kimo17
29-06-2005, 11:44 AM
عام على نقل «السيادة» في العراق...من يملك السيادة هو الذي يقاوم الاحتلال
منقول عن "الكفاح الشعبي"
قبل عام، وبالتحديد يوم 28 حزيران (يونيو) عام 2004 اقيم احتفال في المنطقة الخضراء بمناسبة نقل «السيادة» الى حكومة اياد علاوي، وقام بهذه المهمة، الحاكم الامريكي للعراق الجديد بول بريمر.
الرئيس الامريكي جورج بوش اعتبرها لحظة تاريخية، وقال في خطاب القاه في هذه المناسبة ان عهد الحرية في العراق قد بدأ. ولكن بعد عام علي هذه الاحتفالات تبدو الصورة قاتمة تماما، فقد شهدت شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى انفجار 470 سيارة مفخخة، وحوالي 1500 شخص عراقي، والف جندي امريكي قد قتلوا.
الامريكيون وحلفاؤهم من العراقيين صوروا الانتخابات التي جرت قبل ستة اشهر على انها المخرج من كل ازمات العراق الامنية والسياسية، ولكن احتاج الامر شهرين لتشكيل الحكومة، وعندما جرى تشكيلها بعد مخاض عسير، وانتخاب رئيس للجمهورية ونوابه، تبين ان هذه الانتخابات والحكومة التي تمخضت عنها لم تحدث اي تغيير ملموس على الارض، بل حدث ما هو عكس ذلك تماما، فقد تزايدت العمليات الفدائية والسيارات الملغومة. فما زالت حكومة ابراهيم الجعفري مثل حكومة اياد علاوي اسيرة المنطقة الخضراء.
الادارة الامريكية بدأت تشعر بحجم المأزق الذي تعيشه في العراق. والشعب الامريكي بدأ يصحو تدريجيا على حرب استنزاف لقواته ولامواله مشابهة لتلك التي حدثت في فيتنام وحصدت ارواح اكثر من خمسة وستين الفا من خيرة ابنائه.
الرئيس بوش لن يحتفل بذكرى مرور عام على نقل «السيادة»، بعد ان تبين له وللشعب العراقي انه لا توجد هناك سيادة حتى يتم نقلها، فمن يملك السيادة هو الذي يقاوم الاحتلال، ولهذا اعترف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي باجراء حكومته اتصالات مع شخصيات عشائرية وحزبية قريبة من جماعات المقاومة بهدف ادخالها في السلطة.
الصحافة واجهزة الاعلام الامريكية بدأت تدرك ايضا انه جرى تضخيم خطر نظام البعث، والمبالغة في اخطاره على جيرانه والشعب العراقي، وجاء هذا الادراك بعد فشل القوات الامريكية في السيطرة على الاوضاع في العراق رغم وجود مئة وخمسين الفا من قواتها على الارض، وبعد حجم الخسائر المالية والبشرية الامريكية الضخمة في العراق.
المفاوضات مع الجماعات المسلحة مستمرة، ولكن من الصعب التفاؤل بوصولها الى نتائج ايجابية. فغالبية الجماعات المسلحة اما من حزب البعث او من المتعاطفين معه، ولهذا فانه من غير المنطقي ان تقبل الدخول في العملية السياسية وزعيمها يقبع حاليا خلف القضبان ويواجه محاكمة مهينة ربما تصدر في حقه حكما بالاعدام.
نواب الكونغرس الامريكي الذين طالبوا ادارة الرئيس بوش بضرورة وضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية كانوا محقين في موقفهم هذا، ويحظون بتأييد ستين في المئة من الشعب الامريكي، ولكن الادارة لا تريد ان تستمع اليهم، ونفي الرئيس بوش في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع ضيفه الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق اي نية لوضع مثل هذا الجدول، وان كان اعترف بصعوبة الوضع في العراق.
المخرج الوحيد للادارة الامريكية من مأزقها الدموي في العراق هو في سحب جميع قواتها باسرع وقت ممكن وترك العراقيين يدبرون شؤونهم بانفسهم، فلا يوجد شعب في العالم يقبل بوجود قوات اجنبية على ارضه، وذريعة الحرب الاهلية التي يتذرع بها من يريدون بقاء هذه القوات، يمكن الرد عليها بكل سهولة، فلو كان الوضع مستقرا في العراق بسبب وجود هذه القوات لانطوت هذه الذريعة على بعض المنطق، ولكن الوضع غير مستقر والمنطقة الخضراء هي الوحيدة الخاضعة لسلطة الحكومة، وتوفر شيئا من الامن لاعضائها، بينما معظم انحاء العراق غير آمن وخارج السلطة المركزية، وجميع الطرق المؤدية الي بغداد مقطوعة او غير آمنة.
هذه الصورة المأساوية تتبلور بعد عام من نقل «السيادة»، وستة اشهر من اجراء الانتخابات وعامين منذ بدء الاحتلال، ترى كيف ستكون عليه صورة المشروع الامريكي في العراق بعد عامين او خمسة من الآن؟
المصدر: صوت الأمة العربية
منقول عن "الكفاح الشعبي"
قبل عام، وبالتحديد يوم 28 حزيران (يونيو) عام 2004 اقيم احتفال في المنطقة الخضراء بمناسبة نقل «السيادة» الى حكومة اياد علاوي، وقام بهذه المهمة، الحاكم الامريكي للعراق الجديد بول بريمر.
الرئيس الامريكي جورج بوش اعتبرها لحظة تاريخية، وقال في خطاب القاه في هذه المناسبة ان عهد الحرية في العراق قد بدأ. ولكن بعد عام علي هذه الاحتفالات تبدو الصورة قاتمة تماما، فقد شهدت شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى انفجار 470 سيارة مفخخة، وحوالي 1500 شخص عراقي، والف جندي امريكي قد قتلوا.
الامريكيون وحلفاؤهم من العراقيين صوروا الانتخابات التي جرت قبل ستة اشهر على انها المخرج من كل ازمات العراق الامنية والسياسية، ولكن احتاج الامر شهرين لتشكيل الحكومة، وعندما جرى تشكيلها بعد مخاض عسير، وانتخاب رئيس للجمهورية ونوابه، تبين ان هذه الانتخابات والحكومة التي تمخضت عنها لم تحدث اي تغيير ملموس على الارض، بل حدث ما هو عكس ذلك تماما، فقد تزايدت العمليات الفدائية والسيارات الملغومة. فما زالت حكومة ابراهيم الجعفري مثل حكومة اياد علاوي اسيرة المنطقة الخضراء.
الادارة الامريكية بدأت تشعر بحجم المأزق الذي تعيشه في العراق. والشعب الامريكي بدأ يصحو تدريجيا على حرب استنزاف لقواته ولامواله مشابهة لتلك التي حدثت في فيتنام وحصدت ارواح اكثر من خمسة وستين الفا من خيرة ابنائه.
الرئيس بوش لن يحتفل بذكرى مرور عام على نقل «السيادة»، بعد ان تبين له وللشعب العراقي انه لا توجد هناك سيادة حتى يتم نقلها، فمن يملك السيادة هو الذي يقاوم الاحتلال، ولهذا اعترف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي باجراء حكومته اتصالات مع شخصيات عشائرية وحزبية قريبة من جماعات المقاومة بهدف ادخالها في السلطة.
الصحافة واجهزة الاعلام الامريكية بدأت تدرك ايضا انه جرى تضخيم خطر نظام البعث، والمبالغة في اخطاره على جيرانه والشعب العراقي، وجاء هذا الادراك بعد فشل القوات الامريكية في السيطرة على الاوضاع في العراق رغم وجود مئة وخمسين الفا من قواتها على الارض، وبعد حجم الخسائر المالية والبشرية الامريكية الضخمة في العراق.
المفاوضات مع الجماعات المسلحة مستمرة، ولكن من الصعب التفاؤل بوصولها الى نتائج ايجابية. فغالبية الجماعات المسلحة اما من حزب البعث او من المتعاطفين معه، ولهذا فانه من غير المنطقي ان تقبل الدخول في العملية السياسية وزعيمها يقبع حاليا خلف القضبان ويواجه محاكمة مهينة ربما تصدر في حقه حكما بالاعدام.
نواب الكونغرس الامريكي الذين طالبوا ادارة الرئيس بوش بضرورة وضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية كانوا محقين في موقفهم هذا، ويحظون بتأييد ستين في المئة من الشعب الامريكي، ولكن الادارة لا تريد ان تستمع اليهم، ونفي الرئيس بوش في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع ضيفه الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق اي نية لوضع مثل هذا الجدول، وان كان اعترف بصعوبة الوضع في العراق.
المخرج الوحيد للادارة الامريكية من مأزقها الدموي في العراق هو في سحب جميع قواتها باسرع وقت ممكن وترك العراقيين يدبرون شؤونهم بانفسهم، فلا يوجد شعب في العالم يقبل بوجود قوات اجنبية على ارضه، وذريعة الحرب الاهلية التي يتذرع بها من يريدون بقاء هذه القوات، يمكن الرد عليها بكل سهولة، فلو كان الوضع مستقرا في العراق بسبب وجود هذه القوات لانطوت هذه الذريعة على بعض المنطق، ولكن الوضع غير مستقر والمنطقة الخضراء هي الوحيدة الخاضعة لسلطة الحكومة، وتوفر شيئا من الامن لاعضائها، بينما معظم انحاء العراق غير آمن وخارج السلطة المركزية، وجميع الطرق المؤدية الي بغداد مقطوعة او غير آمنة.
هذه الصورة المأساوية تتبلور بعد عام من نقل «السيادة»، وستة اشهر من اجراء الانتخابات وعامين منذ بدء الاحتلال، ترى كيف ستكون عليه صورة المشروع الامريكي في العراق بعد عامين او خمسة من الآن؟
المصدر: صوت الأمة العربية