المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا عزاء للشعوب



منصور بالله
30-07-2005, 01:45 PM
لا عزاء للشعوب



بقلم : محمود شنب

mahmoudshanap@yahoo.com

mahmoudshanap@hotmail.com



الشعوب فى نظر الحكام أشبه بالطبيب الذى لا يحتاجه الحاكم إلا عند المرض ، فإذا ما تعرضت البلاد للمخاطر واحتلت الأوطان تذكر الحكام أن فى بلادهم شئ اسمه "الشعب" ... عندها يستنجد الحاكم بشعبه بإسم المقدسات ويطالبه بالجهاد ، فيحارب الشعب حتى الموت دفاعًا عن الأرض والعرض متحملا الجوع والمرض والحرمان راضيًا بحياة التقشف والهوان ، وما أن تتحرر الأوطان حتى يعيد الحاكم شعبه إلى حظيرة الإستبداد ، ويتربع هو على عرش البلاد يعز من يشاء ويذل من يشاء ويسامر الأعداء وينهب الخيرات ، ويبقى الحاكم على هذا الوضع إلى أن تحل بالبلاد نازلة جديدة فينزل عن العرش المديد ويستنهض الهمم من جديد محرضًا على الجهاد والدفاع عن الأوطان .... تلك الأوطان التى ما كانت يومًا للشعوب وإنما عاشت مداولة بين المحتل الأجنبى وقبضة الحاكم .

إلى هذا الحد اختصرت المسافة والعلاقة بين الشعب وأرضه التى يعيش عليها حيث تنتقل ملكية كل شئ من يد العدو إلى يد الحاكم فى مهرجان عبثى يسمى "الجلاء" تقام فى موعده من كل عام الاحتفالات والمهرجانات وتشيد على آثاره المنتجعات السياحية والنوادى الليلية ومدن الصفوة والمزارع الخاصة ، ثم تعلق لافتة كبيرة فى طول البلاد وعرضها تقول : "لا عزاء للشعوب" .

والشعب طبقا لهذا الوضع ما هو إلا وقود لمعارك التحرير ومخزون استراتيجى يُستدعى للدفاع عن الوطن كلما دعت الضرورة لذلك .. بعدها يعيش أجيرًا فوق أرضه بينما الحاكم يعيش امبراطورًا فوق عرشه َ!!

والفجور فى بلادنا ـ مثل الفساد ـ له مسميات عديدة تطلقها أجهزة الإعلام بغية تضليل الشعوب ، ومن بين اللافتات العديدة التى خـُدعنا بها كثيرًا تحتل لافتة السياحة الحيز الأكبر فى مساحة التضليل والخداع ، فالسياحة لافتة سحرية يمرر الحاكم من تحتها كل ما يطلبه الأعداء وكل ما يُفسد المجتمعات الإسلامية وينال من رصيدها الإجتماعى والأخلاقى ، فمن أجل تنشيط السياحة يتم التنازل والتفريط فى كل شئ وتمرر كل أنواع المؤامرات والجرائم والموبقات ..

تقديم الخمور يتم تحت بند تنشيط السياحة ..

التبرج والسفور والانحلال الخلقى يتم تحت بند تنشيط السياحة ..

مسابقات ملكات الجمال التى أدخلها مبارك إلى مصر لأول مرة منذ بضع سنين قالوا أنها من أجل تنشيط السياحة ..

المهرجانات الفنية من أفلام وغناء ورقص وسياحة وتسوق بكل ما تحتويه هذه المهرجانات من أنماط غريبة على المجتمع تتم بإسم تنشيط السياحة ، والسياحة فى بلادنا ليس لها ضوابط قانونية ولا شرعية ولا دينية ولا أخلاقية ، وعلى الرغم من ذلك يعتبرها شيخ الأزهر باب من أبواب الترزق الحلال ، بينما يعتبرها رجال الثقافة المنحلة باب من أبواب التنمية التى لا غنى عنها ، ويعتبرها الفنانون بيئة صالحة لنشر ثقافة اللهو والفجور ، ويعتبرها الحاكم دليل تحضر وارتقاء فكل شئ تيسره الدولة للسياحة على حساب أوجه التنمية الحقيقية من زراعة وتصنيع وتجارة ونقل وتنمية بشرية .

والسياحة فى بلادنا لا ترتكز على أى مفهوم وطنى تدعمه الآثار المنتشرة فى كل ربوع مصر ، والجو المعتدل والطبيعة الخلابة ، علاوة على أنها لا ترتكز على أى منظور دينى أو أخلاقى يؤدى إلى المحافظة على تراثنا وعقائدنا وأخلاقنا وطبيعة مجتمعاتنا الإسلامية ، ولذلك فإن كل شئ فى السياحة لا يؤدى إلى تنمية حقيقية وإنما إلى نوع من العبث والفهلوة التى تهدف إلى نشر الإباحية والفجور .

لقد تحولت مصر بفعل السياحة المنفلتة إلى خماره كبيرة يخدم فيها أولادنا وشبابنا كل مِلل الأرض .. يخدموا حتى المومسات ومحترفات البغاء والجواسيس والعملاء واليهود والكفرة والشواذ ، ولذلك فإن السياحة فى مصر بوضعها الحالى تعد من أهم معاول الهدم فى البلاد ، ودليل ذلك يتضح فى أسلوب الدعاية التى تتضمنها الإعلانات السياحية التى تذاع بين الحين والآخر حيث اختصرت السياحة المصرية فى لقطات عارية للخصور والصدور والسيقان والأرداف وحمامات السباحة وأوكار القمار وشرب المنكرات ..

فى إعلانات "إبتسامة مصر متتنسيش" تشاهد كل ما هو محرم وغير أخلاقى ولا تشاهد أى دعاية لسياحة الآثار التى تشكل العامل الطبيعى والأهم فى مجال السياحة .

ما علاقة هاله سرحان وأبو عوف ودينا بالسياحة ؟!!

لقد استبدلنا نفرتيتى بهاله سرحان وتحتمس بأبو عوف وحتشبسوت بدينا !!

إنه التهريج المقزز والعبث بكل معانيه !!

فأى تنمية تلك التى يتحدثون عنها وعن ضربها وقد تحول الشاب الجامعى بسببها إلى جرسون حقير وديوث أجير ينحنى كل لحظة أمام البغايا كالخادم المطيع ؟!!

هل كنا نعلم أولادنا من أجل ذلك ؟!!

وهل ضيقنا عليهم سبل العيش الكريم من أجل إجبارهم على قبول هذا العار والهوان ؟!!

إن عائد السياحة كله والذى يبلغ 6 مليارات جنيه مصرى لا يساوى فساد شاب واحد انحرف عن ولاءه لوطنه وتمسكه بتعاليم دينه ، وهذه المليارات الستة لا يعود منها أى نفع على الشعب ، فهى تكاد تغطى نفقات ومصاريف أمن النظام الذى يبتلع كل موارد الدولة ... إذًا لا تنمية ولا يحزنون وإنما أموال جمعت من حرام وصرفت على الحرام !!

فى السابق كان المصرى فى الخارج يعيروه "بشارع الهرم" ـ شارع واحد فى مصر كلها كان يعير به كل مغترب فى الوطن العربى أو الدول الإسلامية ... اليوم أصبح شارع الهرم يستحى أمام ما يحدث على شواطئ ومنتجعات مصر المحروسة !!

لقد رقصت مصر على سلالم الحياة ، فلا هى مع الإسلام ولا هى مع الكفر .. لا هى مع الطاعه ولا هى مع العصيان .. لا هى مع الحلال ولا هى مع الحرام .. مصر لم تخلع حجابها كاملاً ولم ترتدى أى ثياب .. مصر الآن لا تـُحرم ولا تـُحلل ولا تسمح ولا تدين .. حالنا مع الدين أشبه بحال تركيا مع الإتحاد الأوروبى .. لكل منا جذور تخالف اتجاهاته ونظرة تخالف ثوابته وأفعال تتناقض مع تراثه وأخلاقه وكل الجرائم التى تتم الآن فى مصر سواء فى مجال السياحة أو غيره تتم بتعليمات مشفرة وغير مكتوبة ، ولذلك فإننا نسمع من الحاكم ما لا نراه ، ونرى من أفعاله ما يخالف أقواله ، وبسبب هذه الازدواجية عرض موسى صبرى أيام السادات ما يعالج هذا الأسلوب الإباحى المتوارب والغير صريح .. الرجل لم يحاول تقويم الخلل أو إصلاح العطب وإنما اقترح على الرئيس السادات تخصيص أماكن معروفة ومسموح بها لممارسة البغاء مدعيًا أن فى ذلك اختصار للوقت والجهد الذى يقطعه الشخص فى تحقيق رغبته وحاجته .. بعدها يتفرغ لعمله وحرفته مدعيًا ان ذلك أفضل ألف مرة من أن يفنى الشاب عمره باحثا عن متعة لن يبلغها إلا فى الخفاء ومن وراء حجاب ، وقد وعده السادات بدراسة هذا الاقتراح الشيطانى لولا باغته الأمل فى حادث المنصة الذى أودى بحياته .

إن مصر تسير وفق مخطط تخريبى متدرج وصفه الأستاذ عبد الجليل الشرنوبى فى جريدة آفاق عربية بمنهج الهدم المتدرج حيث يقول : { حمل لى أحد المتابعين للإنتاج الفنى خبرًا مفاده أن واحدًا من مالكى شركات الإنتاج الصغيرة أنتج أغنية مصورة بطريقة الـ "فيديو كليب" لواحدة من مطربات العصر الفنى الجديد ، وعندما حملها إلى واحدة من كبريات شركات الإنتاج والتى تملك قناة فضائية تبث عبرها ما تنتجه أو تشتريه من هذه النوعية .. قبلت الأخيرة شراء الأغنية الجديدة بشرط واحد ( هو عدم إذاعتها فى هذا التوقيت ، على أن يتم بثها بعد عام من تاريخ تسلمها ـ الذى كان قبل ستة أشهر من كتابة هذه السطور ـ بسبب زيادة جرعة التعرى فى الأغنية ) !!

هذه القصة الواقعية فى أحداثها والمفجعة فى مدلولها تؤكد أننا أمام حملات منظمة للهدم تسير وفق خطة موضوعة لا تخطئ مراحلها ولا تسبق واحدة منها الأخرى ، وهو ما يعنى بالدرجة الأولى أن العقول العربية والإسلامية مستهدفة من قبل مخطط مفروض ينفذه رأسمال لا يمكن وصفه أبدًا بالغبى لأنه لا يستهدف الربح فقط بل يسعى لإشاعة أخلاقيات وقيم عصر العولمة الجديد القديم فى تجارته التى تمثل أقدم تجارة عرفتها البشرية وأحطها فى الوقت نفسه ( النخاسه ) .

لا تدلل على هذا الواقع القصة التى تصدرت هذه السطور فحسب ، بل ونموذج المتخصصين فى هذا اللون من ( النخاسة الفنية ) ولو أخذنا شريف صبرى كمثال على هذا التيار لتأكدنا من أن محاولات متدرجة تتم لهدم كل قيمة وأى خلق .

وشريف صبرى بدأ مخططه برأسمال يتجسد فى فتاته (روبى) ومتدرجًا بدأ بنقل الرقص من أماكنه إلى الشارع وكأنه من الطبيعى أن يتحول الشارع إلى (كباريه) وأن تستحيل كل سائرة فيه (راقصة) ، ثم بدأ الخطوة الثانية فى مخططه لتعميم الرقص فحوت الأغنيات التالية لذات الفتاة رقصًا من نوع جديد تخلت فيه عن زى الراقصات المتعارف عليه وأصبح الرقص تارة بملابس طالبات الثانوى ، وثانية بزى رياضى ، وأخرى بالملابس التقليدية ، وهكذا يتم التعميم ليشيع الهدف القومى الجديد !

ثم بدا لشريف صبرى أن هناك شريحة لم تصلها الرسالة وهن (المحجبات) ، وكان من العسير عليه أن يحول (روبى) إلى (راقصة محجبة) ليفقد رأس ماله ، فأنتج فيديو كليب لمطرب جديد يغنى لفتاته المحجبة بينما هى تتمايل متراقصة على نغمات الأغنية ، بعد كل هذا مطلوب من الجماهير أن تتلقى مناهج الهدم جرعة جرعة ... دون أن تصرخ : (آه) } .

هذه هى مصر التى تحتضن علماء الإسلام وفيها الأزهر ومشيخته وفيها شيخه الذى يقيم الآن فى فيلا ممتلئة بالحشم والخدم والحراس ، ولكل من أولاده فيلا خاصة وفرتها لهم الدولة فى سبيل تمرير وتبرير كل ما يحدث الآن فى العراق وأفغانستان وفلسطين وفى سبيل إصدار الفتاوى التى تبيح سفك دماء المقاومين وفى سبيل السكوت على ما يحدث للمذيعات المحجبات اللاتى منعن من الظهور على الشاشة دون أن يكون له موقف مساند لهن وكأن المعركة لا تخصه ولا تهمه .

إن ثقافة التعرى والإباحية التى يتبناها النظام المصرى الآن هى من الأمور التى دأب الغرب على ترسيخها فى وجدان الشعب من أجل قتله وتدميره ، والإباحية والتعرى ليسوا من الحرية فى شئ كما يدعى المضللون ، وهى ليست من العبقرية أو الإعجاز ... أى فتاة ساقطة تستطيع أن تتعرى ، والفتاة التى لا تستطيع أن تفكر تستطيع أن تتعرى ، والفتاة التى يصعب عليها النجاح يسهل عليها الرسوب ، والفتاة التى لا تحترم نفسها لا تطلب الاحترام من غيرها ... الفجور لا يعرف العبقرية ، والسير فى الوحل لا يحتاج إلى ملابس ، ولذلك فإن الذى يدعم فكرة التعرى يدعم فكرة شيطانية خبيثة وجدت منذ خلق الله البشر ... إن أول ما فعله الشيطان مع آدم وزوجه عليهما السلام هو نزع لباسهما عنهما ليبدى لهما ما وورى من سوءاتهما ، والتعرى هو أساس كل بلاء .... يقول تعالى : (( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ـ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ـ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ـ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِين ـ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ـ قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ـ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُون ـ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون ـ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون )) الأعراف ـ 19 : 27 .

كل ما سبق له علاقة بما حدث فى شرم الشيخ ، وفى شرم الشيخ كان المشهد قبل التفجيرات لا يقل بشاعة عما حدث بعد التفجيرات ، فكل شئ فى هذا المنتجع مباح ومسموح .. حتى القمار الذى تحرمه إسرائيل على مواطنيها يأتوا إلينا هنا ليمارسوه على أرضنا ... أصبحت شرم الشيخ مرتعًا للأجساد الرخيصة ولإقتراف كل الجرائم والآثام حتى صارت شرم الشيخ علامة عار على جبين كل مصرى لما واكبها من تشويه أخلاقى وسياسى ، فشرم الشيخ تذكرنا دائمًا بأيام المؤامرات القذرة التى حيكت ضد الأمة ، وبالمؤتمرات المشبوهة التى كان يعقدها أجارم العالم من أجل النيل من الإسلام ...

شرم الشيخ أرادها مبارك ـ من حيث لا يدرى ـ وصمة عار وشاهد زمن على ما آلت إليه أحوال مصر فى عهده .

شرم الشيخ تلخص حقبة كاملة لعصر من الضلال والفساد أبتليت به مصر ..

شرم الشيخ تمثل لمصر الإبنة الضالة والمنحلة التى يلهو على خصرها فى كل حين أعداء الأمة ، وهى تمثل لأبناء البلد وللوطن الأم ما يمثله الإبن العاق الذى انسلخ عن أهله تاركـًا خلفه كل المبادئ والقيم .

إن أول ما فعله بوش بعد تدمير واحتلال العراق كان كان زيارة شرم الشيخ والاجتماع بطراطير العرب حكام مصر والسعودية والأردن وفلسطين !!

شرم الشيخ لا تمثل لنا أى قيمة بوضعها الحالى فهى ليست فى خدمتنا وإنما فى خدمة الأعداء ..

شرم الشيخ بالنسبة لنا ما هى إلا جرسون وعامل نظافة ولا شئ آخر ..

وتفجيرات شرم الشيخ التى وقعت أخيرًا وقعت على رأس النظام ولم تقع على رأس الشعب ، فهى البيت الآمن لكل طغاة العالم وأصبح لزامًا من الآن فصاعدًا أن يأخذ كل مسئول مصرى غيارات داخلية معه يستبدلها كلما سمع فرقعة جديدة حتى لو كان الإنفجار صادرًا عن إنفجار إطار سيارة أو تهشم زجاج ارتطمت به الكرة ... المخبأ الوحيد لأراذل القوم انتهكت حرماته بعد التفجيرات الأخيرة وستضيق عليهم الأرض بما رحبت ، وهذا هو سر جنون مبارك وعصبيته ..

إنه غير عابئ بالتنمية التى يتمسح بها ولا بأمن مصر الذى يتشدق به ... إنه مشغول بأمنه الشخصى وأمن حاشيته وزواره ، ومن المؤسف حقـًا أن يحشد النظام كل هذا الكم من الفنانين والفنانات للتنديد بما حدث من تفجيرات ، فلم يجد النظام غير هذه الفئة التى يمكن تحريكها ، والإعلان عن استنكار الحدث ودوافعه .

لقد تحرك الفنانين من غير دوافع أو مشاعر حقيقية وعلى الرغم من كونهم ممثلين إلا أنهم فشلوا فى إخراج المشهد المقنع الذى يستجلب التقدير والاحترام ..

لقد فشل الممثلون فى التمثيل لكونهم غير مقتنعين بالدور المسند إليهم ، فتساندوا على بعضهم البعض وهم يحملون أعلام مصر الجديدة التى وفرها لهم النظام ليهتفوا بصوت مضحك :

لا للخونة .. لا للإرهاب !!

النظام لم يجد إلا المشخصتيه للقيام بهذا الدور المهين بعدما امتنع الشعب عن العزاء ، ومبارك لم يتعظ من الأحداث ولم يتعلم من الدروس ، وهاهو الآن يوجه الدعوة لعقد قمة عربية فى شرم الشيخ تمهد الطريق للتطبيع مع العدو الصهيونى لمجرد الإنسحاب من غزة .

شرم الشيخ لا تستحق التفجيرات وإنما تستحق الحرق .

الفرقاني
30-07-2005, 05:42 PM
بارك الله في الكاتب والناقل

ماهر علي
31-07-2005, 12:27 PM
بارك الله في الكاتب والناقل