kimo17
28-06-2005, 03:54 PM
الفشل!
بقلم: جواد البشيتي
الولايات المتحدة شرعت تذوق "الفشل" حيث لها مِنَ المصالح والأهداف الإمبريالية الإستراتيجية ما يَفْرِضُ عليها أنْ تبذُلَ وسعها في سبيل "النجاح"، فالشرق الأوسط ليس بـ "المكان"، ولا بـ "الزمان"، اللذين يسمحان لها بابتلاع وهضم "الفشل"، والذي يفشل هنا لن يستطيع حُكم العالم. ولكنْ، ما معنى هذا "الفشل"؟ "السياسة" هي "أهداف"، تُحدِّدها "مصالح". وقَبْلَ تحقيق "الهدف"، ومِنْ أجل تحقيقه، لا بدَّ، أوَّلاً، مِنْ إجابة السؤال الآتي: "ما هي الوسائل والأساليب التي تسمح بتحقيق الهدف؟". بَعْدَ ذلك، يبدأ "العمل"، الذي يتخلَّلهُ، دائماً، "التوقُّع". و"العمل" يفضي، دائماً، إلى "نتائج". و"النتائج" هي، دائماً، ما يسمح للقادة بتمييز "النجاح" مِنَ "الفشل"، الذي لا معنى له سوى أنْ تذهب "النتيجة" بـ "التوقُّع". وما نراه، الآن، إنَّما هو "النتائج تذهبُ بالتوقُّعات".. إنَّما هو "الفشل"، الذي، في موقف إدارة الرئيس بوش منه، يشبه موت عزيز، يرفض ذووه الاعتراف بموته إلاَّ بَعْدَ دفنه!
لقد جاءت الولايات المتحدة إلى العراق لتبقى فيه، ولكنْ ليس في هذا الشكل مِنَ البقاء الذي لا يبقيها. لم تأتِ إليه، بقوَّة مصالحها الإمبريالية في داخل العراق وفي جواره، إلاَّ وهي متوقِّعة أنْ تأتي الحرب التي قادتها وخاضتها بـ "السلام الروماني" Romana Pax. وليس مِنْ أوجه هذا السلام، الذي تنشده كل قوَّة إمبريالية لديها مِنَ الإحساس بـ "العظمة" و"التفوُّق" ما يسوِّل لها حُكم العالم، أنْ يُقاتِل "المارينز" يومياً وفي كل مكان في سبيل احتفاظ الولايات المتحدة بهيمنتها الإمبريالية على العراق. كان "التوقُّع" أنْ تفضي الحرب، سريعاً، إلى قيام "حكومة عراقية ديمقراطية"، لديها مِنَ الحيوية السياسية والأمنية ما يمكِّنها مِنْ نشر الأمن والاستقرار في الداخل، وما يسمح، بالتالي، للولايات المتحدة بالاحتفاظ بوجود عسكري مِنَ النمط الذي احتفظت به في ألمانيا واليابان. ولكنَّ الذي حَدَثَ، وذهب بهذا "التوقُّع الإستراتيجي"، هو أنَّ هذه الحكومة، التي ستقتسم العراق مع الولايات المتحدة وِفْقَ مبدأ "ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، "تقوم" يومياً، لـ "تسقط" يومياً، مجبِرةً، "المارينز"، بالتالي، على أنْ يحيوا حياةً يومية مِنَ "النمط الفيتنامي". متى، وكيف، يرحلون؟ الجواب كان دائما: "لن نبقى يوماً واحدا بَعْدَ إنجاز المهمَّة وإتمام العمل". هذا الجواب معناه، بحسب منطق "السلام الروماني": "عندما تقوم مثل تلك الحكومة العراقية نرحل، أي نحتفظ بوجود عسكري دائم مِنْ ذاك النمط (مِنَ النمط الألماني أو الياباني)". ولكنْ، متى يصبح ممكناً تحقيق ذلك؟ "الفشل" حمل رامسفيلد على الجواب الجديد الآتي: "التمرُّد المسلَّح قد يستمر سنوات. عادةً، يستمرُّ 5 أو 6 أو 8 أو 10 أو 12 سنة". لقد أعلن رامسفيلد نهاية "الحلم الألماني" وبداية "الكابوس الفيتنامي".
الولايات المتحدة، وقبل أنْ تنجح في تحويل حربها في العراق إلى "سلام روماني"، بدأت حرباً جديدة، هي امتداد لحربها العراقية في المصالح والأهداف الإمبريالية، ولكن بـ "وسيلة مختلفة"، هي "الإصلاح السياسي والديمقراطي"، فشرعت "النتائج"، هنا أيضاً، تذهب بـ "التوقُّعات". في إيران، المجاوِرة، الآن، للولايات المتحدة، والمتَّهمة بالسعي إلى أنْ تصبح "قوَّة نووية"، انتهت حرب بوش لـ "نشر الديمقراطية في العالم" بهذا الفوز "المفاجئ" لـ "المتشدِّد" نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية. ومع هذا الفوز، سيتحوَّل "المدِّ الديمقراطي" في لبنان إلى "جَزْرٍ ديمقراطي"؛ لأنَّ الولايات المتحدة لن ترى "انتصاراً نهائياً وحاسماً" لـ "الديمقراطية والحرِّية" في لبنان قَبْلَ أنْ ترى نزعاً للسلاح مِنْ يد "حزب الله"، الذي هو مِنْ أهم الفائزين بفوز نجاد. أمَّا حليفها شارون فلم يُعْطِ مِنَ "السلام" إلاَّ ما يشدِّد العداء الشعبي العربي لها، وكأنَّ مصلحتها الدائمة في دعمه وتأييده هي التي تصيبُ مقتلاً مِنْ مصالحها وأهدافها الإمبريالية، التي مِنْ أجلها غزت واحتلت العراق، وبدأت معركة "نشر الديمقراطية" في العالم العربي. "الفشل" شرع يَظْهَرُ للعيان.. وفي "العمق" مِنْ أسبابه، نقول إنَّ القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم لا تملك مِنَ "الوسائل" و"الأساليب" إلاَّ ما يعود عليها وعلى مصالحها في العالم العربي بضرر لا تريده ولا تتوقَّعهُ!
جواد البشيتي
بقلم: جواد البشيتي
الولايات المتحدة شرعت تذوق "الفشل" حيث لها مِنَ المصالح والأهداف الإمبريالية الإستراتيجية ما يَفْرِضُ عليها أنْ تبذُلَ وسعها في سبيل "النجاح"، فالشرق الأوسط ليس بـ "المكان"، ولا بـ "الزمان"، اللذين يسمحان لها بابتلاع وهضم "الفشل"، والذي يفشل هنا لن يستطيع حُكم العالم. ولكنْ، ما معنى هذا "الفشل"؟ "السياسة" هي "أهداف"، تُحدِّدها "مصالح". وقَبْلَ تحقيق "الهدف"، ومِنْ أجل تحقيقه، لا بدَّ، أوَّلاً، مِنْ إجابة السؤال الآتي: "ما هي الوسائل والأساليب التي تسمح بتحقيق الهدف؟". بَعْدَ ذلك، يبدأ "العمل"، الذي يتخلَّلهُ، دائماً، "التوقُّع". و"العمل" يفضي، دائماً، إلى "نتائج". و"النتائج" هي، دائماً، ما يسمح للقادة بتمييز "النجاح" مِنَ "الفشل"، الذي لا معنى له سوى أنْ تذهب "النتيجة" بـ "التوقُّع". وما نراه، الآن، إنَّما هو "النتائج تذهبُ بالتوقُّعات".. إنَّما هو "الفشل"، الذي، في موقف إدارة الرئيس بوش منه، يشبه موت عزيز، يرفض ذووه الاعتراف بموته إلاَّ بَعْدَ دفنه!
لقد جاءت الولايات المتحدة إلى العراق لتبقى فيه، ولكنْ ليس في هذا الشكل مِنَ البقاء الذي لا يبقيها. لم تأتِ إليه، بقوَّة مصالحها الإمبريالية في داخل العراق وفي جواره، إلاَّ وهي متوقِّعة أنْ تأتي الحرب التي قادتها وخاضتها بـ "السلام الروماني" Romana Pax. وليس مِنْ أوجه هذا السلام، الذي تنشده كل قوَّة إمبريالية لديها مِنَ الإحساس بـ "العظمة" و"التفوُّق" ما يسوِّل لها حُكم العالم، أنْ يُقاتِل "المارينز" يومياً وفي كل مكان في سبيل احتفاظ الولايات المتحدة بهيمنتها الإمبريالية على العراق. كان "التوقُّع" أنْ تفضي الحرب، سريعاً، إلى قيام "حكومة عراقية ديمقراطية"، لديها مِنَ الحيوية السياسية والأمنية ما يمكِّنها مِنْ نشر الأمن والاستقرار في الداخل، وما يسمح، بالتالي، للولايات المتحدة بالاحتفاظ بوجود عسكري مِنَ النمط الذي احتفظت به في ألمانيا واليابان. ولكنَّ الذي حَدَثَ، وذهب بهذا "التوقُّع الإستراتيجي"، هو أنَّ هذه الحكومة، التي ستقتسم العراق مع الولايات المتحدة وِفْقَ مبدأ "ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، "تقوم" يومياً، لـ "تسقط" يومياً، مجبِرةً، "المارينز"، بالتالي، على أنْ يحيوا حياةً يومية مِنَ "النمط الفيتنامي". متى، وكيف، يرحلون؟ الجواب كان دائما: "لن نبقى يوماً واحدا بَعْدَ إنجاز المهمَّة وإتمام العمل". هذا الجواب معناه، بحسب منطق "السلام الروماني": "عندما تقوم مثل تلك الحكومة العراقية نرحل، أي نحتفظ بوجود عسكري دائم مِنْ ذاك النمط (مِنَ النمط الألماني أو الياباني)". ولكنْ، متى يصبح ممكناً تحقيق ذلك؟ "الفشل" حمل رامسفيلد على الجواب الجديد الآتي: "التمرُّد المسلَّح قد يستمر سنوات. عادةً، يستمرُّ 5 أو 6 أو 8 أو 10 أو 12 سنة". لقد أعلن رامسفيلد نهاية "الحلم الألماني" وبداية "الكابوس الفيتنامي".
الولايات المتحدة، وقبل أنْ تنجح في تحويل حربها في العراق إلى "سلام روماني"، بدأت حرباً جديدة، هي امتداد لحربها العراقية في المصالح والأهداف الإمبريالية، ولكن بـ "وسيلة مختلفة"، هي "الإصلاح السياسي والديمقراطي"، فشرعت "النتائج"، هنا أيضاً، تذهب بـ "التوقُّعات". في إيران، المجاوِرة، الآن، للولايات المتحدة، والمتَّهمة بالسعي إلى أنْ تصبح "قوَّة نووية"، انتهت حرب بوش لـ "نشر الديمقراطية في العالم" بهذا الفوز "المفاجئ" لـ "المتشدِّد" نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية. ومع هذا الفوز، سيتحوَّل "المدِّ الديمقراطي" في لبنان إلى "جَزْرٍ ديمقراطي"؛ لأنَّ الولايات المتحدة لن ترى "انتصاراً نهائياً وحاسماً" لـ "الديمقراطية والحرِّية" في لبنان قَبْلَ أنْ ترى نزعاً للسلاح مِنْ يد "حزب الله"، الذي هو مِنْ أهم الفائزين بفوز نجاد. أمَّا حليفها شارون فلم يُعْطِ مِنَ "السلام" إلاَّ ما يشدِّد العداء الشعبي العربي لها، وكأنَّ مصلحتها الدائمة في دعمه وتأييده هي التي تصيبُ مقتلاً مِنْ مصالحها وأهدافها الإمبريالية، التي مِنْ أجلها غزت واحتلت العراق، وبدأت معركة "نشر الديمقراطية" في العالم العربي. "الفشل" شرع يَظْهَرُ للعيان.. وفي "العمق" مِنْ أسبابه، نقول إنَّ القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم لا تملك مِنَ "الوسائل" و"الأساليب" إلاَّ ما يعود عليها وعلى مصالحها في العالم العربي بضرر لا تريده ولا تتوقَّعهُ!
جواد البشيتي