الفرقاني
01-07-2005, 05:05 PM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
شكل بياني يبين التصاعد المستمر في عدد هجمات المقاومة
خسائر قوات الإحتلال الأمريكي في العراق وعمليات المقاومة ... أكاذيب تكشفها حقائق !!!
بقلم: د. محمد العبيدي
إن المتابع لأعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية منذ إحتلال العراق وحتى الآن، والتي ينشرها موقع البنتاغون على شبكة الإنترنت، سيجد مفارقات عجيبة غريبة وكذب مفضوح يضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي روجتها الإدارة الأمريكية من أجل عدوانها على العراق وإحتلاله. ويأتي نشر تلك الأرقام كنوع من ممارسة الكذب الذي تلجأ إليه الإدارة الأمريكية في وقت يؤكد فيه المسؤولون الأمريكان إبتداءً من بوش ورامسفيلد ودوائر مخابراتهم وإنتهاءً بالطباخ العامل في مطعم لمعسكر من معسكراتهم في العراق أن القوات الأمريكية تتعرض بإستمرار وعلى نحو شاسع لخسائر كبيرة في قواتهم ومعداتهم نتيجة العمليات البطولية التي تشنها عليهم فصائل المقاومة الوطنية العراقية.
وبنظرة فاحصة على عدد القتلى مقارنة بعدد الجرحى في كل شهر من أشهر الإحتلال حسبما معلن في موقع البنتاغون(http://icasualties.org/oif/)يتبين لنا بوضوح تخبط وكذب قوات الإحتلال والإدارة الأمريكية من أجل إخفاء حقيقة أعداد القتلى والجرحى في صفوف قواتها الغازية للعراق وخصوصاً عند مقارنتها بعدد الهجمات التي قامت بها فصائل المقاومة الوطنية العراقية بنفس الفترة الزمنية، كما هو موضح بالشكل البياني أعلاه. فعلى سبيل المثال، نجد أن عدد الهجمات للمقاومة في الأسابيع الثلاثة الأولى لشهر حزيران 2005 قد بلغ 3490 هجوماً حسب ما جاء في دراسة الخبير الستراتيجي أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الستراتيجية والدولية في واشنطن والمعنونة «نمو وتطور التمرد في العراق» والذي نشر في نهاية شهر حزيران/يونيو 2005. في حين أن عدد القتلى بين صفوف القوات الأمريكية هو 77 قتيلاً وعدد الجرحى هو 51 جريحاً، وهذا عدد لا يمكن أن يصدقه عاقل. ففي العلوم العسكرية، وإستناداً لما كتبه الخبراء العسكريون فإن نسبة عدد القتلى إلى عدد الجرحى في مواجهات عسكرية من النوع الذي يحدث حالياً في العراق هو واحد إلى أربعة أو واحد إلى خمسة. وهذا يعني أنه لو كان العدد 77 هو رقماً حقيقياً، فيجب أن يكون عدد الجرحى 308 جريحاً على أقل تقدير، في حين يعلم العالم أجمع أن شهر حزيران 2005 كان من أكثر الأشهر فعالية لفصائل المقاومة الوطنية وأكثرها إيذاءً للعدو. وبخلاف تلك الأعداد للقتلى والجرحى لشهر حزيران 2005 فإن ما نشر لشهر آب/أغسطس 2004، يظهر أن عدد هجمات المقاومة على قوات الإحتلال لهذا الشهر كانت 2900 هجوم، في حين أن عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية لذلك الشهر كما أعلنها البنتاغون كان 67 قتيلاً وأن عدد الجرحى كان 902 جريحاً. وهذه الأرقام تدل مرة أخرى على كذب الأعداد التي تنشرها وزارة الدفاع الأمريكية عن قتلاها وجرحاها في العراق حيث الواضح من أرقام شهر آب/أغسطس أن نسبة القتلى إلى الجرحى هي واحد إلى ثلاثة عشر، وهذه نسبة لا يمكن أن تكون حقيقية على الإطلاق، أضف إلى ذلك ما إذا كانت الأرقام المنشورة من قبل البنتاغون حقيقية في الأساس.
والمهم هنا هو ما نلاحظه في الشكل البياني أن عمليات المقاومة تتصاعد طردياً مع مرور الوقت حسب تقرير كوردسمان، وكذلك فإن عملياتها أصبحت تلحق خسائر أكبر بصفوف العدو كما صرح به القادة العسكريون في قوات الإحتلال ومسؤولو الإدارة الأمريكية. وبعبارة أخرى، فإن تحليلاً علمياً للأرقام الواردة في تقرير كوردسمان، سيدلنا على أن قوات الإحتلال تخفي وبشكل متعمد حقيقة عدد قتلاها وجرحاها الذين يسقطون في العراق نتيجة لضربات فصائل المقاومة الوطنية. وهذا بالتأكيد ما حدى بالسياسيين الأمريكان مؤخراً، ومن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أن يرفعوا أصواتهم حول حقيقة ما يجري في العراق، والورطة التي أوقع بها بوش شعبه وجيشه في المستنقع العراقي الذي يتجه حثيثاُ ليكون فيتنام أخرى.
وما يؤكد كذب البنتاغون حول حقيقة أعداد قتلى وجرحى القوات الأمريكية في العراق هو ما نشر في مقال على موقع «كوكب المكيدة/المؤامرة» Conspiracy Planet تحت عنوان «أكاذيب البنتاغون حول وفيات الجنود في العراق» لكاتبه برايان هارنغ، يقول فيه أن حوالي 26000 جندي قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة أو هربوا من الخدمة في الجيش بالعراق. وذكر كاتب المقال أن عدد الجنود الأمريكان الذين توفوا في المستشفيات الألمانية أو في الطريق إليها قد بلغ 6210 لغاية الأول من كانون الثاني/يناير 2005. ويضيف الكاتب قائلاً أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت متعمدة بتقليل العدد الحقيقي للقتلى من الجنود، وأن مراجعة للعديد من مواقع الأنباء الأجنبية يدل بشكل واضح أن الرقم الحقيقي للقتلى أكبر بكثير من العدد الذي خفضته وزارة الدفاع. ويضيف الكاتب أنه قد إستلم بيانات من خدمات النقل الجوي العسكري الأمريكية تؤكد بما لا شك فيه أن عدد الجثث للجنود الأمريكان التي تم شحنها إلى قاعدة دوفر الجوية الأمريكية هو أكبر بكثير من عدد القتلى الذين أعلنت عنهم وزارة الدفاع، بحيث قد يصل العدد إلى حوالي 7000 قتيل.
كما كشفت معلومات صحفية مؤخراً أن 14500 جندي أمريكي قد أصيبوا فى هجمات تعرضت لها دورياتهم وقواعدهم منذ إندلاع الحرب على العراق فى التاسع عشر من آذار/مارس 2003 وحتى الثالث والعشرين من شهر كانون أول/ديسمبر 2003، أي خلال فترة تسعة أشهر فقط، في وقت كانت فيه المقاومة الوطنية العراقية في بداية تطورها. وذكرت الأنباء أيضاً أن تقريراً أمريكياً سرياً تم تسريبه فى بغداد في الآونة الأخيرة ذكر أن مجموع قتلى القوات الأمريكية فى مواجهات عسكرية خلال فترة قصيرة محددة بلغ 473 قتيلاً فيما لم تعترف قيادة قوات الإحتلال إلا بأقل من نصف هذا العدد لتلك الفترة الزمنية. ونقل التقرير المذكور عن الليوتينانت سكوت روز من فرقة النقل العسكري الأمريكية أن فرقته وحدها قامت بنقل 3255 إصابة قتالية و 18717 إصابة غير قتالية. إضافة لذلك، ذكرت صحيفة «تاجيس أنتسايجر» السويسرية قبل أيام أن عدد الجرحى الأمريكيين في العراق وأفغانستان بلغ 103.000 جندي أمريكي (أغلبهم في العراق)، الأمر الذي إضطر وزير قدامى المحاربين الأمريكي إلى كشف هذا العدد مؤخراً أمام لجنة تابعة للكونغرس ليطلب تخصيص مزيداً من الأموال لرعايتهم. علماً أن جميع الجرحى المشمولين في هذا التعداد هم من ذوي الجروح الخطيرة الذين يحتاجون الى عناية طبية على المدى المتوسط والطويل بالإضافة إلى من يحتاجون إلى إعادة تأهيل. وبهذا يستدل أن قوات الإحتلال لا تعلن على الإطلاق عن الأعداد الحقيقية لقتلى جنودها وإصاباتهم.
ومعروف أن وسائل الإعلام الغربية، والأمريكية منها على وجه الخصوص، لا تعلن الخسائر المفصلة والحقيقية لقوات الإحتلال، إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» قد إعترفت مؤخراً بأن "خسائر القوات الأمريكية جراء هجمات القنابل في العراق، سجلت أعلى مستوياتها في الشهرين الماضيين (مايس وحزيران)، في الوقت الذي بدأ فيه رجال المقاومة العراقية يطورون عبوات ناسفة تؤدي إلى إعطاب العربات المدرعة بشكل متزايد حيث كان هناك نحو 700 هجوم ضد القوات الأمريكية بإستخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع في شهر مايس/مايو 2005، وهو أعلى رقم منذ بداية إحتلال العراق في نيسان 2003، بحسب القيادة العسكرية الأمريكية في العراق ومسؤولي البنتاغون". ورغم إعلان الصحيفة لهذا العدد من الهجمات، إلا أن ذلك الرقم لا يمثل الحقيقة على الإطلاق، إذ يوضح الشكل البياني رقم (3)، حسبما جاء في دراسة كوردسمان أن عدد الهجمات في شهر مايس/مايو 2005 بشكل خاص كان 3040 هجوماً والذي يعد ثاني أكبر عدد للهجمات التي قامت بها المقاومة الوطنية منذ الإحتلال وحتى الآن، وأن عدد الهجمات كان في أعلى مستوىً له في شهر حزيران/يونيو 2005 حيث بلغ لغاية نهاية الأسبوع الثالث من الشهر 3490 هجوماً. وبما أن الوقائع على الأرض من خلال عمليات فصائل المقاومة تظهر أن ما يقارب من 90% من الهجمات على القوات الأمريكية هي بإستخدام العبوات الناسفة على جوانب الطرق، فإن الرقم 700 الذي ذكرته الصحيفة قد جانب الحقيقة بشكل فاضح.
ومن جانب آخر، يعزي القادة العسكريون الأمريكان هذه الزيادة الكبيرة في عدد الهجمات لتزامنها مع ظهور «تطور مهم» في تصميم القنبلة التي طورها رجال المقاومة العراقية الباسلة، حيث شمل هذا التطور إستخدام شحنات تركز الانفجار وتعطي له قوة أكبر لإختراق العربات المصفحة، مسببة بذلك أعلى الخسائر. بل وصرح أحد القادة العسكريين الميدانيين الأمريكان في العراق أن هناك تغيراً مهماً آخر في عمليات المقاومة يتمثل في تفجير المتفجرات بإستخدام أشعة الليزر تحت الحمراء، وهو الإبتكار الذي يستهدف الأجهزة التي تقوم بالتشويش على المتفجرات التي تعمل بموجات الراديو. وأن هذا التطور المهم في التقنيات العسكرية التي بدأت فصائل المقاومة إستعمالها بنجاح كبير أدى إلى زيادة خسائر القوات الأمريكية إضافة إلى زيادة القلق الأمريكي من فشلهم عسكرياً في العراق، الأمر الذي أجبر البنتاغون على الدعوة إلى عقد مؤتمر في «فورت إيروين»، بصحراء كاليفورنيا، حيث ناقش مهندسون وخبراء وقادة كبار في الجيش الأمريكي «المشاكل» التي تفرضها التقنيات الجديدة للمقاومة العراقية. وقد وصف الكولونيول بوب ديفيس، خبير المتفجرات في الجيش الأمريكي العناصر الجديدة في بعض المتفجرات، بأنها «مزعجة» على نحو «بارع». وحول هذا الموضوع صرح أحد القادة الكبار بالجيش الأمريكي أن خبرة فصائل المقاومة العراقية تتزايد وسوف تتزايد إلى حد أبعد مما نراه اليوم وإن تكتيكات المقاومة أصبحت أكثر تطوراً. كما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن إتقان المقاومة العراقية صناعة القنابل المتطورة يبرز قدرة المقاومين على التكيف من جهة، ومن جهة أخرى الصعوبات التي يواجهها البنتاغون برغم جهوده لاحتواء هذا التهديد، حيث تقع المسؤولية على العبوات الناسفة في 70% من الخسائر الأمريكية في العراق، حسب إدعاء الصحيفة. وعندما تشير صحيفة مثل الـ «نيويورك تايمز» إلى أن المسؤولين الأمريكان قلقون من تصاعد هجمات المقاومة، وأن هذه الزيادة في الهجمات تهدد بـ «عرقلة» عمل الحكومة العراقية الموالية للاحتلال، وأن ذلك يهدد بشكل خاص إستراتيجية بوش للإبقاء على دعم شعبي للوجود الأمريكي في العراق، فإن ذلك يعني أن ما شاهدناه مؤخراً على الساحة السياسية الأمريكية يمثل تطوراً كبيراً فرضته فصائل المقاومة الوطنية العراقية من خلال عملياتها النوعية المؤذية لقوات الإحتلال.
إن المتتبع لعمليات فصائل المقاومة سيجد أن تلك الفصائل، وفي عمليات نوعية معدة بشكل متقن، قد سيطرت على العديد من مناطق ومدن العراق وقد تجلى ذلك بأروع صوره بما حدث، ولعدة مرات، في مناطق بالعاصمة بغداد كالعامرية والسيدية والبياع والدورة والأعظمية حين نزل عشرات المقاتلين إلى شوارع تلك المناطق وفرضوا السيطرة الكاملة عليها لعدة ساعات، إضافة لتعاملهم القتالي الحرفي مع القوات الأمريكية وقوات الشرطة والجيش لحكومة الأشيقر التي نصبها الإحتلال وتكبيدهم أفدح الخسائر. إن ذلك يمثل بحد ذاته إنتصاراً كبيراً لفصائل المقاومة، خصوصاً وأنه جرى في وقت يتبجح فيه أزلام السلطة العميلة بتحقيقهم نجاحاً في عملية «البرق» داخل بغداد وعمليتي «الخنجر» و «الرمح» التي شنتها قوات الإحتلال الأمريكي بالتعاون مع قوات الشرطة والجيش التابعة للحكومة العميلة ضد الشعب العراقي غرب بغداد وشمالها. ولقد إكتسبت عمليات المقاومة طابعاً متميزاً في التنطيم والتخطيط، ناهيك عن الإيمان المطلق بمشروعية الأهداف، و انها عكست أيضاً قدرات عسكرية وإستخباراتية رائعة في الرد على تلك العمليات بحيث كان ذلك الرد رسائل مزلزلة على تصريحات أزلام الإحتلال حول نتائج عملية «البرق» ، وعلى العمليات اليائسة التي تقوم بها قوات الإحتلال بإستهدافها المدن والقصبات الآمنة والإعتداء على ساكينها.
وحول العمليات الكبيرة الناجحة التي تنفذها فصائل المقاومة، فقد قال أحد كبار ضباط الجيش العراقي السابق "إن طبيعة المعارك الأخيرة التي شنتها فصائل المقاومة تعتبر مؤشراً على تطور إستراتيجية تلك الفصائل وخططها وأسلوب تنفيذ هجماتها، خصوصاً إستخدام السيارات المفخخة بالتزامن مع الهجوم المسلح، ومشاركة أعداد كبيرة من المقاتلين". ويرى ضابط آخر من الجيش العراقي السابق أن الإمكانات الإستخباراتية للمقاتلين تفوق ما لدى القوات الأمنية للحكومة التابعة للإحتلال، من خلال وقائع أشارت إلى معرفتهم المسبقة بتحرك الأرتال التابعة للجيش والشرطة العراقيين وحتى القوات الأمريكية، وقد لوحظ أن المقاومين، على سبيل المثال، قد فرضوا سيطرتهم ولأكثر من مرة على مناطق تتراوح مساحتها بين 15 و 20 كيلومتراً مربعاً في قلب بغداد ولعدة ساعات.
إن إكتساب المقاتلين في صفوف فصائل المقاومة خبرة كبيرة منذ إحتلال العراق ولحد الآن قد أكدها التقرير الأمني الذي أعدته وكالة الإستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" حول تقييم الوضع الأمني في العراق، حيث أكد التقرير أن المقاتلين العراقيين أصبحوا أكثر تنظيماً وإكتسبوا خبرات قتالية وتدريبية عالية.
وبعد كل هذه الخسائر في القوات الأمريكية وإزدياد تردي أوضاع قوات الإحتلال وقوات الحكومة العميلة إدعى بوش قبل أيام قائلاً " انه تحقق تقدم كبير فى العراق منذ تسليم «السيادة» للعراقيين فى العام الماضي" !!! ، بالرغم من أنه إعترف بصريح العبارة في كلمة له مؤخراً بتدهور «الوضع الأمني وتصاعد العمليات المسلحة» في العراق ضد قواته. ولا ندري هنا إذاً أي تقدم يقصده، وهو الذي قال في نفس الوقت أن القوات الأمريكية في العراق تواجه قتالاً صعباً، كما أن وزير دفاعه رامسفيلد أكد بأن المقاومة ستستمر ربما 12 عاماً !!! واليوم أيضاً يعترف دونالد رامسفيلد علناً بأن أعتى قوة فى العالم، والتي تنفق بقدر ما تنفقه دول العالم مجتمعة على التسلح لا تستطيع الحد من مقاومة هجمات أعداد المقاتلين المقاومين القليلة مقارنة مع تعداد قوات الإحتلال وإمكانياتها الهائلة إضافة إلى مساندة قوات السلطة العراقية العميلة لها. ففي الواقع إنه تأكيد وإعتراف بخسارتهم وفشلهم وعجزهم.
من هنا يتبين بشكل لا تشوبه شائبة أن الإدارة الأمريكية عملت ما بوسعها من خلال إستخدام جميع الإمكانات المتاحة لديها للتقليل من شأن المقاومة الوطنية العراقية بإعتبارها قوة ضاربة موجعة لقواتهم التي تحتل العراق والتي تعاني الأمرّين من ضربات المقاومة. ودليل ذلك هو الهلوسة التي أصابت الإدارة الأمريكية وتخبط ما يعلنه مسؤوليها والمتمثلة بالتصريحات الأخيرة لبعض منهم في محاولة يائسة لإيجاد ذريعة لفشلهم في العراق ومخرج آمن لقواتهم المحتلة لبلادنا، وكذلك المتمثل بمحاولاتهم العقيمة الأخيرة لشق فصائل المقاومة الوطنية التي من خلال دفعهم لعناصر عميلة مكشوفة لتشكيل أحزاب وتجمعات تدعي أنها الجناح السياسي للمقاومة الغرض منها التشويش على فصائل المقاومة الوطنية الحقيقة لعلها تتمكن من جر بعض الفصائل لإلقاء سلاحها وإدخالها فيما يسمى بالعملية السياسية التي تديرها واشنطن من خلف الستار.
إن المقاومة الوطنية العراقية في تطور وإندفاع مستمر وأن أعداد مقاتليها تزداد يوماً بعد آخر، وهذه حقيقة ثابتة ويعززها، إضافة لما يجري على الأرض، إعترافات المحتلين أنفسهم وآخرها ما قاله الضابط الأمريكي الليوتينانت كولونيل فريدريك بي ويلمان الذي عمل فى قوة كلفت بالإشراف على تدريب قوات الأمن للحكومة العراقية العميلة حين ذكر "إن المقاومة لا يظهر عليها نضوب المصادر من المقاومين الجدد بل تتوفر لها ديناميكية تزودها بمقاتلين يسعون للإنتقام". وأضاف قائلاً حول عدد المقاتلين في قوات المقاومة، "إننا لا نستطيع قتلهم جميعاً، فعندما يقتل واحداً يولد ثلاثة مقاومين جدد". وتصريح هذا الضابط الأمريكي يتناقض تماماً مع ما يعلنه صانعي القرار في الإدارة الأمريكية والذي عكسه بدقة المحلل السياسي الأمريكي بول كروغمان في صحيفة «نيويورك تايمز» منتقداً بشدة بوش وأركان إدارته حين قال، "هؤلاء الذين سوقوا هذه الحرب، عاجزون اليوم عن مواجهة حقيقة أن أوهامهم قادتنا إلى كارثة، وما زالوا يروجون للأوهام مثلما فعل تشيني عندما قال إن «المتمردين» يلفظون أنفاسهم الأخيرة".
ما لا تدركه الإدارة الأمريكية الشريرة، أو ما تحاول جاهدة إخفاءه، أنه عندما إنطلقت شرارة المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، كان هدفها واحداً لا غير وهو دحر الإحتلال وطرده من أرض الرافدين وإفشال كل مخططاته. فها هي المقاومة العراقية، وبشهادة العالم أجمع، تلحق خسائر كبيرة بقوات الإحتلال بحيث أحدثت تلك الخسائر صراخاً عالياً بوجه بوش داخل المؤسسات السياسية للمجتمع الأمريكي سيعجل بالتأكيد إندحار قوات الإحتلال في العراق وإسقاط الطغمة الفاشية في الإدارة الأمريكية. وها هم أبطال المقاومة العراقية وأبناء العراق الأحرار يصرخون عالياً:
إننا لا نسالم حتى ونحن منهزمون
ولا نهادن حتى ونحن راقدون
نكافح ونحن حفاة
ونقاوم أعتى طغاة
ونستمتع بالجهاد إستمتاعهم بالحياة
حياتنا شرف، وموتنا فخر وخيارنا النصر أو الشهادة ...
د. محمد العبيدي
1/7/2005
http://www.kifah.org/?id=1969
شكل بياني يبين التصاعد المستمر في عدد هجمات المقاومة
خسائر قوات الإحتلال الأمريكي في العراق وعمليات المقاومة ... أكاذيب تكشفها حقائق !!!
بقلم: د. محمد العبيدي
إن المتابع لأعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية منذ إحتلال العراق وحتى الآن، والتي ينشرها موقع البنتاغون على شبكة الإنترنت، سيجد مفارقات عجيبة غريبة وكذب مفضوح يضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي روجتها الإدارة الأمريكية من أجل عدوانها على العراق وإحتلاله. ويأتي نشر تلك الأرقام كنوع من ممارسة الكذب الذي تلجأ إليه الإدارة الأمريكية في وقت يؤكد فيه المسؤولون الأمريكان إبتداءً من بوش ورامسفيلد ودوائر مخابراتهم وإنتهاءً بالطباخ العامل في مطعم لمعسكر من معسكراتهم في العراق أن القوات الأمريكية تتعرض بإستمرار وعلى نحو شاسع لخسائر كبيرة في قواتهم ومعداتهم نتيجة العمليات البطولية التي تشنها عليهم فصائل المقاومة الوطنية العراقية.
وبنظرة فاحصة على عدد القتلى مقارنة بعدد الجرحى في كل شهر من أشهر الإحتلال حسبما معلن في موقع البنتاغون(http://icasualties.org/oif/)يتبين لنا بوضوح تخبط وكذب قوات الإحتلال والإدارة الأمريكية من أجل إخفاء حقيقة أعداد القتلى والجرحى في صفوف قواتها الغازية للعراق وخصوصاً عند مقارنتها بعدد الهجمات التي قامت بها فصائل المقاومة الوطنية العراقية بنفس الفترة الزمنية، كما هو موضح بالشكل البياني أعلاه. فعلى سبيل المثال، نجد أن عدد الهجمات للمقاومة في الأسابيع الثلاثة الأولى لشهر حزيران 2005 قد بلغ 3490 هجوماً حسب ما جاء في دراسة الخبير الستراتيجي أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الستراتيجية والدولية في واشنطن والمعنونة «نمو وتطور التمرد في العراق» والذي نشر في نهاية شهر حزيران/يونيو 2005. في حين أن عدد القتلى بين صفوف القوات الأمريكية هو 77 قتيلاً وعدد الجرحى هو 51 جريحاً، وهذا عدد لا يمكن أن يصدقه عاقل. ففي العلوم العسكرية، وإستناداً لما كتبه الخبراء العسكريون فإن نسبة عدد القتلى إلى عدد الجرحى في مواجهات عسكرية من النوع الذي يحدث حالياً في العراق هو واحد إلى أربعة أو واحد إلى خمسة. وهذا يعني أنه لو كان العدد 77 هو رقماً حقيقياً، فيجب أن يكون عدد الجرحى 308 جريحاً على أقل تقدير، في حين يعلم العالم أجمع أن شهر حزيران 2005 كان من أكثر الأشهر فعالية لفصائل المقاومة الوطنية وأكثرها إيذاءً للعدو. وبخلاف تلك الأعداد للقتلى والجرحى لشهر حزيران 2005 فإن ما نشر لشهر آب/أغسطس 2004، يظهر أن عدد هجمات المقاومة على قوات الإحتلال لهذا الشهر كانت 2900 هجوم، في حين أن عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية لذلك الشهر كما أعلنها البنتاغون كان 67 قتيلاً وأن عدد الجرحى كان 902 جريحاً. وهذه الأرقام تدل مرة أخرى على كذب الأعداد التي تنشرها وزارة الدفاع الأمريكية عن قتلاها وجرحاها في العراق حيث الواضح من أرقام شهر آب/أغسطس أن نسبة القتلى إلى الجرحى هي واحد إلى ثلاثة عشر، وهذه نسبة لا يمكن أن تكون حقيقية على الإطلاق، أضف إلى ذلك ما إذا كانت الأرقام المنشورة من قبل البنتاغون حقيقية في الأساس.
والمهم هنا هو ما نلاحظه في الشكل البياني أن عمليات المقاومة تتصاعد طردياً مع مرور الوقت حسب تقرير كوردسمان، وكذلك فإن عملياتها أصبحت تلحق خسائر أكبر بصفوف العدو كما صرح به القادة العسكريون في قوات الإحتلال ومسؤولو الإدارة الأمريكية. وبعبارة أخرى، فإن تحليلاً علمياً للأرقام الواردة في تقرير كوردسمان، سيدلنا على أن قوات الإحتلال تخفي وبشكل متعمد حقيقة عدد قتلاها وجرحاها الذين يسقطون في العراق نتيجة لضربات فصائل المقاومة الوطنية. وهذا بالتأكيد ما حدى بالسياسيين الأمريكان مؤخراً، ومن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أن يرفعوا أصواتهم حول حقيقة ما يجري في العراق، والورطة التي أوقع بها بوش شعبه وجيشه في المستنقع العراقي الذي يتجه حثيثاُ ليكون فيتنام أخرى.
وما يؤكد كذب البنتاغون حول حقيقة أعداد قتلى وجرحى القوات الأمريكية في العراق هو ما نشر في مقال على موقع «كوكب المكيدة/المؤامرة» Conspiracy Planet تحت عنوان «أكاذيب البنتاغون حول وفيات الجنود في العراق» لكاتبه برايان هارنغ، يقول فيه أن حوالي 26000 جندي قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة أو هربوا من الخدمة في الجيش بالعراق. وذكر كاتب المقال أن عدد الجنود الأمريكان الذين توفوا في المستشفيات الألمانية أو في الطريق إليها قد بلغ 6210 لغاية الأول من كانون الثاني/يناير 2005. ويضيف الكاتب قائلاً أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت متعمدة بتقليل العدد الحقيقي للقتلى من الجنود، وأن مراجعة للعديد من مواقع الأنباء الأجنبية يدل بشكل واضح أن الرقم الحقيقي للقتلى أكبر بكثير من العدد الذي خفضته وزارة الدفاع. ويضيف الكاتب أنه قد إستلم بيانات من خدمات النقل الجوي العسكري الأمريكية تؤكد بما لا شك فيه أن عدد الجثث للجنود الأمريكان التي تم شحنها إلى قاعدة دوفر الجوية الأمريكية هو أكبر بكثير من عدد القتلى الذين أعلنت عنهم وزارة الدفاع، بحيث قد يصل العدد إلى حوالي 7000 قتيل.
كما كشفت معلومات صحفية مؤخراً أن 14500 جندي أمريكي قد أصيبوا فى هجمات تعرضت لها دورياتهم وقواعدهم منذ إندلاع الحرب على العراق فى التاسع عشر من آذار/مارس 2003 وحتى الثالث والعشرين من شهر كانون أول/ديسمبر 2003، أي خلال فترة تسعة أشهر فقط، في وقت كانت فيه المقاومة الوطنية العراقية في بداية تطورها. وذكرت الأنباء أيضاً أن تقريراً أمريكياً سرياً تم تسريبه فى بغداد في الآونة الأخيرة ذكر أن مجموع قتلى القوات الأمريكية فى مواجهات عسكرية خلال فترة قصيرة محددة بلغ 473 قتيلاً فيما لم تعترف قيادة قوات الإحتلال إلا بأقل من نصف هذا العدد لتلك الفترة الزمنية. ونقل التقرير المذكور عن الليوتينانت سكوت روز من فرقة النقل العسكري الأمريكية أن فرقته وحدها قامت بنقل 3255 إصابة قتالية و 18717 إصابة غير قتالية. إضافة لذلك، ذكرت صحيفة «تاجيس أنتسايجر» السويسرية قبل أيام أن عدد الجرحى الأمريكيين في العراق وأفغانستان بلغ 103.000 جندي أمريكي (أغلبهم في العراق)، الأمر الذي إضطر وزير قدامى المحاربين الأمريكي إلى كشف هذا العدد مؤخراً أمام لجنة تابعة للكونغرس ليطلب تخصيص مزيداً من الأموال لرعايتهم. علماً أن جميع الجرحى المشمولين في هذا التعداد هم من ذوي الجروح الخطيرة الذين يحتاجون الى عناية طبية على المدى المتوسط والطويل بالإضافة إلى من يحتاجون إلى إعادة تأهيل. وبهذا يستدل أن قوات الإحتلال لا تعلن على الإطلاق عن الأعداد الحقيقية لقتلى جنودها وإصاباتهم.
ومعروف أن وسائل الإعلام الغربية، والأمريكية منها على وجه الخصوص، لا تعلن الخسائر المفصلة والحقيقية لقوات الإحتلال، إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» قد إعترفت مؤخراً بأن "خسائر القوات الأمريكية جراء هجمات القنابل في العراق، سجلت أعلى مستوياتها في الشهرين الماضيين (مايس وحزيران)، في الوقت الذي بدأ فيه رجال المقاومة العراقية يطورون عبوات ناسفة تؤدي إلى إعطاب العربات المدرعة بشكل متزايد حيث كان هناك نحو 700 هجوم ضد القوات الأمريكية بإستخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع في شهر مايس/مايو 2005، وهو أعلى رقم منذ بداية إحتلال العراق في نيسان 2003، بحسب القيادة العسكرية الأمريكية في العراق ومسؤولي البنتاغون". ورغم إعلان الصحيفة لهذا العدد من الهجمات، إلا أن ذلك الرقم لا يمثل الحقيقة على الإطلاق، إذ يوضح الشكل البياني رقم (3)، حسبما جاء في دراسة كوردسمان أن عدد الهجمات في شهر مايس/مايو 2005 بشكل خاص كان 3040 هجوماً والذي يعد ثاني أكبر عدد للهجمات التي قامت بها المقاومة الوطنية منذ الإحتلال وحتى الآن، وأن عدد الهجمات كان في أعلى مستوىً له في شهر حزيران/يونيو 2005 حيث بلغ لغاية نهاية الأسبوع الثالث من الشهر 3490 هجوماً. وبما أن الوقائع على الأرض من خلال عمليات فصائل المقاومة تظهر أن ما يقارب من 90% من الهجمات على القوات الأمريكية هي بإستخدام العبوات الناسفة على جوانب الطرق، فإن الرقم 700 الذي ذكرته الصحيفة قد جانب الحقيقة بشكل فاضح.
ومن جانب آخر، يعزي القادة العسكريون الأمريكان هذه الزيادة الكبيرة في عدد الهجمات لتزامنها مع ظهور «تطور مهم» في تصميم القنبلة التي طورها رجال المقاومة العراقية الباسلة، حيث شمل هذا التطور إستخدام شحنات تركز الانفجار وتعطي له قوة أكبر لإختراق العربات المصفحة، مسببة بذلك أعلى الخسائر. بل وصرح أحد القادة العسكريين الميدانيين الأمريكان في العراق أن هناك تغيراً مهماً آخر في عمليات المقاومة يتمثل في تفجير المتفجرات بإستخدام أشعة الليزر تحت الحمراء، وهو الإبتكار الذي يستهدف الأجهزة التي تقوم بالتشويش على المتفجرات التي تعمل بموجات الراديو. وأن هذا التطور المهم في التقنيات العسكرية التي بدأت فصائل المقاومة إستعمالها بنجاح كبير أدى إلى زيادة خسائر القوات الأمريكية إضافة إلى زيادة القلق الأمريكي من فشلهم عسكرياً في العراق، الأمر الذي أجبر البنتاغون على الدعوة إلى عقد مؤتمر في «فورت إيروين»، بصحراء كاليفورنيا، حيث ناقش مهندسون وخبراء وقادة كبار في الجيش الأمريكي «المشاكل» التي تفرضها التقنيات الجديدة للمقاومة العراقية. وقد وصف الكولونيول بوب ديفيس، خبير المتفجرات في الجيش الأمريكي العناصر الجديدة في بعض المتفجرات، بأنها «مزعجة» على نحو «بارع». وحول هذا الموضوع صرح أحد القادة الكبار بالجيش الأمريكي أن خبرة فصائل المقاومة العراقية تتزايد وسوف تتزايد إلى حد أبعد مما نراه اليوم وإن تكتيكات المقاومة أصبحت أكثر تطوراً. كما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن إتقان المقاومة العراقية صناعة القنابل المتطورة يبرز قدرة المقاومين على التكيف من جهة، ومن جهة أخرى الصعوبات التي يواجهها البنتاغون برغم جهوده لاحتواء هذا التهديد، حيث تقع المسؤولية على العبوات الناسفة في 70% من الخسائر الأمريكية في العراق، حسب إدعاء الصحيفة. وعندما تشير صحيفة مثل الـ «نيويورك تايمز» إلى أن المسؤولين الأمريكان قلقون من تصاعد هجمات المقاومة، وأن هذه الزيادة في الهجمات تهدد بـ «عرقلة» عمل الحكومة العراقية الموالية للاحتلال، وأن ذلك يهدد بشكل خاص إستراتيجية بوش للإبقاء على دعم شعبي للوجود الأمريكي في العراق، فإن ذلك يعني أن ما شاهدناه مؤخراً على الساحة السياسية الأمريكية يمثل تطوراً كبيراً فرضته فصائل المقاومة الوطنية العراقية من خلال عملياتها النوعية المؤذية لقوات الإحتلال.
إن المتتبع لعمليات فصائل المقاومة سيجد أن تلك الفصائل، وفي عمليات نوعية معدة بشكل متقن، قد سيطرت على العديد من مناطق ومدن العراق وقد تجلى ذلك بأروع صوره بما حدث، ولعدة مرات، في مناطق بالعاصمة بغداد كالعامرية والسيدية والبياع والدورة والأعظمية حين نزل عشرات المقاتلين إلى شوارع تلك المناطق وفرضوا السيطرة الكاملة عليها لعدة ساعات، إضافة لتعاملهم القتالي الحرفي مع القوات الأمريكية وقوات الشرطة والجيش لحكومة الأشيقر التي نصبها الإحتلال وتكبيدهم أفدح الخسائر. إن ذلك يمثل بحد ذاته إنتصاراً كبيراً لفصائل المقاومة، خصوصاً وأنه جرى في وقت يتبجح فيه أزلام السلطة العميلة بتحقيقهم نجاحاً في عملية «البرق» داخل بغداد وعمليتي «الخنجر» و «الرمح» التي شنتها قوات الإحتلال الأمريكي بالتعاون مع قوات الشرطة والجيش التابعة للحكومة العميلة ضد الشعب العراقي غرب بغداد وشمالها. ولقد إكتسبت عمليات المقاومة طابعاً متميزاً في التنطيم والتخطيط، ناهيك عن الإيمان المطلق بمشروعية الأهداف، و انها عكست أيضاً قدرات عسكرية وإستخباراتية رائعة في الرد على تلك العمليات بحيث كان ذلك الرد رسائل مزلزلة على تصريحات أزلام الإحتلال حول نتائج عملية «البرق» ، وعلى العمليات اليائسة التي تقوم بها قوات الإحتلال بإستهدافها المدن والقصبات الآمنة والإعتداء على ساكينها.
وحول العمليات الكبيرة الناجحة التي تنفذها فصائل المقاومة، فقد قال أحد كبار ضباط الجيش العراقي السابق "إن طبيعة المعارك الأخيرة التي شنتها فصائل المقاومة تعتبر مؤشراً على تطور إستراتيجية تلك الفصائل وخططها وأسلوب تنفيذ هجماتها، خصوصاً إستخدام السيارات المفخخة بالتزامن مع الهجوم المسلح، ومشاركة أعداد كبيرة من المقاتلين". ويرى ضابط آخر من الجيش العراقي السابق أن الإمكانات الإستخباراتية للمقاتلين تفوق ما لدى القوات الأمنية للحكومة التابعة للإحتلال، من خلال وقائع أشارت إلى معرفتهم المسبقة بتحرك الأرتال التابعة للجيش والشرطة العراقيين وحتى القوات الأمريكية، وقد لوحظ أن المقاومين، على سبيل المثال، قد فرضوا سيطرتهم ولأكثر من مرة على مناطق تتراوح مساحتها بين 15 و 20 كيلومتراً مربعاً في قلب بغداد ولعدة ساعات.
إن إكتساب المقاتلين في صفوف فصائل المقاومة خبرة كبيرة منذ إحتلال العراق ولحد الآن قد أكدها التقرير الأمني الذي أعدته وكالة الإستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" حول تقييم الوضع الأمني في العراق، حيث أكد التقرير أن المقاتلين العراقيين أصبحوا أكثر تنظيماً وإكتسبوا خبرات قتالية وتدريبية عالية.
وبعد كل هذه الخسائر في القوات الأمريكية وإزدياد تردي أوضاع قوات الإحتلال وقوات الحكومة العميلة إدعى بوش قبل أيام قائلاً " انه تحقق تقدم كبير فى العراق منذ تسليم «السيادة» للعراقيين فى العام الماضي" !!! ، بالرغم من أنه إعترف بصريح العبارة في كلمة له مؤخراً بتدهور «الوضع الأمني وتصاعد العمليات المسلحة» في العراق ضد قواته. ولا ندري هنا إذاً أي تقدم يقصده، وهو الذي قال في نفس الوقت أن القوات الأمريكية في العراق تواجه قتالاً صعباً، كما أن وزير دفاعه رامسفيلد أكد بأن المقاومة ستستمر ربما 12 عاماً !!! واليوم أيضاً يعترف دونالد رامسفيلد علناً بأن أعتى قوة فى العالم، والتي تنفق بقدر ما تنفقه دول العالم مجتمعة على التسلح لا تستطيع الحد من مقاومة هجمات أعداد المقاتلين المقاومين القليلة مقارنة مع تعداد قوات الإحتلال وإمكانياتها الهائلة إضافة إلى مساندة قوات السلطة العراقية العميلة لها. ففي الواقع إنه تأكيد وإعتراف بخسارتهم وفشلهم وعجزهم.
من هنا يتبين بشكل لا تشوبه شائبة أن الإدارة الأمريكية عملت ما بوسعها من خلال إستخدام جميع الإمكانات المتاحة لديها للتقليل من شأن المقاومة الوطنية العراقية بإعتبارها قوة ضاربة موجعة لقواتهم التي تحتل العراق والتي تعاني الأمرّين من ضربات المقاومة. ودليل ذلك هو الهلوسة التي أصابت الإدارة الأمريكية وتخبط ما يعلنه مسؤوليها والمتمثلة بالتصريحات الأخيرة لبعض منهم في محاولة يائسة لإيجاد ذريعة لفشلهم في العراق ومخرج آمن لقواتهم المحتلة لبلادنا، وكذلك المتمثل بمحاولاتهم العقيمة الأخيرة لشق فصائل المقاومة الوطنية التي من خلال دفعهم لعناصر عميلة مكشوفة لتشكيل أحزاب وتجمعات تدعي أنها الجناح السياسي للمقاومة الغرض منها التشويش على فصائل المقاومة الوطنية الحقيقة لعلها تتمكن من جر بعض الفصائل لإلقاء سلاحها وإدخالها فيما يسمى بالعملية السياسية التي تديرها واشنطن من خلف الستار.
إن المقاومة الوطنية العراقية في تطور وإندفاع مستمر وأن أعداد مقاتليها تزداد يوماً بعد آخر، وهذه حقيقة ثابتة ويعززها، إضافة لما يجري على الأرض، إعترافات المحتلين أنفسهم وآخرها ما قاله الضابط الأمريكي الليوتينانت كولونيل فريدريك بي ويلمان الذي عمل فى قوة كلفت بالإشراف على تدريب قوات الأمن للحكومة العراقية العميلة حين ذكر "إن المقاومة لا يظهر عليها نضوب المصادر من المقاومين الجدد بل تتوفر لها ديناميكية تزودها بمقاتلين يسعون للإنتقام". وأضاف قائلاً حول عدد المقاتلين في قوات المقاومة، "إننا لا نستطيع قتلهم جميعاً، فعندما يقتل واحداً يولد ثلاثة مقاومين جدد". وتصريح هذا الضابط الأمريكي يتناقض تماماً مع ما يعلنه صانعي القرار في الإدارة الأمريكية والذي عكسه بدقة المحلل السياسي الأمريكي بول كروغمان في صحيفة «نيويورك تايمز» منتقداً بشدة بوش وأركان إدارته حين قال، "هؤلاء الذين سوقوا هذه الحرب، عاجزون اليوم عن مواجهة حقيقة أن أوهامهم قادتنا إلى كارثة، وما زالوا يروجون للأوهام مثلما فعل تشيني عندما قال إن «المتمردين» يلفظون أنفاسهم الأخيرة".
ما لا تدركه الإدارة الأمريكية الشريرة، أو ما تحاول جاهدة إخفاءه، أنه عندما إنطلقت شرارة المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، كان هدفها واحداً لا غير وهو دحر الإحتلال وطرده من أرض الرافدين وإفشال كل مخططاته. فها هي المقاومة العراقية، وبشهادة العالم أجمع، تلحق خسائر كبيرة بقوات الإحتلال بحيث أحدثت تلك الخسائر صراخاً عالياً بوجه بوش داخل المؤسسات السياسية للمجتمع الأمريكي سيعجل بالتأكيد إندحار قوات الإحتلال في العراق وإسقاط الطغمة الفاشية في الإدارة الأمريكية. وها هم أبطال المقاومة العراقية وأبناء العراق الأحرار يصرخون عالياً:
إننا لا نسالم حتى ونحن منهزمون
ولا نهادن حتى ونحن راقدون
نكافح ونحن حفاة
ونقاوم أعتى طغاة
ونستمتع بالجهاد إستمتاعهم بالحياة
حياتنا شرف، وموتنا فخر وخيارنا النصر أو الشهادة ...
د. محمد العبيدي
1/7/2005
http://www.kifah.org/?id=1969