المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق: الحرب أبعد ما تكون عن النهاية



البصري
13-08-2005, 01:09 PM
كتـب "وليم ليند" ؛ وهو محلل استراتيجي أمريكي ؛ في تموز / 2003

تسعة وثلاثون جندياً أميركياً قتلوا في العراق خلال 37 يوماً.. أي الفترة من أول مايو ـ حين أعلن الرئيس الأميركي رسمياً نهاية «الأعمال الرئيسية» للحرب وحتى يوم الجمعة الماضية السادس من يونيو حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية رسمياً هذه الحصيلة من القتلى. ومعنى هذا ان معدل القتل يبلغ أكثر من جندي كل يوم.

هل هذا مؤشر لحركة مقاومة مسلحة تتصاعد ولا تنقص؟ وما هي هوية الحركة؟

يتناول هذا السؤال المحلل الاستراتيجي الأميركي المعروف وليام ليند في مقالة بعنوان «الحرب أبعد ما تكون عن النهاية».

«لا اعتقد ان الحرب في العراق قد انتهت على العكس من ذلك فان الحرب الحقيقية بدأت للتو». هكذا يقول ليند.

بكلمات اخرى فان قوات الحرس الجمهوري العراقي لم تدخل قتالاً ضد القوات الأميركية لا لأنها جبنت وانما ببساطة انصياعاً لأوامر عسكرية عليا كما يتطلب الانضباط.

واذن فان السؤال الذي طرحته «لوموند» وطرحه العالم.. ويطرحه الآن المحلل الاستراتيجي الأميركي هو اين قوات الحرس الجمهوري؟

الشيء المؤكد بالطبع هو ان هذه القوات، اينما تكون في أي مكان في الأراضي العراقية، لا تزال تحتفظ بأسلحتها. والأوامر الصادرة عن الحاكم الأميركي بول بريمر بتسريح الجيش العراقي المصحوبة بنداء إلى كل العراقيين ـ عسكريين ومدنيين معا بتسليم ما لديهم من أسلحة تظل نداءات نظرية.

ويبقى ان نعرف ما اذا كانت السلطة الاحتلالية على استعداد لاصدار اوامر لاحقة إلى القوات الأميركية بالدخول في معارك من اجل نزع أسلحة العراقيين بالقوة.


ان المشهد الواقعي المتحرك يعطي صورة مناقضة. فلا يمر يوم دون ان يقع هجوم مسلح على قوة أميركية في بغداد أو الفلوجة أو تكريت أو غيرها.

ان الهجمات العراقية اليومية بالسلاح على قوات اميركية هنا أو هناك لا توحي إلا ببداية حرب عصابات متصاعدة. والاستنتاج هو ان قوات الحرس الجمهوري ومن ورائها التنظيمات الفرعية وفي مقدمتها «فدائيو صدام» اخذت تنشط سرا من تحت الارض.. بحيث يمثل النظام البنية التحتية للمقاومة المسلحة.

ونلاحظ ان القادة العسكريين الأميركيين انفسهم يتحدثون علنا عن «فلول قوات صدام» واعتبارهم مسؤولين عن الهجمات التي تحدث على نحو يومي. وبالطبع يقول الجنرالات الأميركيون أيضاً انهم قادرون على القضاء على هذه «الفلول» طال الزمن أم قصر.

ولكن ماذا لو كان الزمن في صالح هذه «الفلول»؟.. هكذا تساءل وليام ليند المحلل الاستراتيجي الأميركي.

ان الاوضاع المتردية في العراق ومناخ البؤس العام السائد الناتج عن فشل السلطة الاحتلالية في التصدي لأي حد أدنى من مشاكل الحياة اليومية التي يتعرض لها العراقيون يهييء بلا شك بيئة سياسية واجتماعية لصالح المقاومة وتطورها.. وتعاون الفئات الشعبية المختلفة معها.

واذا سارت الأمور على هذا المنوال فان معنى ذلك ان سلطة الاحتلال باتت موعودة بحرب عصابات واسعة النطاق على غرار النموذج الفيتنامي. ومعلوم ان مثل هذه الحروب لا تجدي في مواجهتها طائرات مقاتلة أو دبابات لأنها حرب المباغتات في الشوارع والأزقة.

في حرب فيتنام بدأ التدخل العسكري الأميركي ضد قوات «الفيتكونغ» التابعة للحزب الشيوعي في الجنوب الفيتنامي ببضع مئات من الجنود. ومع المزيد تلو المزيد من الامدادات البشرية للتعويض عن الضحايا الأميركيين بلغ عدد المقاتلين الأميركيين نحو 500 ألف.

وانسحبت أميركا نهائياً من الأرض الفيتنامية بعد ان اخذت اعداد الضحايا الأميركيين تحسب بعشرات الألوف.

ــ البيان الاماراتية ــ
Jjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjj jjjjjjjjjjj

"الصدمة المرتدة": سر صمود العراقيين!

01/04/2003
محمد جمال عرفة **

فور بدء الغزو الأمريكي للعراق حرصت قرابة 5 صحف أمريكية على نشر شعر حماسي للشاعر المسرحي المعروف "هارولد بنتر" عن جنود قوات الغزو بعنوان "فليبارك الرب أمريكا" يقول ملخصه: "ها هم يذهبون ثانيا.. اليانكيون في دروعهم.. يتغنون ببهجة.. يسبحون بحمد الرب الأمريكي.. في طرق مفروشة بجثث الموتى.. لا يريدون الفناء.. رؤوس تتدحرج على الرمال.. ورؤوس تسبح في الطين.. ورؤوس ملطخة بالتراب.. عينك زاغت وأنفك زكم.. تشم فقط رائحة نتانة الموتى.. ولكن هذا الهواء الميت الذي تشمه هو رائحة الرب الأمريكي".

ومع أن الهدف من نشر هذا الشعر كان إظهار عزيمة الأمريكان وقوتهم وصمودهم ورفع روحهم المعنوية، على اعتبار أن تصور مخططي سياسة الحرب الأمريكية كان يقوم على فرضية أن العراق سيستسلم في غضون 3 أيام يخرج بعدها العراقيون مرحبين بقوات الغزو؛ فقد أظهرت المعارك عكس ذلك، حتى إن مدينة واحدة مثل الناصرية التي حددوا -كما يقول قادة عسكريون أمريكيون- ستة ساعات فقط لانهيارها ظلت تقاوم 24 ساعة في 10 أيام، ولا تزال!

وبعد أن كانت خطة أمريكا تقوم على "الصدمة والدهشة" لكسر شوكة القيادة العراقية، تحولت إلى "صدمة مرتدة" على الأمريكان، أفشلت خطط "اليانكيين"، حتى إن مجلة "نيويوركر" نشرت 31 مارس 2003 تقريرا على لسان قادة في البنتاجون ينتقدون خطة وزير الدفاع وأركان حربه، ويقولون بأنهم "كانوا مأخوذين جدًّا بنظرية الصدمة والترويع، وبدا لهم النصر مؤكدًا"، وهو ما لم يحدث!

ويطرح هذا سؤالاً حول سر صمود العراقيين في الجنوب والصمود الأكبر المرتقب في بغداد، حسبما يرى المحللون العسكريون، والأسباب أو العوامل التي ساعدت عليه، وبالتالي هل يستمر مفعولها في بغداد؟ وإلى متى؟ وهل هذا الصمود راجع لتأثيرات الحرب النفسية فقط التي كسبها العراقيون في الأيام الأولى (الصدمة المرتدة) مع رؤية اليانكيين قتلى وأسرى وجرحى، وإسقاط الأباتشي ببندقية فلاح عراقي أم أن هناك "خلطة سرية" عراقية وراء ذلك؟!

من الواضح أن هناك جملة عناصر وراء هذا الاستبسال العراقي في المقام الأول من جهة، ونجاح التكتيك الحربي العراقي في الاستفادة من دروس الماضي، ورفض المواجهة المباشرة، وتفضيل حرب المدن، وحرب الاستنزاف على طريقة "ستالينجراد" التي استعصت على النازيين، وارتدوا عنها مهزومين لتنهار بعدها إمبراطورية هتلر.

ولكن بالإضافة إلى سلاح الحرب النفسية، والتخطيط العسكري الجيد الذي أسهب في تفصيله المحللون، واستعمال "تقنيات الفقراء" في تضليل الصواريخ الأمريكية.. هناك جملة عوامل عراقية أخرى ساهمت في الصمود، وستكون هي الفيصل في المرحلة المقبلة، ويمكن تقسيمها إلى عوامل نفسية وتعبوية، وأخرى عوامل عسكرية:

أولا: العوامل النفسية والتعبوية

وأبرز هذه العوامل ما يلي:

1- عامل "المواطنة": وهو الذي دفع العراقيين في الداخل والخارج إلى التكاتف لمقاومة قوات الغزو الخارجي، والذود عن بلادهم، وتنحية خلافاتهم مع الحكم العراقي جانبًا، حتى إن الكثيرين من المعارضين العراقيين في الخارج دعوا لمواجهة الغزو الخارجي أولا، كما أن استطلاعًا للرأي العام أجرته "إسلام أون لاين.نت" حول "أيهما أخطر على مستقبل المنطقة: الغزو الخارجي أم الحكومات الديكتاتورية أم هما معا؟".. كشف عن جنوح الغالبية العظمى نحو عامل "الغزو الخارجي".

2- عامل "الدين": فبالإضافة إلى تأثر العراق -شأنه شأن غالبية الأقطار العربية- بالصحوة الإسلامية المتزايدة التي اخترقت الحدود عبر الفضائيات وتقنيات الاتصال والإنترنت الحديثة، حدث تحول مهم في عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي العراقي منذ هزيمة عام 1991 لينحو أكثر نحو الدين بدلا من العلمانية، وهو ما انعكس ليس فقط على تغيير شكل العلم العراقي وتزيينه بعبارة "الله أكبر"، ولكن في اتخاذ الحكومة العراقية خطوات حقيقية لغلق الخمارات والملاهي المبتذلة التي اشتهرت بها بغداد، وتغيير لغة خطابها إلى خطاب ديني.

صحيح أن الهدف الأول المعلن لهذا الحزب الذي نشأ اشتراكيًا في سوريا عام 1947، ثم العراق عام 1952.. كان "النضال ضد الاستعمار من أجل تحرير الوطن"؛ ما يحمس أنصاره على مواجهة الغزو الأنجلو أمريكي الحالي، وأن هناك من اعتبر لجوء البعثيين للدين مجرد حيلة، ولكن تأثير دخول الدين كعنصر إيماني فطري على فكر البعث ساهم في مزيد من صلابة الموقف الشعبي العراقي.

3- عقدة فيتنام: وهذا العامل لا علاقة مباشرة له بالصمود العراقي، ولكنه ظهر كنتيجة غير مباشرة لهذا الصمود، وكان له أثر مدمر على المعنويات الأمريكية، ويمكن تتبعه بسهولة من رصد وسائل الإعلام الغربية وتصريحات القادة الأمريكيين؛ حيث أصبحت كل معركة ونتائجها مع العراقيين تُقارن بما حدث في فيتنام؛ فهجوم الأباتشي على الناصرية يوم 24 مارس وكثافة النيران العراقية دفعت الجنود العائدين للحديث عن "أساليب فيتنامية" في الحرب، وحرب العصابات في مدن الناصرية والفاو وأم قصر انعكست على تصريحات قادة عسكريين أمريكيين شبهوا القتال في العراق بمثيله في فيتنام، وهو أمر أقلق القادة العسكريين الأمريكيين، خصوصا مع استحضار غالبية محطات التلفزيون الغربية خبرة حرب فيتنام وعرض أفلام وثائقية عنها.

4- الجنرال "جو وطين ورمل": وهذا العامل له تأثير السحر على معنويات وفاعلية الهجوم على العراق، وقد اعترف القادة العسكريون الأمريكان بأن هذا الجنرال -(جو وطين وغبار) كما أسموه- يؤثر على قواتهم، ويصعب حركتها في الوقت الذي يوفر للعراقيين الفرصة للتحرك بحرية لاعتيادهم عليه.

فلم تأتِ هذه العواصف الرملية فقط مبكرة عن موعد إبريل ومايو، ولكنها تسببت في إطلاق الجنود النيران أحيانًا على بعضهم البعض فيما عرف بـ"النيران الصديقة"، وهذه الأجواء مرشحة للتدهور مع دخول القتال شهر إبريل وربما مايو؛ حيث يبدأ عامل آخر أكثر إحباطا للقوات الغازية، وهو الحر وارتفاع درجات الحرارة في العراق إلى 50 و55 درجة مئوية، وإذا أضيف لهذا اضطرار جنود الغزو لارتداء الملابس الثقيلة الخاصة بالحماية من المواد الكيماوية والبيولوجية عند اقتحام بغداد إجباريا لتوقع قادتهم استعمال العراقيين لها، يمكن تصور صعوبات الحرب بالنسبة لقوات الغزو مستقبلا.

ثانيا: العوامل العسكرية

وهذه العوامل لا تتطرق إلى دور الجيش النظامي العراقي بقدر ما تتطرق إلى الأطراف العسكرية الأخرى الفاعلة التي يثق بها النظام، والتي يمكن أن نطلق عليها مجازا اسم "القوات المسيّسة" أو التي تستند إلى "مبدأ أو عقيدة" في تحركها، وهذه يقصد بها أساسًا 3 قوى مهمة تُعد بمثابة الأركان التي يستند إليها حكم الرئيس العراقي صدام حسين، وتشمل الاستشهاديين وقوات فدائيي صدام وقوات الحرس الجمهوري


الاستشهاديون سلاح الرعب ضد الأمريكان

1- الاستشهاديون :

في أوائل شهر فبراير 2003 هدد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان باستخدام "العمليات الاستشهادية" ضد القوات الأمريكية في حال ما إذا غزت العراق، وقال بأنها لن تستخدم فقط في العراق، ولكن أيضا ضد المصالح الأمريكية الأخرى، ثم عاد وكرر هذا التهديد في أعقاب أول عملية استشهادية -قيل: إن ضابطا عراقيا قام بها في اليوم العاشر للحرب، وقتل فيها 5 جنود أمريكان- في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية (عدد 28 مارس 2003)، مؤكدًا أن "هذه فقط البداية.. وستسمعون أخبارًا جيدة أكثر في الأيام القادمة".

ودعا رمضان العراقيين لمهاجمة قوات الغزو في أماكنهم قائلا: "نحن نمتلك حق استعمال أيّ وسائل"، وأن "استشهاديا يستطيع قتل 5 آلاف في مهمة واحدة"، ثم نصح الأمريكان -لتجنّب ذلك في المستقبل- بأن "يحزموا الحقائب ويتركونا دون تدخّل".

وعلى الرغم من قلة أعداد هؤلاء الاستشهاديين ؛ فإن الأثر النفسي لسلاح الاستشهاد يلعب دورًا خطيرًا في هدم الروح المعنوية لقوات الغزو، ويعيد لأذهانهم العمليات الاستشهادية التي طالما سمعوا عنها وشاهدوها في فلسطين ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو ما لم يُخفِه القادة الأمريكيون، وإن سعوا للتخفيف من وطأته! حيث قال الميجور جنرال فيكتور رينوارت مدير العمليات في القيادة الأمريكية الوسطى: "نحن قلقون بشأن أي هجوم غير تقليدي على قواتنا، وتتم دراسة كل من هذه الهجمات"، كما قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز: إن القوات الأمريكية والبريطانية "يمكن أن تغير أساليبها للتغلب على خطر الهجمات التي يفجر فيها المهاجمون أنفسهم".

2- فدائيو صدام:


فدائيو صدام .. البنتاجون تحذر منهم!

يختلف فدائيو صدام عن الاستشهاديين في أنهم قوات شبه نظامية من المدنيين ؛ هدفها استنزاف القوات المهاجمة، والعمل خلف خطوط العدو بشكل رئيسي؛ ولهذا لعبت دورًا حيويًا في ضرب خطوط إمدادات قوات الغزو في الجنوب ووسط العراق.

ولا تتوافر معلومات محايدة عن تدريب وأعداد هذه القوات -التي نشأت عام 1995 على يد نجل الرئيس العراقي عدي- بدقة إلا من مصادر المعارضة العراقية والمخابرات الأمريكية، ولكن اللافت أن أداءها في مدن الجنوب العراقي كان عاليا بشهادة الأعداء؛ بدرجة أكسبت العراقيين الحرب النفسية منذ الأيام الأولى، ودفعت مخططي الحرب لتحذير قواتهم من هؤلاء الفدائيين الذين وضعوا خططًا غير دقيقة لمواجهتهم ثبت عدم صحتها.

ووفقا لأرقام معلنة من جانب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ومن قوى المعارضة العراقية يبلغ عدد "فدائيي صدام" ما بين 30 إلى 60 ألفا من القوات شبه العسكرية الشابة من عناصر حزب البعث ممن يجيدون أساليب الكر والفر، وتبدأ أعمارهم من سن 16 عاما فما فوق، ويحملون أسلحة آلية، ويتسلحون بالقذائف الصاروخية والمدفعية المحمولة على العربات العسكرية.

ولكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقدر أعداد تلك القوات (فدائيي صدام) بما يتراوح من 5 إلى 20 ألف جندي فقط، وتقول بأن معظمهم من تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي، وأن هذا سبب ولائها الشديد لصدام.

ولا يتبع هؤلاء -نظاميا- الجيش العراقي، وبالتالي لا يرتدي الفدائيون زيا عسكريا معينا، ولهذا اشتكى الغزاة من أن مدنيين يهاجمونهم قالوا بأنهم عسكريون بلباس مدني، ولكن ما يتردد عن إشراف عدي ابن الرئيس العراقي عليهم يشير إلى رابطة ما بينهم وبين الجيش على الأقل من قبيل تنظيم العمليات.

وتقدر بعض الدراسات تعداد فدائيي صدام بنحو 150 ألفًا في تقديرات عراقية أخرى؛ ولهذا يعتبر البعض أن تنظيم فدائيي صدام سيكون هو خط الدفاع الأخير لحماية العراق وقيادته عند الحاجة بعد قوات الحرس الجمهوري خصوصا في حرب المدن.

وقد اعترف تقرير سري لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) نشرته الصحف الأمريكية بخطورة هؤلاء الفدائيين، واعتبرها "التهديد الأكبر للقوات الأمريكية وقوات التحالف، وخصوصا خطوط الإمداد ووحدات المؤخرة".

3- الحرس الجمهوري:

تعد هذه القوات هي أساس الدفاع عن العاصمة بغداد بجانب القوات النظامية؛ حيث تتفوق في تسليحها وتدريبها والمزايا التي تتمتع بها، فضلا عن أن أغلب عناصرها أيضا من العشائر العراقية التي ينتمي إليها الرئيس العراقي، ومن مدينته (تكريت).

وتنقسم هذه القوات إلى ثلاث فرق رئيسية، هي: "فرقة المدينة" المتمركزة حاليا قرب جنوب بغداد، وستكون أول من يلاقي قوات الغزو، و"فرقة النداء" المتمركزة شرق العاصمة، ثم "فرقة حمورابي" التي تتمركز في غرب بغداد.

وتعتبر قوات الحرس الجمهوري هي الأكثر كفاءة من الناحية العسكرية، والأكثر موالاة لصدام حسين، ويتراوح تعدادها بين 120 إلى 150 ألفا، وكل فرقة تنقسم إلى ألوية وأفواج، وكل فوج تعداده ألف فرد، ويقدر عدد آليات هذه القوات -وفق مصادر المعارضة العراقية- بحوالي 10 آلاف، أما أسلحتها فتتراوح بين القاذفات والبنادق والعربات المدرعة والدبابات والصواريخ.