الفرقاني
16-08-2005, 02:10 PM
واشنطن تستخدم الخدعة
العرض المسرحى القادم سيكون فى سوريا
العرب
الحديث عن تسلل مقاتلين مسلحين عبر الحدود السورية باتجاه العراق هو حديث باطل يراد به باطل، والمسألة ليست مسألة تسلل فى الأساس. والمسؤولون الأمريكيون ليسوا وحدهم من يكيل الاتهامات الى دمشق، وإنما يشاركهم فيها مسؤولون عراقيون اعتبروا أن الحكومة السورية لا تملك ارادة سياسية لضبط حدودها . ووجه الرجل الثانى فى المجلس الأعلى للثورة الاسلامية عمار الحكيم انتقادات مبطنة الى دمشق مشيراً الى أن عليها بذل مساعيها ولعب دور ايجابى لمنع الدعم اللوجيستى والمالى ومقرات التدريب العسكرى ومراكز التعبئة الفكرية والعقائدية "لجماعات المقاومة" .
الوقائع على الأرض تؤكد أن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة. فسوريا تضبط حدودها مع العراق وترى فى ذلك مصلحة لها وللعراق فى آن معاً. ولم تكتف دمشق باعلان ذلك وانما بادرت الى اتخاذ الكثير من الاجراءات العملية على هذا الصعيد، وبالأخص المراقبة ومنع التسلل، والشواهد ماثلة على أرض الواقع. فقد منعت سوريا 0421 مشتبهاً من عبور الحدود وحققت مع حوالى أربعة آلاف مواطن سورى ذهبوا أو حاولوا الذهاب الى العراق للانضمام الى المقاتلين. وزادت دمشق عدد مواقعها على الحدود الى 755 موقعاً ونشرت ما يزيد عن 0054 موظف فى المنطقة، ما جعل حسب تأكيدات نائب وزير الخارجية السورى وليد المعلم من الصعب على أى متسلل أن يعبر الحدود خلال ساعات النهار .
وليس خافياً أن دمشق قد طلبت معدات خاصة بالرؤية خلال ساعات الظلام، إلاّ أن بريطانيا والولايات المتحدة لم تلتزما بوعديهما بتزويدها بهذه المعدات.
السبب الثانى الذى يدفعنا الى التشكيك بأهداف الحملة الأمريكية - العراقية على سوريا وتوجيه الاتهامات لها هو الاصرار على تحميل دمشق المسؤولية منفردة، فالمفروض أن مسألة ضبط الحدود قضية سورية - عراقية مشتركة وليست قضية سورية فقط، بمعنى أن الجانب العراقى تقع عليه مسؤوليات فى هذا الشأن.
لقد سبق لدمشق أن أوفدت الى بغداد وفداً يضم خبراء أمنيين لبحث الأمر مع مسؤولين عراقيين، حيث طلب الوفد فى حينه من الجانب العراقى تقديم ما لديه من أدلة عن وجود تسلل من الأراضى السورية الى العراق، غير أن المسؤولين العراقيين لم يقدموا أياً من تلك الأدلة.
القضية إذاً ليست قضية مسلحين يعبرون الحدود، ولو كانت كذلك لاستجاب الجانب العراقى الى الدعوات السورية المتكررة للتشاور ووضع خطط للعمل المشترك.
تؤكد الوقائع أن واشنطن تريد اتهام سوريا دون التحقق من مصداقية مثل هذه الاتهامات. فالضغط على سوريا غايته ارباك دمشق وتحويل الأنظار عن المخططات التى باتت قيد التنفيذ والتى تهدف أساساً الى تجزئة العراق الى دويلات وكيانات عرقية وطائفية.
فى الوقت الذى يجرى فيه الحديث عن مأزق أمريكى فى العراق وعن انسحاب للقوات الأمريكية بات وشيكاً، مرفوقة بتصريحات متناقضة تصدر عن مسؤولين أمريكيين فى مناصب عليا، تعمل واشنطن بجد على إنهاء المشهد الختامى لمسرحية تحرير العراق ومقاومة الارهاب متوجة المشهد باعلان الدستور الذى سيقود فى النهاية الى خلق كيانات فيدرالية طائفية وعرقية.
العرض المسرحى القادم سيكون فى سوريا حيث تكمل أمريكا المهمة التى بدأتها فرنسا وبريطانيا فى الماضى لزرع كيانات طائفية هناك. بسقوط دمشق "لا سمح الله" سيسدل الستار على ألف عام من الصراع ويدفن معه توق العرب الى تحقيق حلمهم القومي.
واشنطن تستخدم الخدعة فى تنفيذ مخططاتها بإتقان وإحكام، ولكن، كلنا أمل فى أن لا تنطلى خدعتهم هذه على صناع القرار فى دمشق. فسوريا لن يحميها اليوم مما يبيّت لها سوى مصالحة وطنية تفوت الفرصة على المتآمرين.
العرض المسرحى القادم سيكون فى سوريا
العرب
الحديث عن تسلل مقاتلين مسلحين عبر الحدود السورية باتجاه العراق هو حديث باطل يراد به باطل، والمسألة ليست مسألة تسلل فى الأساس. والمسؤولون الأمريكيون ليسوا وحدهم من يكيل الاتهامات الى دمشق، وإنما يشاركهم فيها مسؤولون عراقيون اعتبروا أن الحكومة السورية لا تملك ارادة سياسية لضبط حدودها . ووجه الرجل الثانى فى المجلس الأعلى للثورة الاسلامية عمار الحكيم انتقادات مبطنة الى دمشق مشيراً الى أن عليها بذل مساعيها ولعب دور ايجابى لمنع الدعم اللوجيستى والمالى ومقرات التدريب العسكرى ومراكز التعبئة الفكرية والعقائدية "لجماعات المقاومة" .
الوقائع على الأرض تؤكد أن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة. فسوريا تضبط حدودها مع العراق وترى فى ذلك مصلحة لها وللعراق فى آن معاً. ولم تكتف دمشق باعلان ذلك وانما بادرت الى اتخاذ الكثير من الاجراءات العملية على هذا الصعيد، وبالأخص المراقبة ومنع التسلل، والشواهد ماثلة على أرض الواقع. فقد منعت سوريا 0421 مشتبهاً من عبور الحدود وحققت مع حوالى أربعة آلاف مواطن سورى ذهبوا أو حاولوا الذهاب الى العراق للانضمام الى المقاتلين. وزادت دمشق عدد مواقعها على الحدود الى 755 موقعاً ونشرت ما يزيد عن 0054 موظف فى المنطقة، ما جعل حسب تأكيدات نائب وزير الخارجية السورى وليد المعلم من الصعب على أى متسلل أن يعبر الحدود خلال ساعات النهار .
وليس خافياً أن دمشق قد طلبت معدات خاصة بالرؤية خلال ساعات الظلام، إلاّ أن بريطانيا والولايات المتحدة لم تلتزما بوعديهما بتزويدها بهذه المعدات.
السبب الثانى الذى يدفعنا الى التشكيك بأهداف الحملة الأمريكية - العراقية على سوريا وتوجيه الاتهامات لها هو الاصرار على تحميل دمشق المسؤولية منفردة، فالمفروض أن مسألة ضبط الحدود قضية سورية - عراقية مشتركة وليست قضية سورية فقط، بمعنى أن الجانب العراقى تقع عليه مسؤوليات فى هذا الشأن.
لقد سبق لدمشق أن أوفدت الى بغداد وفداً يضم خبراء أمنيين لبحث الأمر مع مسؤولين عراقيين، حيث طلب الوفد فى حينه من الجانب العراقى تقديم ما لديه من أدلة عن وجود تسلل من الأراضى السورية الى العراق، غير أن المسؤولين العراقيين لم يقدموا أياً من تلك الأدلة.
القضية إذاً ليست قضية مسلحين يعبرون الحدود، ولو كانت كذلك لاستجاب الجانب العراقى الى الدعوات السورية المتكررة للتشاور ووضع خطط للعمل المشترك.
تؤكد الوقائع أن واشنطن تريد اتهام سوريا دون التحقق من مصداقية مثل هذه الاتهامات. فالضغط على سوريا غايته ارباك دمشق وتحويل الأنظار عن المخططات التى باتت قيد التنفيذ والتى تهدف أساساً الى تجزئة العراق الى دويلات وكيانات عرقية وطائفية.
فى الوقت الذى يجرى فيه الحديث عن مأزق أمريكى فى العراق وعن انسحاب للقوات الأمريكية بات وشيكاً، مرفوقة بتصريحات متناقضة تصدر عن مسؤولين أمريكيين فى مناصب عليا، تعمل واشنطن بجد على إنهاء المشهد الختامى لمسرحية تحرير العراق ومقاومة الارهاب متوجة المشهد باعلان الدستور الذى سيقود فى النهاية الى خلق كيانات فيدرالية طائفية وعرقية.
العرض المسرحى القادم سيكون فى سوريا حيث تكمل أمريكا المهمة التى بدأتها فرنسا وبريطانيا فى الماضى لزرع كيانات طائفية هناك. بسقوط دمشق "لا سمح الله" سيسدل الستار على ألف عام من الصراع ويدفن معه توق العرب الى تحقيق حلمهم القومي.
واشنطن تستخدم الخدعة فى تنفيذ مخططاتها بإتقان وإحكام، ولكن، كلنا أمل فى أن لا تنطلى خدعتهم هذه على صناع القرار فى دمشق. فسوريا لن يحميها اليوم مما يبيّت لها سوى مصالحة وطنية تفوت الفرصة على المتآمرين.