المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق مقبرة الغزاة



kimo17
28-06-2005, 03:26 PM
العراق مقبرة الغزاة


بقلم: فواز العجمي

يبدو أن الإدارة الأمريكية تملك من «الغباء» ما يفوق ما تملكه من «أكاذيب» عندما تصورت أن تلك الأكاذيب التي غزت بها العراق بدءاً من أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام العراقي السابق بتنظيم القاعدة وانتهاء بأكاذيب الديمقراطية والحرية للشعب العراقي الذي قال: «نار صدام حسين ولا جنة الاحتلال» عندما ضاق هذا الشعب ذرعاً بجرائم الاحتلال من إبادة جماعية لمدن عراقية كاملاً وتدنيس القرآن الكريم في القائم والشرف العراقي في سجن أبو غريب وقتل حوالي 100 ألف عراقي، بالإضافة إلى آلاف السجناء في سجون الاحتلال.

بعد اكتشاف هذه «الأكاذيب اكتشفنا أن هذه الإدارة «غبية» أيضا لأنها لم تحسب حساباً لثمن الاحتلال.. ولم تدرس دراسة علمية موضوعية طبيعة الشعب العراقي، ولم تحاول فهم هذا الشعب وكيف يفكر وماذا يريد ومن هو؟!!


أعتقد أن هذه الإدارة لو فكرت قليلاً وبهدوء وبعيداً عما صوره لها العملاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية لأدركت أن الشعب العراقي شعب مقاوم ومجاهد ومناضل، يرفض الذل ويرفض الاستسلام ويرفض المهانة والمذلة، لأنه شعب عربي مسلم، آمن بالله رباً وآمن بحقه بالحرية والكرامة والتحرر ولعل في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني خير دليل على صلابة ورجولة وشجاعة وبسالة هذا الشعب الذي يملك من المخزون الحضاري والفكري والعقائدي ما يجعله من أوائل الشعوب التي يحترمها التاريخ ويقف إجلالاً أمام أسوارها، هذه الأسوار التي بدأت تتساقط فوقها أشلاء الاحتلال منذ أول يوم من تدنيس هذه الأرض العربية الطاهرة.


لقد قلنا وكتبنا مراراً وتكراراً إن الشعب العربي العراقي لن يستسلم للاحتلال ولن يرضخ لإرادة المحتل وسوف يلقن هذا الغازي دروساً في الفداء والتضحية لن ينساها على مر التاريخ وتوجهنا للإدارة الأمريكية، وقلنا إن عملاءك الذين خدعوك بأن الشعب العراقي سوف يستقبلك بالورود كاذبون مثلك تماماً، فاخرج من أرض الرافدين فوراً وقبل أن يتحول العراق إلى مقبرة للغزاة.


لكن هذه الإدارة الأمريكية الحالية أبت إلا أن تستمر في «الكذب» و«الغباء» وهاهي تتجرع سم الهزيمة أمام ضربات المقاتلين العراقيين البواسل، وتحاول الآن البحث عن مخرج للهزيمة يحفظ لها ماء الوجه الذي انسكب عاراً وذلاً وخذلاناً بفعل المقاومة العراقية الباسلة ولن يحفظ ماء هذا الوجه ما صرح به وأقره وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بعقد لقاءات مع من وصفهم بالمتمردين في العراق، علماً أن هذه التصريحات عارية عن الصحة، كما أعلن عنها الكثير من فصائل المقاومة العراقية لكنها تعتبر رغم أنها «كاذبة» محاولة من هذه الإدارة للبحث عن مخرج للهزيمة، خاصة إذا علمنا أن هذه الإدارة رفضت مراراً التفاوض مع المقاومة في بداية الاحتلال لأنها قالت إن التفاوض مع من وصفتهم بـ«الإرهابيين» يعني الاعتراف بهم، وهاهي اليوم «تتوسل» للتفاوض ولكن بعد فوات الأوان!!


فواز العجمي