الفرقاني
14-08-2005, 04:48 PM
هل يصمد بوش أمام المقاومة العراقية ؟
لواء . طلعت احمد مسلم
لا شك أن معسكر قوات احتلال العراق قد اهتز أخيرا وارتج رجة عنيفة نتيجة للضربات المتلاحقة التي تلقاها، فالقنصلية البريطانية في البصرة قد هوجمت وتعرضت لخسائر ملموسة، وقوات المارينز الأمريكية التي تعتبر نخبة القوات المسلحة الأمريكية قد تعرضت لهجمات قوية وتكبدت خسائر كبيرة بما يوحي بتصاعد المقاومة لا تضاؤلها.
لقد تعرضت قوات المارينز الأمريكية إلى ضربتين متتاليتين في يومين ففي الثاني من أغسطس قتل سبعة أفراد منهم، بينما قتل منهم أربعة عشر جندي في الثالث منه بعد انفجار عبوة ناسفة في عربتهم العسكرية قرب الحديثة غرب بغداد، كما قتل صحفي أمريكي اختطفه مسلحون مجهولون مع مترجمته!
تشير التقارير بأن المقاومة العراقية قد أثبتت كفاءة متطورة في هجماتها الأخيرة ضد المدرعات والطائرات الهليكوبتر واعترف بها بعض القادة الأمريكيين، وحتى إذا كانوا يتحدثون عن أن عدد الهجمات قد انخفض، فهم لم يستطيعوا أن ينكروا التطور الوعي في هذه المقاومة، علما بأننا تعودنا، وتعود العالم معنا على أن الدعاية الأمريكية تعمد إلى إخفاء الحقائق، بل وتضليل العالم وفقا لمصطلح وزير الدفاع الأمريكي نفسه، فعادة ما لا تزيد نسبة المعلن عنه من هجمات المقاومة عن العدد الفعلي عن عشرة بالمائة، وأن الخسائر المعلنة لا تعبر عن أولئك الذين انضموا للقوات الأمريكية أملا في الحصول على الجنسية ولم يحصلوا عليها قبل إصابتهم، كما أننا نعلم أن نسبة كبيرة منن المصابين إصاباتهم خطيرة وعادة ما تترك عاهة، هذا بالإضافة إلى ما يمكن اعتباره عاهة نفسية تصاحب هؤلاء المصابين، وقد برزت صورة بعضهم ممن استضافتهم مقدمة البرامج التليفزيونية الشهيرة " أوبرا ".
لكي نستطيع أن نقدر أهمية التطورات في نوعية الضربات التي توجهها المقاومة لقوات الاحتلال علينا أن نذكر أن القوات الأمريكية بعث بأحدث مدرعاتها إلى العراق لكي توفر أكبر قدر من الحماية لهم من نيران المقاومة، كما أن القوات الأمريكية بالإضافة إلى ذلك تزود مقاتليها بالقميص الواقي من الرصاص والذي يفترض أنه يستطيع أن يتحمل ضغط الرصاصة المنطلقة بسرعة عالية جدا، والتي يفترض أنها أقوى من قوة الانفجار القريب! فإذا حدثت بعد ذلك وبالرغم منه إصابات بشرية في قوات الاحتلال، وفي القوات الأمريكية بالذات، وفي قوات المارينز التي تمثل قوات النخبة في القوات الأمريكية، فإن هذا يعني أن المقاومة العراقية قد استطاعت أن تخترق سياج الحماية الذي أحاطت به قواتها.
كذلك فإن إصابة طائرة مروحية أمريكية ليست أمرا سهلا، حيث هي أولا ليست هدفا سهلا، كذلك فإن الأسلحة المضادة التي تستخدم ضدها تحتاج إلى أفراد مدربين قادرين على استخدام هذه الأسلحة المعقدة، وأن يكونوا قد حصلوا على تدريب كثيف عليها ووصلوا إلى مستوى عال في التدريب. فإذا أضفنا إلى كل ذلك أن قوات الولايات المتحدة تزود طائراتها عموما بما فيها طائرات الهليكوبتر بوسائل لتضليل النيران المعادية بالتأثير على الرادارات بالنسبة للأسلحة الموجهة بالرادار، أو لتضليل المستشعرات الحرارية بالنسبة للأسلحة التي توجه ضد الحرارة المنبعثة من عادم الطائرة، والتي تضلل عن طريق إطلاق مشاعل تتوجه ضدها هذه الأسلحة.
لقد وصل الانقسام إلى داخل المعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة وإلى قلبه، وقد اتضح ذلك بدرجة كبيرة من تصريحات جاك سترو وزير خارجية بريطانيا حينما قال أن استمرار وجود قوات التحالف في العراق يزيد من حجم التمرد المسلح، وهو الوصف الذي يصف به المقاومة العراقية الباسلة، وليس لنا أن نتوقع أن يصفها سترو بأنها المقاومة العراقية، أو مقاومة الاحتلال.
لكن المتمعن في تصريح وزير الخارجية البريطاني يقول بأنه يقصد ضرورة إنهاء الوجود الأجنبي في العراق،وعلينا ألا ننسى تصريحات لفنجستون عمدة لندن التي ربط فيها أحداث لندن باحتلال العراق!
في الجانب الآخر نجد بوش يتعهد بمواصلة القتال في العراق، ورفض الحديث عن انسحاب مبكر ، وبوش في ذلك يخالف أغلبية الأمريكيين الذين عبروا عن آرائهم في استقصاء للرأي نشرته مجلة " فورين أفيرز"حيث قال ثلاثة أرباعهم أن هناك انعدام في الثقة وكراهية للأمريكيين تثيرها السياسة الأمريكية في الدول الإسلامية، وصوت ثلثا المشاركين في الاستطلاع بأن بقية دول العالم لها رأي سلبي في الولايات المتحدة، ولا شك أن الحرب والعدوان على العراق له النصيب الأكبر في هذه النتيجة،وأنه لولا المقاومة العراقية لما كان للعالم أن يرى ذلك.
هكذا فإن وعد بوش بمواصلة القتال ورفضه الحديث عن الانسحاب هو في حقيقته مكابرة ومحاولة لتجاهل حقائق الأمر على الأرض، وابتعاد عن وجهة نظر أقرب حلفائه الذين ساروا خلفه معصوبي العينين لفترة ليست بالقصيرة، بل إن بعضا من حلفائه قد انسحبوا فعلا، وآخرين قرروا أن ينسحبوا في وقت قريب، فهل يبقى بوش في العراق وحيدا بعد أن يهجره حلفاؤه؟ وهل ينجح بوش في التغلب على المقاومة العراقية على نحو ما يتصور؟
لابد من القول بأن بوش يتصور أنه قادر على الخروج من المأزق بتوفير غطاء شرعي للوجود الأمريكي في العراق عن طريق وضع دستور وفق هواه، وأن يجري انتخابات بموجب الدستور تفرز حكومة عميلة توقع معه اتفاقا ببقائه في العراق، في الوقت الذي يحاول فيه إخماد المقاومة العراقية بصور مختلفة.
رغم أني أتصور أني أجيب مقدما بنفي قدرته على إخماد المقاومة وعلى البقاء وحيدا في العراق بدون حلفاء، لكني لا أميل إلى الاطمئنان الكامل، حيث أرى أن تعمل المقاومة العراقية على تعزيز نجاحها بتشديد هجماتها على قواته وعلى المتعاونين معه، وحينئذ يمكن الاطمئنان إلى قرب انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأننا سنستطيع أن نزور العراق قريبا وقد تخلص من عار الوجود الأجنبي وقد استرد حريته واستعاد عروبته، ودوره العربي لصالح أمته!!
لواء . طلعت احمد مسلم
لا شك أن معسكر قوات احتلال العراق قد اهتز أخيرا وارتج رجة عنيفة نتيجة للضربات المتلاحقة التي تلقاها، فالقنصلية البريطانية في البصرة قد هوجمت وتعرضت لخسائر ملموسة، وقوات المارينز الأمريكية التي تعتبر نخبة القوات المسلحة الأمريكية قد تعرضت لهجمات قوية وتكبدت خسائر كبيرة بما يوحي بتصاعد المقاومة لا تضاؤلها.
لقد تعرضت قوات المارينز الأمريكية إلى ضربتين متتاليتين في يومين ففي الثاني من أغسطس قتل سبعة أفراد منهم، بينما قتل منهم أربعة عشر جندي في الثالث منه بعد انفجار عبوة ناسفة في عربتهم العسكرية قرب الحديثة غرب بغداد، كما قتل صحفي أمريكي اختطفه مسلحون مجهولون مع مترجمته!
تشير التقارير بأن المقاومة العراقية قد أثبتت كفاءة متطورة في هجماتها الأخيرة ضد المدرعات والطائرات الهليكوبتر واعترف بها بعض القادة الأمريكيين، وحتى إذا كانوا يتحدثون عن أن عدد الهجمات قد انخفض، فهم لم يستطيعوا أن ينكروا التطور الوعي في هذه المقاومة، علما بأننا تعودنا، وتعود العالم معنا على أن الدعاية الأمريكية تعمد إلى إخفاء الحقائق، بل وتضليل العالم وفقا لمصطلح وزير الدفاع الأمريكي نفسه، فعادة ما لا تزيد نسبة المعلن عنه من هجمات المقاومة عن العدد الفعلي عن عشرة بالمائة، وأن الخسائر المعلنة لا تعبر عن أولئك الذين انضموا للقوات الأمريكية أملا في الحصول على الجنسية ولم يحصلوا عليها قبل إصابتهم، كما أننا نعلم أن نسبة كبيرة منن المصابين إصاباتهم خطيرة وعادة ما تترك عاهة، هذا بالإضافة إلى ما يمكن اعتباره عاهة نفسية تصاحب هؤلاء المصابين، وقد برزت صورة بعضهم ممن استضافتهم مقدمة البرامج التليفزيونية الشهيرة " أوبرا ".
لكي نستطيع أن نقدر أهمية التطورات في نوعية الضربات التي توجهها المقاومة لقوات الاحتلال علينا أن نذكر أن القوات الأمريكية بعث بأحدث مدرعاتها إلى العراق لكي توفر أكبر قدر من الحماية لهم من نيران المقاومة، كما أن القوات الأمريكية بالإضافة إلى ذلك تزود مقاتليها بالقميص الواقي من الرصاص والذي يفترض أنه يستطيع أن يتحمل ضغط الرصاصة المنطلقة بسرعة عالية جدا، والتي يفترض أنها أقوى من قوة الانفجار القريب! فإذا حدثت بعد ذلك وبالرغم منه إصابات بشرية في قوات الاحتلال، وفي القوات الأمريكية بالذات، وفي قوات المارينز التي تمثل قوات النخبة في القوات الأمريكية، فإن هذا يعني أن المقاومة العراقية قد استطاعت أن تخترق سياج الحماية الذي أحاطت به قواتها.
كذلك فإن إصابة طائرة مروحية أمريكية ليست أمرا سهلا، حيث هي أولا ليست هدفا سهلا، كذلك فإن الأسلحة المضادة التي تستخدم ضدها تحتاج إلى أفراد مدربين قادرين على استخدام هذه الأسلحة المعقدة، وأن يكونوا قد حصلوا على تدريب كثيف عليها ووصلوا إلى مستوى عال في التدريب. فإذا أضفنا إلى كل ذلك أن قوات الولايات المتحدة تزود طائراتها عموما بما فيها طائرات الهليكوبتر بوسائل لتضليل النيران المعادية بالتأثير على الرادارات بالنسبة للأسلحة الموجهة بالرادار، أو لتضليل المستشعرات الحرارية بالنسبة للأسلحة التي توجه ضد الحرارة المنبعثة من عادم الطائرة، والتي تضلل عن طريق إطلاق مشاعل تتوجه ضدها هذه الأسلحة.
لقد وصل الانقسام إلى داخل المعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة وإلى قلبه، وقد اتضح ذلك بدرجة كبيرة من تصريحات جاك سترو وزير خارجية بريطانيا حينما قال أن استمرار وجود قوات التحالف في العراق يزيد من حجم التمرد المسلح، وهو الوصف الذي يصف به المقاومة العراقية الباسلة، وليس لنا أن نتوقع أن يصفها سترو بأنها المقاومة العراقية، أو مقاومة الاحتلال.
لكن المتمعن في تصريح وزير الخارجية البريطاني يقول بأنه يقصد ضرورة إنهاء الوجود الأجنبي في العراق،وعلينا ألا ننسى تصريحات لفنجستون عمدة لندن التي ربط فيها أحداث لندن باحتلال العراق!
في الجانب الآخر نجد بوش يتعهد بمواصلة القتال في العراق، ورفض الحديث عن انسحاب مبكر ، وبوش في ذلك يخالف أغلبية الأمريكيين الذين عبروا عن آرائهم في استقصاء للرأي نشرته مجلة " فورين أفيرز"حيث قال ثلاثة أرباعهم أن هناك انعدام في الثقة وكراهية للأمريكيين تثيرها السياسة الأمريكية في الدول الإسلامية، وصوت ثلثا المشاركين في الاستطلاع بأن بقية دول العالم لها رأي سلبي في الولايات المتحدة، ولا شك أن الحرب والعدوان على العراق له النصيب الأكبر في هذه النتيجة،وأنه لولا المقاومة العراقية لما كان للعالم أن يرى ذلك.
هكذا فإن وعد بوش بمواصلة القتال ورفضه الحديث عن الانسحاب هو في حقيقته مكابرة ومحاولة لتجاهل حقائق الأمر على الأرض، وابتعاد عن وجهة نظر أقرب حلفائه الذين ساروا خلفه معصوبي العينين لفترة ليست بالقصيرة، بل إن بعضا من حلفائه قد انسحبوا فعلا، وآخرين قرروا أن ينسحبوا في وقت قريب، فهل يبقى بوش في العراق وحيدا بعد أن يهجره حلفاؤه؟ وهل ينجح بوش في التغلب على المقاومة العراقية على نحو ما يتصور؟
لابد من القول بأن بوش يتصور أنه قادر على الخروج من المأزق بتوفير غطاء شرعي للوجود الأمريكي في العراق عن طريق وضع دستور وفق هواه، وأن يجري انتخابات بموجب الدستور تفرز حكومة عميلة توقع معه اتفاقا ببقائه في العراق، في الوقت الذي يحاول فيه إخماد المقاومة العراقية بصور مختلفة.
رغم أني أتصور أني أجيب مقدما بنفي قدرته على إخماد المقاومة وعلى البقاء وحيدا في العراق بدون حلفاء، لكني لا أميل إلى الاطمئنان الكامل، حيث أرى أن تعمل المقاومة العراقية على تعزيز نجاحها بتشديد هجماتها على قواته وعلى المتعاونين معه، وحينئذ يمكن الاطمئنان إلى قرب انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأننا سنستطيع أن نزور العراق قريبا وقد تخلص من عار الوجود الأجنبي وقد استرد حريته واستعاد عروبته، ودوره العربي لصالح أمته!!