المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميليشيات الشيعةتساعدالأمريكان في قتل سنةالعراق*حوار مع رئيس تحرير جريدة الشعب*هام جد



الفرقاني
09-07-2005, 11:10 PM
ميليشيات الشيعة تساعد الأمريكان في قتل سنة العراق

السيد أبو داود

عامر عبد المنعم رئيس تحرير جريدة الشعب المصرية يتابع إلى الواقع السياسي والاستراتيجي العام للأمة وما فيه من عوامل قوة وعوامل ضعف خاصة في ظل الهجمة الأمريكية الشرسة على الأمة والتي بلغت ذروتها باحتلال العراق. ومنذ احتلال العراق وجد عامر عبد المنعم أن الأداء الشيعي لايمكن السكوت عليه بعد أن ارتمى في أحضان المحتل الأمريكي، بل واشترك معه في قتل السنة.

ونحن نتوقف مع ضيفنا في هذه السطور لنتصفح الملف العراقي وما فيه من تناقضات ونفضح الذين وقفوا ضد مصالح الأمة وأعانوا المحتل الغاصب على إخوانهم المسلمين ضاربين عرض الحائط بتعليمات الدين الحنيف.


* كيف تقيّم الاعتداء على المسلمين السنة وقتل علمائهم واعتقالهم في العراق؟

** هذه الاعتداءات تفضح الاحتلال الذي يدعي أنه جاء محرراً و تكشف أنهم يستهدفون الإسلام كدين ، فالمساجد لها حرمتها و دور العبادة لها مكانتها في كل الأديان و الأعراف. واستهدافها بهذا الشكل المنظم و النمطي فضيحة جديدة للغزاة تضاف إلي سلسلة المخازي التي ارتكبوها أو تتم تحت رعايتهم منذ دخولهم بلاد الرافدين. و هذه الاعتداءات تفضح الحكومة الطائفية الحالية إذ أن الاعتداءات علي المساجد و قتل واعتقال أئمتها تصاعدت بشكل غير مسبوق عقب الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة التي لازالت تذرف دموع التماسيح علي أفعال صدام بينما هم يرتكبون الفظائع، و لم يراعوا حرمة المساجد التي هي بيوت الله، و ليست بيوت السنة. وهذا الانتقام من الأئمة يأتي انتقاما منهم لأنهم قاموا بواجبهم بتأييد ودعم المقاومة ضد الاحتلال و التي هي حق مشروع لأي شعب يتعرض للغزو .

* محسن عبد الحميد مسؤول الإخوان المسلمين الذين يدعون للمقاومة السلمية، ولا يشاركون في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي تم اعتقاله واقتحام بيته. كيف تنظر إلى هذا الحادث؟

**هذا درس للدكتور محسن عبد الحميد الذي يريد إدخال السنة في اللعبة الأمريكية و لم يتعظ من تجربته هو والحزب الاسلامي. فالاحتلال لا يجدي معه غير المقاومة ، و ليس من الصواب تذويب الشعب العراقي في تمثيليات باتت واضحة. فهم لم يبالوا بكونه رأس مجلس الحكم الأسبق وأهانوه. وإذا كان وهو الشخص المعروف صاحب الشهرة قد فعلوا معه ذلك فماذا عن غيره من العراقيين الذين يتعرضون للقتل و الاعتقال و السحل ولا يشعر بهم أحد .

* كيف تفسر أن تصبح قوات "بدر" التابعة لما يسمى بمجلس الأعلى للثورة الإسلامية جزءً من الشرطة العراقية؟

** هذا الأمر أشاع الفتن منذ البداية، فهذه الميليشيات الطائفية جاءت لتنتقم و ليس لإحقاق الحق. وهذا المجلس الذي دخل العراق علي الدبابات الأمريكية أظهر منذ اليوم الأول مواقف طائفية ليس ضد السنة فقط وإنما ضد الشيعة العرب أيضا. وكلنا شاهد كيف أن هذا المجلس دخل في اشتباكات ضد التيار الصدري وأنه كان يضربهم من الخلف أثناء الاشتباكات مع الأمريكيين في النجف.

فالاحتلال استفاد من ميلشيات الأحزاب التي شاركت معه وهي عماد الشرطة العراقية والحرس الوطني. وهذه الميليشيات هي التي ترتكب المذابح جنبا لجنب مع الاحتلال ضد الشعب العراقي وربما تفوقت علي الاحتلال في ارتكاب الفظائع بدوافع طائفية تتعارض مع الإسلام.

* يرى البعض أن ما يحدث في العراق هو تأسيس للأصولية الشيعية في العراق. ما هو تعليقك على ذلك؟

** العراق منذ قرون تتعايش فيه الطوائف، لكن الحرب بين الدولة الصفوية والخلافة العثمانية عمقت الخلاف بين السنة والشيعة إذ استمرت نحو قرنين من الزمان. وهذه الحرب أضعفت الدولة العثمانية وأوقفت زحفها نحو أوربا. والدور الإيراني خاصة في جنوب العراق موجود ولن ينتهي بسبب وجود المزارات الشيعية التي يقصدها الشيعة. إلا أن إسقاط نظام صدام والدعم الأمريكي للشيعة علي حساب السنة أغري بعض الشيعة المتعاونين مع المحتل بإمكانية حكم العراق كله. لكن في تقديري أن الأمريكيين أخطأوا في حساباتهم إذ أن اللعب علي ورقة الشيعة ساهم في انتفاضة كل السنة وأشعل روح الجهاد التي كسرت السطوة العسكرية الأمريكية. والمشكلة التي تواجه الأمريكيين الآن هي اشتعال الوسط والشمال السني، وهذه المناطق لن يحكمها الشيعة أبدا حتي و لو شكلوا الحكومة. و لكون الضرب علي وتر الأصولية الشيعية ارتبط بقدوم الاحتلال فإنه سيزول بزواله، فالشيعة المتعاملون مع الاحتلال الذين يقدمون أنفسهم كقادة للدولة الشيعية في العراق سيتلاشون ويتبخرون مع خروج الاحتلال وهذا ما سيحدث قريبا بمشيئة الله.

* تشكيل الحكومة العراقية الأخير أكد أن هناك تحالفاً شيعياً كردياً يهدف إلى تهميش السنة والانتقام منهم. كيف تنظر إلى تشكيل هذه الحكومة؟

** هذه الحكومة الطائفية لن تعيش طويلا، فاستبعاد السنة أمرمستحيل، فكيف يتم استبعاد أكثر من نصف الشعب العراقي؟ وهناك تناقضات بين الشيعة والأكراد لا يمكن إغفالها. فالأكراد يريدون إقامة دولتهم الكردية أي الاستقلال عن الدولة العراقية بالصيغة التي تناسبهم و يمكن تحقيقها، بينما الشيعة يريدون حكم العراق كله. ولا يمكن تجاهل أن الأكراد سنة رغم عمالة زعمائهم .

* كيف ترى تجنيد المواطنين الشيعة في العراق في الجيش والشرطة لتدريبهم تحت الإشراف الأمريكي؟

** هناك إصرار من بعض أئمة الشيعة المتعاملين مع المحتل علي الاستفادة من الغزاة بالسيطرة علي مؤسسات الدولة و في مقدمتها الجيش و الشرطة لضمان الهيمنة علي الدولة العراقية. و هذا الذي دفع بعض مراجع الشيعة لحث أتباعهم علي الانخراط في الجيش والشرطة، و قد وجد الأمريكيون في ذلك مصلحة لهم إذ أنهم في حاجة إلي من يقوم بمطاردة المقاومة ويخفف عنهم الاستنزاف. وقد استفاد الاحتلال من هذا إذ وجد دروعا بشرية يحتمي بها من هجمات المقاومة. و قد تسببت هذه القوات التي هي طائفية في مجملها في إعاقة المقاومة و تشتيت قوتها واستنزاف الشعب العراقي، حيث اندفعت بسياسات طائفية تعيث فساداً وتقتل وتعذب المعتقلين حتي الموت، وهناك فظائع يندي لها الجبين.

* الشيعة لديهم ميليشيا "بدر"، والأكراد لديهم ميليشيا "البشمركة"،... ألا ترى أن من حق السنة أن تكون لهم قوات تدافع عنهم، خاصة أن الشرطة العراقية منحازة ضدهم بما تحويه من عناصر كلها من الشيعة؟

** لولا رجال المقاومة- بعد فضل الله- لتم إبادة سنة العراق، فقد تحالف الغزاة مع ميليشيات بعض الطوائف المأجورة ضد السنة منذ بداية الاحتلال. و هذه المقاومة انتقلت من خندق الدفاع إلي الهجوم و الإمساك بزمام المبادرة، و هذه المقاومة هي التي كسرت الاحتلال وحولت العراق إلى حفرة من النار تحرق جنود و آليات الغزاة في مشاهد ينقلها الإعلام يومياً و يراها المستضعفون في الأرض. وهذه المقاومة بأسلحتها البسيطة هي التي قهرت الجيش الأمريكي، وأفشلت كل خططه، وهي التي ننتظر علي أيديها إعلان الانسحاب الأمريكي من العراق ومن المنطقة كلها بإذن الله.

و قد أكدت هذه المقاومة أنها ليست طائفية في مجملها و قد أثبتت ذلك في الوقوف مع التيار الصدري في معركته ضد الاحتلال . وقد يشكو بعض الشيعة من تصريحات أبي مصعب الزرقاوي و ينسبون له زوراً كل ما يحدث من عمليات تأخذ صيغة طائفية والتي يرتكبها الاحتلال بلا شك وحتي التي اضطر لنفيها. لكن لا يمكن تعميم هذا الموقف علي كل السنة كما أنه ربما لا يقارن بكم التصريحات والمواقف الطائفية التي تصدر من قيادات شيعية ضد كل المتدينين السنة واتهامهم بالوهابية.

* ما رأيك في المقولات التي تنسب كل أعمال المقاومة في العراق إلى تنظيم "القاعدة" وإلى الزرقاوي؟

** تنظيم القاعدة في العراق جزء من حركة المقاومة، وربما يركز الإعلام المعادي علي القاعدة فقط لإعطاء انطباع بأن الذين يقومون بالعمليات هم من خارج العراق. وقد يركزون علي الزرقاوي لنفس السبب. ومع هذا فليس عيبا أن يقاتل العرب بجوار إخوانهم العراقيين، بل إن هذا واجب على كل المسلمين. و على هؤلاء الذين يشاركون في تشويه المجاهدين العرب أن ينظروا إلي الجيوش الصليبية التي جاءت من 40 دولة و تدفقت علي العراق للقتال مع الأمريكيين. إن المجاهدين العرب هم بارقة الأمل في زماننا هذا الذي امتلأ جبنا و خيانة وعمالة. وجهادهم في العراق واضح ودورهم الرمزي في تضامن الأمة مع الشعب العراقي من نقاط الضوء في عصرنا، وهم طلائع الصحوة الإسلامية الممتدة في مختلف أنحاء العالم .

* هل تعتقد أن تطورات الأمور يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية بين الشيعة والسنة في العراق؟

** لا أعتقد هذا فهناك حرص من القوي الرئيسية في الجانبين علي التواصل والتآزر والسعي لإفشال مؤامرات الاحتلال. فهيئة علماء المسلمين التي تمثل السنة وتقود حركتهم تقوم بدور محمود بالتواصل مع التيار الصدري الذي يعد القوة الرئيسية وسط الشيعة بجانب تيار الخالصي و تيارات شيعية أخري. و بسبب هذا التواصل تم التصدي لمحاولات الفتنة التي يقف خلفها الاحتلال و أعوانه. لكن دخول العملاء الطائفيين كطرف يملك السلاح قد يساهم في تأجيج الفتن و شيوع الفظائع التي يستفيد منها الاحتلال .

* رغم أن الأكراد غالبيتهم سنة، إلا أن مواقفهم من سنة العراق مخزية. ما هو تحليلك لذلك؟

** لابد من التفرقة بين الشعب الكردي المسلم و بين قادته، فالقيادة الكردية الممولة أمريكيا وإسرائيليا استطاعت أن تشكل ميليشيا ومؤسسات تمكنها من السيطرة علي المناطق الكردية و محاربة الحركات الاسلامية بها. ولكن رغم هذا فإن هناك حركات ورموز كردية سنية تعلن رفضها للاحتلال و تشارك في التجمعات الأخري في عموم العراق و ترفض مواقف الطالباني والبارزاني .

ربما هذا الموقف تجاه الأكراد لدي البعض ناتج عن الجرائم التي ارتكبتها البشمركة الكردية المأجورة التي شاركت الاحتلال في اجتياح المناطق السنية. لكن العدل أن لا نعمم الحكم علي جموع الشعب الكردي أحفاد صلاح الدين الأيوبي، والذي سيأتي يوم مثله مثل الشعب العراقي و يتخلص من الاحتلال و عملائه .

* كيف تنظر إلى الأداء الإيراني في الملف العراقي؟

** السياسة الإيرانية للأسف منذ بداية الهجمة الأمريكية علي المنطقة سياسة برجماتية طائفية، و قد خسر الإيرانيون كثيراً بسبب تأييدهم لغزو أفغانستان والعراق. فقد أعطي الإيرانيون انطباعا سلبيا ولم يبالوا بالرأي العام الإسلامي. للأسف المواقف الإيرانية بددت جزء كبيراً من رصيد إيران في المنطقة . وإذا واصل الساسة الإيرانيون ذات النهج فسيجدون أنفسهم في النهاية محاصرين من كل الجهات بالقواعد الأمريكية و ستدورعليهم الدوائر.

* هل تخطط إيران فعلاً لما يسميه البعض بـ"الهلال الشيعي"؟ وما خطورة ذلك؟ وكيف يمكن التصدي له؟

**اعتقد أن التركيز الأمريكي علي إثارة النعرة الطائفية ساهم في إشاعة هذه الفكرة ورواجها على نطاق واسع. ولا أرى أن هذا ممكن فالحكومة الإيرانية الحالية متراجعة و ليست بقوتها سابقاً

وهي في موقف دفاعي لا تعرف من أين تأتيها الضربة الأمريكية. كما أن التركيبة السكانية والأوضاع الجغرافية ليست مؤيدة لهذا التوجه. كما أن الانقسامات والخلافات التي نراها في العراق بين الشعية العرب الرافضين للاحتلال والشيعة من أصل إيراني المحتمين بالغزاة وصلت إلي التقاتل في بعض الأحيان، هذه الخلافات تعوق هذا التوجه إن كان موجودا. و فوق ذلك بروز المقاومة العراقية السنية

وانضمام قطاعات من الشيعة لها يقطع الطريق على أي تقسيم جغرافي علي أساس طائفي. وأنا لست مع التضخيم من خطر الشيعة، فالمشكلة ليست معهم و خلافنا المذهبي ، من وجهة نظري ،لا يخرجهم من الإسلام ولا يبررالهجوم عليهم خاصة في بعض المنتديات، والمبالغة في الهجوم عليهم وانتقادهم جميعا بدون تمييز ليس من العدل و يعد استنزافا و تكريسا للفرقة التي يسعي الاحتلال لتعميقها. مشكلتنا جميعا مع الاحتلال الذي يستهدفنا ويستهدف كل المسلمين سنة و شيعة.

وفي رأيي أن الخطر الحقيقي في أن السنة ليس لهم دولة تدافع عنهم، هذه هي الحقيقة للأسف، علينا أن ننتقد أنفسنا، فحكوماتنا المحسوبة علي السنة هي التي تحارب السنة و فقه السنة وعلماء السنة و شباب السنة.

* كيف تنظر إلى مستقبل العرب السنة في العراق؟

** المقاومة جعلت من المستحيل إنهاء الملف العراقي بدون السنة، بل إن حكم العراق لن يستقر مع استبعاد أو تهميش السنة. والأمريكيون أخيراً وصلوا إلي هذه النتيجة، و هذا هو الذي يدفعهم إلى لقاء هيئة علماء المسلمين و القيادات السنية والبعثية لبحث الانسحاب الآمن من العراق.

لكن السنة في حاجة إلي واجهة سياسية اسلامية تجني ثمار الجهاد. هيئة علماء المسلمين استطاعت أن تقوم بدورها الشرعي والتوجيهي للمقاومة، وهم كما يقولون هيئة شرعية و ليست سياسية. و هنا يحتاج الأمر الي جهد .. خاصة مع سعي الحزب الإسلامي العراقي إلي شغل هذه الواجهة رغم أدائه السلبي وغير الناضج وانتهازية بعض قياداته. و في رأيي فان الهيئة اكتسبت مشروعية بمواقفها الجهادية وهي المطالبة بالقيام بهذا الدورأو باختيار من يقومون به وعدم ترك الأمر لجهات لن تقدم و لن تؤخر. لكن في كل الأحوال فان المجاهدين هم الذين سيفرضون كلمتهم في النهاية وهم الذين سيفرزون قيادة العراق.

قد يتأخر هذا لظروف الحرب والقتال لكنه سيحدث، فالمجاهدون الذين يمسكون بالبنادق ويجاهدون بأموالهم و أنفسهم هم أصحاب الكلمة الأولي والأخيرة... أثناء الحرب و بعد انتهاء الحرب .

بل إن قادة الجهاد في العراق سيتوجون ليس قادة للعراق فقط وإنما للأمة كلها. فعلي أيديهم ستهزم أمريكا بإذن الله كي يتحرر باقي العالم و يومها يعود للإسلام مجده وترفرف راياته، وستسقط كل حكومات العمالة والخيانة غير مأسوف عليها.


http://www.albainah.com/index.aspx?function=Item&id=6353