عبدالغفور الخطيب
14-07-2005, 12:00 PM
بسرعة واستعجال ملفتين للنظر، تمت الدعوة لعقد مؤتمر في بيروت، تحت شعار دعم المقاومة العراقية والتخطيط لانشاء جبهة وطنية عراقية تدعم المقاومة العراقية، وهذا شيئ جميل ولطيف، في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العراق، ويطمح كل وطني عراقي في الوصول اليه باسرع وقت، ولكن ليس بأي صيغة!
اننا اذ نثمن النوايا الطبية لمن وقفوا وراء الدعوة لعقد المؤتمر، واذ نؤكد مجددا ضرورة بناء جبهة وطنية عريضة، تضم كل المناضلين الوطنيين والشخصيات الوطنية والقوى الوطنية، ألا اننا، قبل هذا وذاك، ملزمون بان نتذكر أم الحقائق، وهي ان القوة الاساسية والحاسمة والمقررة، التي لها برنامج معلن ومواقف معروفة، وهي المقاومة المسلحة، يجب ان تكون حاضرة في هذا المؤتمر، ليس بمعنى وجود من يمثلها رسميا فهذا امر اخر، بل الاهم هو الحضور الطاغي، والذي لا ينافس، لبرنامجها السياسي والستراتيجي المعروف، والذي قامت الثورة العراقية المسلحة على اساسه.
هل يؤمن كل من سيحضر المؤتمر بذلك؟ ان الضرورة الوطنية تقتضي ان نكون صريحين جدا في هذا الموضوع وان نضع النقاط على الحروف، قبل ان يقع خطأ ستراتيجي لا حدود لاضراره. لذلك من الضروري جدا طرح اسئلة سيحدد الجواب عليها طبيعة المؤتمر، وما سيتخذه من قرارات. ان الهدف من طرح هذه التساؤلات هو تحقيق تقارب فعلي بين كل الوطنيين العراقيين، شخصيات وتنظيمات، وتجنيبها العودة للصراعات السابقة بين القوى الوطنية، والتي كانت احد اهم اسباب الكارثة التي حلت بوطننا. وفي مقدمة الاسئلة والتساؤلات ستة اسئلة اساسية:
السؤال الاول: ما هو الهدف الرئيس للجبهة المزمع انشائها؟ هل هو دعم المقاومة المسلحة؟ ام اقامة تشكيل مواز لها، يتبنى برنامجا مختلفا من حيث طريقة الوصول للهدف النهائي؟ ان الهدف النهائي للمقاومة، وكما هو معلن، هو تحرير العراق من الاحتلال الامريكي، من خلال التمسك بالمقاومة المسلحة، بصفتها الطريق الرئيس لاجبار الاحتلال على الانسحاب غير المشروط والكامل من العراق، والنظر الى الحلول السياسية بصفتها عاملا مساعدا يخدم المقاومة المسلحة وليس العكس. والسؤال الاساسي هنا هو: ما هي الطريقة التي يريد منظموا المؤتمر اخراج الاحتلال بها من العراق؟ هل يلتزمون بدعم المقاومة حتى النصر؟ ام ان المساومة ممكنة، عبر قبول الانخراط بما يسميها الاحتلال (العملية السياسية)؟
السؤال الثاني: كيف ينظر المؤتمر الى اقامة الحكومة الوطنية؟ هل بدعوة الامم المتحدة والجامعة العربية لتولي مسؤولية الاتصال بالقوى السياسية العراقية لاختيار حكومة مؤقتة، تعد لانتخابات تحت اشراف الامم المتحدة؟ وهل يقبل المؤتمر مطلب تشكيل قوات دولية تحل محل قوات الاحتلال؟ ام انه يقبل خيار المقاومة المعلن وهو ان المقاومة وليس غيرها، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي كما حصل لكل حركات التحرر في العالم، ستشكل الوفد الذي يفاوض الاحتلال، اذا قبل بشروطها المعلنة، وتقوم باعلان الحكومة الوطنية المؤقتة، الممثلة لكافة فصائل المقاومة؟ ان المقاومة العراقية رفضت بشدة تكليف الامم المتحدة او الجامعة العربية بتولي مهمة اختيار حكومة مؤقتة، لسبب بسيط ومعروف وهو ان هاتين المنظمتين ليستا مستقلتين، بل هما اداتان من ادوات امريكا في احتلال العراق وتدميره، ولا توجد اي مؤشرات على انهما تحررتا من الهيمنة الامريكية عليهما، اذن كيف يسلم مصير العراق لمن كان اداة وغطاء تدميره؟ وما هي الضمانة التي تجعل هاتين المنظمتين لا تعملان كغطاء للوجود الامريكي في العراق، في زمن لا توجد فيه قوة دولية تردع امريكا او تحد من نفوذها، وتبقي للامم المتحدة مجالا للمناورة والاستقلالية النسبية؟ وثمة سؤال مهم اخر وهو: ماذا سيكون دور المقاومة المسلحة، التي فجرت الثورة المسلحة وطورتها ونزفت الدم، والتي تعد بحق القوة الاساسية الضاربة عسكريا وسياسيا وتنظيميا في العراق؟ هل ستجلس تتفرج على شخصيات اخرى، لا صلة لها بالعمل المسلح وهي تفاوض امريكا دون تفويض منها؟ ما هو ثقل هذه الشخصيات؟ كم قطرة دم دفعت ثمنا لتحرير العراق؟ في العراق الان قوتان اساسيتان لا غير: المقاومة المسلحة بكافة تنظيماتها والاحتلال الاستعماري، اما القوى الاخرى، وطنية او عميلة، فهي في واقع الحال، قوى ثانوية من حيث التنظيم، لا تستطيع تغيير الواقع ابدا، وتلك حقيقة اثبتتها مجريات الاحداث خلال العامين الماضيين.
ويجب هنا ان نذكر بان المقاومة لم تقبل ابدا وجود قوات دولية تتولى الامن في العراق بعد الانسحاب الامريكي، لانها قادرة على ضبط الامن والسيطرة التامة على الوضع في العراق، وما ادعاءات العملاء من امثال الجعفري وعلاوي وغيرهما ان حربا اهلية ستقع اذا انسحب الاحتلال، الا غطاء لبقاء الاحتلال. نعم يجب ان يكون المؤتمر واضحا تماما في رفض وجود اي قوات خارجية في العراق غير قوات المقاومة.
السؤال الثالث: ما المقصود (بجدولة الانسحاب)، ذلك المطلب الغامض وغير المحدد، هل يعني منح الاحتلال وقتا يكفي لاكمال الانسحاب طبقا للضرورات العملية، وهي فترة يجب ان لا تتجاوز المتطلبات العملية للانسحاب؟ ام انها تعني الموافقة على بقاء الاحتلال زمنا اطول من المتطلبات العملية للانسحاب، كأن يسمح لها بالبقاء سنة او اكثر؟ ان الجدولة، من وجهة نظر المقاومة المعلنة، يجب ان لا تستغرق اكثر من الوقت المطلوب لسحب الجيوش وسلاحها، ودون منح الموافقة على اقامة قواعد عسكرية باي صفة. فهل المؤتمر من انصار الجدولة العملية؟ ام من انصار الجدولة السياسية؟ ان بقاء قوات الاحتلال فترة تتجاوز الوقت المطلوب لسحب القوات يعني ان الحكومة الوطنية ستكون تحت رحمة الاحتلال، وان الاحتلال يمكن ان يستعيد سيطرته الكاملة في اي لحظة، خصوصا وانه سينسحب مضطرا، بفضل الثورة المسلحة.
السؤال الرابع: من سيفاوض الاحتلال؟ المقاومة المسلحة او من تخوله؟ ام شخصيات لا صلة لها بالمقاومة، ولا تملك وزنا مؤثرا في احداث العراق؟ ان اي شخصية او جماعة تقدم على التفاوض، دون موافقة المقاومة المسلحة المباشرة والرسمية، ستعد خارجة على المصالح الوطنية للعراق، وستسبب مشكلة جديدة لن يستفيد منها الا الاحتلال.
السؤال الخامس: هل يؤمن اعضاء المؤتمر بان المقاومة العراقية المسلحة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي، كما حصل في كل الثورات التحررية، ام ان هناك من يرى في نفسه، فردا او تنظيما، ممثلا للشعب العراقي؟ ان المقاومة وليس غيرها هي التي تمثل الشعب العراقي، لانها هي، وليس غيرها، من تصدى للاحتلال وفجر وطور الثورة المسلحة، وهي، وليس غيرها، التي سفحت الدم وتعرض افرادها للموت والتعذيب والمطاردة، وهي، وليس غيرها، من مرغ انف امريكا بالوحل واوصلها الى حد التعب وتوسل المفاوضات، فهل يمكن نظريا وعمليا قبول اي ادعاء بتمثيل الشعب العراقي خارج ولاية المقاومة؟ ان العراق لمن سفح الدم لتحريره، ولمن دفع حياته مهرا لتحريره، وهؤلاء، وليس غيرهم، من يمنحون الشرعية للاخرين ايا كانوا. وهذه الحقيقة العيانية التي شهدتها كل ثورات التحرير يجب ان تقبل بلا قيد او شرط في العراق، كما قبلت في الجزائر، بالاعتراف بجبهة التحرير الوطني الجزائرية ممثلا وحيدا للشعب الجزائري، وكما حصل في فيتنام، بالاعتراف بجبهة التحرير الوطني الفيتنامية ممثلا وحيدا للشعب الفيتنامي، وكما حصل في فلسطين، بالاعتراف بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. اذن على المؤتمر ان يتبنى قرارا صريحا وواضحا يعترف فيه بان المقاومة المسلحة، وليس غيرها هي الممثل الوحيد للشعب العراقي.
السؤال السادس: من سيحضر المؤتمر؟ هل هم اشخاص عاديون لا صلة لهم بالعمل الوطني الداخلي؟ ام انهم بغالبيتهم ممن يعيشون في الاغتراب ولا يملكون ثقلا مؤثرا داخل العراق؟ اننا مع احترامنا لكل عراقي في الخارج، يجب ان نقول ان الكلمة الفصل هي لعراقيي الداخل، ولذلك فان فاعلية وجدية المؤتمر تتجلى في تلبيته لمطالب الداخل وتبنيه لستراتيجية الداخل، اما اذا اراد البعض ان ينشأ خطا موازيا لخط المقاومة وليس تعبيرا عنها ودعما لها، فيجب ان نقول ان الثورة المسلحة خط واحد لا خطان ومنهج واحد لا منهجان، وعلى كل وطني ان يلتزم بخط الثورة اذا كان يعمل من اجل تحرير العراق.
بعد طرح الاسئلة الاساسية، نأمل من المؤتمر ان يكون اضافة نوعية لعمل المقاومة وليس دربا جديدا يفضي الى احداث البلبلة والتساؤلات والشروخ، وعلى المؤتمرين ان يتذكروا بان الحل والربط بيد المقاومة وليس بيد اي طرف اخر. ان العبرة كل العبرة في القرارات التي سيتخذها المؤتمر، وعلى هذا الاساس سنحكم عليه وسنتحرك بفعالية لا تردد فيها، بعد ان نعرف ما تمخض عنه. ان الثورة المسلحة وصلت مرحلة تفكيك قوة الاحتلال ورميه ارضا وجعله يصرخ تألما، لذلك فان عيوننا مفتوحة واذاننا مترقبة، لاي تحرك يهدد الثورة لنتصدى له بالحزم المطلوب، تماما كما اننا مستعدون لمباركة كل توجه وطني حقيقي لدعم الثورة والعمل تحت مظلتها.
صلاح المختار
تاريخ الماده:- 2005-07-14
اننا اذ نثمن النوايا الطبية لمن وقفوا وراء الدعوة لعقد المؤتمر، واذ نؤكد مجددا ضرورة بناء جبهة وطنية عريضة، تضم كل المناضلين الوطنيين والشخصيات الوطنية والقوى الوطنية، ألا اننا، قبل هذا وذاك، ملزمون بان نتذكر أم الحقائق، وهي ان القوة الاساسية والحاسمة والمقررة، التي لها برنامج معلن ومواقف معروفة، وهي المقاومة المسلحة، يجب ان تكون حاضرة في هذا المؤتمر، ليس بمعنى وجود من يمثلها رسميا فهذا امر اخر، بل الاهم هو الحضور الطاغي، والذي لا ينافس، لبرنامجها السياسي والستراتيجي المعروف، والذي قامت الثورة العراقية المسلحة على اساسه.
هل يؤمن كل من سيحضر المؤتمر بذلك؟ ان الضرورة الوطنية تقتضي ان نكون صريحين جدا في هذا الموضوع وان نضع النقاط على الحروف، قبل ان يقع خطأ ستراتيجي لا حدود لاضراره. لذلك من الضروري جدا طرح اسئلة سيحدد الجواب عليها طبيعة المؤتمر، وما سيتخذه من قرارات. ان الهدف من طرح هذه التساؤلات هو تحقيق تقارب فعلي بين كل الوطنيين العراقيين، شخصيات وتنظيمات، وتجنيبها العودة للصراعات السابقة بين القوى الوطنية، والتي كانت احد اهم اسباب الكارثة التي حلت بوطننا. وفي مقدمة الاسئلة والتساؤلات ستة اسئلة اساسية:
السؤال الاول: ما هو الهدف الرئيس للجبهة المزمع انشائها؟ هل هو دعم المقاومة المسلحة؟ ام اقامة تشكيل مواز لها، يتبنى برنامجا مختلفا من حيث طريقة الوصول للهدف النهائي؟ ان الهدف النهائي للمقاومة، وكما هو معلن، هو تحرير العراق من الاحتلال الامريكي، من خلال التمسك بالمقاومة المسلحة، بصفتها الطريق الرئيس لاجبار الاحتلال على الانسحاب غير المشروط والكامل من العراق، والنظر الى الحلول السياسية بصفتها عاملا مساعدا يخدم المقاومة المسلحة وليس العكس. والسؤال الاساسي هنا هو: ما هي الطريقة التي يريد منظموا المؤتمر اخراج الاحتلال بها من العراق؟ هل يلتزمون بدعم المقاومة حتى النصر؟ ام ان المساومة ممكنة، عبر قبول الانخراط بما يسميها الاحتلال (العملية السياسية)؟
السؤال الثاني: كيف ينظر المؤتمر الى اقامة الحكومة الوطنية؟ هل بدعوة الامم المتحدة والجامعة العربية لتولي مسؤولية الاتصال بالقوى السياسية العراقية لاختيار حكومة مؤقتة، تعد لانتخابات تحت اشراف الامم المتحدة؟ وهل يقبل المؤتمر مطلب تشكيل قوات دولية تحل محل قوات الاحتلال؟ ام انه يقبل خيار المقاومة المعلن وهو ان المقاومة وليس غيرها، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي كما حصل لكل حركات التحرر في العالم، ستشكل الوفد الذي يفاوض الاحتلال، اذا قبل بشروطها المعلنة، وتقوم باعلان الحكومة الوطنية المؤقتة، الممثلة لكافة فصائل المقاومة؟ ان المقاومة العراقية رفضت بشدة تكليف الامم المتحدة او الجامعة العربية بتولي مهمة اختيار حكومة مؤقتة، لسبب بسيط ومعروف وهو ان هاتين المنظمتين ليستا مستقلتين، بل هما اداتان من ادوات امريكا في احتلال العراق وتدميره، ولا توجد اي مؤشرات على انهما تحررتا من الهيمنة الامريكية عليهما، اذن كيف يسلم مصير العراق لمن كان اداة وغطاء تدميره؟ وما هي الضمانة التي تجعل هاتين المنظمتين لا تعملان كغطاء للوجود الامريكي في العراق، في زمن لا توجد فيه قوة دولية تردع امريكا او تحد من نفوذها، وتبقي للامم المتحدة مجالا للمناورة والاستقلالية النسبية؟ وثمة سؤال مهم اخر وهو: ماذا سيكون دور المقاومة المسلحة، التي فجرت الثورة المسلحة وطورتها ونزفت الدم، والتي تعد بحق القوة الاساسية الضاربة عسكريا وسياسيا وتنظيميا في العراق؟ هل ستجلس تتفرج على شخصيات اخرى، لا صلة لها بالعمل المسلح وهي تفاوض امريكا دون تفويض منها؟ ما هو ثقل هذه الشخصيات؟ كم قطرة دم دفعت ثمنا لتحرير العراق؟ في العراق الان قوتان اساسيتان لا غير: المقاومة المسلحة بكافة تنظيماتها والاحتلال الاستعماري، اما القوى الاخرى، وطنية او عميلة، فهي في واقع الحال، قوى ثانوية من حيث التنظيم، لا تستطيع تغيير الواقع ابدا، وتلك حقيقة اثبتتها مجريات الاحداث خلال العامين الماضيين.
ويجب هنا ان نذكر بان المقاومة لم تقبل ابدا وجود قوات دولية تتولى الامن في العراق بعد الانسحاب الامريكي، لانها قادرة على ضبط الامن والسيطرة التامة على الوضع في العراق، وما ادعاءات العملاء من امثال الجعفري وعلاوي وغيرهما ان حربا اهلية ستقع اذا انسحب الاحتلال، الا غطاء لبقاء الاحتلال. نعم يجب ان يكون المؤتمر واضحا تماما في رفض وجود اي قوات خارجية في العراق غير قوات المقاومة.
السؤال الثالث: ما المقصود (بجدولة الانسحاب)، ذلك المطلب الغامض وغير المحدد، هل يعني منح الاحتلال وقتا يكفي لاكمال الانسحاب طبقا للضرورات العملية، وهي فترة يجب ان لا تتجاوز المتطلبات العملية للانسحاب؟ ام انها تعني الموافقة على بقاء الاحتلال زمنا اطول من المتطلبات العملية للانسحاب، كأن يسمح لها بالبقاء سنة او اكثر؟ ان الجدولة، من وجهة نظر المقاومة المعلنة، يجب ان لا تستغرق اكثر من الوقت المطلوب لسحب الجيوش وسلاحها، ودون منح الموافقة على اقامة قواعد عسكرية باي صفة. فهل المؤتمر من انصار الجدولة العملية؟ ام من انصار الجدولة السياسية؟ ان بقاء قوات الاحتلال فترة تتجاوز الوقت المطلوب لسحب القوات يعني ان الحكومة الوطنية ستكون تحت رحمة الاحتلال، وان الاحتلال يمكن ان يستعيد سيطرته الكاملة في اي لحظة، خصوصا وانه سينسحب مضطرا، بفضل الثورة المسلحة.
السؤال الرابع: من سيفاوض الاحتلال؟ المقاومة المسلحة او من تخوله؟ ام شخصيات لا صلة لها بالمقاومة، ولا تملك وزنا مؤثرا في احداث العراق؟ ان اي شخصية او جماعة تقدم على التفاوض، دون موافقة المقاومة المسلحة المباشرة والرسمية، ستعد خارجة على المصالح الوطنية للعراق، وستسبب مشكلة جديدة لن يستفيد منها الا الاحتلال.
السؤال الخامس: هل يؤمن اعضاء المؤتمر بان المقاومة العراقية المسلحة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي، كما حصل في كل الثورات التحررية، ام ان هناك من يرى في نفسه، فردا او تنظيما، ممثلا للشعب العراقي؟ ان المقاومة وليس غيرها هي التي تمثل الشعب العراقي، لانها هي، وليس غيرها، من تصدى للاحتلال وفجر وطور الثورة المسلحة، وهي، وليس غيرها، التي سفحت الدم وتعرض افرادها للموت والتعذيب والمطاردة، وهي، وليس غيرها، من مرغ انف امريكا بالوحل واوصلها الى حد التعب وتوسل المفاوضات، فهل يمكن نظريا وعمليا قبول اي ادعاء بتمثيل الشعب العراقي خارج ولاية المقاومة؟ ان العراق لمن سفح الدم لتحريره، ولمن دفع حياته مهرا لتحريره، وهؤلاء، وليس غيرهم، من يمنحون الشرعية للاخرين ايا كانوا. وهذه الحقيقة العيانية التي شهدتها كل ثورات التحرير يجب ان تقبل بلا قيد او شرط في العراق، كما قبلت في الجزائر، بالاعتراف بجبهة التحرير الوطني الجزائرية ممثلا وحيدا للشعب الجزائري، وكما حصل في فيتنام، بالاعتراف بجبهة التحرير الوطني الفيتنامية ممثلا وحيدا للشعب الفيتنامي، وكما حصل في فلسطين، بالاعتراف بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. اذن على المؤتمر ان يتبنى قرارا صريحا وواضحا يعترف فيه بان المقاومة المسلحة، وليس غيرها هي الممثل الوحيد للشعب العراقي.
السؤال السادس: من سيحضر المؤتمر؟ هل هم اشخاص عاديون لا صلة لهم بالعمل الوطني الداخلي؟ ام انهم بغالبيتهم ممن يعيشون في الاغتراب ولا يملكون ثقلا مؤثرا داخل العراق؟ اننا مع احترامنا لكل عراقي في الخارج، يجب ان نقول ان الكلمة الفصل هي لعراقيي الداخل، ولذلك فان فاعلية وجدية المؤتمر تتجلى في تلبيته لمطالب الداخل وتبنيه لستراتيجية الداخل، اما اذا اراد البعض ان ينشأ خطا موازيا لخط المقاومة وليس تعبيرا عنها ودعما لها، فيجب ان نقول ان الثورة المسلحة خط واحد لا خطان ومنهج واحد لا منهجان، وعلى كل وطني ان يلتزم بخط الثورة اذا كان يعمل من اجل تحرير العراق.
بعد طرح الاسئلة الاساسية، نأمل من المؤتمر ان يكون اضافة نوعية لعمل المقاومة وليس دربا جديدا يفضي الى احداث البلبلة والتساؤلات والشروخ، وعلى المؤتمرين ان يتذكروا بان الحل والربط بيد المقاومة وليس بيد اي طرف اخر. ان العبرة كل العبرة في القرارات التي سيتخذها المؤتمر، وعلى هذا الاساس سنحكم عليه وسنتحرك بفعالية لا تردد فيها، بعد ان نعرف ما تمخض عنه. ان الثورة المسلحة وصلت مرحلة تفكيك قوة الاحتلال ورميه ارضا وجعله يصرخ تألما، لذلك فان عيوننا مفتوحة واذاننا مترقبة، لاي تحرك يهدد الثورة لنتصدى له بالحزم المطلوب، تماما كما اننا مستعدون لمباركة كل توجه وطني حقيقي لدعم الثورة والعمل تحت مظلتها.
صلاح المختار
تاريخ الماده:- 2005-07-14