختصر/

شبكة البصرة / عندما يكون بيلي غراهام "أستاذ" الرئيس!!

· بين "الأستاذ" و "التلميذ" اختلطت الأمور على الناس وتحول العالم إلى "خلطبيطة"

· على خطى "الأب" بيلي و "الابن" فرانكلين، مايكل غراهام يستأنف حملة البذاءات ضد الإسلام والمسلمين

قبل أيام من ترؤسه القداس التبشيري الأخير في متنزه كوروتا النيويوركي، أسرّ القس الاميركي الشهير بيلي غراهام لبعض أصدقائه المقربين في السلطة الرابعة بأن ذلك القداس سيكون "آخر غزواته لقلوب وأرواح الأميركيين". في حينه عنى غراهام أنه سينسحب من الحياة التبشيرية ليتسنى له قضاء ما تبقى من حياته في الراحة والاستجمام ومعالجة أمراضه التي تتضمن السرطان والشلل الرعاش.
ما كان لخبر كهذا أن يسترعي الانتباه أو الاهتمام كثيرا أو يستدعي حتى التوقف عنده، لو أنه تعلق بقس أو مبشر أو واعظ ديني عادي نذر نفسه وحياته لخدمة الله والإنسانية. ولعل جُل ما يمكن أن يُقال في مثل هذا الموقف: "بورك الرجل وشفاه الله، لقد أبلى بلاء حسنا". أما وقد تعلق الأمر بشخص بيلي غراهام، فإن الموقف يختلف تماماً، خاصة عندما نعرف أنه كان أبرز المبشرين الإنجيليين في العالم وأكثرهم إثارة للجدل واللغط بسبب آرائه المتطرفة بحق الإسلام والمسلمين، وأنه كان حتى لحظات تبشيره الأخيرة يُعتبر الأب الروحي للرئيس الأميركي جورج بوش و "حلقة الوصل فيما بينه وبين الله !!".
فبيلي غراهام، وفق روايات أعوانه وزملائه داخل تيار المسيحية الصهيونية المتطرفة في الولايات المتحدة، هو الرجل الذي أمن للرئيس "خطا ساخنا" مع الله عندما أفلح في ثنيه عن الإدمان وشرب الكحول وحياة اللهو والصخب بعدما بلغ الأربعين من عمره، وهو الذي أوهمه بقرب نهاية العالم!!

وبيلي غراهام يعتبر رائد التبشير المتطرف في الولايات المتحدة، إلى جانب المكانة

التي تبوأها بين أمثاله من عتاة المسيحية الصهيونية. إلا أن أعوانه ومؤيديه يدعون أنه وعظ أمام حشود كبيرة من المسيحيين الإنجيليين في العالم "فاقت تلك التي خاطبها بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني". وهو وفق مبالغة وكالة الأنباء الفرنسية، "رجل الدين المسيحي الذي وعظ أمام 200 مليون شخص في 180 دولة وإقليم"، ووفق الرؤية الخيالية لمراسلة هيئة الإذاعة البريطانية للشؤون الدينية في نيويورك جين ليتل "الرجل الذي ركز على نشر الإنجيل في حين خاض أقرانه من القساوسة والمبشرين والوعاظ في الأمور السياسية والدنيوية أكثر من خوضهم في الأمور الدينية والروحية"!!
لكن مجرد استذكار مواقف الرجل السياسية التي سبقت العدوان الثلاثيني على العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في عام 1991، يستوجب عدم التوقف كثيراً عند تلك الادعاءات والمبالغات والرؤى الخيالية التي أطلقها هؤلاء وغيرهم من المروجين لشخص ومواقف بيلي غراهام، لأنه امتهن السياسة بقدر امتهانه التبشير، وربما أكثر.



ففي ذلك العام، على سبيل المثال لا الحصر، ألقى غراهام خطاباً ناريا من مقر إقامته في ولاية مينيسوتا قال فيه: "هذه الحرب ستكون لها تأثيرات روحية هائلة على كل أمة وكل إنسان على وجه الأرض". وحتى يستفز ويثير حماسة الأميركيين وبالأخص الجنود الذين كانوا يتجوقلون بمحاذاة حدود العراق والكويت تهيئة للعدوان وحتى يوفر الدافع الإيماني لهم، قال بأنه "لا يعرف ما إذا كانت هذه الإشارات – أي ما حدث على ارض العراق – تمهد للقدوم الثاني للمسيح المنتظر أم لا"!! وهذا بحد ذاته مؤشر إلى أن المسيحية الصهيونية كانت تعد لاحتلال العراق منذ ذلك التاريخ لاعتبارات توراتية – استعمارية. وبموازاة ذلك، كانت تعد لإيصال جورج بوش إلى البيت الأبيض لتنفيذ ذلك.
ويعد القس بيلي غراهام، البالغ من العمر 68 عاماً، الرجل الذي اثر بشكل مباشر وفاعل في حياة الرئيس جورج بوش الدينية، ونقله من الحياة الدنيوية إلى الحياة الروحية القائمة على قاعدة مسيحية صهيونية أصولية متطرفة. وقد عرف عن بوش أنه كان يقرن حديثه عنه بكلمة "أستاذي". وقد قال عنه أكثر من مرة: "بيلي غراهام هو الرجل الذي قادني إلى الله". وكما يقال "الولد سر أبيه" أو "هذا الشبل من ذاك الأسد" أو "على هدي آبائنا"، قدم ابنه فرانكلين الصلوات في تدشين رئاستي بوش للولايات المتحدة عامي 2001 و 2005 .
وكانت مجلة "نيوزويك" الأميركية قد نقلت أ ن الإنجيليين من أنصار الرئيس بوش، ومن بينهم بالطبع بيلي وفرانكلين غراهام، رأوا في غزو واحتلال العراق "فاتحة لنشر المسيحية هناك"، بدليل أن رجال الكنيسة المعمدانية كانوا أول الواصلين إلى هذا البلد سعيا وراء تنصير أبنائه. وحسبما جاء على موقع بيلي غراهام الإلكتروني، فإن ما يحدث في العراق يؤشر إلى "جوع روحي"، وهو ما يعني في نظره "أن علاج العراقيين لا يتأتى إلا عن طريق تحولهم إلى العقيدة الإنجيلية"!!

القس بيلي غراهام هو القدوة والمثل الأعلى لأربعة من أقطاب المسيحية الصهيونية

المتطرفة تزعموا حملة البذاءات ضد الإسلام والمسلمين، التي تفجرت بعد أحداث 11 أيلول 2001، هم القساوسة الإنجيلي جيري فالويل والمعمداني جيري فاينر ومؤسس مجموعة الضغط السياسية الدينية المسماة "الإئتلاف المسيحي" بات روبرتسون وابنه فرانكلين غراهام. وكان السبق في الحملة الظالمة والمغرضة لابنه، الذي اعتبر في تشرين الأول 2001، أي بعد أيام قليلة من تلك الأحداث، أن الإسلام "ديانة الشر"، وحرض الأميركيين على المسلمين بقوله "إذا قرأتم القرآن وآياته ستجدون أ نه يدعو إلى قتل الكفرة من غير المسلمين"، محذرا إياهم من أ ن "انتشار الإسلام يهدد بالقضاء على العالم المسيحي" !!

وبيلي غراهام هو عميد الأسرة التي أنجبت مايكل غراهام، مقدم البرنامج الصباحي

"توك شو" في إذاعة "دبليو.أم.إيه" العائدة لشركة "والت ديزني"، الذي استأنف حملة البذاءات ضد الإسلام والمسلمين عندما وصف الإسلام مؤخرا بأنه "منظمة إرهابية"، واعتبر أن "الأعمال الإرهابية ليست من صنع إسلاميين متطرفين معزولين فحسب وإنما وراءها المسلمون عموما"!!

الحملة الظالمة والمغرضة ضد الإسلام والمسلمين التي حظيت برضى وتشجيع بيلي غراهام، ما تزال تثير موجة من الغضب والاستنكار عبرت عنها تصريحات حادة أسهم فيها رجال دين مسلمون ومسيحيون وسياسيون وأكاديميون غربيون من أمثال شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة وبابا الفاتيكان ووزير الخارجية الإيراني المقبل على مغادرة وزارته كمال خرازي وأستاذة الديانات المقارنة في جامعة كاليفورنيا نعومي يانوفيتش. فعلى سبيل المثال لا الحصر أيضا، قالت الأخيرة "أن خطاب اليمين المسيحي المتطرف المناهض للإسلام ليس جديدا، لكن أحداث 11 أيلول أعطت أقطابه نقطة الارتكاز لبناء رسالتهم عليها". وقد أصابت يانوفيتش في قولها عين الحقيقة.

بيلي غراهام "القدوة والمثل الأعلى والعميد" الأبرز بين أقطاب المسيحية الصهيونية المتطرفة، آمن بأن العقيدة الإنجيلية أصبحت هي الأكثر نمواً في العالم بعد الحرب الكونية الثانية وهي التي ستسود في القرن الحادي والعشرين الجاري. والرئيس جورج بوش سار على خطى أستاذه في هذا الإيمان ولا يزال. وكلاهما اتخذا من كتاب "عودة الله" لمؤلفه أستاذ اللاهوت في جامعة هارفارد هارفي كوكس "كتاباً مقدساً" لهما. وكوكس هو واحد من أبرز مفكري تيار المحافظين الجدد، أما هارفارد فهي المعقل الرئيسي لأتباع هذا التيار.

وبين الأستاذ الذي تقمص شخصية السفير الى الله والتلميذ "النجيب" الذي آمن بأن

"ميلاده الجديد جاء مع المسيح الذي أنعم عليه بأجنحة ليحلق بها ومنحه حلفاء ليعتمد عليهم في إرساء رؤية توراتية في العالم"، اختلطت الأمور عند الناس وأصبحت "خلطبيطة" وتزاحمت المخاوف والمخاطر على مستقبل الإنسان والإنسانية

أبو شمخي
16-08-2005, 05:17 PM
ماذا ينتظر من الأبالسه أن يقولوا على الإسلام والمسلمين؟