الفرقاني
27-07-2005, 06:14 PM
لماذا أكون إرهابياً؟
27-7-2005
بقلم عبدالله بن يوسف
كثيراً ما يتساءل الإعلاميون والباحثون في "شؤون الجماعات الإسلامية" المسلحة وغير المسلحة عن أسباب التطرف والعنف والإرهاب عندهم وأهدافهم من ذلك كله، وفي هذا المقال لن أتعرض للأهداف لأن الأهداف يناقشها أصحابها والقائمين عليها وليس من ينظرون ويحللون وهذا مستبعد لأن أصحابها مطاردين، وإنما سأعرض لبعض الأسباب المؤججة لمشاعر هذه الجماعات وتدفع بها "للإرهاب"، وسأجعل من نفسي مثالاً أتصور فيه كيف يمكن لهذه الأسباب أن تولد التطرف في نفسي.
إن أول الأسباب المؤججة "للإرهاب"في النفس هي التطرف. نعم التطرف العلماني في السياسة والإعلام مرئياً كان أو مسموعاً أو مقروءاً، ربما يُسأل كيف فأقول:
1- حينما يتقصد الإعلام بصياغة خطابه وتحرير أخباره صياغة عدائية لكل ما هو إسلامي، فإن ذلك يؤجج النفوس ويذكي نار الحقد فيها خصوصاً مع الإعراض عن المناصحات والمناشدات للرجوع للموضوعية والحياد، فكيف سيكون الرد الآخر؟!
2- حينما تُسمى الأشياء بغير مسمياتها الشرعية ( فئاتً كانت أو طوائف أو أحكام)، فإن ذلك يدعو للتساؤل ما المقصود من ذلك ومن الدافع له والمؤصل أو المنظر لمبدئه.
3- حينما يتكلم في كتاب الله غير أهله ويؤول فيه على غير مؤول فما المنتظر؟!
4- حينما ترد مذيعة حاسرة الرأس عارية النحر كاشفة الساقين تفسير آية صريحة في كتاب الله بحسب فهمها الشخصي فماذا تنتظرون ؟ !
5- حينما يرد مذيع متأصل العلمنة على مداخلة مشارك في آية من مثل قوله تعالى { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ... }، قائلاً إن هذا المنطق مرفوضٌ زماناً ومكاناً أو نحوه فماذا تتأملون؟
6- حينما يرفض رأي فقهي معتبر بكل مقاييس الاعتبار الفقهي في برنامج يدّعى أنه حواري كبرنامج (اشريعة والحياة) لمجرد أنه رأي متشدد ( بالنسبة للمقابِل والمقابَل) أو غير مناسب للعصر (حسب رأيهم)،فماذا تأملون؟!
7- بل حتى في قراءة الخبر: فحينما يُقرأ خبر قصف أمريكي لبلدة بكاملها وقتل أهلها وهدم بيوتهم على رؤوسهم يُقرأ مصحوباً بابتسامة المذيع أو المذيعة وحينما يُقرأ خبر قتل رهينة من رعايا المحتل أو معينٍ للمحتلين يُقرأ بأسلوبٍ استنكاري والتفاتة مستهجنة لهذا "العمل الوحشي" أو حزينة تعطي إيحاءً للمشاهد بعدم الرضا عن الفعل "السياسي"،وتُضفي بصمةَ رأيٍ شخصيٍ لقارئ الخبر أو المؤسسة الإعلامية التابع لها فلماذا لا يكون الإمعان في "الإرهاب" ردة فعل إزاء ذلك؟.
8- حينما يُقتل ألاف المسلمون على يد المتعصبين الصرب بأبشع ألوان القتل والتمثيل ثم إفصاحاً لسبب هذه القتلة يُقطع من الأيدي أصبعين ويُبقى ثلاثة في إشارة صريحة للتثليث؛ ويُسمى ذلك تصفية عرقية ولا يسمى إرهاباً وتطرفاً دينياً؛ فكيف يمكنني أن أعقل وأتعقل؟!.
9- حينما أرى إخوتي في الدين والعقيدة يبادون ويقتلون في نيجيريا على يد جيش الرب النصراني ولا أرى أو أسمع من ينصرهم أو ينصفهم إعلامياً أو سياسياً أو عسكرياً، بل أرى وأسمع من يشن عليهم حربه ويحمّلهم جريرة مذابحهم لأنهم اختاروا الإسلام عقيدة ومنهج حياة. فكيف يمكنني أن أكون سوى إرهابياً؟!.
1- حينما يُقتل ويُشرد الآلاف يومياً في الشيشان وسط صمت إعلامي رهيب، هذا ناهيك عن الجرائم الأخرى التي لا يمكن حصرها في هذا المقال، فأي فكر يمكنني أن أعتنق؟!.
لم يستح بوش أو رامسفيلد من مذهبه أو منهجه، فلم يراد لي أن أستحي من ديني وعقيدتي؟!
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على النفس من وقع الحسام المهند
لست مع القتل وسفك الدماء البريئة، أملك قلباً يحب كما القلوب تحب، ويعشق كما الآخرون يعشقون، ونفساً تحب الحياة وتحرص عليها كما الجميع يحرصون، ولكن أملك كرامةً غير معروضة للبيع بأغلى الأثمان، وأعتقد ديناً هو إلى نفسي أحب إليَّ منها، فأروني ماذا ترون.
أليست هذه أسباباً كافية لأن أكون إرهابياً ومتطرفاً وما شئتم بعد من تسميات؟!.
27-7-2005
بقلم عبدالله بن يوسف
كثيراً ما يتساءل الإعلاميون والباحثون في "شؤون الجماعات الإسلامية" المسلحة وغير المسلحة عن أسباب التطرف والعنف والإرهاب عندهم وأهدافهم من ذلك كله، وفي هذا المقال لن أتعرض للأهداف لأن الأهداف يناقشها أصحابها والقائمين عليها وليس من ينظرون ويحللون وهذا مستبعد لأن أصحابها مطاردين، وإنما سأعرض لبعض الأسباب المؤججة لمشاعر هذه الجماعات وتدفع بها "للإرهاب"، وسأجعل من نفسي مثالاً أتصور فيه كيف يمكن لهذه الأسباب أن تولد التطرف في نفسي.
إن أول الأسباب المؤججة "للإرهاب"في النفس هي التطرف. نعم التطرف العلماني في السياسة والإعلام مرئياً كان أو مسموعاً أو مقروءاً، ربما يُسأل كيف فأقول:
1- حينما يتقصد الإعلام بصياغة خطابه وتحرير أخباره صياغة عدائية لكل ما هو إسلامي، فإن ذلك يؤجج النفوس ويذكي نار الحقد فيها خصوصاً مع الإعراض عن المناصحات والمناشدات للرجوع للموضوعية والحياد، فكيف سيكون الرد الآخر؟!
2- حينما تُسمى الأشياء بغير مسمياتها الشرعية ( فئاتً كانت أو طوائف أو أحكام)، فإن ذلك يدعو للتساؤل ما المقصود من ذلك ومن الدافع له والمؤصل أو المنظر لمبدئه.
3- حينما يتكلم في كتاب الله غير أهله ويؤول فيه على غير مؤول فما المنتظر؟!
4- حينما ترد مذيعة حاسرة الرأس عارية النحر كاشفة الساقين تفسير آية صريحة في كتاب الله بحسب فهمها الشخصي فماذا تنتظرون ؟ !
5- حينما يرد مذيع متأصل العلمنة على مداخلة مشارك في آية من مثل قوله تعالى { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ... }، قائلاً إن هذا المنطق مرفوضٌ زماناً ومكاناً أو نحوه فماذا تتأملون؟
6- حينما يرفض رأي فقهي معتبر بكل مقاييس الاعتبار الفقهي في برنامج يدّعى أنه حواري كبرنامج (اشريعة والحياة) لمجرد أنه رأي متشدد ( بالنسبة للمقابِل والمقابَل) أو غير مناسب للعصر (حسب رأيهم)،فماذا تأملون؟!
7- بل حتى في قراءة الخبر: فحينما يُقرأ خبر قصف أمريكي لبلدة بكاملها وقتل أهلها وهدم بيوتهم على رؤوسهم يُقرأ مصحوباً بابتسامة المذيع أو المذيعة وحينما يُقرأ خبر قتل رهينة من رعايا المحتل أو معينٍ للمحتلين يُقرأ بأسلوبٍ استنكاري والتفاتة مستهجنة لهذا "العمل الوحشي" أو حزينة تعطي إيحاءً للمشاهد بعدم الرضا عن الفعل "السياسي"،وتُضفي بصمةَ رأيٍ شخصيٍ لقارئ الخبر أو المؤسسة الإعلامية التابع لها فلماذا لا يكون الإمعان في "الإرهاب" ردة فعل إزاء ذلك؟.
8- حينما يُقتل ألاف المسلمون على يد المتعصبين الصرب بأبشع ألوان القتل والتمثيل ثم إفصاحاً لسبب هذه القتلة يُقطع من الأيدي أصبعين ويُبقى ثلاثة في إشارة صريحة للتثليث؛ ويُسمى ذلك تصفية عرقية ولا يسمى إرهاباً وتطرفاً دينياً؛ فكيف يمكنني أن أعقل وأتعقل؟!.
9- حينما أرى إخوتي في الدين والعقيدة يبادون ويقتلون في نيجيريا على يد جيش الرب النصراني ولا أرى أو أسمع من ينصرهم أو ينصفهم إعلامياً أو سياسياً أو عسكرياً، بل أرى وأسمع من يشن عليهم حربه ويحمّلهم جريرة مذابحهم لأنهم اختاروا الإسلام عقيدة ومنهج حياة. فكيف يمكنني أن أكون سوى إرهابياً؟!.
1- حينما يُقتل ويُشرد الآلاف يومياً في الشيشان وسط صمت إعلامي رهيب، هذا ناهيك عن الجرائم الأخرى التي لا يمكن حصرها في هذا المقال، فأي فكر يمكنني أن أعتنق؟!.
لم يستح بوش أو رامسفيلد من مذهبه أو منهجه، فلم يراد لي أن أستحي من ديني وعقيدتي؟!
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على النفس من وقع الحسام المهند
لست مع القتل وسفك الدماء البريئة، أملك قلباً يحب كما القلوب تحب، ويعشق كما الآخرون يعشقون، ونفساً تحب الحياة وتحرص عليها كما الجميع يحرصون، ولكن أملك كرامةً غير معروضة للبيع بأغلى الأثمان، وأعتقد ديناً هو إلى نفسي أحب إليَّ منها، فأروني ماذا ترون.
أليست هذه أسباباً كافية لأن أكون إرهابياً ومتطرفاً وما شئتم بعد من تسميات؟!.