المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنرالات حرب فيتنام : الحرب على العراق قصمت ظهر الجيش الأمريكي*الله أكبر *



الفرقاني
11-07-2005, 04:15 PM
جنرالات حرب فيتنام : الحرب على العراق قصمت ظهر الجيش الأمريكي

بقلم: نها كامل

رغم أن صحيفة 'الواشنطن تايمز' من الصحف الأمريكية التي ساندت وشجعت الحرب على العراق وهي أيضا من الصحف التي فتحت صفحاتها لصقور الإدارة الأمريكية للكتابة عن أفكارهم


المتطرفة وأطماعهم في العالم، إلا أن هذه النبرة تغيرت وبدأت تتحدث عن أن الزمان لو عاد إلى الوراء لأصبحت أصوات الجمهوريين أصواتا سلبية في الكونجرس.

حيث كتب أرنود دي بروتشيش يحذر من انتشار أعراض حرب فيتنام في الشارع الأمريكي والجيش على وجه الخصوص. ويقول التقرير: يمكن أن نعترف على استحياء أن القوات الأمريكية تمتلك من القوة والشجاعة والأسلحة التي تمكنها من التعامل مع الهجمات العراقية إلا أن الأمر سيأخذ وقتا طويلا معها.

ولكن الحديث عن الجهاز السياسي الأمريكي في الداخل شيء آخر فقد بدأ تأييد الكونجرس للحرب يتراجع حتى بين الجمهوريين الذين دفعوا بأمريكا للحرب بكل قوتهم بدأت القواسم المشتركة تضعف ولو عاد الزمن إلى الوراء لوقفوا ضد الحرب وأصبحوا أصواتا سلبية في الكونجرس.

هذه الحالة التي وصل إليها الوضع داخل الجمهوريين انفسهم عبر عنها أحد رسامي الكاريكاتير في إحدى الصحف حيث رسم آخر حاملة طائرات أمريكية ولم يبق عليها سوى ديك تشيني وجورج بوش وهما يصرخان 'المهمة انتهت'!!

أما على المستوي الجماهيري فالأمر ليس أحسن حالا فقد نفد صبر الشارع الأمريكي من قصة 'حرب التحرير' التي تحولت إلى 'حرب عصابات' وعمليات استنزاف ضد القوات الأمريكية!! وأصبح من البديهي تقليص التأييد الشعبي للوجود الأمريكي هناك.

إنها أعراض حرب فيتنام الخبيثة بدأت تستشري وتجد طريقها إلى أروقة الكونجرس بين الرأي العام الأمريكي عامة.

أكدت استطلاعات الرأي العام أن عقدة فيتنام بدأت تعود بقوة للشارع الأمريكي الذي يريد أن تخرج القوات الأمريكية جديا من العراق 56 % من الأصوات تؤكد أن التواجد في العراق لا يستحق وأنه لا يساوي كل هذه الخسائر. أما أكثر من نصف الأصوات فمع أن الحرب على العراق لم تحقق أمن الولايات المتحدة.

عقدة حرب فيتنام وأعراضها بدأت تظهر في الجيش أيضا فحجم تعبئة الجيش الأمريكي انخفض إلى 40 % وهو معدل لم تصل إليه الولايات المتحدة منذ أعقاب ما بعد الحرب الباردة، وهو بسبب احجام الأمريكيين عن الالتحاق بالجيش.

المذكرة الشهيرة التي أعدها السير ميشيل ديرلف رئيس المخابرات البريطانية MI6 وعميد احدى كليات جامعة كمبريدج حاليا والتي وافق فيها على استراتيجية صقور الإدارة الأمريكية التي سعت إلى عملية سريعة ورخيصة هي مجرد فخ ووهم كبير أقدمت عليه داوننج ستريت.

درجة الدكتوراه التي يحملها رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي لم تجعله يستشرف المستقبل ليعرف هل في مصلحة أمريكا البقاء طويلا في العراق أم لا؟! هل يعرف رامسفيلد ماذا ستفعل الولايات المتحدة لو أمر الديكتاتور الحقيقي كيم يونج ايل قواته التي تعد بالملايين في كوريا الشمالية بعبور المنطقة منزوعة السلاح ويتجهون نحو كوريا الجنوبية؟ هل ستلجأ عندها واشنطن إلى ورقة الأسلحة النووية لاجبارهم على العودة من حيث جاءوا كما فعلت مع صدام حسين؟!

وخاصة أن شبح الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل قد هرب من العراق بعد دخول الأمريكيين.

السؤال الآن: بعد أن انكشف زيف الاستراتيجية الأمريكية : هل سيراهن واضعو استراتيجية الحرب على تحويل العراق إلى أول دولة عربية ديمقراطية؟!

هل اعتقدوا أن العراق الديمقراطي سيصبح نقطة تحول مؤثرة في الدول المحيطة وأن إسرائيل ستحيطها الدول العربية الديمقراطية لتسترخي أخيرا وتتفرغ للحياة في سلام وتسامح بعد صراع دام أكثر من ربع قرن؟!

كل ذلك مجرد وهم.

وهم كبير أن 24 مليون عراقي سيعبرون إلى تلك الأيام السعيدة ويعيشون في دولة تطبق مبادئ الثورة الفرنسية ويدفعون بالنفط فواتير الحرب للعم سام ويكون الوجود الأمريكي أسرع منه إلى هدف يمكن أن يسجله لاعب كرة السلة بداية من اختلاق قصة أسلحة الدمار الشامل وانتهاء بالاعتماد على الجيش العراقي في حماية قوات الائتلاف!!

الآن يعترف جنرالات متقاعدون خاضوا حرب فيتنام أن حرب العراق كسرت ظهر الجيش الأمريكي!!

يقول ريتشارد كلارك المسئول السابق بالبيت الأبيض عن مكافحة الإرهاب 'الضحية الأولى لهذا الزيف الدموي البطيء في العراق هو المؤسسة العسكرية الأمريكية.. كل الأجهزة العسكرية بكل قوتها أصبحت ممزقة والفساد استشرى في الجيش بشكل واضح.. الكل ابتعد عن الالتحاق بالجيش وهناك ضغوط لإنتاج قوات جديدة بطرق أخرى لجذب المجندين، هذه الأساليب دفعت بعناصر مشبوهة شاركت في الحرب وانضمت للجيش الأمريكي مؤخرا'.

ويؤكد كلارك في مقال له نشرته صحيفة النيويورك تايمز أن مع نهاية ولاية بوش الثانية ستصل تكاليف الحرب على العراق وحدها إلى 600 بليون دولار وهو ستة أضعاف الميزانية التي وضعتها البنتاجون وهي تخطط للحرب.

بوش غيٌر لغة خطابه للشعب الأمريكي وخاصة أن الاستطلاعات اكدت أن الرأي العام لم تعد تعجبه استهلالات خطب بوش وأحاديثه فبدأ يتحدث عن أن خروج الأمريكيين في هذه المرحلة معناه هزيمة القوة الخارقة الأولى في العالم أمام المد الإسلامي وهذا يعني ارتفاع المد الإسلامي في دول مثل السعودية ومصر وسوريا إضافة إلى احتمال اندلاع حرب أهلية في العراق!!

لكن الرأي العام الأمريكي يبدو أنه يعرف أكثر من بوش الذي بدأ وكما يقول أحد المسئولين في البيت الأبيض يفقد الأرضية الأمريكية في كل أنحاء العالم.


نها كامل



الله أكبر ولله الحمد

الله أكبر وليخسأ الخاسئون