المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس لم تستوعبها أمريكا...



kimo17
29-06-2005, 06:14 PM
دروس لم تستوعبها أمريكا...


بقلم: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي

كما كان متوقعا، فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بما يشبه القول الصّريح بأنها الآن في ورطة إسمها العراق..

وكما كان منتظرا أيضا فقد جنحت واشنطن إلى لغة المحاورة وليس الحوار، على اعتبار أنها هي الطرف الذي طلب ملاقاة المقاومة العراقية وليس العكس. حدث ذلك بعد أن تأكدت قوة لاحتلال الأمريكية أنها دخلت في العراق، مرحلة من العبثية، لم تعد تسيطر فيها على وضعها العسكري ولا على وضعها المصلحي الاقتصادي ولا، على وضعها الحضار أمام العالم.

والحقيقة، كان حريا بالولايات المتحدة، وتحديدا الادارة الأمريكية، أن تستعين بالسجلاّت القديمة التي خُطّ فيها فعل الاستعمار وردّ المقاومة. ألم تكن أمريكا «ويلسون» هي التي تقيم الحدّ على البلدان الاستعمارية التي لا تعترف بحقّ الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، في تقرير مصيرها! ما الذي يجعلها اليوم وبعد أكثر من نصف قرن من الزمن، تحيد عن مبادئ «ويلسون» «الثلاثة عشر» حدّ التناقض معها، فتستبيح بلدا مستقلاّ وعضوا في الأمم المتحدة وأحد المحرّرين لميثاق الأمم المتحدة، استباحة عسكرية واقتصادية وسياسية ودستورية، غير عابئة بالقوانين والأعراف الدولية؟

بوش وكامل عناصر إدارته، أخطأوا عندما تجاهلوا، وهم يغزون العراق، حقّ الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال، ثم أخطأ بوش وجماعته ثانية، عندما تجاهلوا التاريخ، وكيف يكون مصير الاحتلال على أيدي المقاومين.

اليوم يعلن رامسفيلد أن الأمريكيين يحاورون فصائل في المقاومة العراقية، وقد بدا صاغرا لأنه لم يعبأ بتجارب الاستعماريين القدم مثل فرنسا وبريطانيا، عندما اضطرّت الأولى الى مفاوضة فصائل في المقاومة الجزائرية في «إيفيان» والثانية أجبرت على مفاوضة الوطنيين في الهند حول كيفية اخلاء الجزائر والهند من الاحتلال.

وهذان مثالان من عديد الأمثلة والشواهد، من تلك التي استهزأت من ذكرها واشنطن وتغاظى عنها «رامسفيلد» وهو يقوم بزيارات مكوكية من واشنطن الى بغداد.

مرّة أخرى، تتحرّك الولايات المتحدة الأمريكية انطلاقا من مقتضيات مصلحتها ومصلحة جنودها الذين اكتووا بنار المقاومة، متخلية بذلك عن حفنة من الببغاءات الذين يردّدون الخطاب الأمريكي دون أن يقدّروا حجم الجريمة التي اقترفها جنود الاحتلال وسياسيوه في حق العراق وأهل العراق..

اليوم تعلن واشنطن وعلى رؤوس الملإ أنها تحاور فصائل في المقاومة العراقية المسلّحة، وهي لا تريد أن تعترف بأنه المسار المعروف لما أتته أمريكا في العراق من احتلال عسكري دام ومن صدمة لأبناء العراق الذين لم يؤمنوا في كليتهم، أن الجندي الأجنبي يمكن أن يجلب لهم خيرا..

صحيح أن الأمريكيين في ورطة وفي مأزق اسمه العراق المقاوم للاحتلال، لكن لا يجب أن ننسى نصيب المناورة في كلّ هذا البالون الإعلامي الذي تولّى حذقه رامسفيلد.. فليس هناك قوة دولية واحدة من مجموعة الثمانية مثلا، مستعدّة اليوم لنصرة المقاومة العراقية على حساب تحالف ظرفي أو تعامل مصلحي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك، فلا يجب أن تأخذ نشوة الانتصار، من أصحاب الفعل المقاوم مأخذها، بحيث تغيب عنهم حقائق مثل أن المقاومة العراقية اليوم وإلى جانب المقاومة الفلسطينية، تعدّان نموذجا فريدا في عالم اليوم وبلا سند دولي رسمي، في حين نطقت المقاومة في الجزائر على وقع هزيمة المستعمر الفرنسي في «ديان بيان فو» وفي مصر والمغرب وتونس على وقع تنافر مصالح الكبار الذين تحالفوا لفترة الحرب العالمية ثم انفصلوا عن بعضهم البعض..

المقاومة العراقية على اختلاف أطيافها السياسية والفكرية، عليها أن لا تستجيب باسم حاجة الاحتلال الى التفاوض وباسم أزمة الاحتلال في العراق، حدّ جعل الرؤوس مكشوفة، فلا يجب على المقاومة العراقية التي نجحت الى الآن في تقديم دروس في الصمود والنضال ضدّ مشاريع الغزو والهيمنة لأولئك الخائفين المرتعدين دوما من الأجنبي، أن تعطي الفرصة لأعدائها المتربصين بها، حتى يقولوا بعد هذه «الفزّاعة» الاعلامية التي أطلقها رامسفيلد: إنّا نرى رؤوسا قد أينعت.. وحان قطافها!


فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي

salahalden
29-06-2005, 09:53 PM
اخى العزيز الاغبياء لا يستوعبون ومن الغباء من قتل صاحبه حتى ولو كانت امريكا