المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الورطة الأمريكية: انهيار الإستراتيجية وحكومة المقاومة العراقية



الكندي
04-08-2005, 12:18 AM
الشرق ق/ تطغى فوضى واضحة على الاستراتيجية الأمريكية في العراق حيث تغوص سياستها العسكرية في ورطة كبيرة بتعدد المجموعات والجهات التي تحاربها وباخفاق المشروع السياسي في كسب مشروعية داخلية وعزوف العالم العربي والاسلامي، باستثناء أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية مثل الاردن ومصر والكويت، عن دعم ذلك المشروع. وكانت تلك الاستراتيجية ترمي بعد احتلال العراق الى تحويله الى «محمية» أمريكية وقاعدة انطلاق للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط من خلال تغيير خريطتها السياسية والجغرافية. هكذا قال الرئيس الأمريكي العلج بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس التي أكدت في شهادتها أمام الكونغرس الأمريكي في جلسة تنصيبها، ان الولايات المتحدة تكرس جميع جهودها وامكانياتها لذلك التغيير من خلال فرض "رؤيتنا وديمقراطيتنا". وقد بنيت تلك الاستراتيجية على أساس الاطاحة بنظام الرئيس العراقي واجتثاث هيكلية الدولة وتنصيب هيكلية جديدة عميله ومدربة وموجهة أمريكيا بعد "تفتيت" البلاد على أسس طائفية وعرقية ودينية، على أن يتولى زمام القيادة في تلك "الكانتونات" رجال أمريكا وبريطانيا الخونه العملاء ليضبطوا الاوضاع فيما تتفرغ القيادات الأمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية من تلك الاستراتيجية "بالتخريب" السياسي والامتداد نحو سوريا ومنطقة الخليج وايران.

جميع الدلائل الراهنة تؤكد ورطة الاستراتيجية الأمريكية. على الصعيد الامني يسود الاضطراب أغلب مناطق العراق وسط موجات من التفجيرات الأستشهاديه والسيارات المفخخة والهجمات المسلحة والاغتيالات الموجهة ضد القوات الأمريكية والبريطانية والاجنبية الاخرى من جهة وضد "رجال" أمريكا "العملاء" وميليشياتهم، مثل المجلس الاعلى بقيادة عبدالعزيز الحكيم الذي أسسته ايران عام1982 في طهران وميليشيا بدر التابعة له، وابراهيم الجعفري وحزب الدعوة وميليشياته (ويرتبط الاثنان بعلاقات مخابراتية ودينية مع ايران) وميليشيا البشمركة الكردية برئاسة جلال الطالباني ومسعود البارزاني. ولم يعد "رجال" أمريكا "الغملاء" قادرين على توفير الامن والاستقرار حتى لانفسهم حيث يقيمون في قصور معزولة ومحمية أمريكيا وبآلاف من رجال شركات الامن الخاصة المستوردين من بريطانيا وأمريكا وجنوب افريقيا، بل حتى من بعض الدول العربية ومنها مصر والكويت.

وعلى صعيد آخر أخفق "رجال" أمريكا "العملاء" حتى الآن في ترسيخ حضور شعبي أو استدراج دعم سياسي من الشعب العراقي . وفيما تزداد محنة العراقيين الاقتصادية والامنية، ساهم انتشار الفساد والرشوة والابتزاز ونهب الاموال وتدهور الخدمات وغيابها والممارسات القمعية والفظيعة التي تقوم بها القوات الأمريكية والقوات التابعة "لرجال أمريكا" وانتهاك حقوق الانسان الى خيبة أمل كبيرة وخلق أرضية خصبة لاتساع مقاومة مسلحة فعالة. وقد اضطر سيل الخسائر البشرية الأمريكية وزيادة عدد العمليات المسلحة الى اعتراف القادة العسكريين الأمريكيين، ووزير الدفاع رامسفيلد نفسه، بقوة المقاومة وتنظيمها وصعوبة القضاء عليها. كما حاولت الادارة الأمريكية سرا وعلنا الاتصال بقيادات المجموعات المسلحة في المقاومة بشكل مباشر ومن خلال وسطاء.

وفي حديث خاص قالت مصادر عراقية من الائتلاف الحاكم الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء المؤقت ابراهيم الجعفري ويقوده عبدالعزيز الحكيم ان دولا عربية بينها مصر والاردن ودولتان خليجيتان، أجرت اتصالات مع شخصيات قريبة من بعض المجموعات المقاومة ورتبت لحوار أمريكي معها بحثا عن "مخرج" للسياسة الأمريكية في العراق. وتوضح المصادر التي زارت العاصمة البريطانية أن تلك الدول قدمت تسهيلات رسمية ومخابراتية لاتمام تلك الاتصالات غير ان الشخصيات الوسيطة ليست نافذة من جهة وان المجموعات المعنية صغيرة فيما بقيت قيادات المجموعات المسلحة الرئيسية في داخل العراق مثل المقاومة الوطنية العراقية و حزب البعث وقيادات النظام رافضة للحوار قبل تلبية شروط مسبقة محددة منها التزام القوات الأمريكية "المحتلة" بالانسحاب حال بدء الحوار واعادة منتسبي القوات المسلحة والامن ودوائر الدولة الى اوضاعهم السابقة وتشكيل حكومة انتقالية من قيادات المقاومة مع تعهد امريكي بمناقشة تعويضات عن الاضرار المادية والهيكلية التي تعرض لها العراق والمواطنون اثناء الغزو والاحتلال. وهناك مطلب أثار الرعب لدى "رجال" أمريكا حيث تريد قيادة المقاومة تعهدا أمريكيا بتسليم أولئك "الرجال" "العملاء" الى حكومة المقاومة. ويقول أحد المصادر ان صدى المطلب الاخير يحمل تخلي الولايات المتحدة عن أنصارها ويذكرهم بمقولة الشاه الاخيرة عندما خذلته عنه واشنطن بانها رمته "كالجرذ".

ويمكن الاستنتاج من الادلة والتطورات الراهنة في العراق أن من الأسباب الأخرى التي دفعت الادارة الأمريكية الى السعي للتفاهم مع المقاومة العراقية، اتساع المد الايراني ونفوذ "رجال" ايران ومخابراتهم في العراق الامر الذي يهدد جديا المنطقة بموجة ايرانية تسيطر على وسط وجنوب العراق الغني بالثروات النفطية الهائلة من جهة والمتاخمة للحدود الجغرافية البرية لمنابع بترول هامة في دول الخليج خصوصا الكويت والمملكة العربية السعودية. فالميليشيا الرئيسية، مثل قوات بدر والدعوة وثأر الله وحزب الله والعمل الاسلامي، وأحزابها الرئيسية قد نشأت وتدربت برعاية ايرانية، وتدين بالولاء للقيادة الايرانية الى درجة أن شخصياتها الاعضاء في لجنة كتابة الدستور، وهي الغالبية، فرضت نصا يعترف بوجود قومية فارسية، هي أصلا غير موجودة، في العراق. وتفسير ذلك هو تشريع الوجود الايراني المتغلغل في ظل الفوضى العراقية الحالية. كما يرمي ذلك الى اضفاء قانونية على عشرات الآلاف من ذوي الاصول الايرانية الذين سفرهم النظام العراقي "نظام القائد صدام حسين" الى ايران ابتداء من عام 1979.

ويتحدث الاعلام بوتائر متصاعدة عن مباحثات سرية ويجري تسريب دراسات محدودة رسمية أو شبه رسمية تؤكد فشل السياسة والاستراتيجية الأمريكية في العراق وتوصي بالانسحاب من المستنقع العراقي لان خسائره المتزايدة تتفوق على اية فوائد محتملة. وكانت آخر تلك التوصيات في دراسة لمؤسسة جاتهام هاوس البريطانية ودراسة خاصة لوزارة الدفاع البريطانية التي أرست فعليا جدولا زمنيا لسحب القوات المحتلة من العراق. ويبقى التساؤل الرئيسي: ماذا جنت الولايات المتحدة والدول التي ساندتها، ومنها دول عربية مثل الكويت ومصر والاردن، من تدمير العراق وشرذمته؟ ربما لا شيء سوى زرع الفوضى وتشظية البلاد وتوفير الارضية لإرهاب متصاعد سيطول تلك الدول والحكومات.

د . عبد الهادي حسين التميمي.


عـــــــــاش العــــراق حــــرا وعــــاشت المقاومه العراقيه الباسله وعاش الشعب العراقي الأبي .

اللهــــــــم أنصــــر المجاهدين بأرض الرفدين وثبت أقدامهم وسدد رميهم يالله.