هند
08-07-2005, 02:39 PM
مؤشرات انخفاض مستوى التجنيد في امريكا والعراق
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
منذ غزو العراق والجدال الدائر في اوساط العسكريين الامريكيين حول حجم القوات العسكرية الضرورية لنجاح الغزو الامبريالي ، حتى انتصرت زمرة رامسفيلد وزير الدفاع ، التي تنادي باعداد قليلة كافية لتحقيق الاهداف الامريكية على ارض العراق ، وفي اعتقادي ان رامسفيلد الذي خبر الحرب الامريكية على فيتنام يقشعر بدنه من تزايد القوات الامريكية في ساحات القتال ، لان نصف مليون جندي امريكي في فيتنام كان نصيبهم الهزيمة المنكرة على ايدي ابطال الفيتكونغ .
ان الحرب على العراق قد قلبت موازين وخطط كل القادة العسكريين والسياسيين الامريكان ، لانها اكدت الغباء الذي يتسم به هؤلاء ، لانهم وضعوا خططهم واستراتيجيتهم ، وكأن العراق بلا شعب او مبادئ او عقيدة نضالية ، كما تأكد انهم الذين لا يملكون اية معلومات عن داخل العراق ، كم كان هؤلاء من السذاجة والغباء ؟ ، عندما صدقوا انفسهم وعملاءهم ان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود والرياحين ، وانهم كانوا لا يجهلون ما يدور في ذهن القيادة العراقية فحسب بل كانوا لا يفهمون طبيعة وحجم عملائهم ، الذين اوهموهم انهم يملكون ارادة الشعب العراقي ، وهم الذين تأكد للقاصي والداني انهم لا يملكون توفير حماية لانفسهم وهم كما وصفتهم وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت انهم اسوأ مجموعة عصابات لا يهمهم الا البحث عن الحانات والعاهرات في شوارع واشنطن .
تورط الامريكيون في العراق وواجهوا اشرس مقاومة في تاريخ حياتهم ، وهم الملزمون امام جنودهم ومرتزقتهم بعملية الاستبدال لهذه القوات من جهة ، ولمتطلبات القتال والتعويض عن الخسائر في الارواح من قتلى وجرحى ومرضى وهاربين ، وواجهوامأزق انخفاض مستوى الاقبال على التجنيد ، حيث ان القانون الامريكي قد الغى التجنيد الاجباري الذي كان معمولا به ايام حرب فيتنام ، وعلى الرغم من كل محاولات الاغداق والوعود للمتطوعين وعدم الاقبال من جماعات الارتزاق فقد بقيت القيادة العسكرية الامريكية تعاني من توفير احتياجاتها من الافراد ، والسبب وراء كل ذلك ان العراق لم تكن الحرب فيه نزهة كما ادعى القادة العسكريون ، بل هو باب من ابواب جهنم فتحت لاحتواء امريكا عسكريا وسياسيا وماديا ، من اجل الاتيان عليها وعلى غطرستها القذرة ، التي دفعت بها للاعتداء على الشعب العراقي البطل ، وكان وراء ما اصاب الولايات المتحدة من قتل وتدمير لالتها العسكرية والسياسية هم ابطال المقاومة العراقية البواسل .
الادارة الامريكية في مأزق كبير جدا فهي غير قادرة على مواصلة القتال بهذه الاعداد ، التي تتناقص كل يوم الى جانب تذمر جنودها ، الذين انتهت مدة خدمتهم العسكرية ، ويتطلعون للخروج من الاتون العراقي اللاهب وذلك بسبب عدم توفر الاعداد اللازمة من المتطوعين الجدد ، والادارة الامريكية غير قادرة على التفكير باعادة العمل في قانون التجنيد الاجباري خشية فشلها في رفض الشعب الامريكي وممثلوه لهذا القانون الذي يدفع بالامريكيين للاشتراك في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وخاصة ان كل مبرراتها تأكد لديهم انها كذب في كذب .
لدى الادارة الامريكية باب آخر فكرت طويلا في الولوج اليه وهو تعريق الصراع على ارض العراق اذ يقوم العراقيون بالاقتتال نيابة عنهم ، ومع ان هذا التفكير لدى الادارة كان مبكرا الا ان معطيات الواقع تؤكد انه قد اثبت فشله ، اذ ان كثيرا من العراقيين الذين سجلوا انفسهم للعمل في صفوف الجيش العراقي المزعوم لم يأتوا عن عقيدة ولا ينوون قتال ابناء شعبهم من رجال المقاومة وقد رفضت قطاعات واسعة من هؤلاء الاشتراك في معارك الهجوم على المدن العراقية كما حصل في الهجوم على الفلوجة كما ان مستوى التذريب لدى عناصر هذا الجيش ليست في مستوى قتال ابطال المقاومة او افراد الجيش العراقي الوطني المنخرطين في صفوف المقاومة مما اصاب الاملريكان بخيبة الامل من التفكير في تعريق القتال على ارض العراق ، وقد تأكد للامريكان ايضا احجام قطاعات واسعة من العراقيين عن الانخراط في صفوف هذا الجيش المزعوم مما يعني ان عملية التجنيد في كلا الطرفين الامريكي والعراقي قد اخذت تنضب ونعود ثانية للتأكيد ان وراء الفشل في عمليات التجنيد للامريكيين والعراقيين ما تقوم به المقاومة العراقية من عمليات بطولية مرغت انوف الامريكيين وعملائهم في الوحل .
التجنيد عملية اكثر من ضرورية لجيش يخسر يوميا العشرات من بين صفوفه ما بين قتيل او جريح او هارب ، وما دامت الادارة الامريكية قد فشلت في عولمة الصراع او تعريبه او تعريقه بالاضافة ان كل دول التحالف الهزيل التي اشتركت معها في التواجد على ارض العراق ، قد انسحب منها الجزء الاكبر وان الاخرين في طريقهم الى العودة الى بيوتهم خائبين .
امام هذا الواقع المرير والمأساوي الذي اصاب الولايات المتحدة وقواتها في العراق العظيم ، ما هي الخيارات المتاحة لدى هذه الادارة الغبية سياسيا وعسكريا ؟ .
ليس لدى هذه الادارة من خيار ا لا خيار واحد ولا يمكن التفكير بغيره الا في حالة قررت هذه الادارة على الانتحار بطريقة اكثر من بشاعة الهزيمة المدوية عالميا ، وهذه الطريقة تتمثل بافتعال الاعلان ان اهداف الولايات المتحدة هو اشاعة الديمقراطية في العراق ، وهاهم العراقيون قد استلموا السلطة ولم يعد لنا مبرر للبقاء في العراق ، على الرغم ان الامريكيين متأكدون ان هؤلاء الذين سلمتهم السلطة سيسبقونها الى خارج الحدود العراقية .
بعد ذلك سيستمر الاعلام الامريكي ينبح كثيرا حول مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحرب على الارهاب ، ولكن هذه المرة لن يجد له مكانا للنباح الا في حدود الولايات المتحدة جغرافيا ، لانه لا يجد من يخافه او يرحب به لان تأثير العنجهية الامريكية قد تم دفنها في رمال الصحراء العراقية .
اما اولئك الذين راهنوا على عمالتهم للمارينز من عراقيين وعرب ، فلن يجدوا من يترحم عليهم ولن يكون مصيرهم ونظرة الناس اليهم ، اقل مما اصاب العملاء على ارض فلسطين الحبيبة ، الذين لم يجدوا من قبل جيرتهم ، وهؤلاء المارينز علهم يجدون مبتغاهم في مسالك التجنيد الامريكي في مكان آخر غير الوطن العربي .
شبكة البصرة
الخميس 29 جمادي الاول 1426 / 7 تموز 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
منذ غزو العراق والجدال الدائر في اوساط العسكريين الامريكيين حول حجم القوات العسكرية الضرورية لنجاح الغزو الامبريالي ، حتى انتصرت زمرة رامسفيلد وزير الدفاع ، التي تنادي باعداد قليلة كافية لتحقيق الاهداف الامريكية على ارض العراق ، وفي اعتقادي ان رامسفيلد الذي خبر الحرب الامريكية على فيتنام يقشعر بدنه من تزايد القوات الامريكية في ساحات القتال ، لان نصف مليون جندي امريكي في فيتنام كان نصيبهم الهزيمة المنكرة على ايدي ابطال الفيتكونغ .
ان الحرب على العراق قد قلبت موازين وخطط كل القادة العسكريين والسياسيين الامريكان ، لانها اكدت الغباء الذي يتسم به هؤلاء ، لانهم وضعوا خططهم واستراتيجيتهم ، وكأن العراق بلا شعب او مبادئ او عقيدة نضالية ، كما تأكد انهم الذين لا يملكون اية معلومات عن داخل العراق ، كم كان هؤلاء من السذاجة والغباء ؟ ، عندما صدقوا انفسهم وعملاءهم ان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود والرياحين ، وانهم كانوا لا يجهلون ما يدور في ذهن القيادة العراقية فحسب بل كانوا لا يفهمون طبيعة وحجم عملائهم ، الذين اوهموهم انهم يملكون ارادة الشعب العراقي ، وهم الذين تأكد للقاصي والداني انهم لا يملكون توفير حماية لانفسهم وهم كما وصفتهم وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت انهم اسوأ مجموعة عصابات لا يهمهم الا البحث عن الحانات والعاهرات في شوارع واشنطن .
تورط الامريكيون في العراق وواجهوا اشرس مقاومة في تاريخ حياتهم ، وهم الملزمون امام جنودهم ومرتزقتهم بعملية الاستبدال لهذه القوات من جهة ، ولمتطلبات القتال والتعويض عن الخسائر في الارواح من قتلى وجرحى ومرضى وهاربين ، وواجهوامأزق انخفاض مستوى الاقبال على التجنيد ، حيث ان القانون الامريكي قد الغى التجنيد الاجباري الذي كان معمولا به ايام حرب فيتنام ، وعلى الرغم من كل محاولات الاغداق والوعود للمتطوعين وعدم الاقبال من جماعات الارتزاق فقد بقيت القيادة العسكرية الامريكية تعاني من توفير احتياجاتها من الافراد ، والسبب وراء كل ذلك ان العراق لم تكن الحرب فيه نزهة كما ادعى القادة العسكريون ، بل هو باب من ابواب جهنم فتحت لاحتواء امريكا عسكريا وسياسيا وماديا ، من اجل الاتيان عليها وعلى غطرستها القذرة ، التي دفعت بها للاعتداء على الشعب العراقي البطل ، وكان وراء ما اصاب الولايات المتحدة من قتل وتدمير لالتها العسكرية والسياسية هم ابطال المقاومة العراقية البواسل .
الادارة الامريكية في مأزق كبير جدا فهي غير قادرة على مواصلة القتال بهذه الاعداد ، التي تتناقص كل يوم الى جانب تذمر جنودها ، الذين انتهت مدة خدمتهم العسكرية ، ويتطلعون للخروج من الاتون العراقي اللاهب وذلك بسبب عدم توفر الاعداد اللازمة من المتطوعين الجدد ، والادارة الامريكية غير قادرة على التفكير باعادة العمل في قانون التجنيد الاجباري خشية فشلها في رفض الشعب الامريكي وممثلوه لهذا القانون الذي يدفع بالامريكيين للاشتراك في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وخاصة ان كل مبرراتها تأكد لديهم انها كذب في كذب .
لدى الادارة الامريكية باب آخر فكرت طويلا في الولوج اليه وهو تعريق الصراع على ارض العراق اذ يقوم العراقيون بالاقتتال نيابة عنهم ، ومع ان هذا التفكير لدى الادارة كان مبكرا الا ان معطيات الواقع تؤكد انه قد اثبت فشله ، اذ ان كثيرا من العراقيين الذين سجلوا انفسهم للعمل في صفوف الجيش العراقي المزعوم لم يأتوا عن عقيدة ولا ينوون قتال ابناء شعبهم من رجال المقاومة وقد رفضت قطاعات واسعة من هؤلاء الاشتراك في معارك الهجوم على المدن العراقية كما حصل في الهجوم على الفلوجة كما ان مستوى التذريب لدى عناصر هذا الجيش ليست في مستوى قتال ابطال المقاومة او افراد الجيش العراقي الوطني المنخرطين في صفوف المقاومة مما اصاب الاملريكان بخيبة الامل من التفكير في تعريق القتال على ارض العراق ، وقد تأكد للامريكان ايضا احجام قطاعات واسعة من العراقيين عن الانخراط في صفوف هذا الجيش المزعوم مما يعني ان عملية التجنيد في كلا الطرفين الامريكي والعراقي قد اخذت تنضب ونعود ثانية للتأكيد ان وراء الفشل في عمليات التجنيد للامريكيين والعراقيين ما تقوم به المقاومة العراقية من عمليات بطولية مرغت انوف الامريكيين وعملائهم في الوحل .
التجنيد عملية اكثر من ضرورية لجيش يخسر يوميا العشرات من بين صفوفه ما بين قتيل او جريح او هارب ، وما دامت الادارة الامريكية قد فشلت في عولمة الصراع او تعريبه او تعريقه بالاضافة ان كل دول التحالف الهزيل التي اشتركت معها في التواجد على ارض العراق ، قد انسحب منها الجزء الاكبر وان الاخرين في طريقهم الى العودة الى بيوتهم خائبين .
امام هذا الواقع المرير والمأساوي الذي اصاب الولايات المتحدة وقواتها في العراق العظيم ، ما هي الخيارات المتاحة لدى هذه الادارة الغبية سياسيا وعسكريا ؟ .
ليس لدى هذه الادارة من خيار ا لا خيار واحد ولا يمكن التفكير بغيره الا في حالة قررت هذه الادارة على الانتحار بطريقة اكثر من بشاعة الهزيمة المدوية عالميا ، وهذه الطريقة تتمثل بافتعال الاعلان ان اهداف الولايات المتحدة هو اشاعة الديمقراطية في العراق ، وهاهم العراقيون قد استلموا السلطة ولم يعد لنا مبرر للبقاء في العراق ، على الرغم ان الامريكيين متأكدون ان هؤلاء الذين سلمتهم السلطة سيسبقونها الى خارج الحدود العراقية .
بعد ذلك سيستمر الاعلام الامريكي ينبح كثيرا حول مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحرب على الارهاب ، ولكن هذه المرة لن يجد له مكانا للنباح الا في حدود الولايات المتحدة جغرافيا ، لانه لا يجد من يخافه او يرحب به لان تأثير العنجهية الامريكية قد تم دفنها في رمال الصحراء العراقية .
اما اولئك الذين راهنوا على عمالتهم للمارينز من عراقيين وعرب ، فلن يجدوا من يترحم عليهم ولن يكون مصيرهم ونظرة الناس اليهم ، اقل مما اصاب العملاء على ارض فلسطين الحبيبة ، الذين لم يجدوا من قبل جيرتهم ، وهؤلاء المارينز علهم يجدون مبتغاهم في مسالك التجنيد الامريكي في مكان آخر غير الوطن العربي .
شبكة البصرة
الخميس 29 جمادي الاول 1426 / 7 تموز 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس