المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المأزق الأمريكي يمتد من العراق إلى أفغانستان!



الفرقاني
05-07-2005, 05:57 PM
المأزق الأمريكي يمتد من العراق إلى أفغانستان!
04-7-2005

في هذا الخضم بدت الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية مضطرة للاعتراف بحقيقة استمرار وجود تهدد طالبان، ومع ذلك حاولت التمويه والتنصل والتهرب من الحقيق الكاملة، فأعطت أرقاما كبيرة لخسائر طالبان في المعارك التي دارت مؤخرا، فتحدثت مثلا عن مقتل نحو 200 من طالبان في يوم واحد، وكأن ما يجري معركة عسكرية حقيقية، في حين أن ما يدور ليس أكثر من معركة كر وفر وحرب شوارع تميل فيه كفة المغنم غالبا لصالح طالبان.

بقلم طارق ديلواني

امتد المأزق الأمريكي على ما يبدو من العراق إلى أفغانستان، بعد الذي تعرضت له القوات الأمريكية في أفغانستان مؤخرا من ضربات نوعية ومؤلمة على يد طالبان بدءا بمقتل 7 جنود أمريكيين مرورا بإسقاط طائرة أمريكية أودت بحياة 17 أمريكيا وانتهاء بالمناوشات والضربات اليومية.


اللافت في سخونة الأحداث على الساحة الأفغانية، نوعية وحجم الضربات العسكرية التي شنتها طاليان مؤخرا، مما يؤكد ما ذهبت إليه تقارير عسكرية أمريكية قبل أشهر من استعادة حركة طالبان لقوتها وإعادة تنظيم صفوفها من جديد.


واللافت أكثر ما طرحته إحدى النبوءات العسكرية الأمريكية من أن المشهد الأفغاني سيحاكي قريبا المشهد العراقي..وفي تصور أكثر وضوحا يعتقد عسكريون في القوات الدولية وحلف شمالي الأطلسي أن يتكرر المشهد نفسه في أفغانستان ..


والمقصود هنا جماعات أو ميليشيات مقاومة قد تقوم طالبان بتشكيلها لتشتيت جهود الأمريكيين والأفغان وخوض حرب عصابات ومدن تماما مثلما هو الحال في العراق، حتى في أدق التفاصيل مثل الخطف والعمليات "الانتحارية" واغتيال الأفراد والشخصيات السياسية والدبلوماسية وحتى تصوير العمليات ..الخ.


والمتابع لما هو عليه الحال في أفغانستان منذ أشهر، يرى بالفعل أن طالبان ذات النزعة العسكرية الأكثر تنظيما في السابق أصبحت الآن تنحى منحى جماعات المقاومة العراقية من خطف رهائن واغتيالات وعلميات "فدائية".


ولقد اعتقد البعض بعد مرور سنوات من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وإحكام السيطرة على معظم أجزاء البلد، أن الأمور هدأت واستقرت لصالح الاحتلال الأمريكي، وخلافا لذلك تعتبر قوات حلف شمال الأطلسي المتمركزة في أفغانستان منذ صيف 23 أن الاختبار الحقيقي لم يبدأ بعد، في حين شرع عسكريوه في التخطيط للانتشار في مناطق أخرى من جنوب البلاد تشهد تصعيدا في المقاومة والهجمات.


ويبدو أن جهود "ايساف" تتركز الآن في قندهار، التي تقول بعض التقارير إن طالبان لا زالت تقول كلمتها فيها تماما!. غرب أفغانستان إذا هي المشكلة الأمنية التي تشكل تحديا بالنسبة للأمريكيين اليوم، فحضور طالبان في هذه المنطقة واسع والتأييد الشعبي لها كبير خاصة في أوساط القبائل الأفغانية.


البعد الجغرافي أيضا يلعب دورا كبيرا في عودة ضربات طالبان الموجعة إلى الواجهة، فثمة سلسلة جبال تقف سدا منيعا أمام الأمريكيين، وهناك تداخل حدودي جغرافي قبلي يسهم في التغطية على نشاط الحركة ومنحها دعما لوجستيا كبيرا.


ومن مسمى عملية الانتشار العسكري للأمريكيين والقوات الدولية في هذه المنطقة التي أطلق عليها" الحرية الدائمة"، يمكن لنا أن نستوحي حجم المعضلة التي يعانيها الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، وهو يرى خاصرة البلاد تتلقى الضربات تلو الأخرى من الجهة الغربية. ففي مطار قندهار مثلا حيث أقيم المقر العام للقوات الأميركية، لا تتوقف أسراب المروحيات عن التحليق، وهذا مؤشر على أن المعركة لن تنتهي قريبا، ويتحدث الأمريكيون اليوم عن "صدامات يومية" مع طالبان، لا سيما في "المثلث الأسود" الواقع في أقصى ولايات قندهار وزابل واروزغان.


لطالبان إذا عتادها ورجالها وقوتها العسكرية ومتحدثوها وقادتها والناطقون باسمها، وهي لم تنته مطلقا كما يتوهم الواهمون ..لكن المشكلة أن الإعلام الأمريكي حاول ومنذ سنوات التعامل مع طالبان وكأنها شيء انقضى. على الأرض لم تحقق أمريكا أي انجاز ضد طالبان باستثناء أنها شتت قوتها وأضعفتها ..لكن النواة الأساسية والصلبة لقوة طالبان لا زالت قائمة كيف لا وزعيمها الملا عمر لا زال طليقا حرا.


في هذا الخضم بدت الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية مضطرة للاعتراف بحقيقة استمرار وجود تهدد طالبان، ومع ذلك حاولت التمويه والتنصل والتهرب من الحقيق الكاملة، فأعطت أرقاما كبيرة لخسائر طالبان في المعارك التي دارت مؤخرا، فتحدثت مثلا عن مقتل نحو 2 من طالبان في يوم واحد، وكأن ما يجري معركة عسكرية حقيقية، في حين أن ما يدور ليس أكثر من معركة كر وفر وحرب شوارع تميل فيه كفة المغنم غالبا لصالح طالبان.


ما يحدث اليوم في أفغانستان أكثر من مجرد ضربات عسكرية محدودة، إنها بداية لعودة قوية لطالبان عسكريا بعد إعادة تنظيم صفوفها. ويبدو أن لعودة طالبان صدى إيجابيا داخل الشارع الأفغاني، الذي لم يلمس أي فرق بعد أربع سنوات من الاحتلال الأمريكي وحكم قرضاي ...فأصبحت الفرصة إذا مهيأة شعبيا على الأقل لعودة لاعب أساسي في الساحة الأفغانية ولو من بوابة المقاومة للمحتل الأمريكي.

عاشق بغداد
05-07-2005, 08:58 PM
هذه هي بداية النهاية للأمبراطورية الأمريكية الفاشلة

والله سبحانه قادر على هلاك أكبر الطواغيت على وجه الأرض

ولكن لا بدّ من كثرة الدعاء والتقرّب إلى الله سبحانه

والحمد لله رب العالمين

منصور بالله
05-07-2005, 10:15 PM
قال تعالي(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير).