المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن وأصحاب الديانات الأخرى



منصور بالله
25-07-2005, 06:56 PM
نحن وأصحاب الديانات الأخرى







بقلم : محمود شنب

mahmoudshanap@yahoo.com

mahmoudshanap@hotmail.com



أيام تسيدنا الحياة أعطينا الغرب من الخير ما لا يخطر على قلب بشر .. علمناهم الحكمة والأدب والأمانة والعلم وصيانة العهد والشرف وكل ما يسمو بالبشرية ، وعندما دارت الأيام دورتها وتسيد الغرب علينا فعل فينا من الشر ما لا يخطر على قلب بشر .. أفسد علينا حكامنا ومشايخنا وأولادنا ونسائنا ومثقفينا ، وسلب منا الثروات واغتصب الحقوق ونشر فينا الاباحية والسفور وعلم أولادنا الفجور والشذوذ ، ولقد أرادت مشيئة الله أن تكون الحياة مداولة بين المسلم وغير المسلم ... قال تعالى : (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )) ومداولة الأيام تظهر حقيقة الإيمان ومعادن الرجال فالمسلم الحق يظل على مبادئه إن كان حاكمًا أو محكومًا ، والمسلم الحق يظل على طبيعته إن كان ميسورًا أو معدومًا ، فعلاقة المسلم مع ربه لا تتأثر بمداولة الأيام ولا تتغير بتغير الأحوال ففى كل الأحوال يظل المسلم مرتبطًا بمنهاج تربوى ودستور قرآنى يقيه الذلل ويجنبه الشطط ويبعده عن اقتراف الجرائم والمعاصى ، وإذا بدا شيئا من الاعوجاج فى تصرفات بعض المسلمين فى هذه الأيام فإن ذلك يرجع لخلل قائم فى المجتمعات الإسلامية أساسه عدم الحكم بما أنزل الله وتفريط الحكام فى أحكام الإسلام والسير وفق هوى الغرب الفاسد مستعينين بطائفة فاسدة من علماء الدين يزينوا لهم الأفعال والأقوال ويستقووا بهم على الشعوب المستضعفة من أجل فرض الزيف ونشر الضلال وتشويه الدين وإفساد العقيدة ، ومن هنا حدث الخلل والاعوجاج ، ولقد خلقنا الله أمة وسطا لنكون شهداء على الناس ، فنقطة المنتصف فى كل شئ تكون الأقرب للأطراف فإذا حدث تطرف من جهة حدث تشدد فى الجهة الأخرى ، ووسطية الإسلام تجعله الأقرب لمعالجة الخطأ وتقويم الميل وإصلاح الخلل ، فإذا حدث تجاوز من الشمال أعقبه تقويم من اليمين ، وكلما حدث خلل من أى نوع أعقبه إصلاح يتناسب مع قدر الخلل ، وكلما ازدادت المظالم ازدادت ردود الأفعال وأساليب التقويم ، وكل المظالم التى أتت إلينا من الغرب كان لابد أن تجد من يقاومها ويتصدى لها من شعوب الشرق طالما تقاعس الحكام عن حماية شعوبهم ...

إن سجلات التاريخ مليئة بجرائم الغرب وتكاد تخلو صفحاتها من جرائم الشرق خصوصًا فى حقبة ما بعد الإسلام ... لقد ترك الإسلام أيام فتوحاته حرية الاعتقاد وحفظ الأنفس وصان الأعراض ولم يهدم معبدًا أو كنيسة ، ولم يسلب حقا من حقوق الغير ، وأرسى قواعد العدل والمساواة ، وأعطى لكل ذى حق حقه للدرجة التى كان يقف فيها اليهودى فى مواجهة أمير المؤمنين أمام قاضى المسلمين فينصفه القاضى المسلم على أمير المؤمنين ، فلا يخشى القاضى من العزل ولا يغضب أمير المؤمنين من الحق ... كل شئ فى الإسلام يخضع لحكم الله لا فرق بين عربى ولا عجمى إلا بالتقوى .

ولقد استقرت على الأرض رسالات السماء الثلاث ـ الإسلام والمسيحية واليهودية ... الإسلام حفظه الله من التغيير (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين )) والمسيحية بدل أحكامها أصحاب الأنفس المريضة والأهواء الفاسدة ، والأمر بالنسبة لليهود كان أكثر وأفدح وأشد خطورة .. يقول تعالى : (( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )) .

واستقرت الأمور بعد التحريف والتبديل على حقائق هامة مفادها أن الإسلام أصبح رمزًا للحق ، واليهودية أصبحت رمزًا للباطل ، بينما وقفت المسيحية ما بين بين وأصبح بمقدورها ترجح كفة على كفة وإعانة طرف على طرف ، لكنها حُرفت من قبل وانحرفت فقد مالت إلى الباطل على حساب الحق ، ولو استقامت على الطريقة المثلى وحافظت على رسالتها ما تمكن اليهود منا ولا منها ، وعلى الرغم من أن الله تعالى قد أخبرنا عن النصارى بأنهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا إلا أنه جل شأنه وضع من الدلائل والعلامات والضوابط ما يوضح هذه المودة ويثبت صدقها ، فإن ضاعت هذه العلامات ضاعت المودة ولم يبق منها شيئا ، لكن علماء السلطة أخذوا من الآيات الكريمة الدالة على ذلك البدايات وتركوا النهايات على غرار (( ولا تقربوا الصلاة ..... )) يقول تعالى : (( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ـ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )) وهذه الآيات الكريمة تعد حجة كاشفة فى وصف أهل الديانات الأخرى وعلاقتهم بالإسلام ، وهى أوصاف منطقية أوضحتها الأحداث وأكدتها التجارب ، فمن حيث عداوة اليهود للإسلام فإنها عداوة تقوم على أساس من الباطل الذى يواجه الحق بكل إجرام وشراسة فلليهود أهداف تتناقض مع أهداف الإسلام ورسالة تختلف تمام الاختلاف مع رسالته السامية ، ومن هنا كان لابد أن تزداد العداوة وتشتد مع الوقت ضراوة مع كل من آمن بالله حتى لو كان الإيمان قرين المسيحية ولم يقتصر على الإسلام ، فالمسيحية بالنسبة لليهود توافقهم أكثر كلما كان انحرافها وتغييبها أشد وأكبر والعكس صحيح ، والمسيحية بالنسبة لنا تكون على عكس ذلك تمامًا فهى تتوافق معنا كلما ظلت على المنهج الصحيح الذى جعله الله لها دون زيف أو تحريف ، والعكس أيضًا صحيح فإنها تبتعد عنا بقدر الخلل الواقع فيها ، ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن المسيحية قد ابتعدت كثيرًا عن الحق وأصبحت مسيحية صهيونية تسير على غير ما أراده الله لها ، فأى مسيحية تلك التى تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف ، وأى مسيحية تلك التى تعين الظالم على المظلوم ، وأى مسيحية تلك التى تقنن الفسق والفجور وتستبيح الحقوق وإراقة الدماء وزواج المثل ؟!!

هل هذه هى المسيحية التى يفيض فيها الدمع لما عرفت من الحق ؟!!

إننا لم نعد نشاهد دموعًا للمسيحية تتساقط على من يتساقطوا كل يوم ضحايا لحروب قذرة يشنها قادة الغرب علينا دون ذنب أو جريرة ... لقد أصبحت المسيحية فى خندق اليهود صباح مساء يناصرونهم علينا بالمال والسلاح والإعلام وحروب الوكالة ـ حتى اللقمة أصبح قادة الغرب يأخذونها من أفواه أطفالهم ويضعوها فى أفواه اليهود ، ولم يكن ذلك نتيجة ذكاء من اليهود ولا عبقرية مثلما يحلو للبعض تصوير الأمور وإنما نتيجة تقاعسنا نحن أصحاب الحقوق ، فأموالنا أكثر من أموالهم ولكن على من ننفقها ؟!! وأولادنا أكثر بما لا يقارن من أولادهم ولكن على أى شئ نربيهم ونعلمهم ؟!! .... الخلل فينا بقدر ما هو فى غيرنا ، وكل شئ يسير وفق مشيئة الله ، وتوزيع الديانات على الخلق لم يكن أمرًا عبثيا وإنما كان شيئا مقدرًا ومتناسبًا مع طبائع البشر ، ولذلك من الصعوبة بمكان أن تجد يهوديًا أمينـًا ومخلصًا لا يقبل الجور أو القتل وأكل حقوق الآخرين ، ومن الصعب أيضًا أن تجد مسلمًا تطمئن نفسه لفعل شئ من أفعال اليهود كالقتل والجور وأكل الحقوق ... بينما من السهل جدًا أن تجد مسيحيًا مؤمنـًا وآخر كافرًا ومسيحيًا لا يقبل القتل ومسيحيًا يعيش على القتل وكأن أوراق الديانات كلها قد وضحت وأصبح لكل دين مدلولاته وسماته : الإسلام حق ، واليهودية باطل ، والنصرانية آداة ترجيح .

قد يقترف بعض من ينتسبون إلى الإسلام بعض الجرائم لكن الإسلام منهم براء ، ويرفع الإسلام عن المسلم وقت اقتراف جرائمه تصديقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( لا يزنى الزانى وهو مسلم ..... )) والله جل شأنه أحكم الأقدار وفق ارادته ومشيئته وقال جل شأنه فى صدر سورة المائدة : (( إن الله يحكم ما يريد )) وإحكام الله هو إحكام عدل وتمكن وليس إحكام جور (( إن الله لا يظلم مثقال ذرة )) وفى صراع الحق والباطل أمدنا الله بكل ما يمكنا من دحر الباطل والتغلب عليه لكننا تقاعسنا عن آداء دورنا الذى حدده الله لنا ، وتركنا الجهاد واتبعنا سنن الذين من قبلنا وسبل الفساد شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ، ونسينا العقد الذى يربطنا بالله (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) وأصبحنا نرى الأمور التى تحدث فينا بعيون قاصرة وقلوب مظلمة ... نبحث عن الله عند مشاهدتنا لصور القتل والدمار فى كل من العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان وسائر ديار المسلمين ولا نبحث عن أنفسنا ولا عن دورنا وسط هذه الأحداث !!

نبحث عن الله وهو موجود (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور )) ولا نبحث عن أنفسنا ونحن مغيبون !!

نبحث عن الله ليدافع عنا ومنا الزانى ومنا السارق ومنا الظالم ومنا الخائن ومنا العميل ... لا نستحى من تصرفاتنا ولا نخجل من أفعالنا ونطلب العون من الله !!

يستقوى الغرب ببعضنا على بعضنا فيغزو الديار من الديار ويُستعان بالمسلمين على المسلمين ، وندمر بأيدينا كل شئ ، وكلما اقتربت منا فئة من التمكن والأخذ بالأسباب وبلوغ الهدف تعاونوا مع الغرب عليها وأعادوها إلى نقطة الصفر ... حدث هذا مع مصر فى 67 ومع العراق من 91 وإلى اليوم ومازالت المعارك تحصد الآلاف فى العراق والشيشان وأفغانستان وفلسطين ، وحكامنا يفرشوا الأرض ورودًا للطغاه وييسروا كل شئ للغزاه دون وقفة مع النفس أو تفقه فى الدين !!

أنظر إلى قدرة الله فى خلقه فلا أملك إلا السجود لجلال عظمته وقدرته وحكمته ... يقول تعالى : (( لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى )) صدقت يا ربى .... ويقول جل شأنه : (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يُبخسون ـ أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون )) هود 15 ، 16 صدقت يا ربى ... (( كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )) صدقت يا ربى .. وعجائب الأرقام فى القرآن تشهد بذلك فلا إكراه على شئ ... ذكرت كلمة الدنيا فى القرآن 115 مرة فى القرآن وذكرت الآخرة 115 مرة ، ذكرت الملائكة 88 مرة والشياطين 88 مرة ، ذكرت الحياة 145 مرة وذكر الموت 145 مرة ، ذكر النفع 50 مرة وذكر الفساد 50 مرة ، ذكرت المصيبة 75 مرة وذكر الشكر 75 مرة ، وعندما ذكر المسلمين 41 مرة ذكر الجهاد 41 مرة ... كأن الجهاد قرينـًا للإسلام ... سبحان الله العظيم !!

اليوم إذا حدثت هنا أو هناك ردود أفعال من المجاهدين ردًا على المجازر التى تحدث فى بلاد المسلمين تقوم قيامة العلماء الفاسدين ليلعنوا من يجاهد ويسبوا من يقاوم ويتحدثوا عن سماحة الإسلام ونحن فى عز الاحتلال وعن وجوب الصفح والعفو والغفران وبيوتنا تـُهدم وأرواحنا تزهق وقرآننا يُدنس !!

يضعوا نصائحهم للمسلم بقبول الضيم عند الحروب وقبول الإهانة عند الكروب وطاعة أولى الأمر حتى ولو فعلوا أفعال اليهود ... وكلها نصائح باتت ممقوتة ومرفوضة حتى من العوام ، لأن ديننا الحنيف دين قيم لا يتناقض مع الفطرة ولا يتصادم مع العقل أو الحكمة ، ولذلك فقد جاء حديث رسولنا الكريم متسقا مع هذا الاتجاه : (( استفت قلبك ولو أفتوك )) ففتاوى علماء السلاطين فيها من الهلاك ما عظم قدره وزاد بلاءه حتى وإن كان المتحدث دكتور وعالم وشيخ مشايخ فالحق نور والنور لا يخرج من قلوب مظلمة طمس الله عليها وأضلها على علم ، ولذلك لم يكن غريبًا أن نجد أغلب من أضلهم الله على علم كانوا من أصحاب الرسالات العلمية الكبيرة وممن يحملون لقب دكتوراه أمثال سيد طنطاوى وكرزاى وفتحى سرور وعلاوى ويوسف والى والجعفرى .

وفى علاقتنا بإسرائيل يرقص جميع الحكام العرب على سلالم العار فلا هم مع الأخيار بسبب خوفهم من أمريكا ، ولا هم مع الأشرار بدافع خوفهم من الشعوب ... أقوالهم تخالف أفعالهم ، وأفعالهم تنسف أقوالهم ، وهذا هو حال المنافقين .. يقول تعالى : (( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ـ وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً )) 88 ، 89 ـ سورة النساء .

إن إسرائيل فى هذه الفترة كالحة السواد تبدو واضحة تمام الوضوح ، فهى لم تعد تخفى النوايا ولم تعد تزيف الأهداف ... أهدافها التوسع وتعلن عن ذلك بتبجح ، ونواياها السيطرة وتعلن عن ذلك بتعالى ، وأفعالها الإجرام المتمثل فى كل صور الحقد والقتل والتنكيل وتباشره أمام كل وسائل الإعلام ، ولا تنكر ذلك بل تعلنه على كل أرجاء العالم عبر الفضائيات ، وعلى الرغم من كل ذلك يصر حكامنا على جعل السلام خيار استراتيجى ، ولا أدرى كيف يكون للعاقل خيار أوحد وكيف يكون ضياعه وذوبانه خيار استراتيجى !!

هناك أمثلة شعبية تعبر عن الحالة التى تربطنا بالحكام .. بعض هذه الأمثال يذكرها الناس على سبيل النقد والسخرية والاستهزاء من كل من يبذل جهده فيما لا يفيد ويضع أمله فى غير ما هو مضمون ومثمر ، ومن أشد الأمثلة الشعبية تعبيرًا عن العلاقة الغير مجدية التى تربط حكامنا بالصهاينة بغية الحصول على الأمن والسلام الكاذب .. يقول المثل الشعبى : "نقول تور يقولوا احلبوه" وآخر يقول عن المعتوه : "يسيب النخله ويشت الدكر" ... فى المثل الأول يبدو كل شئ واضحًا وتبدو النصيحة فى محلها لكن أحدًا ممن بيدهم صنع القرار لا يريد أن يفهم ـ "نقول تور ـ يقولوا احلبوه" ـ الثور لا يعطى لبنـًا لكن أولى الأمر مصرون على حلبه ، وفى المثل الآخر نترك التعاون العربى العربى ونبحث عن التعاون مع إسرائيل .. نترك النخلة المثمرة ونبحث عن البلح أسفل ذكر النخيل الذى لن يثمر أبدًا ولن نجد فى ظله أى تمر !!

إن إسرائيل يا ساده لا تعطى إلا ما تستطيع أن تسترده ولا تفرط أبدًا فيما يصعب عليها استرداده .. إذا أعطت شئ أعطته بعد أن تعرف السبيل لاسترداده ... عندما أعادت سيناء لمصر ضمن اتفاقية السلام أعادتها إلينا بعد أن وضعت من الشروط ما يسهل عليها استردادها وقتما تشاء وفى أقل من 48 ساعة ، وكأنها تعطى الشئ بصفة أمانة ، وحكامنا خير من يصونوا أمانة الأعداء حتى لو كانت من أحق حقوقنا .

إسرائيل أشبه باللص الذى يسرق حافظة نقودك ثم يستودعها إياك لحين حاجته إليها ، والمشكلة ليست فى اللص بقدر ما هى فى صاحب الحق الذى يفرط فى حقه ويقبل أن يظل حارسًا عليه لحساب الغير ..

فى الأردن أرسلت إسرائيل إثنان من الموساد لقتل خالد مشعل باستخدام مادة مجهولة وأجهزة وضعت على أذنيه ، وعند تنفيذ العملية وسقوط خالد مشعل مغشيًا عليه تم القبض على رجال الموساد بمعرفة المواطنين ـ لا الشرطة ولا الجيش ولا أمن الدولة الأردنى ـ ومعهم الأجهزة التى استخدموها فى العملية ... إسرائيل هددت وتوعدت الحكومة الأردنية إن لم تفرج عنهم فورًا .. وتمت الصفقة مقابل وعد بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين .... إسرائيل أفرجت عنه وهى تدرك أنه سيظل فى حوزتها .. فعلت ذلك لتحمى رجالها ، بينما أبقت خالد مشعل والشيخ ياسين مستهدفان ضمن عملياتها القادمة ، وعندما أرادت اغتياله اغتالته فجرًا أمام المسجد وهو قعيد على دراجته المتحركة ، واليوم تنسحب من غزة وغدًا تعود إليها مثلما يحدث الآن فى مدن الضفة والقطاع ... إنها لا تعطى إلا ما تستطيع أن تسترده .

إننا فى هوان وإهانة ، والجهاد هو سبيلنا الوحيد لتصحيح كل ما أصابنا ..

علينا أن نذكر دائمًا أن أول ما فعله جنود الاحتلال الأمريكى والبريطانى فى العراق تمثل فى وضع أحذيتهم على رؤوس المسلمين هناك ، وآخر ما فعله الأوغاد هناك هو تمزيق أوراق القرآن الكريم ورسم الصلبان على أغلفة المصاحف التى فى المساجد ، وما بين وضاعة الفعل الأول وشناعة الفعل الأخير حدثت أفعال كثيرة كان أشهرها أحداث سجن أبو غريب حيث انتهاك الحقوق وممارسة الشذوذ وتدمير المنازل وقتل المصلين فى المساجد ، ولم يسلم من همجيتهم أحد ـ حتى المصابون داخل المساجد ضربوهم بالنار ، وقد نقلت كاميرات الإعلام كل هذه الجرائم وشاهدها العالم كله على مضض وضيق واستنكار .

ومدلول هذه الأفعال لا يخفى على أحد ، فالمعركة صهيونية صليبية بالدرجة الأولى ، ولا يمكن إخفاء معالمها وأهدافها ، والمعارك التى تدور رحاها الآن تدور بين قوى الشرك وقوى الإيمان وقوى النور وقوى الظلام ، والغل الصليبى الواضح للعيان يذكيه حقد صهيونى دفين ليس لكراهيته سقف ، ولقد تشابهت الأفعال الإجرامية على يد القوات الأمريكية والصهيونية فى كل من العراق وفلسطين ووصلت حتى التطابق فى الهمجية التى تمثلت فى اقتحام المنازل وتعصيب الأعين وتقييد السواعد والاستهانة بكل قيم البشرية والانفلات اللا أخلاقى الذى وضح فى تصرفات الجنود على اختلاف مستوياتهم العسكرية ... كل هذا يشير إلى توحد منابع الإجرام وتوحد الهدف من المعارك التى تدور الآن فى كل ديار المسلمين سواء فى أفغانستان أو العراق أو فلسطين ، وما حدث من تدنيس للقرآن الكريم على يد القوات الأمريكية والبريطانية فى العراق حدث مثله على يد القوات الصهيونية فى سجون فلسطين ، وما حدث للمصحف فى بغداد حدث مثله فى أفغانستان وجوانتانامو ، والذى لم تفعله القوات الأمريكية والبريطانية والصهيونية فى باقى البلاد العربية فعلته أنظمة الحكم العميلة فى هذه الأوطان المنكوبة بحكامها ، فالمسلمون الآن يطاردون فى كل شوارع القاهرة والرياض وصنعاء وعمان والكويت والجزائر وتونس والمغرب وكل الدول العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج ، وما حدث فى سجن أبو غريب لا يرقى بحال من الأحوال لما يحدث داخل سلخانات الأنظمة العربية وسحل المواطنين فى الشوارع يتم فى أكبر ميادين القاهرة ، وتجريد النساء من ملابسهن واغتصابهن يتم أمام أعرق النقابات المهنية فى مصر وفى وضح النهار ، ورد المسيحيات اللاتى دخلن فى الإسلام إلى حراس ديانتهم الأولى وحلق شعورهن يتم الآن بأوامر من الرئيس مبارك شخصيًا .

ألا يدل كل ذلك على أن الإسلام هو رمزًا للحق وأن اليهودية هى رمزًا للباطل وأن المسيحية هى الطرف الذى نصر الباطل على الحق ، ولن يدوم ذلك طويلاً .

العربي بن سالم
26-07-2005, 02:21 PM
سلمت وسلم فاهك
كلامك معبر ودال وفيه من الشرح والوصف ما يكفي
سلمت

kimo17
26-07-2005, 03:17 PM
علينا أن نذكر دائمًا أن أول ما فعله جنود الاحتلال الأمريكى والبريطانى فى العراق تمثل فى وضع أحذيتهم على رؤوس المسلمين هناك ، وآخر ما فعله الأوغاد هناك هو تمزيق أوراق القرآن الكريم ورسم الصلبان على أغلفة المصاحف التى فى المساجد ، وما بين وضاعة الفعل الأول وشناعة الفعل الأخير حدثت أفعال كثيرة كان أشهرها أحداث سجن أبو غريب حيث انتهاك الحقوق وممارسة الشذوذ وتدمير المنازل وقتل المصلين فى المساجد ، ولم يسلم من همجيتهم أحد ـ حتى المصابون داخل المساجد ضربوهم بالنار ، وقد نقلت كاميرات الإعلام كل هذه الجرائم وشاهدها العالم كله على مضض وضيق واستنكار .


ألا لعنة الله عليهم إلى يوم الدين

إلى مزابل التاريخ هم ومن والاهم

وليبق هذا الشمس رافع الرأس أبدا