المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنوبستان: الدولة الايرانية الجديدة في العراق!



الفرقاني
13-07-2005, 05:07 PM
جنوبستان: الدولة الايرانية الجديدة في العراق!



اقليم من 9 محافظات يرفضه «المهدي» صاحب الزمان


جنوبستان: الدولة الايرانية الجديدة في العراق!


يعرف العراقيون جميعا سواء الساسة منهم الذين في الحكومة الراهنة ام التي كانت قبلها واولئك الذين في مؤسسة الرئاسة والجمعية الوطنية والذين خارجها بتنوع ايديولوجياتهم واتجاهاتهم السياسية ان الاحزاب والميليشيات الشيعية الدينية تواصل العمل ليل نهار دون رقيب او حسيب لاقامة دولتها الخاصة في جنوب العراق ووسطه وهي حتى الان دولة خاصة تطبق قوانين مختلفة عن التي تعتمدها الحكومة المركزية في بغداد.
بغداد التي تخضع لعلمانية قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية تغض النظر ربما لان حكومتها في اغلبيتها تنتمي لهذه الاحزاب الدينية ولا نشغالها بالموت الدائم والارهاب المتصاعد عن الدولة الدينية الطائفية - المذهبية التي يساعد في اقامتها الاجهزة الايرانية التي تضخ الملايين من الدولارات في كل اتجاه من البصرة الى «الكوت» ومنها الى العمارة وكربلاء والنجف مقيمة شركات وشراكات تجارية ومالية شرعية وغير شرعية مع احزاب وسياسيين وعمائم بيضاء وسوداء يدينون بالولاء للمرشد الاعلى خامنئ مقتفين خطى خميني قبل 22 عاما أو اكثر لبناء الدولة الاسلامية التي اثبتت السنوات عقم تجربتها وفشلها الانساني.
وكانت مرجعية النجف الشيعية طالبت باقامة اقليم يضم تسع محافظات في وسط وجنوب العراق سكانها من الشيعة وتضم حوالي 14 مليون نسمة ودعت في الوقت نفسه الي دستور ينص على ان الشيعة يشكلون اغلبية السكان في العراق وان يكون الاسلام دين الدولة والمصدر الاساسي للتشريع وان يسمى العراق (الجمهورية الاتحادية الاسلامية).
وهذه الدعوات لم تطلق عشوائياولا جزافا بل هي عبارة عن توصيات ندوة دستورية نظمتها «مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي» التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية يد ايران الطولى في العراق ويترأسها نجل عبدالعزيز الحكيم عمار وحضروها علماء دين وممثلون عن السيستاني والحوزة العلمية ورئيس لجنة الدستور الشيخ همام حمودي.
ووفقا للوثيقة التي خرج بها المؤتمر وتسلمت «الوطن» نسخة منها كان الاقليم المقترح تشكيله يضم «الحلة والكوت والنجف و كربلاء والناصرية والعمارة والبصرة والديوانية والسماوة» وقال عبدالعزيز الحكيم «لابد من توزيع السلطة» مشيرا «هذا ما نصطلح عليه بحكم الفيدراليات واللامركزية» مشددا «نحن مع هذا التوزيع» و«ان يكون الاساس هو حكم المحافظات» مستدركا «بامكان تلك المحافظات ان تشكل فيدرالية او اقليماً او ولاية».
وفي مقابل الفورة الدينية «البرلمانية» اطلق شيعة علمانيون الدعوة لاقامة حكم ذاتي في جنوب العراق في خضم النقاشات الساخنة والمناظرات العنيفة لتشكيل هوية الدولة وتنظير رموزها في عودة الدستور الذي لابد ان يكون جاهزاً في 15 اغسطس المقبل، وقال العضو البارز في حملة الحكم الذاتي الجنوبي باقر ياسين «نطالب بتشكيل برلمان اقليمي وحكومة محلية».
وقال ياسين وهو بعثي انشق على صدام حسين واقام في دمشق وتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس الطالباني ويحظى بدعم الجلبي «نريد ان نضع حدا للنظام المركزي الذي يلحق البلد باسره بالعاصمة».
واذا كان الاكراد قد طالبوا منذ زمن بعيد بحكم ذاتي لكردستان فان الحكم الذاتي للجنوب قضية جديدة تعقد المناقشات الحامية حول الفيدرالية في الدستور الجديد. وقال ياسين معبراً عن شكوك الشيعة العلمانين والمعتدلين والليبراليين (لا توجد ديمقراطية في العراق) .
وذهب النائب الشيعي زعيم حركة حزب الله عبد الكريم المحمداوي (قاهر الاهوار!) الى الابعد مطالباً باجراء (استفتاء اقليمي بشأن الحكم الذاتي للجنوب في اكتوبر المقبل بشكل متزامن مع الاستفتاء على الدستور العام للبلاد).
وفيما يدعم الاكراد اقامة اقليم مستقل في الجنوب لا يخفي السنة وبالأخص قواهم الدينية معارضتهم العنيفة لمثل هذا التطور، فلقد قال زعيم الوقف السني المعتدل عدنان الدليمي (ان هذا خطير وسيؤدي الى مزيد من العنف مضيفاً (ان هذا سيعمق الانقسامات السياسية ويزيد اراقة الدماء).
ولكن النائب الكردي عبد الخالق زمانكنة اعلن دعمه لاقليم جنوب العراق قائلاً (ان هذا سيساعد على ضمان مصالحنا ويعزز الفيدالية والديمقراطية) مشترطاً (ان يتم اقرار الاقليم عبر الاستفتاء لسكان الجنوب). تشكيل اقليم الجنوب لم يعد كما كان حتى الآن محور نقاشات او افكار تنطلق من هنا وهناك بل سيصبح حقيقة واقعة حتى قبل اقرار الدستور الجديد فلقد كشف محافظ ذي قار (ان برلماناً مصغراً مؤقتاً سينبثق الشهر المقبل في جنوب العراق مهمته الاعداد لتأسيس اقليم الجنوب بين محافظات ذي قار والبصرة والعمارة ووضع الآليات الكفيلة بانجاح المشروع).
ويواجه الشيعة والعلمانيون المطالبون بحكم ذاتي للجنوب معارضة قوى شيعية دينية تجادل بأن (الدول الاسلامية كانت تفضل تاريخياً حكومة مركزية قوية) واعتبر حزب الفضيلة الذي يحكم البصرة ويقوده الشيخ محمد اليعقوبي وتنظيم الصدر بزعامة مقتدى «اي تقسيم للسلطة يتعارض مع الاعتقاد بظهور المهدي «صاحب الزمان» وسيؤدي الى تمزيق العراق».
وفي البصرة وغيرها من مدن الجنوب ترتفع شعارات الحكم الذاتي للجنوب على غرار تلك الاعلام الكردية والتي ترفرف في سماء كردستان العراق على خلفية اصحاب الدولة الطائفية