المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصاعد كبير في الهجمات المسلحة يعكس إخفاق المفاوضات السرية مع الأمريكيين*الله أكبر*



الفرقاني
18-07-2005, 02:50 PM
تصاعد كبير في الهجمات المسلحة يعكس إخفاق المفاوضات السرية مع الأمريكيين



بغداد - خدمة قدس برس

شهدت العاصمة العراقية بغداد خلال اليومين الماضيين ارتفاعاً في وتيرة العمليات العسكرية التي استهدفت قوات الحكومة العراقية والقوات الأمريكية، بعد أن كانت تلك العمليات قد شهدت انخفاضاً ملحوظاً في نسبتها.

وكان الانحسار النسبي مؤخراً قد دفع كبار الساسة والمسؤولين العسكريين العراقيين والأمريكيين إلى الاستعجال بالقول إنّ عملياتهم العسكرية التي يقومون بها في العديد من مناطق العراق قد بدأت تثمر، وأنّ " التمرّد" يلفظ أنفاسه الأخيرة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية العراقي في إحدى المؤتمرات الصحفية.

فخلال اليومين الماضيين فقط؛ هزّ العاصمة بغداد اثنا عشر انفجاراً بسيارات مفخخة، علاوة على العديد من المواجهات والهجمات التي استهدفت مقار تابعة للقوات العراقية والأمريكية. هذا في حين شهدت مدينة سامراء، الواقعة إلى الشمال من العاصمة بغداد، استئنافاً للمواجهات والاشتباكات بين المسلحين والقوات الأمريكية، كما شهدت مدينة الفلوجة والرمادي ارتفاعاً ملموساً في وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، الأمر الذي اضطر القوات الامريكية إلى إغلاق عدد من الأحياء والمناطق والطرق في هاتين المدينتين، بحثاً عن المسلحين ومسانديهم.

كما شهدت مدينة العمارة، التي تقطنها أغلبية شيعية والتي تتسب بالهدوء النسبي، عملية عسكرية استهدفت قافلة تابعة للقوات البريطانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من جنودها وجرح اثنين، بحسب مصدر في وزارة الدفاع العراقية.

وقد جاءت هذه التطورات الميدانية الملتهبة متزامنة مع زيارة قام بها إبراهيم الجعفري، رئيس الحكومة العراقية، إلى إيران، ومع اعتزام العراق تصدير نفطه عبر موانئ عبادان الإيرانية، الأمر الذي دفع بعدد من المراقبين إلى الربط بين ارتفاع وتيرة العمليات المسلحة وهذه الزيارة، خاصة أنّ الجعفري ينوي إبرام عدد من الاتفاقات مع إيران، من بينها اتفاقات أمنية.

وأبلغت مصادر خاصة وكالة "قدس برس" أنّ سبب ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية إنما يرجع إلى استراتيجية المقاومة العراقية، التي تنهج منهجا "علمياً عسكرياً" في مواجهة القوات الامريكية أو العراقية المتعاونة معها، تعتمد على سياسة "الضرب والاختباء" مع عدم المواجهة المباشرة، بحسب تعبيرها.

وأوضحت تلك المصادر أنّ الفصائل العراقية المسلحة تحاول أن تفرض شروطاً على المفاوضين الأمريكيين الذين جلسوا مع بعضها أكثر من مرة، إذ تشير تلك المصادر إلى أنّ أولئك المفاوضين سعوا خلال الاتصالات التي جرت عبر أكثر من وسيط مع عدد من الفصائل المسلحة؛ إلى محاولة امتصاص نقمة تلك الفصائل على السياسات الامريكية في العراق، والتي كان من أبرزها ترجيح كفة الشيعة والاكراد على السنة، وإطلاق يد الشيعة في العرب السنة.

وتؤكد المصادر أنّ الأمريكيين وعدوا المسلحين بعدة وعود لم يفوا بأيّ منها، ومن بينها إطلاق سراح المعتقلين والسجناء الذين قامت تلك القوات باعتقالهم، والانسحاب من محافظة الأنبار عموماً وتسليمها إلى قوات عراقية يجري تشكيلها من قبل أبناء المحافظة، بالإضافة إلى شروط أخرى كان يجب أن يتم تنفيذها من قبل الجانب الأمريكي، في أعقاب هذه المطالب الأولية.

كما أشار عدد من المراقبين إلى أنّ المقاومين في العراق باتوا يحسنون التعامل مع مجريات الأحداث السياسية، إذ يشير هؤلاء إلى أنّ تصاعد ضربات المسلحين في هذا الوقت بالذات قد أصاب الحكومة الانتقالية بالصميم، فالأزمات التي تواجه حكومة الجعفري، من غياب الكهرباء إلى نقص الوقود وضآلة المواد التموينية المقدّمة للمواطن العراقي، وصولاً إلى شحة الماء، وغير ذلك من الأزمات التي تضاف إلى غياب الأمن؛ قد جعل النقمة على حكومة الجعفري تتصاعد، بل إنّ الناخبين والسياسيين الشيعة الذين أوصلوا هؤلاء الوزراء إلى سدّة السلطة؛ باتوا هم أنفسهم أكثر نقمة من سواهم على هذه الحكومة.

وتشير هذه التفاعلات إلى أنّ توجيه ضربات إلى جهود حكومة الجعفري فيما يتعلق بالأمن؛ سيؤدي بحسب المراقبين إلى تقويض سلطتها بشكل نهائي، وهو أمر تدركه فصائل المقاومة العراقية بشكل واضح.

كما يلحظ المراقبون أنّ المقاومين العراقيين ينوون تكثيف هجماتهم في الوقت الذي تشهد فيه أغلب مفاصل الدولة العراقية تفكّكاً ملموساً، الأمر الذي يساعد كثيراً، حسب تقديرهم، في توجيه ضربات موجعة، سواء إلى القوات العراقية المشكلة حديثاً، أو إلى القوت الأمريكية المحتلة، التي بات العديد من فرقها العسكرية يترنح تحت ضربات المسلحين، من خلال فقدان التركيز والسيطرة عى أعصاب هؤلاء الجنود.

ومن المؤكد أنّ صيف العراق سيكون لاهباً هذه المرة أكثر من أيِّ وقت مضى، سواء في الميدان، أو في الأروقة السياسية.

الله أكبر ولله الحمد

الله أكبر وليخسأ الخاسئون