المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدولة إنسحاب صنائع الاحتلال أولا!



الفرقاني
11-07-2005, 04:49 PM
جدولة إنسحاب صنائع الاحتلال أولا!

يبدو ان صنائع الاحتلال وعملاء المخطط قد بدأوا يحصدون نتائج إنفلاتهم اللا اخلاقي واللا سياسي باسرع مما توقع المراقبون. فقد تلقوا منذ بضعة ايام صفعتين موجعتين، يستحقونهما ولا شك، وثمة المزيد في انتظارهم على الطريق اياها.. ما داموا يتصرفون بعقلية العميل الذليل لا بعقلية الواقعي، وبنوازع الضبع لا بحسابات السياسي وبأولويات الحقد والشعوبية وانتزاع الغنائم لا أولويات الحكمة والوطنية ومصلحة الأمة..

الصفعة الاولى، ما قررته حكومة بلير مؤخرا للتحقيق في المعلومات التي نشرتها لاول مرة في صحافة الغرب، جريدة (الاوبزرفر) البريطانية عن حفلات التعذيب السادية في معتقلات العملاء، وبعض منها مأخوذ عما نشرته البصائر المجاهدة.. مثل شوي الجلد وقلع العيون وتكسير وثقب العظام.. هذا غير المعلومات عن وجود مراكز اعتقال وتعذيب سرية لا حصر لها يوجد بعضها في منازل العملاء انفسهم!
وتقول بعض التقارير ان عصابة واشنطن سارعت الى الطلب من عصابة لندن اغلاق الباب امام اتساع الحديث عن هذه الفظائع في صفوف الرأي العام البريطاني وربما الامريكي والغربي مما يفضح زيف الرهان على نموذج (سياسي) وحشي كهذا، يدفع الامريكيون والبريطانيون ثمن حمايته من دماء ابنائهم.. لكن المهم ان اصداء ما نشرته (الاوبزرفر) تسللت الى الرأي العام العراقي لا سيما المخدوعين منه.. وصارت حكايات التعذيب على يد الالوية الهائجة الباسلة.. تنتشر على ألسنة العراقيين كباراً وصغارا بعكس ما يشتهي يهود العراقية في حملتهم الغوغائية المتواصلة للدفاع عن جلادي الميليشيات..

أما الصفعة الثانية، وهي اشد قسوة، فقد تلقى الصنائع وجعها في صميم منطقهم اللعين وفي عقر دارهم داخل القلعة الخضراء حيث ما يسمى بـ (الجمعية الوطنية) صنيعهم المفضل.. اذ شهدت مؤخرا في جلسة مناقشة موضوع السيادة، الكثير من الاصوات العالية المطالبة بجدولة سريعة لانسحاب قوات الاحتلال.. ومن اناس محسوبين على قوى الاحتلال وادواتهم وأحصنتهم!!
وقد كانت نبرة المطالبة هذه من الحدة والالحاح والغيرة الوطنية المفاجئة بحيث أصبح ممثلي العمالة الصريحة الرسمية في حالة دفاعية يحسدون عليها، وغادر بعضهم الجلسة وهو يجرجر معه اذيال مقولات الغزاة الاوغاد التي لم تعد صالحة للاستهلاك الخداعي مثل.. استكمال جاهزية القوى الامنية!.. ومثل، ان الحديث عن جدولة الانسحاب رسالة خاطئة للمقاومة البطلة، وكأنها بحاجة الى ما يدلها على طبيعة مأزق الغزاة وتابعيهم ونقاط ضعفهم القاتلة.. وما يناسبها من أساليب وتوقيتات ونوعيات قتالية مواتية..
لقد أخذت قناعات الناس، حتى من جمهور الصنائع انفسهم، تتزايد بان الطريق سالكة بالفعل نحو تحرير العراق بالمقاومتين المسلحة والسلمية في آن معاً.. مثلما اخذت هذه القناعات تشير اكثر فاكثر باصابع الاتهام الى قوى العملاء السائدة باعتبارها تتصرف يوما بعد يوم كعقبة اساسية، لن لم نقل شيئا اخر، أمامه تحرير العراق وخلاصه من دوامة الالام التي يخوض فيها..
والا.. ما الذي يمنع الزاعم بانه مجرد واقعي بان ياخذ بمقتضيات الواقعية الحقة كما نعرفها ويعرفها عالم السياسة.. فيفتح الحوار مع المجاهدين ثم يستند الى ضرباتهم المتوالية كعنصر ضغط سياسي لاخراج الاحتلال؟!
وما الذي يمنع القائل بوجود دولة وعملية سياسية من ان يتصرف كطرف مستقل (وطنيا) ويبادر الى التفاوض رسميا، الند للند، مع عصابة الاحتلال في واشنطن نفسها.. وليستند في هذا الى اية عناصر ضغط متاحة، غير المقاومة، مثل الارادة الشعبية الرافضة للاحتلال ومثل القوى الاقليمية والدولية الداعمة للاستقلال الحقيقي للعراق؟!
أتعرفون ما الذي يمنع؟!.. انها اجندة العمالة وأجندة الصفقات القذرة مع المخطط الصهيو- أمريكي حتى قبل الغزو بزمن طويل.. وأجندة خدمة صفحات ما تبقى من مشروع الفساد والافساد والتفتيت والتدمير..
فهل يلام اليوم من يطالب بجدولة انسحاب صنائع الاحتلال اولا.. من العملاء سواء من الادارات الحكومية او الادوار السياسية المسروقة او المؤسسات المشوهة اللا شرعية التي لا تفعل سوى خدمة النموذج المسخ للفساد والدجل والجريمة.. أو من المسرح الغوغائي المبتذل الذي أغرق ويغرق عقول ونفوس العراقيين..؟!
أما انتم ايها المجاهدون الاشداء الاخيار.. فطوبى لكم.. فقد قلبتم عاليها سافلها وجعلتم المستحيل ممكنا.. والحمد لله في الاحوال كلها..

http://www.basaernews.com/news.php?id=528