الفرقاني
15-07-2005, 07:00 PM
انسحاب أمريكي منتظر !!!
بقلم: نجم الدين العكاري
بدت القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية والبريطانية مذهولة من تسريب خبر حول قرب سحب 100 ألف جندي من العراق، بما يوحي بأن انسحاب القوات المحتلة بات وشيكا وخيارا فرضته المقاومة المتزايدة وضرباتها الموجعة.
وسارعت القيادات في البلدين الى البحث عن اخراج سينمائي هوليودي لهذا القرار، الذي أصبح يلقى مساندة من صقور المحافظين الجدد، الذين زينوا الاحلال وخططوا له.
ولم ينف المسؤولون الأمريكان والبريطانيون صحة الوثيقة، لكنهم حاولوا ان يظـهروا ان القرار الذي جاءت به كشفته للرأي العام الدولي لم يصبح رسميا بعد، بل انه مازال مجرد خيار أو مخطط من جملة خيارات مطروحة للمستقبل.
وفي الحقيقة فان قرار أو خيار الانسحاب، وبغض النظر عن حجمه وتوقيته، كان منتظرا من الجميع، نتيجة تواصل المقاومة واشتدادها تدريجيا، وعجز قوات الاحتلال وحلفائها عن فرض الحل العسكري المعتمد على اعتى الأسلحة وافتكها، وهو ما ساهم في مزيد تضييق الطوق حول رقبة القوات العسكرية المحتلة التي تأكد غرقها في «المستنقع» العراقي، لكنها ظلت تكابر وتحاول ايجاد مخرج «مشرّف».
هذا الحل بحث عنه الأمريكان من خلال مفاوضة بعض فصائل المقاومة وبعض رموز النظام العراقي السابق من القيادات العسكرية والبعثية، وعبر وضع آليات لتسريع نسق نقل السلطة للعراقيين، كما لم تتوان القيادات العسكرية والسياسية عن اعتماد المناورات بالاعلان عن ايقاف كبار قادة المقاومة وعن تعجيل محاكمة الرئيس الأسير صدام حسين وابرز اركان نظامه السابق في محاولة لاخماد شعلة المقاومة وغرس مقومات الشك والاستسلام.
ولا تبدو دعوات الأمريكان وحلفائهم للتفاوض ذات أهمية، كما تبدو مناوراتهم مكشوفة ولا يمكن ان تنطلي على أحد او تهز ثقة اي كان، فالمقاومة الوطنية اعلنتها صراحة بأنها لن تفاوض قوات المحتل وانها ستواصل مقاومتها حتى التحرير، والأمريكان والبريطانيون لم يعودوا قادرين على مزيد تحمل كلفة الحرب المرتفعة التي تفوق خمسة مليارات دولار شهريا، مثل عدم قدرتهم على مزيد تحمل اعداد جديدة من القتلى والجرحى.
ولعل الأكيد ورغم تخوفات الحكومة والموالين لها من فترة ما بعد الانسحاب الأمريكي في ظل فقدان الأمن والسيطرة، فان الاحتلال لن يبقى أكثر مما بقاه في العراق، سواء جدول انسحابه أو لم يفعل.
نجم الدين العكاري
بقلم: نجم الدين العكاري
بدت القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية والبريطانية مذهولة من تسريب خبر حول قرب سحب 100 ألف جندي من العراق، بما يوحي بأن انسحاب القوات المحتلة بات وشيكا وخيارا فرضته المقاومة المتزايدة وضرباتها الموجعة.
وسارعت القيادات في البلدين الى البحث عن اخراج سينمائي هوليودي لهذا القرار، الذي أصبح يلقى مساندة من صقور المحافظين الجدد، الذين زينوا الاحلال وخططوا له.
ولم ينف المسؤولون الأمريكان والبريطانيون صحة الوثيقة، لكنهم حاولوا ان يظـهروا ان القرار الذي جاءت به كشفته للرأي العام الدولي لم يصبح رسميا بعد، بل انه مازال مجرد خيار أو مخطط من جملة خيارات مطروحة للمستقبل.
وفي الحقيقة فان قرار أو خيار الانسحاب، وبغض النظر عن حجمه وتوقيته، كان منتظرا من الجميع، نتيجة تواصل المقاومة واشتدادها تدريجيا، وعجز قوات الاحتلال وحلفائها عن فرض الحل العسكري المعتمد على اعتى الأسلحة وافتكها، وهو ما ساهم في مزيد تضييق الطوق حول رقبة القوات العسكرية المحتلة التي تأكد غرقها في «المستنقع» العراقي، لكنها ظلت تكابر وتحاول ايجاد مخرج «مشرّف».
هذا الحل بحث عنه الأمريكان من خلال مفاوضة بعض فصائل المقاومة وبعض رموز النظام العراقي السابق من القيادات العسكرية والبعثية، وعبر وضع آليات لتسريع نسق نقل السلطة للعراقيين، كما لم تتوان القيادات العسكرية والسياسية عن اعتماد المناورات بالاعلان عن ايقاف كبار قادة المقاومة وعن تعجيل محاكمة الرئيس الأسير صدام حسين وابرز اركان نظامه السابق في محاولة لاخماد شعلة المقاومة وغرس مقومات الشك والاستسلام.
ولا تبدو دعوات الأمريكان وحلفائهم للتفاوض ذات أهمية، كما تبدو مناوراتهم مكشوفة ولا يمكن ان تنطلي على أحد او تهز ثقة اي كان، فالمقاومة الوطنية اعلنتها صراحة بأنها لن تفاوض قوات المحتل وانها ستواصل مقاومتها حتى التحرير، والأمريكان والبريطانيون لم يعودوا قادرين على مزيد تحمل كلفة الحرب المرتفعة التي تفوق خمسة مليارات دولار شهريا، مثل عدم قدرتهم على مزيد تحمل اعداد جديدة من القتلى والجرحى.
ولعل الأكيد ورغم تخوفات الحكومة والموالين لها من فترة ما بعد الانسحاب الأمريكي في ظل فقدان الأمن والسيطرة، فان الاحتلال لن يبقى أكثر مما بقاه في العراق، سواء جدول انسحابه أو لم يفعل.
نجم الدين العكاري