المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استراتيجية الحرب الشيعية على السنة في العراق *حقائق مهمة*



الفرقاني
12-07-2005, 07:09 PM
استراتيجية الحرب الشيعية على السنة في العراق

علي حسين باكير

بداية لا بدّ ان نعلم أن الطرح السنّي العربي العراقي يهدف الى عراق واحد موحّد مندمج في اطاره التاريخي و الحضاري الذي ينتمي الى الأمّة العربية و الاسلاميّة و التي تتعارض مصالحها الحالية بالضرورة مع الولايات المتّحدة لاحتلالها الأراضي العربية و الاسلامية, و التي تتعارض ايضا مع مخطّطات دول اخرى أيضا تسعى لان تكون الساحة العراقية هي ساحة المراهنة و تصفية الحسابات و المراوغات مع الولايات المتّحدة الامريكية, و اعني بذلك ايران بالدرجة الأولى.من أخذ بهذه المقدّمة سيسهل عليه فهم المضمون.

فقد أظهر الاحتلال الأمريكي للعراق حقائق كثيرة كان البعض يستتر وراءها , و كشفت امرهم على الملأ. فحتى وقت قريب كان الشيعة يهتفون في كل جمعة من على المنابر "الموت لامريكا" , "الموت لاسرائيل", و عندما بدأت المفاوضات معها أصبحوا يهتفون ضدّها الجمعة و ينفّذون أوامرها باقي أيّام الأسبوع, و عندما اتّفقوا معها و اصبح بعضهم موظّفا عندها, أصبحوا يدعون لها بالسداد و التوفيق, و يضلّلون الناس باسم مقاومة سياسية و أخرى سلميّة و ما الى ذلك من الكلام الهراء الذي كان الأمريكيون يصفّقون له و يهلّلون بطبيعة الحال. و من يرجع الى أرشيف التصريحات و المواقف عند احتلال العراق مباشرة يرى أن اوّل من قام بوش و بلير بشكره و عبّر له عن امتنانه كان السيستاني!!

على العموم, و في صلب الموضوع, فأن الحرب التي يقوم بها الشيعة على السنّة العرب في العراق هي استراتيجية محبوكة و متواصلة بدأت منذ سقوط العراق, و هي لا تنحصر بقتل عالم هنا او مقاوم هناك, و بطبيعة الحال فأن لهذه الاستراتيجية وسائل و اهداف و خطط و تحركات و مرامي تسعى الى تحقيقها, و من هذا المنطلق سنتحدّث عن هذه الاستراتيجية و من هم مؤسسوها و من هي الاطراف الداعمة لهم و ما هي اهدافها و كيف تطبّق الشيعة هذه الاستراتيجية مع امثلة من بصرة الفاروق و الحسن البصري, الفلوجة و لها استنساخات في المدائن , الانبار و القائم...الخ.
* الاستراتيجية الشيعية بعد احتلال العراق:

تقوم الاستراتيجية الشيعية في عراق ما بعد الاحتلال على عدد من الركائز التي تستند اليها و منها:

أولا: الابقاء على قوات الاحتلال في البلاد, و في احسن الأحوال عقد اتّفاق معها على انشاء قواعد عسكرية خاصّة طويلة الأجل خارج المدن و بعيدا عن الناس. لكنّ المهم هو المحافظة على قوات الاحتلال في العراق, لماذا؟ بكل بساطة لأن كل الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة اليوم في العراق جاءت على الدبابة الأمريكية و هم موظفين لديها يتلقون رواتب و تدريبات عسكرية و أخرى لوجستيّة عن الديمقراطيّة و الليبيرالية و الانفتاح و غيرها, و بالتالي فأن اندحار الاحتلال أو انسحابه سيؤدي الى تدحرج هذه الطبقة عن السلطة التي انقضّوا و استولوا عليها بعد تدمير العراق و مؤسساته و تاريخه و حضارته و مجتمعه.

ثانيا: أن ضمان عدم انسحاب القوات الامريكية يتطلب بالضرورة المحافظة على رفاهيتها و راحتها, لأن الخسائر الكبيرة في صفوفها تضطرّها الى الانسحاب و ترك الأمور للطغمة الحاكمة و بما ان السنّة العرب هم أساس المقاومة و درعها و المسبب الأوّل للخسائر الامريكية و بما أنهم المطالبين الأوائل بطرد الاحتلال و المحتل, فأن برنامج السنّة العرب يصطدم بالضرورة مع برنامج الشيعة الذين يقومون بمحاربتهم و تصفية علماء الدين المعارضين للاحتلال و قتل العلماء الجامعيين و الاختصاصيين و تهجيرهم من مناطقهم لاسيما في الجنوب حيث بصرة الحسن البصري و ذلك تمهيدا للقضاء على المقاومة التي لا ينفك هؤلاء عن استخدام المصطلحات الامريكية في وصفها من أتباع صدّام المتحالفين مع التكفيريين او الوهابيين كما يقولون, و كل ذلك من اجل كسب بركة الامام بوش الذي يحارب الارهاب معهم و عبرهم.

ثالثا: أن الركيزة الثالثة لاستراتيجية الشيعة هي تكوين دولة شيعية منفصلة,
و هم ان لم يعلنوا عن ذلك لكن تحرّكاتهم و اعمالهم تدّل عليه. و اذا ما عرفنا أن الأكراد يسعون أيضا لدولة كردية و أن العرب السنّة هم الطرف الأكثر تمسّكا بعراق واحد موّحد, كان هذا عاملا اضافيا في اشعال حرب ضدّ العرب السنّة و ابعادهم عن المراكز التي تمكّنهم من الحفاظ على البلد موحّدا. و احد أسباب تكوين دولة شيعية هو فشل الشيعة عمليا في اثبات أنهم أكثرية الشعب العراقي كما يروجون و كما روج لهم المحتل الامريكي و الكاتب اليهودي حنّا بطاطو, و هم قد فشلوا رغم الأغلبية المزعومة بالاستئثار بمقاعد البرلمان في المسرحية الرديئة المسمى انتخابات على الرغم من فتاوى السيستاني الذي افتى بدخول النار لمن لا يصّوت(ملاحظة: هو نفسه لم يصوت!!) و قد تطابقت هذه الفتوى مع فتوى بوش الثاني الذي دعى العراقيين الى الانتخابات سعيا لسيطرة الشيعة الحلفاء على مناصب الدولة.


رابعا: تأمين مصالح ايران أوّلا, فهذه الطغمة الفاسدة الحاكمة التي يمكن أن نسميها "شركة مساهمة" من العملاء المزدوجين و المرتزقة و المأجورين, لم تأت من فراغ, فمعظم هؤلاء ايرانيين و ان غيّروا أسماءهم و استبدلوا جوازاتهم , فأن أفعالهم تكشف حقيقتهم و ان لم يكن ذلك فعلى الأقل هم نشؤوا و تربوا و ترعرعوا و تدرّبوا و شربوا من المشرب الايراني, و أقل مثال على ذلك جماعة بدر و القيّمين عليها من آل الحكيم. و ليس هناك تعارض بين خدمة الحلفاء الامريكيين و ولاة الامر الايرانيين تحت العلم العراقي, و خير مثال على ذلك العميل العلماني المزدوج "الجلبي" الايراني الامريكي و الذي فاز في لائحة الايراني "السيستاني" الدينيّة العراقيّة!!! خلطة غريبة عجيبة.


* مؤسسوا الاستراتيجية و الاطراف الداعمة لهم:

مؤسسوا الاستراتيجية الشيعية التي ذكرناها هم:

1- المجلس الاعلى للثورة الاسلاميّة: بزعامة الحكيم و ذراعها العسكري فيلق بدر كركيزة أساسيّة. فبعد الاحتلال الأمريكي للعراق دخلت قوات بدر مع الاحتلال وبالنظر لقيام بريمر بحل المليشيات الخاصة بموجب قراره المرقم 96 أعلن فيلق بدر بانه اصبح منظمة سياسية واتخذ مقرا له في باب المعظم قرب وزارة الدفاع, ويتولى رئاسة منظمة بدر في الوقت الحاضر هادي العامري (أسم حركي). ومن الناحية العملية حصل فيلق بدر على أسلحة كبيرة من العراق. وأقام معكسرات تدريب في إيران. وأستغل الحالة المعاشية للمواطنين وعمل على فتح التطوع وإرسال المتطوعين إلى إيران للتدريب قرب الحدود العراقية. ومنذ دخول فيلق بدر توزع على ما يأتي:

* قوة المختار: وتتولى هذه القوة اغتيال البعثيين بغض النظر عن درجاتهم الحزبية. وكان معدل الحزبيين الذين اغتالهم فيلق بدر (12) بعثي في المدن الجنوبية وجميعهم من البعثيين الشيعة.

* قوة الثأر والانتقام: وتقوم هذه القوة باغتيال المسؤولين السابقين في جهاز المخابرات والجيش والامن بقيادة عمار الحكيم.

* المتطوعون في الشرطة العراقية من أعضاء فيلق بدر: ومهمة هؤلاء اغتيال السنة. ويرأس هذه القوة الايراني الاصل بيان جبر صولاغ وزير الداخلية الحالي الذي صرّح بالامس أنه مستعد لأن يتحالف مع الشيطان حلفا وثيقا لأجل القضاء على الارهابيين(السنّة) معتبرا أن الضاري لا يمثّل السنّة ليتكلم باسمهم و اتّهمه باثارة الطائفية. وتدرب هؤلاء على يد القوات الأمريكية.

* المتطوعون في الجيش العراقي من أعضاء فيلق بدر: ومهمة هؤلاء مساعدة القوات الأمريكية في عملياتها العسكرية وخاصة في محافظة الرمادي. ويتولى قيادة هذه القوة هادي العامري.

واشترك فيلق بدر في العديد من العمليات مع القوات الأمريكية في مناطق متعددة في العراق في الموصل وبعقوبة وتلعفر والفلوجة والرمادي والقائم واللطيفية.وقام فيلق بدر بضرب العديد من الشرفاء في مناطق عديدة في العراق. كما انهم داهموا البيوت والمستشفيات والمدارس واعتقلوا وعذبوا و قتلوا عددا كبيرا من العلماء الدينيين و العلميين و قاموا بعمليات تهجير للسنّة و ادخال و تهريب للفرس الى الداخل العراقي.

2- ثمّ يأتي بعد هؤلاء في مرتبة أخرى ( حزب الدعوة الشيعي ) بكافّة تفرعاته, ثمّ يأتي بعد هؤلاء بعض الشراذم من الاحزاب الشيعية الصغيرة و الأفراد التابعين لهم و الذين يكونون في خدمة هذه الاطراف.

و غطاء المجلس و باقي الاحزاب , السياسي هو الحكومة العراقيّة الآن و أحزابهم السياسية, امّا غطاؤهم الديني فهو السيستاني و امّا الغطاء الخارجي فهو أمريكا و ايران , حيث تتبنى هاتين الجهتين هذا المخطط كلّ لأهدافه الخاصّة.

امّا الولايات المتّحدة الأمريكية فطبعا هي تريد ان يقوم المرتزقة التابعين لهذه الاطراف المذكورة اعلاه بمواجهة المقاومة بدلا عنها كي لا تتكبّد خسائر كبيرة, كما أن حربا طائفية او اقتتالا داخليا سيتيح لها المجال البقاء فترة أطول و يشتت الضربات عنها لانشغال الفريقين ببعضهم البعض.

امّا ايران فهي تعتبر الشيعة ورقة رابحة في يدها في أي استحقاق اقليمي او دولي, و ليس صحيحا أن ايران حاضنة للشيعة بسبب العامل الديني, فالأدق القول أنها تستغلّهم بحجّة العامل الديني و الدليل على كلامنا هو أنه عندما قامت قوات الاحتلال الأمريكية بدك "ما يزعم" أنه مرقد الإمام علي رضي الله عنه و دمّرت جميع الاماكن المقدّسة للشيعة في النجف خلال مواجهاتها مع مقتدى الصدر و اتباعه, لم تفعل ايران شيئا فهذه الاماكن سواء في العراق او ايران هي مجرد عامل اضافي في زيادة الدخل و السياحة البينيّة فقط لا اكثر.

أضف الى ذلك أن دعم ايران لهذه الاستراتيجية يهدف الى تشكيل تجمّعات شيعيةّ خالصة في الجنوب و يعني ذلك تطهير الاماكن الذي يوجد فيها سنّة (مثلا حوالي نصف سكّان البصرة من السنّة) و ذلك تمهيدا لاقامة فيديرالية شيعية في البداية تتحوّل الى دولة مع مرور الوقت و بالتالي تكون بداية لانطلاق الهلال الشيعي. و ليس صحيحا أن الملك الاردني هو اوّل من ابتدع هذا المصطلح أو طرحه أو حذّر منه. فقبل حوالي الخمس سنوات تقريبا و في برنامج "زيارة خاصّة" الذي يقدّمه سامي كليب على قناة الجزيرة تمّ استضافة "أبو الحسن بني الصدر" أوّل ريئس للجمهورية الايرانية بعد الثورة في حلقة بعنوان:" الثورة الإيرانية وأميركا والعرب" في 17/1/2000 حيث سأله كليب السؤال التالي: " هل كان الإمام الخميني يحدثك عن علاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج؟ وهل كانت لديه أطماع في التقدم عسكرياً تجاه هذه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟"

فأجاب أبو الحسن: " لم يحدثني بهذا الموضوع، ولكن كان هناك مشروع آخر، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي".

* نموذج على محاولات تكوين دولة شيعية في الجنوب العراقي:
طبعا عندما نتكلم يجب أن نكون واقعيين لا نكون مجرّد عاطفيين, يجب أن نضع الحقائق في اطارها الصحيح, و لكي ندلل على كلامنا مثالا من بين عدّة امثلة على المحاولات التي تجري لاقامة دولة شيعية في جنوب العراق و أبرزها كما نقلته جريدة القدس العربي و غيرها من الصحف في شهر 4 من عام 2005 عن مؤتمر يعقد في البصرة لفدرالية 3 محافظات جنوبية في العراق حيث تذكر الصحيفة أن أطراف حزبية و سياسية شيعية في المحافظات الجنوبية العراقية لاسيما (البصرة, الناصرية و العمارة) تنشط من أجل الاعلان عن (اقليم الجنوب) الذي يرتبط صوريا بالحكومة المركزية بغداد على غرار الاقليم الكردي في شمال العراق. و أن ابرز القيادات الداعمة لهذا المشروع هي المجلس الأعلى للثورة المسمى زورا و عدوانا اسلامية, و منظمة بدر و أيضا حزب الدعوة (الى ايران) بأجنحته المختلفة و أعضاء في مجالس المحافظات الثلاث و رؤساء بعض الإدارات الادارية فيها.

و في الوقت الذي تدعم فيه ايران هكذا مشاريع تبيّن أيضا أن دولة عربية مجاورة للبصرة تدعم هذا المؤتمر عبر تسهيلات عديدة و مكافآت مالية تصل الى ملايين الدولارات لتحويل البصرة الى (هونغ كونغ) الخليج كما يزعمون عند انفصاله عن الحكومة المركزية في العراق.

هذا و قد كان هدف المؤتمر مناقشة العمل علي وحدة اقليم الجنوب اقتصادياً واستغلال اكبر نسبة من الثروات والموارد النفطية فيه لصالح المحافظات الثلاث، وتحديد شكل العلاقة الادارية والمالية مع الحكومة المركزية، والعلاقة التنظيمية بين محافظات الاقليم الثلاث، وانشاء جهة رقابية للاشراف علي توزيع الموارد واعداد الميزانيات، وتشكيل مجلس مشترك لادارة وتسيير شؤون المحافظات الثلاث في مجالات الخدمات البلدية والصحية والتربوية والصناعية. ويتخوف معظم سكان البصرة والناصرية والعمارة من عقد مثل هذا المؤتمر والتحسب من نتائجه التي قد تفضي لاحقاً الي إنشاء كيانات واقاليم ودويلات صغيرة تنفصل عن الدولة المركزية، ضمن مخطط بدأته الاحزاب والقيادات الكردية في الشمال لتفتيت العراق وتقسيمه وفصل اجزاء منه.

و كان القوم طرحوا في السابق تجربة مالية للانفصال, فقد أشارت صحيفة الشرق الاوسط في عدد لها قبل حوالي السنة أنه تمّ التداول آنذاك في الأسواق العراقية بفئات من الدنانير العراقية من الطبعة الجديدة سميت "بالدينار الشيعي" كونها ختمت بعبارة ينسبها الشيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم انصر من نصره واخذل من خذله ، وذكرت الصحيفة أنها حصلت على ورقة نقدية فئة 250 دينارا مختومة بهذا الحديث ، وذكر آخرون أن العبارة ختمت على فئات أخرى طرحت مئات الملايين منها للتداول في العراق .. و القادم أعظم!!.

ان مشروع تقسيم العراق طائفياً وعرقياً صار واقعاً لا يتطلب غير الاعلان عنه بشكل رسمي، ولا يستبعد ان تكون نهاية العام الحالي الموعد المحدد لهذا الاعلان، خصوصاً وان حكومة الجعفري الشيعية الكردية تسير في هذا الاتجاه قبل تشكيلها، من خلال مؤتمرات واجتماعات مرة لانشاء اقليم الجنوب ومرة اخري لفيدرالية النجف وكربلاء وثالثة لاطلاق كيان محافظات الفرات الاوسط، وهذه الفعاليات تنظمها قيادات في الاحزاب الشيعية ويتم التداول فيها علناً بضرورة تكوين كيانات مستقلة عن المركز في بغداد بحجة التنظيم الاداري والتوزيع العادل للثروات ورفع المظلومية عن الشيعة، حتى وصل الامر باصوات تدعو الي الاستيلاء علي آبار وحقول النفط في البصرة والعمارة والاتفاق مع الشركات الامريكية لاستحصال ايرادات ومبيعات النفط المصدر الي الخارج، بمعزل عن بغداد، وليس مستبعداً ان يكون اصرار احمد الجلبي علي تسلم وزارة النفط جزءا من هذه الخطط، باعتباره اول من دعا الي تخصيص نسبة من مبيعات النفط لاقليم الجنوب وهو أحد الساعين الى تأسيسه.

* نماذج على حملات التطهير الشيعية بحقّ السنّة العرب في العراق:
كما شرحنا سابقا و لأسباب عديدة فإن الاستراتيجية الشيعية تتطلّب استئصال السنّة العرب أو على الأقل تخويفهم و وضعهم في موضع المتّهم الدائم حتى يصيبهم هذا الوضع بالشلل و الانهيار, و هم بناءا على ذلك يضطهدون السنّة و يعذّبوهم و يسجنوهم و يشرّدوهم و في كثير من الاحيان يقتلوهم و لا من يستنجدون به و لا سند لهم و لا نصير .


1- البصرة تستصرخكم فهل من مغيث؟!
البصرة تعاني من مخطط خبيث جدا يهدف الى جعلها مقاطعة فارسية, و تشييعها, مع العلم أن حوالي نصف سكّانها من أهل السنّة و الجماعة, و هي ثاني اكبر مدينة في العراق بعد بغداد. و يتعرض السنّة في البصرة للتعذيب و التهجير و السجن و الاعتقال و الاذلال و القتل, و هم يناشدون و يستغيثون و لكن لا حياة لمن تنادي, فهم معزولون تقريبا عن سنة العراق لقربهم من ايران أولا و لاحاطة الشيعة بهم ثانيا ولانشغال باقي السنة في العراق و الدول العربية بأشياء اخرى ثالثا, و قد وصل الامر الى أنه لا أحد من أهل البصرة التي هي مدينة الفاروق و كبار التابعين أمثال الحسن البصري و اعلام الاسلام,يستطيع أن يتكلم او يدلي برأيه و يصف ما يحدث مع ذكر اسمه لأن هذا يعرّضه للتعذيب الشديد و امّا للقتل على ايدي اعضاء مجلس الثورة و حلفائهم من حزب الدعوة و غيرهم. و في هذا السياق انقل لكم مقتطفات من كلام احد اهالي البصرة الذي نشره في مقال له يطلب فيه من خوانه في الدين في العراق و خارجه النجدة لانقاذ البصرة و اهلها و هو في ذلك يقول:
"فلقد رحل إلى البصرة ـ على وجه الخصوص ـ أعداد هائلة من العمائم السوداء المجوسية الفارسية لا الشيعية العربية ، وأهل البصرة يشاهدون ذلك جيداً .. كما حلت بالبصرة اليوم أعداد هائلة من جند فارس المدربين تدريباً عسكرياً خاصاً والمتسترين بالزي العربي .. وقد خزنوا فيها ما يكفي من الأسلحة لمختلف الظروف . أما التجارة فلك أن تحل في أسواق البصرة اليوم لترى اللغة الفارسية ـ التي كان التخاطب بها يصل إلى الجنحة والجريمة ـ قد أصبحت هي اللغة الرسمية بين التجار ..

وأهل السنة في البصرة يدركون اليوم جيداً أن الحكم في البصرة قد أصبح شبه مستقل عن الحكم في بغداد ، فحكومة بغداد على سوئها إلا أنها منشغلة بجراحها التي تتسع كل يوم ، عجل الله زوالها . وبذا نعلم أن استقلال البصرة المطلوب لم يعد استقلالاً عراقياً أو عربياً ، بل هو استقلال مجوسي فارسي .. وهذه هي رسالةُ إنذارِ المَحْرقةِ الزاحفةِ إلى دول جوار البصرة .. تقول لهم :

أرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام

فإن لم يعقلها عقلاء قـوم فسوف يكون وقودها بشر وهام

منهجية ذات طابعين: لقد ابتدأ التيار يتجه فعلياً نحو أهل السنة في البصرة قبيل رمضان بقليل ، لكن إعصاره اشتد حين ابتدأ الهجوم على الفلوجة المنصورة بحول الله وقوته .. فقد أخذ اعتقال أهل السنة منهجيةً ذات طابعين ، الطابع الأول : أنها اعتقالات عامة لا تترك أحداً ، والطابع الثاني أنها اعتقالات منظمة ورسمية .. فبالإضافة إلى أن اعتقالات أهل السنة تَطَال من في الشارع والسوق بانتقاءات عشوائية وكثيرة، ثم تنخل هذه العينات نخلاً في المعتقلات، فيخرج من لا يُظن فيه حقدٌ على الشيعة أو يمثل ضرراً لهم ..
فإن الطابع الثاني هو طابع التصفية الدينية ، حيث تأتي جموعهم إلى أحياء أهل السنة حياً حياً ، بحيث لا تترك حياً من الأحياء إلا وتُصَفيه من شبابه ، مركزة على أهل العلم والدعوة والغيرة ، ولذا تجد الكثير من المشايخ البصراويين متنقلين الليل والنهار من بيت إلى بيت ، ومن البصرة إلى الكويت إن أمكنهم .. وفوق كل هذا فإن هؤلاء المهاجمين حين يبيّتون أي بيت من بيوت السنة فإنهم يقطعون أي أمل في مقاومتهم ، فالذي يهاجم البيت الواحد هم من الحرس الوطني العراقي ، والشرطة العراقية ، إنها الدولة ..!

ثم إنهم لا يقلون بأي حال من الأحوال عن خمسين مسلحاً يحيطون بالبيت إحاطة الضباع بالفريسة . نعم ؛ ربما هدأت الاعتقالات، والاغتيالات ، والمداهمات فترة من الفترات ، ولكنها لا تلبث أن تعود بصورة أكبر وأخطر ..

أخرجونا من هذه القرية: لقد أصبحت الاستغاثات المتصاعدة اليوم كثيرة من أهل البصرة بأهليهم في الخارج أن أخرجونا من هذه القرية الظالم أهلها عاجلاً قبل أن يجرفنا التيار ، هذا وهم يرون مسلسل الرعب الذي يحدث أثناء الاعتقالات وهو شيء فوق الخيال ، فمن يقتل من شباب السنة في الأقبية المتفرسة ، يرى أهلُه وأهل السنة فيه ما لا يوصف من التقطيع والتخريق والتحريق والتجديع والتبقير وأنواع والتعذيب والتمثيل .. ومقصود ذلك أن يكون بدنه المهتوك رسالةًً دمويةً مدمرةً لعزائم أهل العزائم الثابتين في البصرة من السنة تقول لهم: أن فرّغوا البصرة لنا وإلا فهذا مصيركم ! وفي المقابل فإن من أراد الخروج وعزم على بيع بيته فإن قيمة البيت تصبح أضعاف الأضعاف يدفعها تجارهم في البصرة أو في الخليج أو من يمثل الحكومة الفارسية وينوب عنها ، كي لا تظهر صورتها .

وفوق هذا فقد اتخذ هؤلاءِ الشرطةُ والحرسُ الوثنيون أسلوب مداهمة المساجد بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً كالمسجد الكويتي وغيره ، وما ذلك إلا هتكاً لحرمتها ، وتشريداً لأئمتها وإخافة لروادها، ورسالة مفادها : ''إن مساجدكم مخوفة وعادت مَخافة ، فصلواّ في بيوتكم واتركوها لنا'' .. لقد اتعظ هؤلاء الرافضة من حركات التهجير الخرقاء التي اتبعها نصارى أندونيسيا ، وهنادسة الهند ، وبوذيو الفلبين وأمثالهم ، فاتخذوا أسلوباً أخفى خبثاً، وأفتك مفعولاً ، وأبعد منظوراً ، حتى أن كثيراً من أهل السنة عندنا ـ في البصرة ـ لم يفقهوا بعد أبعاد ما يجري وأهدافه .. فرغم غيرة أهل السنة هناك إلا أن الغالبية منهم لا يدركون التغيير التاريخي والشرعي الهائل الذي يراد تحقيقه من هذه الحركة الإجرامية على أرض الواقع دينياً ، وتاريخياً وجغرافياً . فقد أصبح الواحد منهم يقول للمعترض على خروجه : '' إنما أنا واحد وماذا يضر إذا خرجت'' ! ورب الأسرة يقول :'' إنما نحن أسرة واحدة فماذا يضر إذا خرجنا''.! '' وأنا إمام مسجد فماذا يضر إذا خرجت '' ! .. وهكذا .. وبذا تخرج القدوات تباعاً ، ويسير وراءها الأتباع سراعاً ، وتقلع الأوتاد من الأجناب، لتهدم الخيمة السنية، على رؤوس السنة المتبقية، بالفؤوس الفارسية المتخفية.."

2- الفلوجة : على بركة الامام علي ندخل الفلوجة و على السيستاني توكّلنا!!
الجميع شهد معركة الفلوجة التاريخية العظيمة التي سيسطّرها التاريخ و التي تم تمريغ انف الامريكي فيها الى النخاع مع كل ما يمتلكه من غطرسة و قوة فائقة تخوّله حكم العالم, الاّ أن هذه المدينة الصغيرة المؤمن اهلها بالله الواحد قهرت امريكا و اعوانها بعون الله, و سطّرت واحدة من أروع ملاحم التاريخ, و ما كان ذلك ليمر بطبيعة الحال من ذكر للشيعة, اذ يأبى الشيعة في كل خيانة تاريخية الاّ ان يكون اسمهم موجودا في المقدمّة و هو كذلك كانوا و سيبقوا, فقد شاهد الجميع كيف انسحب السنّة ممّا يسمى الجيش العراقي الذي شكّلته القوات الامريكية لدخول الفلوجة و قتل اهلها بينما تطوّع الشيعة و معهم طائفة من مشركي الاكراد من جماعة الطالباني و البارزاني للقتال, و كان معظم الشيعة يحملون يافطات و صور السيستاني قائلين على بركة الامام علي سندخل الفلوجة!! لقتل الارهابيين و قد اعترف انتفاض قنبر المتحدث باسم الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي الشيعي في 21/4/2004 أن الأحزاب الشيعية تشارك في ذبح المسلمين السنة بالفلوجة عندما قال:
" المؤتمر الوطني فخور بالمشاركة في الفوج 36 الذي شارك في مقاتلة الإرهابيين في داخل الفلوجة جنبا إلى جنب مع قوات المارينز الأمريكية " وقال : " هناك أربعة أحزاب أخرى تشارك في فوج الجيش العراقي بالفلوجة وهي حزب الوفاق الوطني بزعامة إياد علاوي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فيلق بدر بزعامة عبد العزيز الحكيم والحزب الديمقراطي الكردستاني بشمرجة بزعامة مسعود البارازاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بشمرجة بزعامة جلال الطالباني ، وقال قنبر : " نجاح هذا الفوج في أدائه يثبت أنه يجب إعادة إنشاء مثل هذا الفوج في كل أنحاء العراق لضبط الأمن " والأمن المقصود هنا هو أمن الشيعة في مواجهة المقاومة السنية .. ولم ينس المسئول الشيعي أن يؤكد أنه ضد قتل الأبرياء في الفلوجة ، ولكن المفارقة هنا أنه لا يبدو هناك أبرياء في الفلوجة ، أو أنهم فئة سحرية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة – الشيعية .!!

فلماذا استغرب الجميع عندما حصلت المذبحة الاخيرة باهل السنّة على يد قوات بدر كما قال رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري!! لماذا قامت الدنيا و لم تقعد و اعتبرت كلامه حربا طائفية في حين أن الشواهد التي نراها كل يوم من هؤلاء الشيعة تسبق سمعتهم السيئة في مقاتلة السنّة و الاعتداء عليهم و الاستقواء بالمحتل الغاشم الذي كانوا الى البارحة يدعون كذبا و زورا بالموت له!!!