المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على يد ِ آل الحكيم والجلبي سيتحقق شعار إسرائيل من النيل إلى الفرات



الفرقاني
12-08-2005, 06:01 PM
على يد ِ آل الحكيم والجلبي سيتحقق شعار إسرائيل من النيل إلى الفرات

بقلم عبد الجبوري

11-8-2005


وسط تصاعد الضغوط الشعبيه داخل الولايات المتحده الأمريكيه لجدولة الأنسحاب والمطالبة بحقن دماء الجنود الأمريكيين الذين ُيقتلون بشكل يومي بنيران أبطال المقاومة العراقية الباسله ، وفي ضل مشاورات واجتماعات الكتل البرلمانيه والقوى الوطنيه الأخرى ممن هم خارج لُعبة الأحتلال بشأن مسوّدة الدستور المزعوم ، حيث اللقاءات والمباحثات تجري على قدم ٍ وساق ، بسبب ضغوط الرئيس الأمريكي جورج بوش على رئيس وأعضاء الحكومة ( العميله) لأعلان صيغته النهائيه يوم 15 آب الجاري والأنتهاء من نقاط الخلاف ، حسب تصريحه خلال المؤتمرالصحفي الذي عقده يوم أمس الأربعاء مع كبار مساعديه في مزرعته ب ( كروفورد) في ولاية تكساس ، في غضون هذه الأجواء المتشنجه تأتي دعوة عبدالعزيز الحكيم رئيس ما يسمى ب ( المجلس الأعلى للثوره الأسلاميه في العراق ) الذي تأ سس في طهران عام 1982 برعاية الدولة الفارسيه وبتوجيه من ( الخميني ) أ ُبان حرب الثماني سنوات ، وقبل 72 ساعه من موعد الأعلان عن صيغة الدستور النهائيه ، يدعو عزيز الحكيم خلال تجمع حاشد لم يخلو من إستعراض العضلات بالمستوطنين العراقيين الجدد ( العجـم ) إضافة إلى أزلامه من فيلق ( بدر ) الجناح العسكري لحزبه بقيادة الطائفي البغيض هادي العامري ، للأعلان عن المطالبة بتشكيل إقليم فيدرالي للشيعة جنوب ووسط العراق ، وبرر مطالبته تلك بوجود خصائص مشتركه يتسم بها سكان الجنوب ، ولغرض حفظ التوازن السياسي في البلاد لا بد من وجود حكومة أقاليم بحسب ِ قوله ، ويأتي تصريح قائد فيلق ( غـدر ) داعاماً لدعوة( مولاه ) وتوجهه ُ في هذا الطرح ، الذي لا قى إستهجاناً ورفضاً كبيراً من أهلنا العرب الأقحاح في المحافظات التي نوه عنها عبدالعزيز اللاحكيم ، ومن الغريب إن ( القـن ) هادي العامري قال : ( يجب أن نصر على تشكيل إقليم واحد في الجنوب وإلا سنند م على ذلك ) ويقصد هنا في حالة العد م .

رغم غرابة هذا الطلب المشين ، ورغم صلافة تلك الوجوه ومواقفها التي تصب في بئر الخيانه للشعب والوطن ، إلا إننا لم نفاجئ ، حيث سبق للترويج إلى هذا المشروع ومهد لأعلان الحكيم والعامري ، سمسار الأحتلال الأكبر والعميل المزدوج لأكثر من شبكة تجسسيه بما فيها إسرائيل وإيران ، اللص أحمد الجلبي ، الذي خلع عنه لباس العُهر والرذيلة مرتدياً عباءة الأسلام حينما رأس الدورة الأولى لما يسمى ب ( المجلس السياسي الشيعي ) ، وتحول بين ليلة ٍ وضحاها من مُنظر للعلمانية إلى رجل دين يتبادل الزيارات مع المرجعية الدينيه ، وربما سيعلنُ قريباً عن نسبه ( العلوي ) ليصبح آية الله الجلبي!!

يتضح لنا إن الطوابير التخريبيه الهدامه تبدو متماثله متحده فيما بينها ( أصولاً وجذوراً وبرامج ) عمل ، ولقد سبق المطالبة هذه بالتقسيم ، تحت غطاء الأ قاليم الفيدراليه ، سبقها عملية خلق حالات الفوضى والأ ضطراب بين أبناء الشعب ، وغذ وها بروح ِ التنافر ِ والعداء ، لقد سعى الحكيم والجلبي منذ اليوم الأول لسقوط النظام إلى تكريس التفرقه والخلاف الديني في صفوف شعبنا تمهيدا ً لهذا اليوم المشئوم ، خدمة ً للمشروع الصهيوني الفارسي والقاضي بتقسيم العراق إلى دويلات صغيره هشه متناحره مضطربه ، بُغية تحقيق شعار إ سرائيل من النيل إلى الفرات والذي تطمح إلى تحقيقه خلال العقود القادمه من جانب ، ولغرض توسيع المد الأسلامي الصفوي لأيران من جانب آخر .

يبقى السؤال هنا، هل سيسمح أهلنا وأبناء عمومتنا من العراقيين العرب الأقحاح في محافظات الجنوب والفرات للعملاء بتمرير مشروعهم هذا ؟ !!! .

نحن جميعاً أمام مسؤولية تأريخية ، مسؤولية يمليها علينا إنتمائنا إلى شعبنا ووطننا العراق ، بل مسؤولية تمليها علينا القيّم والمباديء النزيهة التي تربينا عليها كشعب واحد منذ آلاف السنين في بلاد الرافدين عرباً وكرداً وتركمان وكلدو آشوريين، صابئه مندائيون ، وأيزيدييون ، مسؤولية يمليها علينا الدين والشرع ، مسؤولية تمليها علينا قيّم العروبه التي تربينا عليها ورضعنا الشجاعة والمودة والتسامح في ربوع ألعراق ود واوينه ومضائفه ، بل تتعدى مسؤولية التصدي لهذا المشروع التقسيمي حتى تصل إلى الجانب الأخلاقي ، نعم إن الجانب الأخلاقي يُحتم على كل عراقي شريف

أن يتصدى إلى هذا المشروع الذي يتعارض في جحود ٍ ولوء م ٍ مع آماني العراقيين وطموحاتهم وشعورهم وإحساسهم الوطني وإرتباطهم المخلص بتراث العراق فكراً وعقيدة ً ووجدانا ً .







*أكاديمي مقيم في النمسا .