المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رداً على ماردده مؤخراً: رسالة مفتوحة للشيخ حسن نصر الله



ذي قار
31-05-2004, 02:32 AM
رداً على ماردده مؤخراً: رسالة مفتوحة للشيخ حسن نصر الله

تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت
وتستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت
ولكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت
قول شائع


لا أدري, حقاً, كيف أبدأ هذه الكلمات الموجهة بهدوء وجدية إلى السيد حسن نصر الله, رئيس حزب الله اللبناني, ولاأريد منها سوى الحقيقة التي يؤمن بها - أو يفترض - جميع أصحاب المبادئ والقيم خاصة المرتكزة على الرسالة الإسلامية العظيمة والسمحاء, والتي لاتقبل أنصاف الحلول, والتي لم تحلل أو تحرم على سطح واحد, والتي يفترض الألتزام بها شرعاً, بعيداً عن حسابات الربح والخسارة, أو المذهبية أو الطائفية أو العرقية. وخاصة إذا كان المعني رجل دين معمم, من المفترض انه يعرف شرع الله, وبماذا يأمرنا الإسلام وعن ماذا ينهينا.
إن هذه الكلمات, أردتها, توضيحاً للحقيقة - كما أسلفت القول - التي لن أجامل بها أحداً. فالواقع المظلم, والظلم, صار وحشاً يفترس أخوتنا في العراق وفلسطين, التي يدفعنا على الأقل صدقنا مع أنفسنا ومع أقوالنا, ومع مانعلن, إلى الانتقال إلى الفعل المباشر العملي, فأهلنا في فلسطين يقولون قولاً شعبياً (شبعنا حكي ماعاد ينفعنا الحكي --- فلسطين بركة دم ودموع وبكي). فمن الحق والعدل أن نفعل شئ فعلي لهؤلاء الأخوة, كما لأخوتنا العراقيين الذين استبيحت بلادهم وينكل بأهلها كل يوم.
الخطب الرنانة لن تحرر شبراً واحداً, والارتكاز على "تراث" المقاومة الوطنية اللبنانية ليست حكراً على أحد ولا على تنظيم, وان تصوير هذه المقاومة بأنها إنجاز حصري لحزب الله, فيه الكثير من الظلم لهذه المقاومة لأنها لم تبدأ بحزب الله, ولن تنتهي معه, وان مسيرة هذا الحزب في فترة زمنية, لايجيز أحتكارها من قبل أي كان. وخاصة ان السيد نصر الله يعرف جيداً, كما يعرف أهل الجنوب كيف بدأت هذه المقاومة التي كانت سابقة على تشكيل حزب الله.
إن المقاومة الوطنية اللبنانية بدأت في اليوم الثالث لإجتياح بيروت على يد الخيرين في الحركة الوطنية اللبنانية وخاصة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نفذ العديد من العمليات النوعية في بيروت والجنوب, رغم حجم الهجمة التي إستهدفته قبلاً من حركة أمل تصفية مئات المناضلين خاصة الشيعة) منذ وصول الخميني إلى السلطة عام 1979 وحتى الاحتياح الصهيوني 1982 وشاركة (أي البعثيين) في هذه العمليات مناضلين من اليسار اللبناني والقوى الفلسطينية في لبنان.
فالبعث الذي أشعل جذوة المقاومة الوطنية اللبنانية, والتي كانت بياناته تحمل هذا التوقيع مضافاً إليه "قوات التحرير", والذي قدم في هذه المواجهة مع العدو الصهيوني كوكبة من خيرة الشهداء, لم يتقاعس دائماً عن العطاء وان يكون الطليعة المناضلة, فتآمر عليه الأعداء و"الأصدقاء" وتمت مهاجمة مكاتبه ومقراته في العاصمة بيروت من القوى الشعوبية والطائفية والمرتدة ممثلة بحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وأتباع النظام السوري, ولاأريد الخوض في التفاصيل في هذا الأمر الآن, لأن الحقائق التي نملكها وبالأسماء تشكل فضيحة مدوية لهم كلهم, ولأنني اعتبر أن المعركة التي نخوضها دفاعاً عن حقوق أمتنا وأهلنا في فلسطين والعراق, تجبرنا على العض على الجراح.
أن الدخول, أيها الشيخ, في إضفاء الشرعية على الاحتلال الامريكي للعراق, تحمل عاراً كبيراً, لكل من يقول بها, والعودة للتركيز على المصطلحات التي يطلقها الغزاة وتتلقفها الأنظمة العربية الخائنة. لا تجيز لمن يقول بالتحرير مقاربتها وإستخدامها. ولاتجيز لك أو لغيرك القول بأن الغزو الامريكي للعراق له حسنة (الغمز من قناة إسقاط النظام القومي في العراق), فعمر الغزاة لم ولن تكون لهم حسنات. وأن الاختلاف الفكري والايديولوجي والسياسي لايبرر التعاون مع الامريكان لإضفاء "شرعية" على إحتلالهم للعراق. ولا نستطيع إلا أن ننعت هذا المتعاون إلا بالخيانة!! أم أن لها تسمية أخرى لديكم!؟
الوطن حالة مقدسة والنظام شئ آخر. والاختلاف مع النظام لم يتخذه الشرفاء مطلقاً حجة لمعاونة الغازي. بل كان البعثيون كما باقي الشرفاء دائماً يفصلون بين الحالتين, فالرئيس صدام حسين قال في مؤتمر عام 1972 (لو فكر الأصدقاء السوفيات بغزو السعودية سيجدون الجيش العراقي يقاتلهم بغض النظر عن حالة العداء مع النظام السعودي آنذاك وإتفاقية الصداقة التي تربطنا بالسوفيات.
هذا الرئيس النبيل الذي أرسل سربين من الطائرات الحربية عام 1985 لفك الطوق عن مدينة "جوبا" عاصمة الجنوب السوداني عندما كانت مهددة بالسقوط على أيدي إنفصالي الجنوب السوداني الخونة والمتعاملين علناً مع العدو الصهيوني وخاطب النسور العراقيين أثناء توديعهم: دافعوا عن جوبا كما تدافعون عن البصرة (كان الايرانيون آنذاك يشنون هجوم شرق البصرة لإحتلاها) ولم تكن للعراق أي علاقة مع النظام السوداني آنذاك.
هل تريد مزيد من الأمثلة - التي تعرفها جيداً - عن المواقف المشرفة لهذا الرئيس ولنظامه القومي!؟
وإذا ما إنتقلنا إلى لبنان (وكلانا من هذا البلد ), فإن البعثيين كان لهم شرف منازلة العدو الصهيوني والمتآمرين كافة, دفاعاً عن لبنان وعروبته. وأهلنا في الجنوب اللبناني يعرفون هذه الحقائق. فالاجتياح الصهيوني الأول للجنوب عام 1970 تصدى له البعثيون وإستشهد على أبواب "الهبارية" أربعة من المناضلين البعثيين (عراقي وثلاثة من مدينة طرابلس)؟

ألم تسمع, أيها الشيخ, بأسرة شرف الدين (الأب وأولاده الثلاثة) البعثية الذين إلتحموا في معركة غير متكافئة مع العدو الصهيوني الذي حاول إجتياح قريتهم.

ألم تسمع, بالشهيد القائد أبوعلي حلاوي!؟ الذي إستشهد وهو يقاتل مع مقاتلي البعث الغزو الصهيوني.

ألم تسمع, بالشهيد موسى شعيب, ابن الجنوب الطيب والمناضل, الذي قاد معارك الدفاع عن فقراء الجنوب بوجه طغيان النظام اللبناني. وخاصة مواجهات مزارعي التبغ في النبطية من جهة, ودفاعاً عن صمود الجنوب بوجه الاعتداءات الصهيونية المتكررة. وأنوه بأنه اغتيل في بيروت عام 1980 على أيدي القوى العميلة المرتبطة بإيران.

أمثلة, لا أريد إطالتها لأن سجلها طويل, فعلى ثرى الجنوب ولبنان عامة روى عامة البعثيون بدمائهم تراب هذا الوطن دفاعاً عن شعبه وعروبة هذا البلد. وأهلنا في لبنان وقرى جنوبه يعرفون نبل هؤلاء البعثيون.
التاريخ, وحده سيكون الحكم. والشعب هم شهود إثبات الحقيقة... وكما قلت, فالخلاف الفكري والسياسي لايبرر مطلقاً تشويه التاريخ والحقيقة. فالرجولة وقفة عز وكرامة. وإعطاء كل ذي حق حقه.
ليس العار, ان يتم تصفية البعث في لبنان الذي سيعود أقوى مما كان, بل العار سيلاحق القتلة الذين كانوا يتلقون أوامرهم من القوى الخارجية الايرانية المتحالفة مع العدو الصهيوني.
أتمنى, أيها الشيخ, ان تملك الجرأة أو أحد مساعديك بتكذيب ونفي ماقلت, وعندها سيكون ردي أكثر تفصيلاً. وكما قلت سابقاً بالأسماء والشواهد فالبعثيين بيوتهم ليست من زجاج حتى يخافوا عليها. بل ربما بيوت الآخرين من زجاج هش لا يصمد أمام أي حقيقة.


علي نافذ المرعبي - باريس
شبكة البصرة

الاحد 11 ربيع الثاني 1425 / 30 آيار 2004