المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلاح النفط السعودي في خدمة بوش ضد مصلحة الشعب بالجزيره



السرحاني
20-04-2004, 04:56 PM
يبدو ان سلاح النفط السعودي اقوي من سلاح الاصلاحات الامريكي، خاصة اذا ما جري توظيف الاول في معركة انتخابات الرئاسة ولصالح الرئيس جورج بوش في مواجهة خصمه المرشح الديمقراطي جون كيري.
فقد كشف بوب وودوارد الصحافي الامريكي الشهير في احدث كتبه ان المملكة العربية السعودية، وفي شخص سفيرها في واشنطن الامير بندر بن سلطان، وعد الرئيس بوش بان تخفض بلاده اسعار النفط قبل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) حتي يتحسن وضع الاقتصاد الامريكي، وبما يؤدي الي ترجيح كفة الرئيس بوش وفوزه في الانتخابات.
الادارة الامريكية اكدت ما جاء في كتاب الصحافي المذكور، وقالت علي لسان متحدث باسمها ان الحكومة السعودية تعهدت بالحفاظ علي اسعار النفط في حدود 22 الي 28 دولاراً للبرميل وانها لن تسمح بان يؤدي نقص امدادات النفط بالحاق ضرر بالنمو الاقتصادي العالمي.
ومن اللافت ان الانتقادات الامريكية لغياب الاصلاحات او بطئها في المملكة العربية السعودية قد تراجعت بشكل كبير، بعد هذه التعهدات، لانها الثمن بل سمعنا وشاهدنا الرئيس بوش يشيد بالاصلاحات السعودية قبل تطبيق اي منها، مما يعني ان صفقة تمت بين الجانبين، ومما يؤكد ان الضغوط الامريكية، الاعلامية والسياسية، اعطت ثمارها في قبول السلطات السعودية للاملاءات الامريكية دون مناقشة، سواء تلك المتعلقة باعلان الحرب علي الجماعات الاسلامية، وتغيير المناهج، او بالعودة الي لعب الدور التقليدي في تخفيض اسعار النفط بما يتناسب مع متطلبات الاقتصاد الامريكي، وليس وفقا لمصالح الشعب السعودي الذي يواجه البطالة والفقر والخدمات السيئة والديون المتراكمة علي ميزانية الدولة.
ولا نعرف كيف سيكون رد فعل الدول الاعضاء في منظمة اوبك علي هذه التعهدات السعودية، وخاصة ايران والجزائر وليبيا وفنزويلا المعروفة بمواقفها المساندة لاسعار عادلة للنفط تساعدها في مواجهة اعباء التنمية والانفجار السكاني. فاسعار النفط رغم ارتفاعها، ووصولها الي حوالي ثلاثة وثلاثين دولارا للبرميل، ما زالت رخيصة واقل من سعرها الحقيقي قبل ثلاثين عاما علي الاقل. فقيمة الدولار، العملة الاساسية للتسعير وقياس الاسعار، انخفضت بما يعادل 35 في المئة في الاشهر الثلاثة الماضية، وهذا يعني ان سعر برميل النفط حاليا اقل من خمسة وعشرين دولارا.
وتطبيق الوعد الذي قطعته السعودية للادارة الامريكية بتخفيض اسعار النفط، يعني عمليا زيادة الانتاج، وتجاوز الحكومة السعودية لحصتها المقررة من قبل منظمة اوبك، الامر الذي سيؤدي الي حال من الفوضي، وانخفاض سريع ومخيف للاسعار مثلما تنبأ الصحافي والكاتب وودوارد في كتابه.
السلطات السعودية لا تهتم بالدول الاعضاء في منظمة اوبك، ولا بسلامة اقتصادها، وزيادة دخلها من النفط ابرز صادراتها، لان كل ما يهمها هو الفوز بالرضاء الامريكي وهو رضاء اساسي في ظل معركتها الحالية ضد المعارضة الاصلاحية، وهجمات تنظيم القاعدة الذي تكون في رحم مؤسستها الدينية.
ليس المهم ايضا بالنسبة الي المؤسسة الحاكمة في السعودية رخاء الشعب السعودي، والتجاوب مع مطالبه الاصلاحية، ولكن ما يهمها هو البقاء في السلطة، واستمرار الوضع الحالي، الذي تغيب فيه الحريات الاساسية وحقوق الانسان.
كتاب وودوارد اثبت ان الدور السعودي في الحرب علي العراق واحتلاله كان الدور الاكبر، وان كل ما قيل عن خلافات بين الجانبين كان لعبة لتحويل الانظار عن هذا الدور، والا كيف يمكن تفسير ما قاله هذا الكاتب وما اكده البيت الابيض، من ان الامير بندر بن سلطان اطلع علي خطط غزو العراق واحتلاله واطاحة نظامه قبل كولن باول وزير الخارجية الامريكي؟