kimo17
24-07-2005, 01:15 PM
أدركوا العراق!
بقلم: نواف أبو الهيجاء
من كل حدب وصوب تحدق المخاطر الجدية بالعراق. تقارير الامم المتحدة تقول ان نسبة البطالة في العراق الآن تبلغ 83% اما النسبة العاملة أي 17% فهي موزعة بين الموظفين، والعمال، ورجال الامن والشرطة والجيش.
حين تكون البطالة مصحوبة ببنى تحتية مسحوقة وبأزمات خانقة طالت الماء والكهرباء والوقود، وحالة فقدان الامن والاضطراب، في ظل الاحتلال، مع الاحتقان الاثني والعرقي والديني، فإن البوابة مفتوحة على اسوأ الاحتمالات، ومن ذلك تفشي الفساد والرشوة، واللصوصية والقتل المجاني، والموت المجاني ايضا، مع ما يصاحب ذلك في العراق المحتل، من مجازر وجرائم يقوم بها الاحتلال وركائزه وادواته.
هذا كله في جانب، وفي الجانب الاخر، فإن انشغال الناس في البحث عن لقمة الخبز، وشربة الماء، ونسمة الهواء في تموز »تنقطع الطاقة الكهربائية في بغداد منذ ايام مدة عشرين ساعة كل يوم!!«، فإن تمرير الأخطر، الاستراتيجي، يصبح امرا اكثر احتمالا.. وفي هذا الجو تنمو بقوة نزعات »الانفصال« والتمزيق، لتصل الى حدود »تشريع او دسترة« الانقسام... كما يحدث في صياغة مسودة الدستور الجديد للعراق، بعد إقصاء قسم كبير من العراقيين عن الصياغة، بالقوة، والمناورة. هناك، في مسودة الدستور، ملاحق »خرائط« خاصة بما يسمى بـ »الاقاليم العراقية«، وخطوط حمر ضد ان يتضمن الدستور ان العراق عربي وجزء لا يتجزأ من الوطن العربي، بل هناك عبارات قالت »عرب العراق جزء من الامة العربية، وكرد العراق جزء من الامة الكردية، وفرس العراق جزء من الامة الفارسية، واتراك العراق جزء من الامة التركية«.. الى أخر السلسلة. كما ان ثمة ما يساعد على تهيئة أجواء عزل العراق عن امته العربية، ان كان ذلك عبر شن اكثر من حرب على »العرب« كونهم »معادين لتطلعات شعب العراق« .. اما بالخطف او بالقتل او بالتهديد، وثمة مساع لطرد العرب من مدن العراق بالاضطهاد والاعتقال والاغتيالات والتضييق عليهم.
يختلط الحابل بالنابل في العراق. وتجري عمليات يومية منظمة لتشويه الوجه الحقيقي للمقاومة الوطنية العراقية الاصيلة، وإلباسها ثوب الارهاب، بعمليات تنسب زورا اليها كما حدث في المسيب والحلة وبغداد الجديدة.
اما الاحتلال فهو ماض في خططه العسكرية لتدمير القرى والمدن وما تبقى من البنى التحتية للعراق.. كما يحدث في المنطقة الغربية من العراق، اما حملات الدهم والاعتقالات فهي على قدم وساق من الموصل الى البصرة.
الدعوات للتقسيم اصبحت صريحة والاصوات عالية، وهذه الدعوات الآن تقول: بثلاثة اقاليم احدها كردستان حيث ثروة العراق النفطية في كركوك وضواحيها ومنها الامتداد الى خانقين وفي الجنوب البصرة وثماني محافظات جنوبية والفرات الاوسط! ليبقى الاقليم الثالث، من الموصل وتكريت وبعقوبة والرمادي وسامراء وبغداد إقليما مستقلا.
والحديث عن الفدرالية في الدستور لا يستحضر الا صورة يوغسلافيا الاتحادية!! التي تمزقت، وتشيكوسلوفاكيا التي تمزقت وانقسمت ايضا.
من هذا كله، ومن سواه، أين الدور العربي الذي يجب ان يكون له حضور يحافظ على عروبة العراق ووحدة العراق؟ عروبة العراق في مهب الريح، ووحدة العراق في موجة العاصفة الهوجاء، وثروة العراق عرضة للنهب، وثمة الصفقات الاستراتيجية التي تقدم للجهات الطامعة عنق العراق لكي تخنقه هذه الجهات في أي وقت تشاء، ما دام عصب الحياة العراقية اصبح رهنا وفي تصرف هذه الجهات الدولية!
اين العرب، من العراق؟ اين دور الجامعة العربية؟ واين المواثيق والمعاهدات العربية؟ ام ينتظر العرب مجيء لحظة يصبح العراق خلالها اكثر من »عراق« وامامهم مطالب »بخروج العراق من الجامعة العربية«؟ او في افضل الاحوال بانسحاب ثلاثة ارباع العراق من الجامعة بعد اسقاط الهوية العربية عن هذه الاقاليم والاجزاء؟
نواف أبو الهيجاء
http://www.kifah.org/articles/?id=2282
بقلم: نواف أبو الهيجاء
من كل حدب وصوب تحدق المخاطر الجدية بالعراق. تقارير الامم المتحدة تقول ان نسبة البطالة في العراق الآن تبلغ 83% اما النسبة العاملة أي 17% فهي موزعة بين الموظفين، والعمال، ورجال الامن والشرطة والجيش.
حين تكون البطالة مصحوبة ببنى تحتية مسحوقة وبأزمات خانقة طالت الماء والكهرباء والوقود، وحالة فقدان الامن والاضطراب، في ظل الاحتلال، مع الاحتقان الاثني والعرقي والديني، فإن البوابة مفتوحة على اسوأ الاحتمالات، ومن ذلك تفشي الفساد والرشوة، واللصوصية والقتل المجاني، والموت المجاني ايضا، مع ما يصاحب ذلك في العراق المحتل، من مجازر وجرائم يقوم بها الاحتلال وركائزه وادواته.
هذا كله في جانب، وفي الجانب الاخر، فإن انشغال الناس في البحث عن لقمة الخبز، وشربة الماء، ونسمة الهواء في تموز »تنقطع الطاقة الكهربائية في بغداد منذ ايام مدة عشرين ساعة كل يوم!!«، فإن تمرير الأخطر، الاستراتيجي، يصبح امرا اكثر احتمالا.. وفي هذا الجو تنمو بقوة نزعات »الانفصال« والتمزيق، لتصل الى حدود »تشريع او دسترة« الانقسام... كما يحدث في صياغة مسودة الدستور الجديد للعراق، بعد إقصاء قسم كبير من العراقيين عن الصياغة، بالقوة، والمناورة. هناك، في مسودة الدستور، ملاحق »خرائط« خاصة بما يسمى بـ »الاقاليم العراقية«، وخطوط حمر ضد ان يتضمن الدستور ان العراق عربي وجزء لا يتجزأ من الوطن العربي، بل هناك عبارات قالت »عرب العراق جزء من الامة العربية، وكرد العراق جزء من الامة الكردية، وفرس العراق جزء من الامة الفارسية، واتراك العراق جزء من الامة التركية«.. الى أخر السلسلة. كما ان ثمة ما يساعد على تهيئة أجواء عزل العراق عن امته العربية، ان كان ذلك عبر شن اكثر من حرب على »العرب« كونهم »معادين لتطلعات شعب العراق« .. اما بالخطف او بالقتل او بالتهديد، وثمة مساع لطرد العرب من مدن العراق بالاضطهاد والاعتقال والاغتيالات والتضييق عليهم.
يختلط الحابل بالنابل في العراق. وتجري عمليات يومية منظمة لتشويه الوجه الحقيقي للمقاومة الوطنية العراقية الاصيلة، وإلباسها ثوب الارهاب، بعمليات تنسب زورا اليها كما حدث في المسيب والحلة وبغداد الجديدة.
اما الاحتلال فهو ماض في خططه العسكرية لتدمير القرى والمدن وما تبقى من البنى التحتية للعراق.. كما يحدث في المنطقة الغربية من العراق، اما حملات الدهم والاعتقالات فهي على قدم وساق من الموصل الى البصرة.
الدعوات للتقسيم اصبحت صريحة والاصوات عالية، وهذه الدعوات الآن تقول: بثلاثة اقاليم احدها كردستان حيث ثروة العراق النفطية في كركوك وضواحيها ومنها الامتداد الى خانقين وفي الجنوب البصرة وثماني محافظات جنوبية والفرات الاوسط! ليبقى الاقليم الثالث، من الموصل وتكريت وبعقوبة والرمادي وسامراء وبغداد إقليما مستقلا.
والحديث عن الفدرالية في الدستور لا يستحضر الا صورة يوغسلافيا الاتحادية!! التي تمزقت، وتشيكوسلوفاكيا التي تمزقت وانقسمت ايضا.
من هذا كله، ومن سواه، أين الدور العربي الذي يجب ان يكون له حضور يحافظ على عروبة العراق ووحدة العراق؟ عروبة العراق في مهب الريح، ووحدة العراق في موجة العاصفة الهوجاء، وثروة العراق عرضة للنهب، وثمة الصفقات الاستراتيجية التي تقدم للجهات الطامعة عنق العراق لكي تخنقه هذه الجهات في أي وقت تشاء، ما دام عصب الحياة العراقية اصبح رهنا وفي تصرف هذه الجهات الدولية!
اين العرب، من العراق؟ اين دور الجامعة العربية؟ واين المواثيق والمعاهدات العربية؟ ام ينتظر العرب مجيء لحظة يصبح العراق خلالها اكثر من »عراق« وامامهم مطالب »بخروج العراق من الجامعة العربية«؟ او في افضل الاحوال بانسحاب ثلاثة ارباع العراق من الجامعة بعد اسقاط الهوية العربية عن هذه الاقاليم والاجزاء؟
نواف أبو الهيجاء
http://www.kifah.org/articles/?id=2282