المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إفلاس... أم مأزق؟



الفرقاني
24-07-2005, 04:46 PM
إفلاس... أم مأزق؟

في كل يوم بل في كل ساعة تتجلى الحقائق أمام العراقيين عن الوضع المأساوي الذي يسود الوطن.
وبعد ان كان الناخب العراقي كما ادعوا تحدى (الحواجز والاسلاك والارهاب) حسب ما تناقلته وسائل الاعلام.. من اجل حكومة وطنية! تقضي على ظاهرة الارهاب!! وتطالب برحيل المحتل!! وتقضي على البطالة!! وتوفير الماء والكهرباء.. وجد العراقيون انفسهم انهم كانوا في حلم جميل!! وقد صدق اهل الحل العقد من ابناء العراق الغيارى عندما نصحوا الاخرين ان الانتخابات ليست هي مفتاح الحل لما نحن فيه.. ولكن الاطراف التي جاءت من خلف الحدود واصدقاؤهم الذين جاءوا مع المحتل مباشرةً على ظهور الدبابات أغلقوا سمعهم.. بعد ان اعمى الله بصيرتهم.. على ضرورة الانتخابات لان أولياءهم ارادوا ذلك!!.
ماذا حصل.. البطالة وصل الى اعلى حد!! وانعدام الخدمات في توفير الماء والكهرباء وصلت الى ادنى حد!! وبالتالي لا جدولة انسحاب ولا أمن ولا استقرار..اين شرف الوطن.. واين حق المواطن.. لا تعرف.
انه الافلاس.. الذي أوصل بهذه الحكومة المنتخبة! ان تقتل ابناء الوطن على الهوية.. أين يتجه العراق؟؟ نقولها بألم أن العراقيين يسيرون نحو المجهول!! وهذه هي الحقيقة التي يتجاهلها رجال الحكومة واعلامها المتأمرك.. يسانده اعلام ونصائح الاولياء في دولة مجاورة.. والا ماذا تفسّر عمليات القتل على الهوية؟؟ لماذا يتم قتل عشرة شباب جاءوا لزيارة مرضاهم في مستشفى النور في الشعلة يوم 10 تموز ومن ثم يتم خنقهم بحاوية من قبل ما يسمى (مغاوير الداخلية) ثم ليلقوا حتفهم (خنقاً).
لكل فعل رد فعل.. فالغضب لا يولد الا العنف والارهاب لا يولد الا الارهاب والكره لا يولد الا الكره.. وان هذا القتل الذي تقوم به زمر مجرمة يقوم على ستراتيجية الثأر والانتقام، هذه الزمر تنتمي الى مجرم يستلم فواتير الحساب والاوامر من اسياده خلف الحدود.. ليعبث ويدمر بعد ان افلس في تحقيق ذرة من برنامج يفيد المواطن العراقي الصابر.. انه الافلاس حتى وصل التذمر في هذا المواطن ان يتحسر على أيام الامن والاستقرار.. ومن الصدف ان قناة المستقلة الفضائية كانت تبث برنامجاً عن الاماسي العمرية وحينها سأل الدكتور مقدم البرنامج أحد العراقيين المتصلين به هاتفيا ان النظام السابق كان مستبدا فأجابه المواطن - نعم كان مستبدا ولكن يجب ان تعرف ان ثلاثة ارباع الشعب العراقي يريدون هذا المستبد.. لانه وفّر لهم الامن والاستقرار.

أي مأزق يمر به السياسيون في هذا البلد المحتل انه مأزق وافلاس في آن واحد وفي جميع المشاهد. وان صورة المأزق الذي تعاني منه الحكومة المنتخبة. هو وجهها أمام الناس الذين راهنوا على قيامها ورفعوا التبريكات والاماني لرئيسها.. ماذا يرى المواطن هل يرى سرقة الاموال؟ هل يرى عملية بيع الوطن وتقسيمه؟ هل يرى تهريب الاموال؟ ماذا يرى؟
وهل يرى تقسيم الوزارات على البطاقة الطائفية؟
أما المأزق الاخر هو المتعلق بقوات الاحتلال التي وصلت الى حد ان تكشف عن الاعداد من القتلى والجرحى والمجانين وحالة الهروب التي باتت تشكل خطراً مستقبليا على امريكا.. ومعارك هذه القوات في القائم والمدائن وسامراء، ففي معركة سامراء صرح قائد عمليات القائم ان 60% من قواته سحقت واعداد كبيرة من آلياته دمرت وعدد من مروحياته اسقطت!!
ووصل الحد الى حصول ((انتفاضة الجمهوريين)) في الكونغرس وطالبوا بوش بالكف عن الكذب على الشعب الامريكي وأكدوا على جدولة الانسحاب.. وكذلك فتح قنوات للمفاوضات مع المقاتلين العراقيين هي الضربة التي أحرجت رجال الحكومة ومستقبلهم وقدرة الميليشيات وذئابها ومدى صمودها الاسطوري في حالة انسحاب قوات الاحتلال وكيف سيكون تمويلها؟ وكيف ستكون مطاولتها في القتال؟
أمام المقاتلين الذين أرغموا اقوى دولة على ان تتفاوض وتعترف بشراسة المقاتلين ((الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)).
هي تساؤلات وليست تخويفاً.. وهي تذكير والحليم تكفيه الاشارة.
لقد اثبتت كل الوقائع التأريخية ان طريق التحرير ثمنه الدم والصبر ((واصبر ان الله مع الصابرين)) وان الوضع القائم هذا لم ولن يدوم والذي لا بد من الاشارة له ان الشارع العراقي يعرف ان اعوان وعملاء ومخابرات دولة مجاورة لا يستطيعون تمرير صفقتهم الخبيثة على شعب العراق وان المقاتلين الذين مرغوا وجوههم.. وجرعوا اسيادهم كأس السم في القادسية الاولى والثانية لقادرون أن يحافظوا هؤلاء الاشاوس على العراق ووجهه المشرق.

ولأن الامة التي انجبت عمر وخالد وصلاح الدين هي نفسها التي ولدت هؤلاء المقاتلين الذين قاتلوا من أجل الوطن وتحملوا سنوات الحصار الظالم.. أما الاوغاد الذين هربوا خلف الحدود في القادسية وتنصلوا من شرف الجندية انما هم تنصلوا عن ولائهم للارض والوطن.
تحت كذبة الاضطهاد والظلم باتوا يصولون ويجولون باسم الذئب والضبع ويطلقون الرصاص على الشعب في شوارع بغداد والانبار والموصل وتلعفر بلا رحمة ولا رأفة للمسلمين انما تمثل المأزق والافلاس لهم فان كانت لهم عمليات الرمح والسيف.. فان للمقاتلين وثبة الاسود بعد أن آمن هذا الشعب بقدرة هؤلاء المقاتلين الأشاوس..
وان للباطل جولة وللحق جولات.