almansor313
10-07-2005, 12:33 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فقد اتفقت الامم الثلاث-اليهود والنصارى والمسلمين-على ذم فرعون وتقبيح فعاله والتاكيد على انه طاغية من اعتى الطغاة واخبثهم
وقد خطرت لى خاطرة احببت تدوينها سريعا وهى ان فرعون هذا الذى ذكره الله فى كتابه كان احسن حالا واقل كفرا وعتوا من كثير من الطواغيت الحاليين المحاربين لاهل الاسلام المشرعين لقوانين الكفر الموالين لليهود والنصارى المناصرين لهم على اهل الاسلام فى بعض الوجوه
اذ انه من المعلوم ان فرعون ليس هو اسم ذلك الملك وانما هو اسم جنس فمن اشترك من المتاخرين معه فى صفاته وافعاله فقد جاز ان نشركه معه فى التسمية
وثبت ايضا ان لكل امة --اى جماعة من الناس-- فرعونها الخاص بهاكما قال النبى
صلى الله عليه وسلم عن ابى جهل هذا فرعون هذه الامة
وان الله تبارك وتعالى انما قص علينا قصة فرعون وغيرها من قصص الاولين ليعتبر المتاخرون باسلافهم ويبحث كل واحد عن نظيره من المتقدمين سواءا من الاخيار او الاشرار وينظر مثوبة الله لهؤلاء وعقوبة الله لاولئك ويكون فى ذلك عبرة لهم يسترشدون بها فى واقعهم وحياتهم فان اكثر الناس يقراون القران ولا يظنون ان الواقع داخل تحته
وقد ابتعدنا قدر الامكان عن ذكر الوجوه التى قد يرمينا بسببها احد بالمبالغة او الاغراب
وان الطواغيت المستولين على مقدرات الامة الاسلامية وازمة الحكم بها اسوا حالا من فرعون
وبيان ذلك من وجوه
منها ان فرعون وجنده كفار اصليين بينما هؤلاء الطواغيت واتباعهم كفار مرتدين وكفر الردة اشد واغلظ بالاجماع من الكفر لاصلى
منها:(ان فرعون علا فى الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم)
بينما
الطواغيت المعاصرين يستضعفون كل اهل البلاد وليس فرقة واحدة منهم وتتفاوت نسب الاستضعاف والبلاء من فرقة الى اخرى ويصل البلاء الى ذروته مع المجاهدين ولكن ذلك لاينفى اشتراك الجميع فى اصل الاستضعاف حتىمن اوليائهم
ومنها ان قول امراة فرعون له:(قرة عين لى ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا)يفهم منه ان الشفاعة عند فرعون قد تقبل بينما الطواغيت المعاصريت لا تقبل عندهم الشفاعة بل ربما تزيدهم اجراما وكفرا كما فى قصة استشفاع بعض رؤساء الدول عند جمال عبد الناصر من اجل وقف اعدام سيد قطب فما زاده ذلك الا حرصا على قتله
ومنها انه يستنبط من ان اخته تمكنت من ان تقصه وتتبعه(وبصرت به عن جنب)ان ال فرعون كانوا يعيشون فى اماكن شبه مفتوحة يمكن الوصول اليها بصورة او باخرى000بينما كثير من الطواغيت المعاصرين يعيشون فى مجمعات مغلقة ومناطق حصينة شديدة الحراسة لا يقترب منها احد على بعد مئات الامتار00محاطة باجهزة المراقبة والمخبرين المتنكرين ومن رؤى يحوم حولها ويتردد قربها عدة مرات يعتقل ويحقق معه حتى لو كان يتسكع فحسب
ومنها: ان قول اخته (هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم) يفهم منه ان ال فرعون كاتوا ربما يقبلون اقتراحات من عوام الناس وعموم الشعب بينما الطواغيت المعاصرين لا يقبلون من شعوبهم اى مشورة او راى بل لا يسمحون لهم بقولها اصلا
ومنها ان موسى عليه السلام قتل الرجل من ال فرعون فى منطقة يعيش بها بنى اسرائيل وانتصارا لواحد منهم كما قال تعالى:(ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه000) الايات
فما كان رد فعل فرعون وملاه سوى انه سعى لقتل موسى)ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك) مقابل من قتله موسى
بينما لو قتل احد من المسلمين- خطا او عمدا-واحدا من ال الفراعنة المعاصرين لحوصرت المنطقة بالجنود واعتقل ا لمئات من الابرياء وربما قتل بعضهم000 ولاختلقت على الفور قصة تنظيم ارهابى دولى مرتبط بجهات خارجية يسعى لقلب نظام الحكم000الخ
ومنها:ان موسى لما تمكن من الهرب بعدقتله الرجل من ال فرعون لم يرسل فرعون فى اثره لم يتتبعه او يقبض عليه او يطارده وعاش امنا فى قوم مدين عشر سنين وعمل هناك وتزوج
بينما كثير من الدعاة والمجاهدين والعلماء الذين تمكنوا من الفرار بدينهم من بطش الطواغيت واللجوء الى دول اخرى والاختباء فيها لم يتركهم الطواغيت فى حالهم بل طاردوهم و ارسلوا كلاب المخابرات فى اثرهم فمنهم من قتلوه فى البلد التى هو فيها ومنهم من خطفوه ومنهم من اعتقلوه بتنسيق امنى مع الدولةالاخرى00وهذا تجبر ما وصل اليه فرعون
ومنها ان موسى لما ذهباليه يدعوه الى التوحيد والايمان برسالته دخل فرعون معه فى نقاش وحوار حول طبيعة دعوته)قال فرعون وما رب العالمين(
قال فمن ربكما يا موسى قال فما بال القرون الاولى0000بينما لو جاء داعية من اولياء الله تعالى وتوجه لدعوة لاحد الطواغيت المعاصرين لقتل على الباب او اعتقل قبل لن يصل اليه بله ان يناقشه
ومنها ان التهم التى اتهم بها فرعون موسى لما جاءه بدعوة الاسلام رغم انها مرفوضة وباطلة الا انها قد تكون مفهومة مثل قوله وتكون لكما الكبرياء فى الارض وقوله اتريد ان تخرجنا من ارضنا بسحرك0000الخ
وكلها تهم تدور حول موضوع الدعوة00اما الطواغيت المعاصرين فيتهمون الدعاة والمجاهدين بتهم مسفة مبتذلة00لا شان لها بما يدعونهم اليه00مثل اتهام المجاهدين فى افغانستان بالاتجار بالمخدرات واتهامهم فى الجزيرة العربية بتفخيخ المصاحف واتهامهم فى مصر بالاباحية الجنسية000الخ
ومنها ان فرعون اللعين دعا موسى الكريم عليه السلام الى مواجهة علنية على اعين الناس ليتبين ما معه ان كان حقا معجزة ام سحر ساحر000بينما يمتنع الطواغيت عن تلبية اى دعوات للمناظرة والحوار ولو مع احبارهم وشيوخهم ويابون الا الاحتكام الى القوة والتحاور بالسيف
ومنها ان فرعون لما دعا الناس لحضور المواجهة بين موسى والسحرة عبر عن هذه الدعوة باسلوب مهذب رقيق متلطف كما حكى الله عنه انه قال وقيل للناس هل انتم مجتمعون00 بينما الطواغيت المعاصرين يجبرون الناس اجبارا ويسوقونهم سوقا ويحشدونهم حشدا فىمؤتمراتهم وخطبهم من اجل التصفيق والتهليل وتكثيرالعدد
ومنهاان فرعون لم يخلف ميعاد موسى اذ قال له (فاجعل بينناوبينك موعدالانخلفه نحن ولاانت مكاناسوى
اماهؤلاءالطواغيت فكم وعدواشعوبهم فاخلفوا وكم منوهم باوهام وكم حلفوافنكثوا حتىقال ا حدهم ذات يوم لن ياتى عام كذا حتى يكون عند كل مواطن فيللا وسيارة وجاء العام ومر بعده عشرون عام وها هو شعبه ياكل الخبز بالتراب ويشرب الماء بالمجارى
ومنها ان قول السحرة (ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم لمن المقربين ) يفهم منه ان فرعون كان يقدر الخبرات ويجازى الكفاءات ويحترم اهلها ويقربهم0000بينما الطواغيت المعاصرين الذين لا تختلف عقولهم عن عقول البهائم لا يقدرون من الخبرات والمهارات سوى من كان متابعا لهم متزلفا اليهم بينما تقبع عشرات الخبرات العلمية المحضة التى لا دخل لها بالسياسة فى السجون او تعانى التهميش والاهمال ليس لانها عارضت النظام بل لانها لم ترضى باداء دور الببغاء ولم ترضى ان تنافق وتتملق اناس بالكاد (يفكون) الخط
ومنها معنى الاكراه فى قول السحرة لم امنوا( انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر ) فانه ليس الاكراه الذى هو التهديد بالقتل والتعذيب لان السحرة كانوا هم الراغبين فى تلك المواجهات الحريصين عليها وهذا واضح من اتفاقهم مع فرعون قبلها ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين000
فقد ذكر المفسرين ان صورة الاكراه وصفته التى تعرضوا لها هى انهم اخذوا وهم صغار وتمت تنشئتهم على هذا الامر فما يعرفون غيره00فانظر الى هؤلاء الطواغيت اذا طبقنا عليهم هذا المعنى فكم اكرهوا من اجيال من الذين يربونهم وهم صغار بمدارسهم على مبادىء العلمانية وعلى ان يكونوا لهم انباعا مخلصين خاضعين وعلى الولاء لهم بوسائل التعليم وللاعلام والتربية ومكر الليل والنهار فلم يتركوا لاحد حرية النشاة او مجال الاختيار
والعجيب ان المغفلين يعتبرون جعل التعليم الزاميا والتعليم الجامعى مجانيا من ايجابيات الطواغيت ومن مكاسب الشعب
ومنها ان فرعون اللعين كان يعلم وهو يقول انا ربكم الاعلى وما علمت لكم من اله غيرى انه كاذب فى ذلك وانما يقول ذلك قولا
بلسانه واستخفافا بعقول قومه000بينما الطواغيت المعاصرين يجبرون الناس على عبادتهم ولا يدعون الالوهية بلسانهم بل يمارسونها بافعالهم التى هى ابلغ من كل قول وادعاء ويعاقبون من امتنع عن صرف عبادته لهم بالسجن او القتل واعنى بالعبادة التشريع فان التشريع حق من حقوق الله فادعاه الطواغيت لانفسهم والحكم بما لانزل الله عبادة فالزم الطواغيت الناس بالتحاكم الى شر ائعهم
ومنها ان قول الله تعالى ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون مع قول الله الذى حكاه عن فرعون وتكون لكما الكبرياء فى الارض يفهم منه ان فرعون فعل ما فعل حفظا لملكه ونظام دولته ومكاسبه هو وحاشيته وملاه ولم يفعل ذلك عمالة لاجنبى ولا ارضاءا لجهات خارجيه اى انه على الاقل كان )وطنى0( حسب المصطلح الحديث
بخلاف الطواغيت المعاصرين الخونة العملاء خدام اليهود والنصارى المنبطحين لهم المبيحين لهم مقدرات الامة وثرواتها المنفذين لمخططاتهم الافسادية التخريبية
ومنها ان فرعون كان يقتصر على محاربة الاسلام فى بلده بدعوى حفظ الاستقرار كما
قال له قومه اتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الارض بينما هؤلاء الطواغيت يحاربون دعوة الاسلام فى كل مكان يستطيعون الوصول اليه ويعقدون المحالفات الدولية مع اليهود والنصارى والوثنيين والشيوعيين من اجل تنسيق جهودهم
ومنها انه يفهم من قول فرعون لوزيره يا هامان ابن لى صرحا تقدم القوم فى العلوم الدنيوية واثارهم لا تزال شاهدة بذلك اذ ان تلك الابنية يلزم لبنائها التقدم فى علوم اخرى خادمة لها فيفهم ان دولة فرعون كانت- على الاقل--دولة متحضرة حسب المصطلح الحديث00وهو ما يفهم ايضا من قوله تعالى عنهم كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم و نعمة كانوا فيها فاكهين
بينما هؤلاء الطواغيت وانظمتهم من احط الدول واكثرها تخلفا حتى ان الكفار الاصليين يسمونهم العالم الثالث ويفرضون على
اوطانهم الفقر و التخلف فليتهم اذ افسدوا الدين اصلحوا الدنيا ولكنهم خسروا الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين فحسبنا الله ونعم الوكيل
ومنها ان فرعون اللعين فعل ما فعل وقومه موافقين له مؤيدين له فاستخف قومه فاطاعوه بينما هؤلاء الطواغيت الملاعين لا يابهون بان اغلبية شعوبهم ضدهم وضد سياستهم
ومنها ان فرعون اللعين قال قبل ان يغرق امنت انه لا اله الا الذى امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين حتى ان جبريل خشى ان تتداركه رحمة الله فاخذ يدس من طين البحر فى فمه000وهؤلاء الطواغيت المرتدين ما اثر عن واحد منهم نه رجع قبل موته عن كفره وضلاله ولا حتى حال المعاينة والاحتضار فعليهم غضب الله ومقته
والوجه الاخير من وجوه تفضيل فرعون اللعين على هؤلاءالطواغيت المرتدين ان فرعون وملاه عوقبوا فى الدنيا مع ما ينتظرهم من عذاب الاخرة اما هؤلاء الكفرة المحاربين فان الكثيرين منهم ما عوقبوا فى الدنيا بعذاب عام او خاص بل نراهم يعيشون متنعمين ويموتون متنعمين وهذا من شدة غضب الله عليهم ان يدخر لهم العذاب كاملا مستوفى ويؤخرهم ليوم تشخص فبه الابصار والله تبارك وتعالى اعلم
هذه هى الوجوه التى حضرتنى الان فى باب تفضيل فرعون اللعين على كثير من الطواغيت المرتدين والامر يحتمل التوسع لكن البال مشغول
مع العل باننى مع ذلك لا اقول بتفضيل فرعون مطلق ومن كل الوجوه على هؤلاء الطواغيت وانما من وجوه دون وجوه كما بينت بعض ذلك
ولا يسعنى فى النهاية الا ان اردد ابيات ذات مغزى عميق وبالرغم من ان كاتبها -نديم الجسر مفتى طرابلس الاسبق- قد كتبها منذ نحو خمسين سنة الا انها لا تزال تحتفظ بحيويتها اذ لم تتغير الصورة اتى ترتسم فى الابيات كثيرا منذ ذلك الوقت يقول
كرت الاعوام والاسلام فى ارضه بات الذليل المحتقر
كل قطر فيه امسى موطئا لدخيل حل فيه واستقر
بعصاه يرفع العرش الذى صاغه من ورق فيه صور
فى الرضى يمسكه ان ينطوى واذا هز العصا فيه انتثر
دولة فيها دمى يلهو بها ما ارتضاها فاذا مل كسر
وكنوز الارض فى اشداقه ولنا من نعم الله النظر
اصحيح انه من وطنى خرج المحتل هل صح الخبر
خرج الراس وما زالت له بيننا اذنابه وهى اضر
فرحم الله عبدا تفكر فى شان فرعون وتنكيل الله به وقارن بينه وبين حال الانظمة الحاكمة فى بلاد المسلمين اليوم
نسال الله ان يكشف كربة الموحدين ويعلى راية المجاهدين وينصرنا على القوم الكافرين ويشف صدور قوم مؤمنين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وكتبه
الشيخ عبد الرحمن التابعى
مصر المحتلة
وبعد
فقد اتفقت الامم الثلاث-اليهود والنصارى والمسلمين-على ذم فرعون وتقبيح فعاله والتاكيد على انه طاغية من اعتى الطغاة واخبثهم
وقد خطرت لى خاطرة احببت تدوينها سريعا وهى ان فرعون هذا الذى ذكره الله فى كتابه كان احسن حالا واقل كفرا وعتوا من كثير من الطواغيت الحاليين المحاربين لاهل الاسلام المشرعين لقوانين الكفر الموالين لليهود والنصارى المناصرين لهم على اهل الاسلام فى بعض الوجوه
اذ انه من المعلوم ان فرعون ليس هو اسم ذلك الملك وانما هو اسم جنس فمن اشترك من المتاخرين معه فى صفاته وافعاله فقد جاز ان نشركه معه فى التسمية
وثبت ايضا ان لكل امة --اى جماعة من الناس-- فرعونها الخاص بهاكما قال النبى
صلى الله عليه وسلم عن ابى جهل هذا فرعون هذه الامة
وان الله تبارك وتعالى انما قص علينا قصة فرعون وغيرها من قصص الاولين ليعتبر المتاخرون باسلافهم ويبحث كل واحد عن نظيره من المتقدمين سواءا من الاخيار او الاشرار وينظر مثوبة الله لهؤلاء وعقوبة الله لاولئك ويكون فى ذلك عبرة لهم يسترشدون بها فى واقعهم وحياتهم فان اكثر الناس يقراون القران ولا يظنون ان الواقع داخل تحته
وقد ابتعدنا قدر الامكان عن ذكر الوجوه التى قد يرمينا بسببها احد بالمبالغة او الاغراب
وان الطواغيت المستولين على مقدرات الامة الاسلامية وازمة الحكم بها اسوا حالا من فرعون
وبيان ذلك من وجوه
منها ان فرعون وجنده كفار اصليين بينما هؤلاء الطواغيت واتباعهم كفار مرتدين وكفر الردة اشد واغلظ بالاجماع من الكفر لاصلى
منها:(ان فرعون علا فى الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم)
بينما
الطواغيت المعاصرين يستضعفون كل اهل البلاد وليس فرقة واحدة منهم وتتفاوت نسب الاستضعاف والبلاء من فرقة الى اخرى ويصل البلاء الى ذروته مع المجاهدين ولكن ذلك لاينفى اشتراك الجميع فى اصل الاستضعاف حتىمن اوليائهم
ومنها ان قول امراة فرعون له:(قرة عين لى ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا)يفهم منه ان الشفاعة عند فرعون قد تقبل بينما الطواغيت المعاصريت لا تقبل عندهم الشفاعة بل ربما تزيدهم اجراما وكفرا كما فى قصة استشفاع بعض رؤساء الدول عند جمال عبد الناصر من اجل وقف اعدام سيد قطب فما زاده ذلك الا حرصا على قتله
ومنها انه يستنبط من ان اخته تمكنت من ان تقصه وتتبعه(وبصرت به عن جنب)ان ال فرعون كانوا يعيشون فى اماكن شبه مفتوحة يمكن الوصول اليها بصورة او باخرى000بينما كثير من الطواغيت المعاصرين يعيشون فى مجمعات مغلقة ومناطق حصينة شديدة الحراسة لا يقترب منها احد على بعد مئات الامتار00محاطة باجهزة المراقبة والمخبرين المتنكرين ومن رؤى يحوم حولها ويتردد قربها عدة مرات يعتقل ويحقق معه حتى لو كان يتسكع فحسب
ومنها: ان قول اخته (هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم) يفهم منه ان ال فرعون كاتوا ربما يقبلون اقتراحات من عوام الناس وعموم الشعب بينما الطواغيت المعاصرين لا يقبلون من شعوبهم اى مشورة او راى بل لا يسمحون لهم بقولها اصلا
ومنها ان موسى عليه السلام قتل الرجل من ال فرعون فى منطقة يعيش بها بنى اسرائيل وانتصارا لواحد منهم كما قال تعالى:(ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه000) الايات
فما كان رد فعل فرعون وملاه سوى انه سعى لقتل موسى)ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك) مقابل من قتله موسى
بينما لو قتل احد من المسلمين- خطا او عمدا-واحدا من ال الفراعنة المعاصرين لحوصرت المنطقة بالجنود واعتقل ا لمئات من الابرياء وربما قتل بعضهم000 ولاختلقت على الفور قصة تنظيم ارهابى دولى مرتبط بجهات خارجية يسعى لقلب نظام الحكم000الخ
ومنها:ان موسى لما تمكن من الهرب بعدقتله الرجل من ال فرعون لم يرسل فرعون فى اثره لم يتتبعه او يقبض عليه او يطارده وعاش امنا فى قوم مدين عشر سنين وعمل هناك وتزوج
بينما كثير من الدعاة والمجاهدين والعلماء الذين تمكنوا من الفرار بدينهم من بطش الطواغيت واللجوء الى دول اخرى والاختباء فيها لم يتركهم الطواغيت فى حالهم بل طاردوهم و ارسلوا كلاب المخابرات فى اثرهم فمنهم من قتلوه فى البلد التى هو فيها ومنهم من خطفوه ومنهم من اعتقلوه بتنسيق امنى مع الدولةالاخرى00وهذا تجبر ما وصل اليه فرعون
ومنها ان موسى لما ذهباليه يدعوه الى التوحيد والايمان برسالته دخل فرعون معه فى نقاش وحوار حول طبيعة دعوته)قال فرعون وما رب العالمين(
قال فمن ربكما يا موسى قال فما بال القرون الاولى0000بينما لو جاء داعية من اولياء الله تعالى وتوجه لدعوة لاحد الطواغيت المعاصرين لقتل على الباب او اعتقل قبل لن يصل اليه بله ان يناقشه
ومنها ان التهم التى اتهم بها فرعون موسى لما جاءه بدعوة الاسلام رغم انها مرفوضة وباطلة الا انها قد تكون مفهومة مثل قوله وتكون لكما الكبرياء فى الارض وقوله اتريد ان تخرجنا من ارضنا بسحرك0000الخ
وكلها تهم تدور حول موضوع الدعوة00اما الطواغيت المعاصرين فيتهمون الدعاة والمجاهدين بتهم مسفة مبتذلة00لا شان لها بما يدعونهم اليه00مثل اتهام المجاهدين فى افغانستان بالاتجار بالمخدرات واتهامهم فى الجزيرة العربية بتفخيخ المصاحف واتهامهم فى مصر بالاباحية الجنسية000الخ
ومنها ان فرعون اللعين دعا موسى الكريم عليه السلام الى مواجهة علنية على اعين الناس ليتبين ما معه ان كان حقا معجزة ام سحر ساحر000بينما يمتنع الطواغيت عن تلبية اى دعوات للمناظرة والحوار ولو مع احبارهم وشيوخهم ويابون الا الاحتكام الى القوة والتحاور بالسيف
ومنها ان فرعون لما دعا الناس لحضور المواجهة بين موسى والسحرة عبر عن هذه الدعوة باسلوب مهذب رقيق متلطف كما حكى الله عنه انه قال وقيل للناس هل انتم مجتمعون00 بينما الطواغيت المعاصرين يجبرون الناس اجبارا ويسوقونهم سوقا ويحشدونهم حشدا فىمؤتمراتهم وخطبهم من اجل التصفيق والتهليل وتكثيرالعدد
ومنهاان فرعون لم يخلف ميعاد موسى اذ قال له (فاجعل بينناوبينك موعدالانخلفه نحن ولاانت مكاناسوى
اماهؤلاءالطواغيت فكم وعدواشعوبهم فاخلفوا وكم منوهم باوهام وكم حلفوافنكثوا حتىقال ا حدهم ذات يوم لن ياتى عام كذا حتى يكون عند كل مواطن فيللا وسيارة وجاء العام ومر بعده عشرون عام وها هو شعبه ياكل الخبز بالتراب ويشرب الماء بالمجارى
ومنها ان قول السحرة (ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم لمن المقربين ) يفهم منه ان فرعون كان يقدر الخبرات ويجازى الكفاءات ويحترم اهلها ويقربهم0000بينما الطواغيت المعاصرين الذين لا تختلف عقولهم عن عقول البهائم لا يقدرون من الخبرات والمهارات سوى من كان متابعا لهم متزلفا اليهم بينما تقبع عشرات الخبرات العلمية المحضة التى لا دخل لها بالسياسة فى السجون او تعانى التهميش والاهمال ليس لانها عارضت النظام بل لانها لم ترضى باداء دور الببغاء ولم ترضى ان تنافق وتتملق اناس بالكاد (يفكون) الخط
ومنها معنى الاكراه فى قول السحرة لم امنوا( انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر ) فانه ليس الاكراه الذى هو التهديد بالقتل والتعذيب لان السحرة كانوا هم الراغبين فى تلك المواجهات الحريصين عليها وهذا واضح من اتفاقهم مع فرعون قبلها ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين000
فقد ذكر المفسرين ان صورة الاكراه وصفته التى تعرضوا لها هى انهم اخذوا وهم صغار وتمت تنشئتهم على هذا الامر فما يعرفون غيره00فانظر الى هؤلاء الطواغيت اذا طبقنا عليهم هذا المعنى فكم اكرهوا من اجيال من الذين يربونهم وهم صغار بمدارسهم على مبادىء العلمانية وعلى ان يكونوا لهم انباعا مخلصين خاضعين وعلى الولاء لهم بوسائل التعليم وللاعلام والتربية ومكر الليل والنهار فلم يتركوا لاحد حرية النشاة او مجال الاختيار
والعجيب ان المغفلين يعتبرون جعل التعليم الزاميا والتعليم الجامعى مجانيا من ايجابيات الطواغيت ومن مكاسب الشعب
ومنها ان فرعون اللعين كان يعلم وهو يقول انا ربكم الاعلى وما علمت لكم من اله غيرى انه كاذب فى ذلك وانما يقول ذلك قولا
بلسانه واستخفافا بعقول قومه000بينما الطواغيت المعاصرين يجبرون الناس على عبادتهم ولا يدعون الالوهية بلسانهم بل يمارسونها بافعالهم التى هى ابلغ من كل قول وادعاء ويعاقبون من امتنع عن صرف عبادته لهم بالسجن او القتل واعنى بالعبادة التشريع فان التشريع حق من حقوق الله فادعاه الطواغيت لانفسهم والحكم بما لانزل الله عبادة فالزم الطواغيت الناس بالتحاكم الى شر ائعهم
ومنها ان قول الله تعالى ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون مع قول الله الذى حكاه عن فرعون وتكون لكما الكبرياء فى الارض يفهم منه ان فرعون فعل ما فعل حفظا لملكه ونظام دولته ومكاسبه هو وحاشيته وملاه ولم يفعل ذلك عمالة لاجنبى ولا ارضاءا لجهات خارجيه اى انه على الاقل كان )وطنى0( حسب المصطلح الحديث
بخلاف الطواغيت المعاصرين الخونة العملاء خدام اليهود والنصارى المنبطحين لهم المبيحين لهم مقدرات الامة وثرواتها المنفذين لمخططاتهم الافسادية التخريبية
ومنها ان فرعون كان يقتصر على محاربة الاسلام فى بلده بدعوى حفظ الاستقرار كما
قال له قومه اتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الارض بينما هؤلاء الطواغيت يحاربون دعوة الاسلام فى كل مكان يستطيعون الوصول اليه ويعقدون المحالفات الدولية مع اليهود والنصارى والوثنيين والشيوعيين من اجل تنسيق جهودهم
ومنها انه يفهم من قول فرعون لوزيره يا هامان ابن لى صرحا تقدم القوم فى العلوم الدنيوية واثارهم لا تزال شاهدة بذلك اذ ان تلك الابنية يلزم لبنائها التقدم فى علوم اخرى خادمة لها فيفهم ان دولة فرعون كانت- على الاقل--دولة متحضرة حسب المصطلح الحديث00وهو ما يفهم ايضا من قوله تعالى عنهم كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم و نعمة كانوا فيها فاكهين
بينما هؤلاء الطواغيت وانظمتهم من احط الدول واكثرها تخلفا حتى ان الكفار الاصليين يسمونهم العالم الثالث ويفرضون على
اوطانهم الفقر و التخلف فليتهم اذ افسدوا الدين اصلحوا الدنيا ولكنهم خسروا الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين فحسبنا الله ونعم الوكيل
ومنها ان فرعون اللعين فعل ما فعل وقومه موافقين له مؤيدين له فاستخف قومه فاطاعوه بينما هؤلاء الطواغيت الملاعين لا يابهون بان اغلبية شعوبهم ضدهم وضد سياستهم
ومنها ان فرعون اللعين قال قبل ان يغرق امنت انه لا اله الا الذى امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين حتى ان جبريل خشى ان تتداركه رحمة الله فاخذ يدس من طين البحر فى فمه000وهؤلاء الطواغيت المرتدين ما اثر عن واحد منهم نه رجع قبل موته عن كفره وضلاله ولا حتى حال المعاينة والاحتضار فعليهم غضب الله ومقته
والوجه الاخير من وجوه تفضيل فرعون اللعين على هؤلاءالطواغيت المرتدين ان فرعون وملاه عوقبوا فى الدنيا مع ما ينتظرهم من عذاب الاخرة اما هؤلاء الكفرة المحاربين فان الكثيرين منهم ما عوقبوا فى الدنيا بعذاب عام او خاص بل نراهم يعيشون متنعمين ويموتون متنعمين وهذا من شدة غضب الله عليهم ان يدخر لهم العذاب كاملا مستوفى ويؤخرهم ليوم تشخص فبه الابصار والله تبارك وتعالى اعلم
هذه هى الوجوه التى حضرتنى الان فى باب تفضيل فرعون اللعين على كثير من الطواغيت المرتدين والامر يحتمل التوسع لكن البال مشغول
مع العل باننى مع ذلك لا اقول بتفضيل فرعون مطلق ومن كل الوجوه على هؤلاء الطواغيت وانما من وجوه دون وجوه كما بينت بعض ذلك
ولا يسعنى فى النهاية الا ان اردد ابيات ذات مغزى عميق وبالرغم من ان كاتبها -نديم الجسر مفتى طرابلس الاسبق- قد كتبها منذ نحو خمسين سنة الا انها لا تزال تحتفظ بحيويتها اذ لم تتغير الصورة اتى ترتسم فى الابيات كثيرا منذ ذلك الوقت يقول
كرت الاعوام والاسلام فى ارضه بات الذليل المحتقر
كل قطر فيه امسى موطئا لدخيل حل فيه واستقر
بعصاه يرفع العرش الذى صاغه من ورق فيه صور
فى الرضى يمسكه ان ينطوى واذا هز العصا فيه انتثر
دولة فيها دمى يلهو بها ما ارتضاها فاذا مل كسر
وكنوز الارض فى اشداقه ولنا من نعم الله النظر
اصحيح انه من وطنى خرج المحتل هل صح الخبر
خرج الراس وما زالت له بيننا اذنابه وهى اضر
فرحم الله عبدا تفكر فى شان فرعون وتنكيل الله به وقارن بينه وبين حال الانظمة الحاكمة فى بلاد المسلمين اليوم
نسال الله ان يكشف كربة الموحدين ويعلى راية المجاهدين وينصرنا على القوم الكافرين ويشف صدور قوم مؤمنين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وكتبه
الشيخ عبد الرحمن التابعى
مصر المحتلة