kimo17
19-07-2005, 11:43 AM
تفجيرات لندن ومأساة الشعب العراقي
بقلم: صلاح عمر العلي
اذا اتفقنا مع ما قاله السيد توني بلير بان ما حدث في لندن هو عمل بربري، فهل يتفق معنا بان ما حدث في العراق ويحدث في كل يوم منذ تحالف مع بوش في حربه على العراق من قتل واعتقالات عشوائية لالاف المواطنين الابرياء وتعذيب استظفعه الغربيون قبل غيرهم، بانه عمل بربري ايضا؟
لقد ذهب ضحية تفجيرات الانفاق في مدينة لندن التي كانت الى الامس القريب تمثل رمزا من رموز الامن والسلام والتعايش بين الجاليات الاجنبية والشعب البريطاني قرابة خمسين قتيلا واكثر من 800 جريح حسب المصادر البريطانية، وهو عدد لا يقارن بما حصل ويحصل على الارض العراقية حيث تم الاعتراف من قبل جهات امريكية معتبرة بان خسائر العراق خلال ايام الحرب التي شنتها كل من بريطانيا وامريكا على العراق عام 2003 زاد على المائة الف شهيد واما عدد الجرحى والمعوقين فلا يعلم اعدادهم الا الله.
يقول الشاعر العربي "لا يعرف (الجور) الا من يكابده".. ونحن وحدنا من يعرف الناتج المآساوي لقتل انسان بريء ونحن فقط من يعرف ماذا يعني ان تقدم على قتل انسان بريء من دون ذنب جناه، وسبحانه تعالى قال لنا في كتابه العزيز "من قتل نفسا بغيرنفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا" فلا حاجة بنا ان نسمع من السيد بلير المواعظ والحكم بل هو من يحتاج الى من يرشده وينصحه من العقلاء البريطانيين لينزع من قلبه ووجدانه روح العداء للشعوب ويتجنب اثارة الأطماع الاستعمارية القديمة التي عفى عليها الدهر فيجيش قواته المسلحة ضد هذه الدولة او تلك كما حدث لشعبنا العراقي.
فلم يعد من سبيل لفرض ارادته على الاخرين واستعبادهم من جديد كما كان يحصل على ايدي اسلافه من الحكام البريطانيين في القرن الماضي ولم يعد بامكانه ان يقهر شعبا حرا ابيا كالشعب العراقي ويستعبده تحت اية ذريعة من الذرائع، فشعب العراق الأبي لا ينام على ضيم ولا يسكت على ظلم وما قام به توني بلير يوم 9 / 4 / 2003 هو وحليفه جورج بوش هو الظلم بعينه وهو الارهاب باعلى درجاته وهو العدوان بدون سبب على شعب آمن لا ذنب له.
اننا اذ نعلن تعاطفنا مع عوائل ضحايا تفجيرات الانفاق الابرياء ومع الشعب البريطاني الذي وقف وقفته الرائعة ضد الحرب على العراق يوم خرجت اكبر مظاهرة شعبية شهدتها مدينة لندن على مدى تاريخها الطويل وهي تهتف هتافها المعروف (لا للحرب من اجل النفط) نود ان نشير الى ان هؤلاء الضحايا ذهبوا نتيجة سياسات فاشلة وخطط مريبة وضعتها ادارة توني بلير تحديدا منذ ان بدأ يتصرف كانه تابع وملحق بالبيت الابيض الامريكي ينفذ ما يصدر اليه من تعليمات دون ارادة منه او اعتراض.
نعم لقد تالمنا كما تالم البريطانيون وفجعنا كما هم ولكن هل سيتالم توني بلير ورجال حكومته ايضا لما حدث ويحدث في العراق من الماسي والفواجع الانسانية في كل يوم وهل سيتالم مما يلاقيه العراقيون من شتى صنوف التعذيب والاغتصاب للرجال والنساء والاهانة والقهر والازدراء في السجون والمعتقلات التي تشرف عليها قواته وقوات حليفته امريكا كسجن ابو غريب وبوكا والموصل وتكريت وبغداد وغيرها مثلا وهل سيتالم لما تعرضت له النجف وسامراء والفلوجة والموصل وهيت والقائم وبهرز وحديثة والكرابلة ومدينة الصدر وغيرها من المدن العراقية من قصف بالصواريخ والمدفعية من قبل قوات الاحتلال الامريكي!؟؟ ام ان ما يعتبره السيد توني بلير مرفوضا في بريطانيا مقبولا في غير بلاده وان الانسان في بريطانيا في نظره هو اسمى واهم من غيره في العراق؟ ربما يكون من المفيد ان نذكر السيد توني بلير وهو يعيش صدمة تفجيرات الانفاق وما نجم عنها من قتل وجرح لمواطنين بريطانيين ابرياء كيف يتم تفخيخ اجسام المعتقلين لدى قوات الاحتلال وكيف يتم قتلهم بعد ربطهم باعمدة الكهرباء.
ومما يثير الاشمئزاز اننا لم نسمع اي استنكار او احتجاج من منظمات حقوق الانسان وحماة الديمقراطية التي يتباهون بها ليل نهار ضد اساليب التعذيب والاذلال والقهر التي تستخدم ضد الاسرى والمعتقلين العراقيين منذ عامين ونيف من عمر احتلالهم للعراق. انها اكثر من مجرد جرائم واكثر من مجرد اعمال وحشية وبربرية.
لقد احتلوا بلادنا ودمروا كيان دولتنا بكل مؤسساتها وسرقوا كنوزنا وثرواتنا وفرضوا جوا من الارهاب لشديد القاتل منذ ما يزيد على العامين. ومنذ ذاك اليوم الاسود لم يتوقف جريان الدم في بلدنا. اننا نذكر الشعب البريطاني الودود بأن هذه الحرب المجرمة الظالمة فرضت علينا بادعاءات ثبت كذبها وبطلانها، وافتراءات لا صحة لها، وان شعبنا يخوضها الان دفاعا عن أنفسنا وقيمنا وشرفنا كأي شعب حي لايرضى العيش تحت الاحتلال وظل العبودية.
ان لحظات الالم الانساني كثيرا ما تشكل محطات مهمة للمراجعة واعادة التقييم للمواقف، والسياسات المتبعة من شانها ان تحدث انعطافا جذريا وتغييرا من شانه تصحيح الاخطاء وتجنب الانسان الوقوع في المزالق الخطرة، ومن هنا فان العراقيين يتطلعون الى ان توقظ ساعة الالم والحزن وهذه المحنة التي يعيشها الشعب البريطاني ضميره ليطالب توني بلير بسحب قواته من بلادنا ويضع حدا لهذا القتل والتدمير المنهجي المدفوع بحقد اعمى ضدالشعب العراقي ويضع حدا لاحزانه والامه ومعاناته التي تجاوزت كل آلام الاخرين. اما التذرع بموضوع الامن فلم يعد يقنع احدا لا في العراق ولا في خارجه، فهذا السيد خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياستين الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي يعرب عن اعتقاده بان سحب القوات الاجنبية من العراق في المرحلة الحالية سوف يسهم في استقرار البلاد معتبرا ان ما ينبغي عمله حاليا هو استمرار المجتمع الدولى فى المساعدة على اعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة وقوات الشرطة العراقيين.
صلاح عمر العلي
بقلم: صلاح عمر العلي
اذا اتفقنا مع ما قاله السيد توني بلير بان ما حدث في لندن هو عمل بربري، فهل يتفق معنا بان ما حدث في العراق ويحدث في كل يوم منذ تحالف مع بوش في حربه على العراق من قتل واعتقالات عشوائية لالاف المواطنين الابرياء وتعذيب استظفعه الغربيون قبل غيرهم، بانه عمل بربري ايضا؟
لقد ذهب ضحية تفجيرات الانفاق في مدينة لندن التي كانت الى الامس القريب تمثل رمزا من رموز الامن والسلام والتعايش بين الجاليات الاجنبية والشعب البريطاني قرابة خمسين قتيلا واكثر من 800 جريح حسب المصادر البريطانية، وهو عدد لا يقارن بما حصل ويحصل على الارض العراقية حيث تم الاعتراف من قبل جهات امريكية معتبرة بان خسائر العراق خلال ايام الحرب التي شنتها كل من بريطانيا وامريكا على العراق عام 2003 زاد على المائة الف شهيد واما عدد الجرحى والمعوقين فلا يعلم اعدادهم الا الله.
يقول الشاعر العربي "لا يعرف (الجور) الا من يكابده".. ونحن وحدنا من يعرف الناتج المآساوي لقتل انسان بريء ونحن فقط من يعرف ماذا يعني ان تقدم على قتل انسان بريء من دون ذنب جناه، وسبحانه تعالى قال لنا في كتابه العزيز "من قتل نفسا بغيرنفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا" فلا حاجة بنا ان نسمع من السيد بلير المواعظ والحكم بل هو من يحتاج الى من يرشده وينصحه من العقلاء البريطانيين لينزع من قلبه ووجدانه روح العداء للشعوب ويتجنب اثارة الأطماع الاستعمارية القديمة التي عفى عليها الدهر فيجيش قواته المسلحة ضد هذه الدولة او تلك كما حدث لشعبنا العراقي.
فلم يعد من سبيل لفرض ارادته على الاخرين واستعبادهم من جديد كما كان يحصل على ايدي اسلافه من الحكام البريطانيين في القرن الماضي ولم يعد بامكانه ان يقهر شعبا حرا ابيا كالشعب العراقي ويستعبده تحت اية ذريعة من الذرائع، فشعب العراق الأبي لا ينام على ضيم ولا يسكت على ظلم وما قام به توني بلير يوم 9 / 4 / 2003 هو وحليفه جورج بوش هو الظلم بعينه وهو الارهاب باعلى درجاته وهو العدوان بدون سبب على شعب آمن لا ذنب له.
اننا اذ نعلن تعاطفنا مع عوائل ضحايا تفجيرات الانفاق الابرياء ومع الشعب البريطاني الذي وقف وقفته الرائعة ضد الحرب على العراق يوم خرجت اكبر مظاهرة شعبية شهدتها مدينة لندن على مدى تاريخها الطويل وهي تهتف هتافها المعروف (لا للحرب من اجل النفط) نود ان نشير الى ان هؤلاء الضحايا ذهبوا نتيجة سياسات فاشلة وخطط مريبة وضعتها ادارة توني بلير تحديدا منذ ان بدأ يتصرف كانه تابع وملحق بالبيت الابيض الامريكي ينفذ ما يصدر اليه من تعليمات دون ارادة منه او اعتراض.
نعم لقد تالمنا كما تالم البريطانيون وفجعنا كما هم ولكن هل سيتالم توني بلير ورجال حكومته ايضا لما حدث ويحدث في العراق من الماسي والفواجع الانسانية في كل يوم وهل سيتالم مما يلاقيه العراقيون من شتى صنوف التعذيب والاغتصاب للرجال والنساء والاهانة والقهر والازدراء في السجون والمعتقلات التي تشرف عليها قواته وقوات حليفته امريكا كسجن ابو غريب وبوكا والموصل وتكريت وبغداد وغيرها مثلا وهل سيتالم لما تعرضت له النجف وسامراء والفلوجة والموصل وهيت والقائم وبهرز وحديثة والكرابلة ومدينة الصدر وغيرها من المدن العراقية من قصف بالصواريخ والمدفعية من قبل قوات الاحتلال الامريكي!؟؟ ام ان ما يعتبره السيد توني بلير مرفوضا في بريطانيا مقبولا في غير بلاده وان الانسان في بريطانيا في نظره هو اسمى واهم من غيره في العراق؟ ربما يكون من المفيد ان نذكر السيد توني بلير وهو يعيش صدمة تفجيرات الانفاق وما نجم عنها من قتل وجرح لمواطنين بريطانيين ابرياء كيف يتم تفخيخ اجسام المعتقلين لدى قوات الاحتلال وكيف يتم قتلهم بعد ربطهم باعمدة الكهرباء.
ومما يثير الاشمئزاز اننا لم نسمع اي استنكار او احتجاج من منظمات حقوق الانسان وحماة الديمقراطية التي يتباهون بها ليل نهار ضد اساليب التعذيب والاذلال والقهر التي تستخدم ضد الاسرى والمعتقلين العراقيين منذ عامين ونيف من عمر احتلالهم للعراق. انها اكثر من مجرد جرائم واكثر من مجرد اعمال وحشية وبربرية.
لقد احتلوا بلادنا ودمروا كيان دولتنا بكل مؤسساتها وسرقوا كنوزنا وثرواتنا وفرضوا جوا من الارهاب لشديد القاتل منذ ما يزيد على العامين. ومنذ ذاك اليوم الاسود لم يتوقف جريان الدم في بلدنا. اننا نذكر الشعب البريطاني الودود بأن هذه الحرب المجرمة الظالمة فرضت علينا بادعاءات ثبت كذبها وبطلانها، وافتراءات لا صحة لها، وان شعبنا يخوضها الان دفاعا عن أنفسنا وقيمنا وشرفنا كأي شعب حي لايرضى العيش تحت الاحتلال وظل العبودية.
ان لحظات الالم الانساني كثيرا ما تشكل محطات مهمة للمراجعة واعادة التقييم للمواقف، والسياسات المتبعة من شانها ان تحدث انعطافا جذريا وتغييرا من شانه تصحيح الاخطاء وتجنب الانسان الوقوع في المزالق الخطرة، ومن هنا فان العراقيين يتطلعون الى ان توقظ ساعة الالم والحزن وهذه المحنة التي يعيشها الشعب البريطاني ضميره ليطالب توني بلير بسحب قواته من بلادنا ويضع حدا لهذا القتل والتدمير المنهجي المدفوع بحقد اعمى ضدالشعب العراقي ويضع حدا لاحزانه والامه ومعاناته التي تجاوزت كل آلام الاخرين. اما التذرع بموضوع الامن فلم يعد يقنع احدا لا في العراق ولا في خارجه، فهذا السيد خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياستين الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي يعرب عن اعتقاده بان سحب القوات الاجنبية من العراق في المرحلة الحالية سوف يسهم في استقرار البلاد معتبرا ان ما ينبغي عمله حاليا هو استمرار المجتمع الدولى فى المساعدة على اعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة وقوات الشرطة العراقيين.
صلاح عمر العلي