المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عسكريون لـ«السبيل»: قوات الاحتلال الامريكي في مأزق بالعراق



الفرقاني
07-07-2005, 06:29 PM
عسكريون لـ«السبيل»: قوات الاحتلال الامريكي في مأزق بالعراق
القاهرة - تحقيق: همام عبد المعبود

أوضح عدد من خبراء الإستراتيجية والمحللين العسكريين أنه قد بات من المؤكد أن قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تعيش مأزقا كبيرا وأنها تبحث عن طريق للخروج منه دون جدوى، مشيرين إلى أن المقاومة العراقية قد أصبحت بمثابة المسامير التي تقض مضاجع المحتلين وأنها وإن كانت قد بدأت بالأمس عشوائية فإنها اليوم قد أضحت قوية فتية منظمة يصعب القضاء عليها.

وقد استطلعت «السبيل» آراء بعض الخبراء الاستراتيجيين والمحللين العسكريين المصريين، حول ملامح المأزق الأمريكي في العراق، فأوضح اللواء المتقاعد محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية أن «المقاومة ولدت مع الاحتلال، وستستمر وتتزايد، وستبقى المقاومة ما بقي الاحتلال، وإن كانت قد بدأت عشوائية فقد أصبحت اليوم منظمة، وقوية لا يمكن القضاء عليها»، مشيرا إلى أن «الإحصائية الأمريكية لشهر حزيران/يونية 2005 فقط 86 قتيلا، وباللغة العسكرية نقول ان العدد الحقيقي للقتلى يبلغ 10 أمثال الرقم المعلن».

واضاف اللواء بلال: «إن عدد العمليات التي تقوم بها المقاومة يتزايد يوميا، ونوعية المقاومة تتطور، فقد اشتد عود المقاومة وقويت ذراعها وأصبح من الصعب ليها»، مشبها المقاومة العراقية وكأنها «تهز السرير الذي تريد ان تنام عليه أمريكا، فتقلقها وتقض مضجعها، حتى أصبحت أمريكا لا تستطيع النوم عليه من وخز مسامير المقاومة»، مشيرا إلى أنه «قد يطول الاحتلال لـ(10) سنوات قادمة، ولكن المقاومة ستستمر هي أيضا وسيقوى عودها».

وأوضح بلال أن « أمريكا تخطط منذ زمن لاحتلال العراق للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وتغيير خريطة المنطقة، حسب إستراتيجيتها الموضوعة منذ زمن، لكنها لم تحسن تقدير الأمر فسقطت في «مستنقع» يصعب عليها الخروج منه، فالعراق ليست أفغانستان، من حيث الطبيعة الجغرافية ومن حيث الشعب ومن حيث العادات والتقاليد».

أما الخبير العسكري اللواء زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، ومدير هيئة البحوث العسكرية سابقا، فقد أكد أن « المقاومة العراقية فرضت على الإدارة الأمريكية أن تعلن عن قتلاها بشكل يومي وأن تسعى لطلب المساعدة من دول الجوار»، مشيرا إلى أن أمريكا بغزوها للعراق « قد مضت في سبيل تحقيق مخططها في السيطرة على العراق، ولكن المقاومة عطلت تنفيذ هذا المخطط ومن ثم عطلت المشروع الأمريكي في المنطقة، حتى اضطرت للجوء إلى دول الجوار والاتحاد الأوروبي لطلب المساعدة في الخروج من هذا المستنقع العراقي».

وأوضح اللواء زكريا حسين أن الشارع الأمريكي قد أصبح غاضبا من سلوك الإدارة الأمريكية في العراق، معتبرا أنها وقعت في مأزق كبير يصعب عليها الخروج منه، حيث :-

1- وصل إجمالي الإنفاق العسكري في العراق منذ بدء الاحتلال 230 مليار دولار أمريكيا!.

2- تصريح دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي بأن قوات الاحتلال بالعراق تحتاج إلى 10 -12 سنة للقضاء على المقاومة.

3- التطور النوعي والكمي، حيث بلغ عدد هجمات المقاومة على جنود قوات الاحتلال معدل 70 هجوما يوميا.

وقال زكريا: «كل المؤشرات تؤكد أن إدارة بوش بدأت في خطة لتحسين وجهها في الداخل، والنتائج أثبتت أن هناك لقاءات مكثفة تجري لتحقيق المطالب الأمريكية بالمنطقة»، متعجبا من «لقاء بوش والجعفري الذي انتهى بتأكيد الجعفري على ضرورة بقاء قوات الاحتلال، وأنه لا يرغب في تحديد جدول للانسحاب!!».

وكشف زكريا أن بوش قد فشل في إقناع ممثلي 85 دولة التقاهم في مؤتمر إعادة الإعمار، في مواصلة تقديم الدعم، بل وعجز عن الرد عليهم عندما قالوا له : سنتوقف عن دعم وتمويل إعادة الإعمار، لأنكم تدمرون ما نعمره، وتهدمون ما نبنيه»، مشيرا إلى أن « هناك اتجاهاً أمريكياً لتهدئة القلق المتزايد للرأي العام الأمريكي، بالترويج - كذبا - لفتح خط تواصل مع ممثلين للمقاومة العراقية، عن طريق استخدام سلاح المال والإغراء بالمناصب، وكذا بطلب الدعم من دول الجوار( مصر والأردن) من خلال زيارة غونداليزا رايس وزيرة الخارجية لهما في محاولة منها للتأكيد على أن وجود قوات (التحالف) ضمانة للاستقرار بالمنطقة».

فمع زيادة عدد القتلى من الجنود الأمريكيين في العراق على 1700 قتيل ووقوع عشرات الآلاف من المصابين، ومع إخفاق الآلة العسكرية الأمريكية في كبح جماح التصعيد الذي تفاقم معه الوضع الأمني في العراق، تهاوت الصورة الوردية التي رسمها الرئيس بوش ونائبه تشيني لمستقبل الوضع في العراق.

لكن واقع الحال، مهما تجاهلته وسائل الإعلام الأمريكية، لم يعد خافيا على أحد. فالمقاومة العراقية أو المتمردين كما تسميهم الولايات المتحدة، كثفوا من عملياتهم وأشاعوا جوا من الفوضى تزايدت معه الخسائر اليومية بين القوات الأمريكية، والشارع العراقي لم ينعم بالاستقرار، رغم مرور أكثر من عامين على احتلال بغداد والأراضي العراقية.

ولم يكن غريبا أن يعود السناتور الديمقراطي جون بايدن، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ من جولة في العراق ليقول في واشنطن: «لم أجد أحدا في العراق يُـساند ما يتم الترويج له من أن المتمردين أصبحوا فلولا هاربة، وأن القوات الأمريكية تقترب من القضاء عليهم».

وشهد شاهد من أهلها!!

من جهته، يرى أنتوني كوردسمان، الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، أن هناك قائمة أطول من الأخطاء الإستراتيجية التي وقعت فيها إدارة الرئيس بوش وأسهمت فيما وصل إليه المأزق الأمريكي الحالي في العراق، وتشمل:

1- الفشل في تقييم الشعور الوطني العراقي، والمغالاة في تقدير عائدات البترول العراقية.

2- الفشل في إقناع الشعب العراقي بأن القوات الأمريكية جاءت للتحرير، وليس للبقاء والاحتلال واستغلال ثروات العراق البترولية.

3- الفشل في توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لعملية إعادة بناء الدولة العراقية وتوفير الاستقرار.

4- الفشل في توقّـع انهيار مؤسسات الدولة العراقية بعد الحرب، وبالتالي عدم التخطيط لإعادة بناء القوات المسلحة العراقية ومؤسسات حفظ الأمن والنظام.

5- المغالاة في الاعتماد على العراقيين المنفيين في الخارج، الذين يفتقرون إلى المصداقية أو التأثير في الداخل العراقي.

6- الإخفاق في توقع الطموحات لدى المواطن العراقي بعد الحرب وعدم الاتّـسام بالواقعية إزاء المشاعر المعادية لوجود القوات الأمريكية كقوة احتلال.

الإخفاق في توقّـع حركة المقاومة والتمرّد في الشارع العراقي والافتقار إلى نشر القوات المؤهّـلة للتعامل مع هذا السيناريو.

ويمكننا رصد وتحديد الملامح العامة للمأزق الأمريكي على النحو التالي:-

أولاً: المأزق الأمني والعسكري، وتمثل ذلك في :

1. تبلور غطاء سياسي وشرعي للمقاومة العراقية السنية ممثلة بهيئة علماء المسلمين.

2. اتساع دائرة المقاومة لتشمل تيار الصدر الشيعي، ممثلاً بجيش المهدي، وما يسمى الحوزة الناطقة.

3. فشل المشروع الأمريكي في استخدام قوات الشرطة والجيش العراقي لمحاربة المقاومة.

ثانياً: المأزق الأخلاقي:

حيث بدا أن الأخلاق والاحتلال نقيضان، بيد أن الإدارة الأمريكية حاولت إدعاء الأخلاقية في احتلال العراق، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى تحرير الشعب العراقي من قهر صدام حسين، ونشر الديمقراطية في العراق، غير أن ممارسة القتل اليومي في العراق، وانتهاك حقوق المواطن العراقي، وانتهاك الأعراض، وسوء معاملة المعتقلين جعل من الاحتلال الأمريكي احتلالاً بالمواصفات القياسية المعيارية لأي احتلال غاشم.

هذه الممارسات الأمريكية المخالفة للقيم الأخلاقية، وللقانون الدولي ومعاهدة جنيف، تسحب من واشنطن ورقة الضغط السياسي المعتمدة على موضوع حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية، أو على الأقل ستضعف وطأتها على الدول العربية لأغراض غير الإصلاح والديمقراطية.

ثالثاً: المأزق السياسي:

بدا أن الأمريكيين قد فوجئوا بجملة حقائق على الأرض لم تكن بالحسبان أهمها:

1. زيف نظرية «الشعب العراقي الراضي بالاحتلال» والتي سوقها بعض أقطاب المعارضة العراقية، ذوي الارتباط بصقور الإدارة والبنتاغون، وعلى رأسهم أحمد الجلبي، إذ اتضح أن الشعب العراقي بمجمله يرفض الاحتلال ويطالب بزواله وإن تعددت الوسائل والأساليب.

2. ضعف حضور وشعبية أحزاب المعارضة العراقية القادمة من الخارج مع الاحتلال، وخاصة تلك المرتبطة بالمخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع البنتاغون.

3. تعقيد تركيبة المجتمع العراقي الطائفية والعرقية والعشائرية والسياسية، الأمر يصعب من إمكانية إدارة الملف السياسي دون استعداء هذا الطرف أو ذاك.

4. عودة الشعب العراقي التلقائية إلى أصوله العقائدية والدينية بمجرد حدوث الفراغ السياسي، فأصبحت المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية مركز الحراك الاجتماعي والسياسي، بدلاً من الاحتلال وأعوانه.

5. ولعل من أبرز معالم المأزق السياسي الأمريكي في العراق فقدانه المبرر السياسي للغزو، واعتراف الإدارة بعدم عثورها على أي من أسلحة الدمار الشامل، كما أنها لم تستطع إثبات وجود علاقة بين القاعدة وصدام حسين، إضافة إلى افتقار دعاوى الحرية وحقوق الإنسان إلى سند حقيقي بعد الممارسات الهمجية ضد الشعب العراقي.

salahalden
08-07-2005, 12:15 AM
الفضل راجع لرجال المقاومه العراقيه الشرفاء الشرفاء فقط دون غيرهم الذين وجهوا فوهات بنادقهم على صدور الاعداء ليقنوهم دورسا فى فنون القتال والعار كل العار لكل من قتل مسلم متعمدا مع سبق الاصرار والترصد وبمبررات مشكوك فيها او ليس لها اى اساس من الصحه
العار كل العار لمن يريد ان يقاتل المسلمين بعضهم بعضا من اجل القوات الصليبيه
ولانقاذ امريكا من ورطتها بالعراق
ورحم الله جميع شهداءنا الذين قتلوا بايادي اثمه ملطخه بدماء الابرياء بصفة عامه