المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهداف التسريبات الجديدة للانسحاب من العراق



الفرقاني
18-07-2005, 03:37 PM
أهداف التسريبات الجديدة للانسحاب من العراق
عبد الله علي العليان

جاءت التسريبات الوثائقية لخطة الانسحاب - البريطاني من العراق منتصف العام المقبل لتؤكد مرة اخرى المأزق العسكري والسياسي لفكرة الحرب وأهدافها، والمشكلات الجديدة التي برزت عن هذا الاحتلال، ومنها الخسائر العسكرية الكبيرة في الجانب الأمريكي، والأصوات المتزايدة في الولايات المتحدة وبريطانيا للانسحاب من العراق بعد افتضاح عدم مصداقية مقولات أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي السابق، وكانت سبباً في هذه الحرب والتي لم يصدر بشأنها قرار دولي، وهو ما يعني عدم شرعيتها بعدما رفضت ألمانيا وفرنسا وروسيا ودول أخرى هذه الحرب باعتبارها ستؤدي الى أزمات كبيرة، وهو ما تأكد من هذه الاستقراءات حيث ازدادت الأزمات في العراق وعمليات القتل والخطف والسيارات المفخخة والتوتر المذهبي والعرقي، وبدلاً من قيام ديمقراطية نموذجية في المنطقة، جاء نموذج العراق بعد الحرب والاحتلال سيئاً ومضطرباً وخطراً. فما هي أهداف هذه التسريبات للانسحاب من العراق؟. وهل الحكومة العراقية المؤقتة قادرة على الاستمرار والبقاء في ظل الظروف الراهنة؟

الحقيقة أن القوات الأمريكية والبريطانية في العامين الماضيين واجهت مقاومة شرسة وحرب عصابات منظمة ازدادت بصورة ملحوظة على الرغم من حملات التفتيش ومداهمات البيوت والقرى، بل وتدمير بعض المدن كالفلوجة. ومع كل هذه الهجمات ومحاولات البحث عن المقاتلين إلا أن هذه المقاومة تزداد كل يوم، وهذا ما جعل القادة العسكريين الأمريكيين يتحدثون عن مقاومة غير عشوائية ومنظمة تنظيماً دقيقاً، وبدأت هذه القيادات العسكرية تعيد النظر في الاستراتيجيات والخطط وبرزت العمليات الأخيرة لمهاجمة المدن، وسميت هذه العمليات أحياناً بأسماء كالرمح والسيف والخنجر أو غيرها من المسميات، ويتم عزل هذه المدن لعدة أيام. ومع كل هذه العمليات فإن المقاومة تزداد، وهو ما حيّر المراقبين والعسكريين، بل وحتى الحكومة العراقية المؤقتة.

ويقول الكاتب الأمريكي روبرت دريفوس: إن مجموعة أجهزة الاستخبارات قدمت تقييمين استخباريين قوميين حول العراق، وملحقاً رئيسياً إضافياً تكشف للبيت الأبيض حقيقة مفادها أن الحرب في العراق لا تسير على نحو جيد، ومن المرجح أن تسوء أكثر فأكثر. وبالتالي، فإن الإدارة تعرف الحقيقة، على الأقل إذا شاءت أن تصدق جواسيسها ومحلليها. وسيتدهور نتاج عمل الجواسيس والمحللين على الأرجح في حال طبق مدير أجهزة الاستخبارات القومية الجديد جون نيجروبونتي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي.أي.ايه” بورتر جوس طريقتهما في العمل. فقد أمضى نيجروبونتي خلال عمله سفيراً للولايات المتحدة في بغداد أيامه وهو يدلي بأحاديث دعائية عن حسن سير الحرب، وكاد يقول لوزير الخارجية الأسبق كولن باول أن الحرب العراقية ستشهد انتصار الولايات المتحدة بكل تأكيد.. لكن هذا لم يتحقق.

كما أن الولايات المتحدة حاولت الاتصال بمجموعة من المقاومة العراقية، لكن هذه المجموعات لا تمثل كل المقاومة العراقية التي بعضها يرفض مثل هذه الاتصالات ويعتبرها خيانة للوطن، لكن المحاولات لا تزال قائمة لكنها محدودة وغير فعّالة للأسباب التي ذكرت آنفاً.

لكن التسريبات الجديدة حول الوثائق التي ذكرت عن خطط للانسحاب الأمريكي - البريطاني المحدود في العام المقبل تكشف الأزمة القائمة لهذا الاحتلال خاصة المملكة المتحدة التي تواجه خسائر اقتصادية وتململاً عسكرياً بين جنودها على الرغم من أن خسائرها قليلة بالمقارنة بالخسائر الأمريكية المتزايدة في الأشهر الماضية.

كما أن هناك ارتباكاً متزايداً في إدارة بوش -كما يقول باترك مارتن- بشأن أزمة مغامرتها العسكرية في العراق. ومع تصاعد الخسائر الأمريكية بثبات، ومع إظهار استطلاعات الرأي أغلبية واضحة من الامريكيين الذين يعارضون الحرب ويؤيدون انسحاب القوات الأمريكية، بدأ بوش يواجه انتقاداً حذراً داخل ردهات الكونجرس، الذي ظل حتى الآن يدعم العدوان الأمريكي في الشرق الأوسط بخنوع.

وفي الاسبوع الماضي تبنت لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب قراراً يحث إدارة بوش على تقديم خطة للإجراءات السياسة والعسكرية التي سوف “تسمح بتقليل الوجود الامريكي” في العراق.وقد اجتذب مشروع القرار الذي قدمه جوزيف كرولي، عضو الحزب الديمقراطي في نيويورك، دعماً جمهورياً غير متوقع، حيث انضم 13 عضواً جمهورياً، من بينهم رئيس اللجنة هنري هايد من الينوي إلى التصويت بتبنيه، الذي كان بنسبة 32 إلى 9.

قدم أربعة من أعضاء الكونجرس، ديمقراطيان وجمهوريان قراراً في 16 يونيو/حزيران يدعو الإدارة إلى بدء سحب القوات من العراق لا بعد 1 اكتوبر/تشرين الأول 2006. وكان أحد الجمهورين وهو والترر.ب.جونز من شمال كارولينا أحد أنصار الحرب الثابتين. وتشتمل منطقته على القاعدة البحرية في كامب ليجين، ومرفقين عسكريين كبيرين آخرين.

ووجد استطلاع الرأي الذي نشرته مؤسسة “جالوب” في 12 يونيو/ حزيران أن 59% يفضلون إجراء انسحاب لبعض أو كل القوات الأمريكية في العراق، حيث ارتفعت نسبة هؤلاء بعد أن كانت 37% في شهر ابريل/ نيسان 2004.

إن التسريبات الجديدة لم تأت من فراغ كونها تأتي استجابة للاستفتاءات والاستطلاعات المتزايدة الرافضة لبقاء القوات الأمريكية والبريطانية في العراق.

كما أن التفجيرات الأخرى في لندن ستجعل الكثير من المعارضين البريطانيين يقولون أن سبب هذه التفجيرات هي دخول بريطانيا مع الولايات المتحدة في الحرب على العراق.

من المبكر اتضاح التفاصيل حول هذه الوثائق المسربة حول الانسحاب من العراق لكن الأسابيع المقبلة ستكشف الكثير من الخفايا حول هذه المواضيع

أبو شمخي
22-07-2005, 05:56 PM
كل ما تقرأونه أو تسمعونه من أبواق أمريكا والغرب فهو كذب بكذب.

احتلال العراق تم بإجماع أمريكا وكافة دول الغرب وكل له دور في الإسناد سواء تأييد عسكري أو اعلامي أو مناوره مذبذبه.
كل له حصة معلومه من كعكة العراق .. ولكنهم لم يتوقعوا أن الرياح ستجري عكس مشتهى سفنهم. والآن هم يتخبطون بلا رأي وكل يقول لنفسه الحمدلله لم أغرق بهذا المستنقع بقدر فلان.