منصور بالله
15-08-2005, 01:06 PM
يا عراق ... يا صدام ... الويل لأمة خذلتكم
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
علق كوفى عنان على الانقلاب العسكرى الذى وقع فى موريتانيا قائلاً أنه لا يقبل الإطاحة بالأنظمة الشرعية عن طريق الانقلابات العسكرية ، وتناسى وهو يتحدث أنه وافق على ما هو أشد من ذلك فى العراق .. لقد وافق على احتلال وتدمير العراق وتغيير حاكمه الشرعى بالقوة القهرية !!
إن تغيير الأنظمة لصالح الشعوب أخف وطأة من تغييرها بواسطة الحروب الهمجية التى تقودها أمريكا ، وعلى الأقل فإن الانقلابات العسكرية كثيرا ما تحدث بأصابع محلية وفكر محلى يهدف إلى إسقاط الطغاه وتنحية العملاء واستبدال القفازات القذرة بأيادى نظيفة وطاهرة .
إن الحروب الأمريكية لا تأتى إلا بالخونه ، وفى حروبها الأخيرة على عالمنا العربى والإسلامى استبدلت الملا عمر بكرزاى ، واستبدلت صدام حسين بطالبانى ، واستبدلت ياسر عرفات بأبو مازن .
واليوم يعيش العراق شعبًا وحاكمًا ـ وأقصد بالحاكم هنا المجاهد صدام حسين لأنه الحاكم الشرعى للبلاد ـ يعيشون فترة حالكة السواد ، ولا أحد من دول الجوار أو من الحكام العرب حاول نجدة وإنقاذ هذا البلد العظيم الذى فاض خيره على الجميع .. كل الحكام العرب تركوا العراق فريسة لأمريكا واستبعدوا أى حل عربى أو إسلامى للمشكلة العراقية وجعلوا كل الحلول فى يد أمريكا ، وأمريكا لا تخلق الحلول وإنما تصنع المشاكل .
إن الذى يهدم لا يمكنه أن يبنى والذى يقتل لا يصلح لأن يكون مصلحًا يجرى الخير على يديه ، والمشكلة العراقية ليست مستعصية على الحل العربى إلا بالقدر الذى تصوره لنا أمريكا وتعمل على ترويجه .. المشكلة العراقية بالتأكيد لها حل عربى وإسلامى ، لكن أحدًا من الحكام العرب لا يجرؤ على طرحه ومناقشته وفرضه على الساحة الدولية خوفا من أن يصبح متحديًا لبوش وأمريكا .
إن ما يحدث للمواطن العراقى هذه الأيام يعد واقعًا مؤلمًا يتحمل وزره كل الحكام العرب ممن تواطئوا منذ البداية مع أمريكا واكتفوا اليوم بالفرجة على ما يحدث من جرائم لشعب العراق الشقيق !!
ومشكلة الفراغ الأمنى الذى يتحجج به مبارك وأمثاله فى حالة انسحاب أمريكا من العراق هو حجة باطلة وتفكير ساقط لأن العنف مرتبط بالاحتلال والخونه فى العراق قلة لا يمكنهم العمل إلا فى ظل الوجود الأمريكى .. الفراغ الأمنى هو فراغ وهمى يروج له عملاء أمريكا فى الداخل والخارج ، لأنه لا يضمن للعملاء البقاء فى مناصبهم ولن يحقق لهم الأمن الشخصى الذى يوفره لهم الاحتلال .
والانتهاكات التى تحدث فى العراق يوميًا انتهاكات خطيرة لا تحترم آدمية البشر ولا حقوق الشعوب الآمنة التى تم الاعتداء عليها ، والغرب الملحد لا يبحث إلا عن حقوقه ويتجاهل عن عمد حقوق الآخرين ... وحق الأسير مكفول فى الإسلام بينما الغرب العلمانى وعلى رأسه أمريكا لا يعرف أى حق للأسير العربى المسلم .. كل الحقوق لهم دون غيرهم !!
لقد أهين المواطن العراقى فى عقر داره واقتيد وسط زوجته وأولاده من بيته وهو مكبل اليدان وعلى رأسه كيس من البلاستيك الأسود ليوضع فى سجون يقوم على حراستها كلاب يدعوا التحضر وهم أحط ما عرفت البشرية .. هذا الأسير العراقى لا يُعد فى العرف الدولى أسيرًا لكونه لم يؤسر فى ميدان المعارك لكن أمريكا وبريطانيا عاملوه كأسوأ ما تكون المعاملة وأهانوه فى كرامته من قبل أن يهينوه فى جسده ، ولقد شاهد العالم كله فضائح أمريكا وبريطانيا فى هذا الخصوص ، لكن أحدًا لم يتحرك ... يتحرك الغرب وينتفض عندما تنفجر حافلة أو سيارة وكأنهم وضعوا معايير التجريم والتحريم لتنطبق علينا ، بينما تظل أفعالهم الوضيعة والخسيسة بعيدة عن المحاسبة والمساءلة أو حتى التغطية الإعلامية المنصفة والمحايدة .
ولأن حكامنا صمتوا على ما يحدث فى العراق وعلى كل الجرائم الأمريكية والبريطانية التى مورست ضد المواطن العراقى ولم يطالب أى منهم قوات الاحتلال باحترام حقوق المواطنين العراقيين بدافع من الرجولة والنخوة والإنسانية إن لم يكن بدافع المسئولية الملقاه على عاتقهم بصفتهم حكامًا لهذه الأمة المنكوبة بقيادتهم ، فالمواطن العراقى بعد الاعتداء الإجرامى على بلاده لم تعد لديه حكومة تدافع عنه ولم يعد لديه حاكمًا بعد أن وقع قائده فى الأسر ، وبناءً على ذلك فإن مسئولية حماية المواطن العراقى من المفترض أن تنتقل تلقائيًا دون مواربة أو تملص أو هروب من المسئولية لتصبح احدى المهام الأساسية للحكام العرب ، وإن لم يحدث ذلك فمن غيرهم سيضطلع بتحمل هذه المسئولية التى بموجبها يتم حماية هذا الشعب النبيل .. لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا منظمات حقوق الإنسان ولا أحدًا على وجه الأرض يستطيع ملئ هذا الفراغ الذى أحل بالعراق شعبًا ووطنـًا غير ولاة أمور الأمة سواء كانوا شرعيين أو غير شرعيين ، لأن المصاب مصابنا والفواجع تخصنا والمواطن الذى يهان هو المواطن العربى المسلم .
لماذا لم نسمع من أى من الحكام العرب كلمة واحدة فى هذا الخصوص ؟!!
لماذا لم نرى موقفـًا موحدًا يطالب بالمحافظة على شرف المواطن العراقى ؟!!
أين صوت الأزهر وأين المؤتمر الإسلامى وأين منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية ؟!!
أى مهزلة تلك وفى أى عرف يحدث ذلك ؟!!
إن للإذلال علم يملك مفاتيحه الأندال ممن لا يؤمنوا بشرع ولا دين
وإننى لأعجب ... إن كان هذا أمر اليهود والنصارى لمصالح يبغونها ولحقد أسود على الإسلام يسكن صدورهم فما الذى يجبر حكام المسلمين على قبول الضيم ؟!!
من الحكام العرب من كان ينحنى عند مصافحة صدام ويبالغ فى الانحناء ، ومنهم من كان يظل واقفا لا يجلس إلا بعد أن يجلس هذا الحاكم العظيم .
وجريمة صدام حسين التى لن يغفرها له الغرب أنه تمكن من تجاوز كل الخطوط الحمراء التى وضعها الغرب لحكام المنطقة ، فقد سعى جاهدًا لإمتلاك القوة التى تحمى بلاده بقدر ما سعى لحماية موارد العراق وتأمين ثرواته النفطية ، وساعد المقاومين الفلسطينيين جهارًا نهارًا ، وأمدهم بما لم يمدهم به كل حكام العرب مجتمعون ، ووصلت صواريخه إلى قلب تل أبيب ، وقاد حملة الإيمان وسط شعبه ، وأغلق محلات الملاهى والخمور .. كان لديه نخوه ورجوله ومزايا عديدة لا تتوافر فى الأخرين ولا يعرفها التابعين للظل الأمريكى ... صدام حسين نبت كالزهرة الشماء فى طين العروبة اللازج عاش يعشق الفروسية لا الغوانى والساقطات ، وختم حياته كأفضل ما تكون الخاتمة مجاهدًا فى سبيل الله وفى صون مقدسات الوطن وترابه .. لم يهرب مثلما هرب جابر الكويت ، ولم يخون مثلما خان حكام السعودية ومصر والأردن ودول الخليج .... بإختصار لم يسجد لأمريكا مثلما سجد الجميع .. أبقى أولاده فى العراق رغم إدراكه لحتمية الحرب الغير أخلاقية وأبقاهم بعد الاحتلال رغم علمه بالمصير الذى سيواجهوه على يد أجارم العالم وشواذه ..
واليوم لم ينظر أى من الحكام العرب لأسرة الرئيس ولم يبدوا أى نخوة أو رجولة تجاه أى من أفراد أسرته .
العادات العربية والتعاليم الإسلامية كانت تحتم عليهم غير ذلك لكن الواقع أثبت أن الحاكم الذى لا يستطيع حماية نفسه أو بلده لا يمكنه حماية غيره .. إن مبارك يطلب الحماية من أمريكا مثلما يطلبها الآخرون فكيف يضفى حمايته على من غضبت عليه أمريكا ؟!!
الغرب يطلق كلابه علينا فنضحك لها ، ويغسل عقولنا بإعلامه القذر فنصدقه ونساعده بإعلامنا على تحقيق مآربه ، فإن رضى بوش عن كلب رضينا عنه ، وإن غضب على أسد أوثقناه بحبال الندالة والعار وأمكنا منه الأعداء !!
عزاء صدام يقوم على ركائز عديدة تشرح صدره وتهبه الأمل .. عزاء صدام يراه في المقاومة العراقية الفريدة التى لم تجعل المحتل يرتاح غمضة عين على أرض الرافدين ... مقاومة شرسة تحدت دول الجوار وحكام العار ونالت من كبرياء العدو وكرامته ومرغت أنف أمريكا فى الوحل ، فأى هدية يمكن أن تقدم لقائد عظيم أعظم من تلك الهدية ؟؟
يقود صدام معاركه فيطيب خاطره وتهدأ نفسه .. يقود عمليات المقاومة بما قدمه لها من قبل ، فهؤلاء هم جنود الإسلام وجنود صدام وجنود الخير والحق مهما تعددت روافد المقاومة فإن الهدف واحد والطريق واحد والغاية واحدة .
لا يضر الفارس بقدر ما يضره تقاعس أهله ، وما زرع فى الأمة هو الباقى فكل شخص مهما بلغ قدره يمضى إلى زوال وتبقى مآثره وتربيته وتوجيهاته ، وهذا هو المهم والأهم ... يموت الخونه وتموت شعوبهم معهم ، ويموت النبيل وتعيش أمته من بعده ... إن أكثر الأسلحة خسة التى استخدمت ضد صدام كانت حرب الاشاعات والكذب والبهتان ، والحر يُـقتل بغير سلاح ويموت وهو على قيد الحياة إذا ما طعن فى شرفه وشوه الأندال تاريخه وألصقوا به من الجرائم ما لم يكن فيه ، ولقد تعرض صدام لأكبر حملة تشويه وتزييف عرفها العالم من أجل تكسير عظام الاسطورة وفك الارتباط الجماهيرى معها ، وقد شاركت كل وسائل الإعلام العربية فى ذلك توددًا للكلب الأمريكى الذى يبول على شرفهم ويستبيح أعراضهم .
الرئيس المجاهد صدام حسين سيظل الرئيس الشرعى للعراق رغم أنف مبارك وأعوانه ، وذلك إلى أن يعلن الشعب العراقى موقفه فى ظل ظروف طبيعية تقرها القوانين والدساتير الدولية .. أقول ذلك حتى لو خرس العالم كله وجبن حكامه عن النطق بذلك ، وإنه لمن دواعى السخرية والعجب أن يصبح جلال طلبانى حاكمًا للعراق ليس لكونه غير عربي فحسب وإنما لكونه شخص أفنى عمره فى معاداة العراق والكيد له ومحاربته فكيف يكون حاكمًا له ؟!!
لقد ظلت مدافعه مصوبة دومًا إلى بغداد ، وظلت عصابته الإجرامية تحارب الدولة الأم لسنوات عديدة رغبة فى الانفصال وتفتيت البلاد ..
كيف يصبح حاكمًا للبلاد من كان عدوًا لها ؟!!
إنها سخرية ما بعدها سخرية وانتقاص من كرامة دولة ظلت أبد الدهر ملئ السمع والبصر !!
وفى الحرب الأخيرة ناصر جلال طلبانى الأعداء وفتح لهم الأرض والسماء ومكنهم من تدمير وطن فاض خيره عليه وعلى ذويه .. هذا الصعلوك الأجير ليس مسلمًا مثلما يتصور البعض ، فقد خرج عن الملة من يوم أن قال "لقد آن الآوان لأن نلقى بالورق الأصفر ـ قاصدًا القرآن ـ فى وجه محمد الذى أتى به على ظهر جمل أجرب" .... إنه بهذا القول كفر بالرسول والرسالة ونطق بما لم ينطق به الكافر .
كيف يصبح حاكمًا للعراق هذا الشخص الوقح الوضيع الذى يحمل وجهه كل الملامح الكريهة المقززة وكأن تقاسيم وجهه رسمتها طبيعته الخسيسة وأخلاقه الوضيعة التى قدمت الدين والوطن قربانـًا للشيطان الأمريكى الذى يكرم أعوانه على قدر خيانتهم ويرفعهم على قدر وضاعتهم .
وكل ما يحدث الآن على أرض العراق الشقيق ـ إذا استثنينا المقاومة ـ نراه يحمل الكثير من السخرية والعجب ما بين شرطة عراقية تأتمر بأوامر أمريكية وتتسلح بأسلحة الأعداء وتتحرك بأوامرهم وتقاتل بقايا شعب مزقته صواريخ الأعداء ، وما بين جيش عميل يحمى بصدره الخالى من الأمانة والشرف قوات احتلال غادرة جففت الضرع وأحرقت الزرع وهدمت المساجد وقتلت الأبرياء ... فأصبحت خسائر العراقيين ما بين مقاوم وعميل تفوق خسائر قوات الاحتلال ، وأصبح العراق كل يوم يأكل بعضه بعضًا كالنار التى تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله .
والعراق اليوم بصموده الأسطورى انضم عن جدارة واستحقاق إلى قائمة الشرف الإسلامى الذى يزهو سلاحها الأبى فى كل من العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان ، ولقد استطاع العراق العظيم الصمود طويلاً أمام مؤامرات أمريكا فتحمل سفالات الكويت ومؤامرات شيوخها وتحمل حصار أمريكا وتواصل عدوانها وتحمل غدر دول الجوار وعلى رأسهم دولة ظالم الحرمين وتحمل غدر مبارك والملك حسين ، واستطاع المجاهد صدام حسين جمع كل الشرفاء من حوله فلم يخونه قائد ولم يخدعه مستشار ولم يغدر به وزير ... كل الأسماء التى طبعتها أمريكا على أوراق الكوتشينه العراقية كانت لعظماء ضربوا أروع أمثلة الوفاء ـ مات منهم من مات واستشهد من استشهد وأسر من أسر وبقيت آثارهم واضحة فى مقاومة عملاقة يتعجب لها العالم كله من أقصاه إلى أدناه .
ويكفى أن أندال العالم كله يُخدمون الآن على أمريكا فى حربها على العراق دون تحقيق أى نفع أو جدوى ... مجلس الأمن ـ مجلس التعاون الخليجى ـ جامعة الدول العربية ـ الاتحاد الأوروبى ـ الأساقفه والشيوخ ـ الملاحده واليهود وعملاء الداخل والخارج حتى المرتزقه جلبتهم أمريكا من كل حدب وصوب ليقاتلوا ضمن صفوف قواتها فى العراق ... عجزوا عن تركيع الشعب العراقى العظيم وإخماد مقاومته التى لم يعرف لها التاريخ مثيلاً .
إن صدام حسين تبدو ملامح قيادته للعيان لا ريب فيها ولا شك ، وهى دون شك أفضل وأعظم من قيادة بوش للحرب على الرغم من أنه يعيش طليق ويتنقل بين عواصم العالم يستجدى المساعدة والمؤازرة دون فائدة ، وهذا ما دفع البنتاجون لفتح قنوات للحوار مع صدام حسين عرضوا عليه من خلالها تأمين حياته وحياة أسرته وتوفير كل ما يطلبه من مقر آمن وحياة رغدة مقابل إخماد المقاومة التى تزداد حدتها كل يوم فى العراق ... هذا العرض الساذج أرادت أمريكا من خلاله الخروج من المأزق العراقى ووضع حدًا لخسائرها التى تتزايد مع كل يوم هناك .
لقد أصبحت أمريكا بفعل المقاومة العراقية أضحوكة العالم وسخريته حتى ولو لم يصرح أحد بذلك ، وعلى المرء الحر أن يتساءل : ماذا لو لم تقدم كل هذه المساعدات العراقية والعربية والعالمية لأمريكا فى حربها على العراق ... عملاء بالداخل والخارج وبترول بالمجان من السعودية ودول الخليج ومرور أسلحة ومعدات قتالية وذخائر من قناة السويس واجتماعات لدول الجوار وقرارات من مجلس الأمن ودعم أوروبى غير منظور يتمثل فى معالجة الجرحى الأمريكيين وتدريب لقوات الجيش والشرطة العراقيين ... العالم كله يُخدم على أمريكا ، وأمريكا كالطفل البليد الذى أدمن الفشل والرسوب ، وهذه هى عقدة أمريكا الحقيقية فى العراق .. العالم كله يمضى خلف أمريكا حسبما تريد وأمريكا لا تحقق شيئـًا إلى أن دفعها الجنون إلى تمزيق المصاحف والتبول عليها وركلها بالأقدام ووضعها فى دورات المياه ، وكل ذلك لم يذهب غيظ قلبها كما لم يحرك ساكنـًا لدى خادم الحرمين الذى قابل ربه وترك حسنى مبارك وحيدًا وسط الأمواج الأمريكية !!
ومهما تكن الأحداث فإن الشئ الذى يؤكد نفسه ان الحاضر إذا نال من قدر الشرفاء فإن التاريخ لا يغبن حق العظماء لأنه لا يعرف الزيف أو النفاق لكونه متحررًا من ضغوط الحاضر الذى تتزاحم فيه مواكب التملق والنفاق وتصول فيه أقلام الغدر والخيانة وتعلو فيه نبرة الكذب والرياء ...
عند كتابة التاريخ يذهب كل عبث هباء ليقول الحق كلمته ، وعندما يحدث ذلك هل يتساوى صدام حسين مع جابر الكويت أو يتساوى أسامه بن لادن مع ظالم الحرمين ... يقول تعالى : (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض )) .
ألا يكفى صدام حسين شرفـًا وفخرًا أنه لا يوجد حاكم عربى قتل من الأمريكان قدر ما قتل ؟!!
ألا يكفيه دخوله ضمن موسوعة جينز فى قدرته على التحدى والصمود لعقود من الزمن ؟!!
ألم يحصد من كلاب أمريكا المئات والآلاف ؟!!
أفهم ويفهم غيرى السبب وراء رمى وسائل إعلامنا لصدام بكل عيب ونقيصة ، فهذا هو الوضع الطبيعى لإعلام يشرف عليه عملاء حددوا مواقفهم قبل المعارك واختاروا أماكنهم ضمن صفوف الخونه ، وقد أدركوا جيدًا أن عليهم تبرير مواقفهم من أجل تمرير جرائمهم ، فإن صمتوا عن التحدث فسوف يلامون ، وإن قالوا خيرًا فى صدام طالبهم الشعب بمساندته ومؤازرته ، فلا خيار إذاً ولا بديل إلا فى رمى صدام بكل عيب وخطيئة من أجل خلق المبررات الكاذبة التى تبرر مواقفهم الوضيعة .
فى الأحياء الشعبية التى يقطنها الفقراء البسطاء كثيرًا ما يظهر على السطح قطاع طرق ولصوص يسلبوا الناس حقوقهم ويجبرونهم على العيش وفق قوانينهم ، فإذا عاد الطفل المسكين مضروبًا من أحد أبناء الأجارم زاده الوالد الضعيف ضربًا وعقابًا وحمله مسئولية ما حدث مدعيًا عليه ما لم يفعله قائلاً له : أنت السبب فى كل شئ فيقسم الإبن وهو يبكى أنه لم يخطئ ولم يفعل شيئـًا ... ويصدقه الوالد فى قرارة نفسه لكنه يرفض إنصافه بسبب ضعفه وقلة حيلته .
يعلم الحكام العرب مدى شرعية صدام حسين ومدى شرعية المقاومة ، لكنهم لا يقووا على قول الحق أو الوقوف فى وجه البلطجى الأمريكى فيرموا صدام بكل عيب ونقيصه ويقذفوه بالباطل من كل جانب ويحملوه ظلمًا وبهتانـًا أسباب ما حدث للعراق !!
حتى حروبه التى خاضها ضد إيران والتى قامت بتشجيع ومساعدة منهم جعلوها دليل إدانة له ولنظامه ..
ومساعدته لأبطال المقاومة الباسلة فى فلسطين جعلوها دليل إدانة وتشجيع للإرهابيين وصرف أموال العراقين فى غير مواضعها ..
لم يحاسبوا من أنفق أموال شعبه على الغوانى والساقطات واعتلاء ظهور الغلمان وحاسبوا صدام على انفاق الأموال على الضحايا والمساكين !!
لم يحاسبوا من بلغ عدد الراقصات فى دولته 22 ألف راقصة وحاسبوا صدام على رعايته لـ 22 ألف عالم !!
لم يحاسبوا من يرعى فى بلاده الشذوذ والشواذ وحاسبوا صدام على "حملة الإيمان" التى قفل من خلالها كل أماكن البغى واللهو والقمار !!
إنه قانون الأحياء الشعبية التى يتحكم فى مقدراتها البلطجى الأمريكى .
حتى المروءة التى اشتهر بها العرب... لم يعد لها مكان فى حياة الحكام ، وهاهى الكويت التى جلبت الخراب للأمة العربية والإسلامية يكرم شيوخها نانسى عجرم ولا يكرموا أبطال الإسلام !!
كل حكام العرب تركوا صدام ولم يفعلوا شئ من أجل إجبار المجتمع الدولى على التحرك من أجل إنصافه وإنقاذه ... لا حاكم عربى اليوم ينطق بكلمة حق فى حق صدام .. كلهم خرسوا وجبنوا وتركوا الفارس وحيدًا !!
إن صدام حسين يمثل الشرف العربى ، وتركه لم يقلل من شأنه شأن ما قلل من شأن حكامنا حكام العار ... لم يصمت العالم عن الحق مثلما هو صامت الآن ، ولصدام ألف فضل وفضل على كل حاكم عربى يعيش اليوم خانعًا وجبان .
كان بإمكان المجموعة العربية فى مجلس الأمن إثارة محنة القائد والزعيم وتحريك العالم ضد مظالم أمريكا .. كان بإمكانهم الدفاع عن صدام حتى لو لم يكن أهلا لذلك فما بالنا وهو الأحق منهم بكل خير ..
هل هذا جزاء من أمم بترول بلاده وصان ثروات شعبه ؟!!
هل هذا جزاء من أعد للكفار ما استطاع من قوة ولم يحنى الجبين إلا لله ؟!!
لماذا لا تحدثونا عن حملته الإيمانية وتحدثونا عن مقابره الجماعية ؟!!
عندما سئل الصحاف بعد سقوط بغداد عن حقيقة إيمان صدام حسين قال وهو يجلس أمام كاميرات قناة أبو ظبى : ( أشهد الله انه كان مؤمنـًا ومتدينـًا حتى من قبل أن يتولى الرئاسة ) وتلك شهادة كانت بعيدة عن النفاق والتملق بعد أن تفرق الرفاق وأصبح كل منهم فى واد .
لك الله يا صدام حسين ويا شعب العراق المكافح ، والويل كل الويل لأمة خذلتكم .
منقول بتصرف
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
علق كوفى عنان على الانقلاب العسكرى الذى وقع فى موريتانيا قائلاً أنه لا يقبل الإطاحة بالأنظمة الشرعية عن طريق الانقلابات العسكرية ، وتناسى وهو يتحدث أنه وافق على ما هو أشد من ذلك فى العراق .. لقد وافق على احتلال وتدمير العراق وتغيير حاكمه الشرعى بالقوة القهرية !!
إن تغيير الأنظمة لصالح الشعوب أخف وطأة من تغييرها بواسطة الحروب الهمجية التى تقودها أمريكا ، وعلى الأقل فإن الانقلابات العسكرية كثيرا ما تحدث بأصابع محلية وفكر محلى يهدف إلى إسقاط الطغاه وتنحية العملاء واستبدال القفازات القذرة بأيادى نظيفة وطاهرة .
إن الحروب الأمريكية لا تأتى إلا بالخونه ، وفى حروبها الأخيرة على عالمنا العربى والإسلامى استبدلت الملا عمر بكرزاى ، واستبدلت صدام حسين بطالبانى ، واستبدلت ياسر عرفات بأبو مازن .
واليوم يعيش العراق شعبًا وحاكمًا ـ وأقصد بالحاكم هنا المجاهد صدام حسين لأنه الحاكم الشرعى للبلاد ـ يعيشون فترة حالكة السواد ، ولا أحد من دول الجوار أو من الحكام العرب حاول نجدة وإنقاذ هذا البلد العظيم الذى فاض خيره على الجميع .. كل الحكام العرب تركوا العراق فريسة لأمريكا واستبعدوا أى حل عربى أو إسلامى للمشكلة العراقية وجعلوا كل الحلول فى يد أمريكا ، وأمريكا لا تخلق الحلول وإنما تصنع المشاكل .
إن الذى يهدم لا يمكنه أن يبنى والذى يقتل لا يصلح لأن يكون مصلحًا يجرى الخير على يديه ، والمشكلة العراقية ليست مستعصية على الحل العربى إلا بالقدر الذى تصوره لنا أمريكا وتعمل على ترويجه .. المشكلة العراقية بالتأكيد لها حل عربى وإسلامى ، لكن أحدًا من الحكام العرب لا يجرؤ على طرحه ومناقشته وفرضه على الساحة الدولية خوفا من أن يصبح متحديًا لبوش وأمريكا .
إن ما يحدث للمواطن العراقى هذه الأيام يعد واقعًا مؤلمًا يتحمل وزره كل الحكام العرب ممن تواطئوا منذ البداية مع أمريكا واكتفوا اليوم بالفرجة على ما يحدث من جرائم لشعب العراق الشقيق !!
ومشكلة الفراغ الأمنى الذى يتحجج به مبارك وأمثاله فى حالة انسحاب أمريكا من العراق هو حجة باطلة وتفكير ساقط لأن العنف مرتبط بالاحتلال والخونه فى العراق قلة لا يمكنهم العمل إلا فى ظل الوجود الأمريكى .. الفراغ الأمنى هو فراغ وهمى يروج له عملاء أمريكا فى الداخل والخارج ، لأنه لا يضمن للعملاء البقاء فى مناصبهم ولن يحقق لهم الأمن الشخصى الذى يوفره لهم الاحتلال .
والانتهاكات التى تحدث فى العراق يوميًا انتهاكات خطيرة لا تحترم آدمية البشر ولا حقوق الشعوب الآمنة التى تم الاعتداء عليها ، والغرب الملحد لا يبحث إلا عن حقوقه ويتجاهل عن عمد حقوق الآخرين ... وحق الأسير مكفول فى الإسلام بينما الغرب العلمانى وعلى رأسه أمريكا لا يعرف أى حق للأسير العربى المسلم .. كل الحقوق لهم دون غيرهم !!
لقد أهين المواطن العراقى فى عقر داره واقتيد وسط زوجته وأولاده من بيته وهو مكبل اليدان وعلى رأسه كيس من البلاستيك الأسود ليوضع فى سجون يقوم على حراستها كلاب يدعوا التحضر وهم أحط ما عرفت البشرية .. هذا الأسير العراقى لا يُعد فى العرف الدولى أسيرًا لكونه لم يؤسر فى ميدان المعارك لكن أمريكا وبريطانيا عاملوه كأسوأ ما تكون المعاملة وأهانوه فى كرامته من قبل أن يهينوه فى جسده ، ولقد شاهد العالم كله فضائح أمريكا وبريطانيا فى هذا الخصوص ، لكن أحدًا لم يتحرك ... يتحرك الغرب وينتفض عندما تنفجر حافلة أو سيارة وكأنهم وضعوا معايير التجريم والتحريم لتنطبق علينا ، بينما تظل أفعالهم الوضيعة والخسيسة بعيدة عن المحاسبة والمساءلة أو حتى التغطية الإعلامية المنصفة والمحايدة .
ولأن حكامنا صمتوا على ما يحدث فى العراق وعلى كل الجرائم الأمريكية والبريطانية التى مورست ضد المواطن العراقى ولم يطالب أى منهم قوات الاحتلال باحترام حقوق المواطنين العراقيين بدافع من الرجولة والنخوة والإنسانية إن لم يكن بدافع المسئولية الملقاه على عاتقهم بصفتهم حكامًا لهذه الأمة المنكوبة بقيادتهم ، فالمواطن العراقى بعد الاعتداء الإجرامى على بلاده لم تعد لديه حكومة تدافع عنه ولم يعد لديه حاكمًا بعد أن وقع قائده فى الأسر ، وبناءً على ذلك فإن مسئولية حماية المواطن العراقى من المفترض أن تنتقل تلقائيًا دون مواربة أو تملص أو هروب من المسئولية لتصبح احدى المهام الأساسية للحكام العرب ، وإن لم يحدث ذلك فمن غيرهم سيضطلع بتحمل هذه المسئولية التى بموجبها يتم حماية هذا الشعب النبيل .. لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا منظمات حقوق الإنسان ولا أحدًا على وجه الأرض يستطيع ملئ هذا الفراغ الذى أحل بالعراق شعبًا ووطنـًا غير ولاة أمور الأمة سواء كانوا شرعيين أو غير شرعيين ، لأن المصاب مصابنا والفواجع تخصنا والمواطن الذى يهان هو المواطن العربى المسلم .
لماذا لم نسمع من أى من الحكام العرب كلمة واحدة فى هذا الخصوص ؟!!
لماذا لم نرى موقفـًا موحدًا يطالب بالمحافظة على شرف المواطن العراقى ؟!!
أين صوت الأزهر وأين المؤتمر الإسلامى وأين منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية ؟!!
أى مهزلة تلك وفى أى عرف يحدث ذلك ؟!!
إن للإذلال علم يملك مفاتيحه الأندال ممن لا يؤمنوا بشرع ولا دين
وإننى لأعجب ... إن كان هذا أمر اليهود والنصارى لمصالح يبغونها ولحقد أسود على الإسلام يسكن صدورهم فما الذى يجبر حكام المسلمين على قبول الضيم ؟!!
من الحكام العرب من كان ينحنى عند مصافحة صدام ويبالغ فى الانحناء ، ومنهم من كان يظل واقفا لا يجلس إلا بعد أن يجلس هذا الحاكم العظيم .
وجريمة صدام حسين التى لن يغفرها له الغرب أنه تمكن من تجاوز كل الخطوط الحمراء التى وضعها الغرب لحكام المنطقة ، فقد سعى جاهدًا لإمتلاك القوة التى تحمى بلاده بقدر ما سعى لحماية موارد العراق وتأمين ثرواته النفطية ، وساعد المقاومين الفلسطينيين جهارًا نهارًا ، وأمدهم بما لم يمدهم به كل حكام العرب مجتمعون ، ووصلت صواريخه إلى قلب تل أبيب ، وقاد حملة الإيمان وسط شعبه ، وأغلق محلات الملاهى والخمور .. كان لديه نخوه ورجوله ومزايا عديدة لا تتوافر فى الأخرين ولا يعرفها التابعين للظل الأمريكى ... صدام حسين نبت كالزهرة الشماء فى طين العروبة اللازج عاش يعشق الفروسية لا الغوانى والساقطات ، وختم حياته كأفضل ما تكون الخاتمة مجاهدًا فى سبيل الله وفى صون مقدسات الوطن وترابه .. لم يهرب مثلما هرب جابر الكويت ، ولم يخون مثلما خان حكام السعودية ومصر والأردن ودول الخليج .... بإختصار لم يسجد لأمريكا مثلما سجد الجميع .. أبقى أولاده فى العراق رغم إدراكه لحتمية الحرب الغير أخلاقية وأبقاهم بعد الاحتلال رغم علمه بالمصير الذى سيواجهوه على يد أجارم العالم وشواذه ..
واليوم لم ينظر أى من الحكام العرب لأسرة الرئيس ولم يبدوا أى نخوة أو رجولة تجاه أى من أفراد أسرته .
العادات العربية والتعاليم الإسلامية كانت تحتم عليهم غير ذلك لكن الواقع أثبت أن الحاكم الذى لا يستطيع حماية نفسه أو بلده لا يمكنه حماية غيره .. إن مبارك يطلب الحماية من أمريكا مثلما يطلبها الآخرون فكيف يضفى حمايته على من غضبت عليه أمريكا ؟!!
الغرب يطلق كلابه علينا فنضحك لها ، ويغسل عقولنا بإعلامه القذر فنصدقه ونساعده بإعلامنا على تحقيق مآربه ، فإن رضى بوش عن كلب رضينا عنه ، وإن غضب على أسد أوثقناه بحبال الندالة والعار وأمكنا منه الأعداء !!
عزاء صدام يقوم على ركائز عديدة تشرح صدره وتهبه الأمل .. عزاء صدام يراه في المقاومة العراقية الفريدة التى لم تجعل المحتل يرتاح غمضة عين على أرض الرافدين ... مقاومة شرسة تحدت دول الجوار وحكام العار ونالت من كبرياء العدو وكرامته ومرغت أنف أمريكا فى الوحل ، فأى هدية يمكن أن تقدم لقائد عظيم أعظم من تلك الهدية ؟؟
يقود صدام معاركه فيطيب خاطره وتهدأ نفسه .. يقود عمليات المقاومة بما قدمه لها من قبل ، فهؤلاء هم جنود الإسلام وجنود صدام وجنود الخير والحق مهما تعددت روافد المقاومة فإن الهدف واحد والطريق واحد والغاية واحدة .
لا يضر الفارس بقدر ما يضره تقاعس أهله ، وما زرع فى الأمة هو الباقى فكل شخص مهما بلغ قدره يمضى إلى زوال وتبقى مآثره وتربيته وتوجيهاته ، وهذا هو المهم والأهم ... يموت الخونه وتموت شعوبهم معهم ، ويموت النبيل وتعيش أمته من بعده ... إن أكثر الأسلحة خسة التى استخدمت ضد صدام كانت حرب الاشاعات والكذب والبهتان ، والحر يُـقتل بغير سلاح ويموت وهو على قيد الحياة إذا ما طعن فى شرفه وشوه الأندال تاريخه وألصقوا به من الجرائم ما لم يكن فيه ، ولقد تعرض صدام لأكبر حملة تشويه وتزييف عرفها العالم من أجل تكسير عظام الاسطورة وفك الارتباط الجماهيرى معها ، وقد شاركت كل وسائل الإعلام العربية فى ذلك توددًا للكلب الأمريكى الذى يبول على شرفهم ويستبيح أعراضهم .
الرئيس المجاهد صدام حسين سيظل الرئيس الشرعى للعراق رغم أنف مبارك وأعوانه ، وذلك إلى أن يعلن الشعب العراقى موقفه فى ظل ظروف طبيعية تقرها القوانين والدساتير الدولية .. أقول ذلك حتى لو خرس العالم كله وجبن حكامه عن النطق بذلك ، وإنه لمن دواعى السخرية والعجب أن يصبح جلال طلبانى حاكمًا للعراق ليس لكونه غير عربي فحسب وإنما لكونه شخص أفنى عمره فى معاداة العراق والكيد له ومحاربته فكيف يكون حاكمًا له ؟!!
لقد ظلت مدافعه مصوبة دومًا إلى بغداد ، وظلت عصابته الإجرامية تحارب الدولة الأم لسنوات عديدة رغبة فى الانفصال وتفتيت البلاد ..
كيف يصبح حاكمًا للبلاد من كان عدوًا لها ؟!!
إنها سخرية ما بعدها سخرية وانتقاص من كرامة دولة ظلت أبد الدهر ملئ السمع والبصر !!
وفى الحرب الأخيرة ناصر جلال طلبانى الأعداء وفتح لهم الأرض والسماء ومكنهم من تدمير وطن فاض خيره عليه وعلى ذويه .. هذا الصعلوك الأجير ليس مسلمًا مثلما يتصور البعض ، فقد خرج عن الملة من يوم أن قال "لقد آن الآوان لأن نلقى بالورق الأصفر ـ قاصدًا القرآن ـ فى وجه محمد الذى أتى به على ظهر جمل أجرب" .... إنه بهذا القول كفر بالرسول والرسالة ونطق بما لم ينطق به الكافر .
كيف يصبح حاكمًا للعراق هذا الشخص الوقح الوضيع الذى يحمل وجهه كل الملامح الكريهة المقززة وكأن تقاسيم وجهه رسمتها طبيعته الخسيسة وأخلاقه الوضيعة التى قدمت الدين والوطن قربانـًا للشيطان الأمريكى الذى يكرم أعوانه على قدر خيانتهم ويرفعهم على قدر وضاعتهم .
وكل ما يحدث الآن على أرض العراق الشقيق ـ إذا استثنينا المقاومة ـ نراه يحمل الكثير من السخرية والعجب ما بين شرطة عراقية تأتمر بأوامر أمريكية وتتسلح بأسلحة الأعداء وتتحرك بأوامرهم وتقاتل بقايا شعب مزقته صواريخ الأعداء ، وما بين جيش عميل يحمى بصدره الخالى من الأمانة والشرف قوات احتلال غادرة جففت الضرع وأحرقت الزرع وهدمت المساجد وقتلت الأبرياء ... فأصبحت خسائر العراقيين ما بين مقاوم وعميل تفوق خسائر قوات الاحتلال ، وأصبح العراق كل يوم يأكل بعضه بعضًا كالنار التى تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله .
والعراق اليوم بصموده الأسطورى انضم عن جدارة واستحقاق إلى قائمة الشرف الإسلامى الذى يزهو سلاحها الأبى فى كل من العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان ، ولقد استطاع العراق العظيم الصمود طويلاً أمام مؤامرات أمريكا فتحمل سفالات الكويت ومؤامرات شيوخها وتحمل حصار أمريكا وتواصل عدوانها وتحمل غدر دول الجوار وعلى رأسهم دولة ظالم الحرمين وتحمل غدر مبارك والملك حسين ، واستطاع المجاهد صدام حسين جمع كل الشرفاء من حوله فلم يخونه قائد ولم يخدعه مستشار ولم يغدر به وزير ... كل الأسماء التى طبعتها أمريكا على أوراق الكوتشينه العراقية كانت لعظماء ضربوا أروع أمثلة الوفاء ـ مات منهم من مات واستشهد من استشهد وأسر من أسر وبقيت آثارهم واضحة فى مقاومة عملاقة يتعجب لها العالم كله من أقصاه إلى أدناه .
ويكفى أن أندال العالم كله يُخدمون الآن على أمريكا فى حربها على العراق دون تحقيق أى نفع أو جدوى ... مجلس الأمن ـ مجلس التعاون الخليجى ـ جامعة الدول العربية ـ الاتحاد الأوروبى ـ الأساقفه والشيوخ ـ الملاحده واليهود وعملاء الداخل والخارج حتى المرتزقه جلبتهم أمريكا من كل حدب وصوب ليقاتلوا ضمن صفوف قواتها فى العراق ... عجزوا عن تركيع الشعب العراقى العظيم وإخماد مقاومته التى لم يعرف لها التاريخ مثيلاً .
إن صدام حسين تبدو ملامح قيادته للعيان لا ريب فيها ولا شك ، وهى دون شك أفضل وأعظم من قيادة بوش للحرب على الرغم من أنه يعيش طليق ويتنقل بين عواصم العالم يستجدى المساعدة والمؤازرة دون فائدة ، وهذا ما دفع البنتاجون لفتح قنوات للحوار مع صدام حسين عرضوا عليه من خلالها تأمين حياته وحياة أسرته وتوفير كل ما يطلبه من مقر آمن وحياة رغدة مقابل إخماد المقاومة التى تزداد حدتها كل يوم فى العراق ... هذا العرض الساذج أرادت أمريكا من خلاله الخروج من المأزق العراقى ووضع حدًا لخسائرها التى تتزايد مع كل يوم هناك .
لقد أصبحت أمريكا بفعل المقاومة العراقية أضحوكة العالم وسخريته حتى ولو لم يصرح أحد بذلك ، وعلى المرء الحر أن يتساءل : ماذا لو لم تقدم كل هذه المساعدات العراقية والعربية والعالمية لأمريكا فى حربها على العراق ... عملاء بالداخل والخارج وبترول بالمجان من السعودية ودول الخليج ومرور أسلحة ومعدات قتالية وذخائر من قناة السويس واجتماعات لدول الجوار وقرارات من مجلس الأمن ودعم أوروبى غير منظور يتمثل فى معالجة الجرحى الأمريكيين وتدريب لقوات الجيش والشرطة العراقيين ... العالم كله يُخدم على أمريكا ، وأمريكا كالطفل البليد الذى أدمن الفشل والرسوب ، وهذه هى عقدة أمريكا الحقيقية فى العراق .. العالم كله يمضى خلف أمريكا حسبما تريد وأمريكا لا تحقق شيئـًا إلى أن دفعها الجنون إلى تمزيق المصاحف والتبول عليها وركلها بالأقدام ووضعها فى دورات المياه ، وكل ذلك لم يذهب غيظ قلبها كما لم يحرك ساكنـًا لدى خادم الحرمين الذى قابل ربه وترك حسنى مبارك وحيدًا وسط الأمواج الأمريكية !!
ومهما تكن الأحداث فإن الشئ الذى يؤكد نفسه ان الحاضر إذا نال من قدر الشرفاء فإن التاريخ لا يغبن حق العظماء لأنه لا يعرف الزيف أو النفاق لكونه متحررًا من ضغوط الحاضر الذى تتزاحم فيه مواكب التملق والنفاق وتصول فيه أقلام الغدر والخيانة وتعلو فيه نبرة الكذب والرياء ...
عند كتابة التاريخ يذهب كل عبث هباء ليقول الحق كلمته ، وعندما يحدث ذلك هل يتساوى صدام حسين مع جابر الكويت أو يتساوى أسامه بن لادن مع ظالم الحرمين ... يقول تعالى : (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض )) .
ألا يكفى صدام حسين شرفـًا وفخرًا أنه لا يوجد حاكم عربى قتل من الأمريكان قدر ما قتل ؟!!
ألا يكفيه دخوله ضمن موسوعة جينز فى قدرته على التحدى والصمود لعقود من الزمن ؟!!
ألم يحصد من كلاب أمريكا المئات والآلاف ؟!!
أفهم ويفهم غيرى السبب وراء رمى وسائل إعلامنا لصدام بكل عيب ونقيصة ، فهذا هو الوضع الطبيعى لإعلام يشرف عليه عملاء حددوا مواقفهم قبل المعارك واختاروا أماكنهم ضمن صفوف الخونه ، وقد أدركوا جيدًا أن عليهم تبرير مواقفهم من أجل تمرير جرائمهم ، فإن صمتوا عن التحدث فسوف يلامون ، وإن قالوا خيرًا فى صدام طالبهم الشعب بمساندته ومؤازرته ، فلا خيار إذاً ولا بديل إلا فى رمى صدام بكل عيب وخطيئة من أجل خلق المبررات الكاذبة التى تبرر مواقفهم الوضيعة .
فى الأحياء الشعبية التى يقطنها الفقراء البسطاء كثيرًا ما يظهر على السطح قطاع طرق ولصوص يسلبوا الناس حقوقهم ويجبرونهم على العيش وفق قوانينهم ، فإذا عاد الطفل المسكين مضروبًا من أحد أبناء الأجارم زاده الوالد الضعيف ضربًا وعقابًا وحمله مسئولية ما حدث مدعيًا عليه ما لم يفعله قائلاً له : أنت السبب فى كل شئ فيقسم الإبن وهو يبكى أنه لم يخطئ ولم يفعل شيئـًا ... ويصدقه الوالد فى قرارة نفسه لكنه يرفض إنصافه بسبب ضعفه وقلة حيلته .
يعلم الحكام العرب مدى شرعية صدام حسين ومدى شرعية المقاومة ، لكنهم لا يقووا على قول الحق أو الوقوف فى وجه البلطجى الأمريكى فيرموا صدام بكل عيب ونقيصه ويقذفوه بالباطل من كل جانب ويحملوه ظلمًا وبهتانـًا أسباب ما حدث للعراق !!
حتى حروبه التى خاضها ضد إيران والتى قامت بتشجيع ومساعدة منهم جعلوها دليل إدانة له ولنظامه ..
ومساعدته لأبطال المقاومة الباسلة فى فلسطين جعلوها دليل إدانة وتشجيع للإرهابيين وصرف أموال العراقين فى غير مواضعها ..
لم يحاسبوا من أنفق أموال شعبه على الغوانى والساقطات واعتلاء ظهور الغلمان وحاسبوا صدام على انفاق الأموال على الضحايا والمساكين !!
لم يحاسبوا من بلغ عدد الراقصات فى دولته 22 ألف راقصة وحاسبوا صدام على رعايته لـ 22 ألف عالم !!
لم يحاسبوا من يرعى فى بلاده الشذوذ والشواذ وحاسبوا صدام على "حملة الإيمان" التى قفل من خلالها كل أماكن البغى واللهو والقمار !!
إنه قانون الأحياء الشعبية التى يتحكم فى مقدراتها البلطجى الأمريكى .
حتى المروءة التى اشتهر بها العرب... لم يعد لها مكان فى حياة الحكام ، وهاهى الكويت التى جلبت الخراب للأمة العربية والإسلامية يكرم شيوخها نانسى عجرم ولا يكرموا أبطال الإسلام !!
كل حكام العرب تركوا صدام ولم يفعلوا شئ من أجل إجبار المجتمع الدولى على التحرك من أجل إنصافه وإنقاذه ... لا حاكم عربى اليوم ينطق بكلمة حق فى حق صدام .. كلهم خرسوا وجبنوا وتركوا الفارس وحيدًا !!
إن صدام حسين يمثل الشرف العربى ، وتركه لم يقلل من شأنه شأن ما قلل من شأن حكامنا حكام العار ... لم يصمت العالم عن الحق مثلما هو صامت الآن ، ولصدام ألف فضل وفضل على كل حاكم عربى يعيش اليوم خانعًا وجبان .
كان بإمكان المجموعة العربية فى مجلس الأمن إثارة محنة القائد والزعيم وتحريك العالم ضد مظالم أمريكا .. كان بإمكانهم الدفاع عن صدام حتى لو لم يكن أهلا لذلك فما بالنا وهو الأحق منهم بكل خير ..
هل هذا جزاء من أمم بترول بلاده وصان ثروات شعبه ؟!!
هل هذا جزاء من أعد للكفار ما استطاع من قوة ولم يحنى الجبين إلا لله ؟!!
لماذا لا تحدثونا عن حملته الإيمانية وتحدثونا عن مقابره الجماعية ؟!!
عندما سئل الصحاف بعد سقوط بغداد عن حقيقة إيمان صدام حسين قال وهو يجلس أمام كاميرات قناة أبو ظبى : ( أشهد الله انه كان مؤمنـًا ومتدينـًا حتى من قبل أن يتولى الرئاسة ) وتلك شهادة كانت بعيدة عن النفاق والتملق بعد أن تفرق الرفاق وأصبح كل منهم فى واد .
لك الله يا صدام حسين ويا شعب العراق المكافح ، والويل كل الويل لأمة خذلتكم .
منقول بتصرف